العتبة العلوية المقدسة - قصة ابن قولويه والقرامطة -
» سيرة الإمام » » المناسبات » حياة الامام المهدي والغيبتين والظهور » من معاجز الامام المهدي عليه السلام » قصة ابن قولويه والقرامطة

 

قصة ابن قولويه والقرامطة

 

* الخرائج عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحج، وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت، وكان اكبر همي من ينصب الحجر لأنه مضى في أثناء الكتب قصة أخذه وانه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج، وضعه زين العابدين (عليه السلام) واستقر فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ إلى ما قصدته فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة اسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ وقلت: هي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه، واخذ جوابه، وإنما أندبك لهذا.

 

قال: فقال المعروف بابن هشام، لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه، فاقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فاقبل غلام اسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه، فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجاً من الباب، فنهضت من مكاني اتبعه وادفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل، والناس يفرجون لي، وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع المشي خلفه، وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه، فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إليّ فقال: هات ما معك.

 

فناولته الرقعة فقال: من غير أن ينظر إليها قل له لا خوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة.

 

قال: فوقع عليّ الدفع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف.

 

قال أبو القاسم: فحضر وأعلمني بهذه الجملة, فلما كان سنة سبع وستين اعتل أبو القاسم واخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره، فكتب0وصيته واستعمل الجد في ذلك.

 

فقيل له: ما هذا الخوف؟ ونرجو أن يتفضل الله بالسلامة، فما عليك بمخوفة.

 

فقال: هذه السنة التي خوفت فيها، فمات في علته ومضى