العتبة العلوية المقدسة - سورة آل عمران -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة آل عمران

 

سورة آل عمران
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَمِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
* ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي اللهعنه)، عن ابن عباس قال: المحكمات ناسِخُهُ، وحَلالُهُ وحرامه وحدوده وفرائضه ومايؤمن به، والمتشابهات منسوخة ومقدّمه ومؤخّره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعملبه) تفسير السيوطي 2: 4(
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْزَيْغٌ
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (عليه السلام )، عن ابن عباس: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْزَيْغٌ} يعني أهل الشك، فيحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم،ويلبسون، فلبّس الله عليهم، {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّاللهُ} قال: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلاّ الله(تفسير السيوطي 2: 5.)
*ـ أخرج ابن النجار في (تاريخ بغداد)، عن علي (عليه السلام)، أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في خطبته: أيّها الناس قد بيّن اللهلكم في محكم كتابه ما أحلّ لكم وما حرّم عليكم، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه،وآمنوا بمتشابهه واعملوا بمحكمه واعتبروا بأمثاله(تفسير السيوطي 2: 6.)
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُوَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اعلم أنّ الراسخين في العلم همالذين أغناهم الله عن الإقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الإقرار بجملةما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فقالوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّمِنْ عِنْدِ رَبِّنا}، فمدح الله عزّ وجلّ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لميحيطوا به علماً، وسمّى تركهم التعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عنه منهم رسوخاً،فاقتصر على ذلك، ولا تقدّر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين(تفسير الصافي 1: 319; العياشي 1: 163; تفسير البرهان 1: 271;)
شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَوَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ
*ـ ابن السني، حدّثنا أبو جعفر بكر، حدّثنا محمّد بن زنبور المكّي، حدّثناالحارث بن عمير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إنّ فاتحة الكتاب وآية الكرسيوالآيتين من آل عمران {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّهُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلهَ إِلاَّهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الاِْسْلاَمُ} و {قُلِ اللّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْتَشَاءُ وَتُنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّمَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ـ إلى قوله ـ بِغَيْرِ حِسَاب (هنّ) معلقات (بالعرش) ما بينهنّ وبين الله حجاب، لما أرادالله أن ينزلهنّ تعلقن بالعرش، قلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك، فقالالله: وعزّتي حلفت لا يقرؤكنّ أحد من عبادي دبر كلّ صلاة ـ يعني المكتوبة ـ إلاّجعلت الجنّة مثواه على ما كان فيه، وإلاّ أسكنته حظيرة القدس، وإلاّ نظرت إليهبعيني المكنونة كلّ يوم سبعين نظرة، وإلاّ قضيت له كلّ يوم سبعين حاجة أدناهاالمغفرة، وإلاّ أعذته من كلّ عدوٍّ ونصرته منه ولا يمنعه من دخول الجنّة إلاّالموت(عمل اليوم والليلة (ابن السني): 48 ح125; تفسير السيوطي 2: 12.)
لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونُ الْكَافِرِينَأَوْلِيَآءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (عليه السلام)، عن ابن عباس قال: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفّار ويتّخذوهم وليجة مندون المؤمنين، إلاّ أن يكون الكفّار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطفويخالفونهم في الدين، وذلك قوله: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوامِنْهُمْ تُقَاةً(تفسير السيوطي 2: 16.)
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَإِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْبَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
*ـ أخرج ابن سعد، وابن أبي حاتم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، أنّعلياً (رضي الله عنه) قال للحسن: قم فاخطب الناس، قال: إنّي أهابك أن أخطب وأناأراك، فتغيّب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه، فقام الحسن(عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وتكلّم، ثمّ نزل، فقال علي عليه السلام):ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌعَلِيمٌ(تفسير السيوطي 2: 18.)
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثى وَاللهُأَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ
*ـ عن علي (عليه السلام) قال: إنّ الله أوحى إلى عمران إنّي واهب لك ذكراًسوياً مباركاً يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، وجاعله رسولا إلى بنيإسرائيل، فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك وهي اُمّ مريم، فلما حملت بها كان حملها عندنفسها غلاماً، فلما وضعتها قالت: ربّ إنّي وضعتها اُنثى وليس الذكر كالاُنثى، لاتكون البنت رسولا، يقول الله تعالى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَاوَضَعَتْ} فلمّا وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشّر به عمران ووعدهإيّاه، فإذا قلنا في الرجل منّا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكرواذلك(تفسير الصافي 1: 330; مجمع البيان 1: 435)
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ
*ـ أخرج ابن جرير، من طريق علي (عليه السلام)، عن ابن عباس في قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}يقول: أدّوا فرائضي {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} يقول: فيعطيهمجزاء أعمالهم الصالحة كاملا لا يبخسون منه شيئاً ولا ينقصونه) تفسير السيوطي 2: 37(
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَاوَأَبْنَاءَكُمْ
*ـ عن المنذر، قال: حدّثنا علي (عليه السلام) قال: لمّا نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآية، قال: أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما (عليهما السلام)، فقال رجل من النصارى: لاتفعلوا فيصيبكم عَنَت فلم يدعوا) تفسير العياشي 1: 177; تفسير البرهان 1: 290.(
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَنَصْرَانِيّاً وَلكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً
*ـ عن عبد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاًوَلاَ نَصْرَانِيّاً} لا يهودياً يصلّي إلى المغرب، ولا نصرانياً يصلّي إلىالمشرق، {وَلكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً} يقول: كانحنيفاً مسلماً على دين محمّد (صلى الله عليه وآله(تفسير العياشي 1: 177; تفسير نور الثقلين 1: 352; تفسير البرهان 1: 290; البحار 6: 652.)
*ـ عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاًوَلاَ نَصْرَانِيّاً} لا يهوديّاً يصلّي إلى المغرب، ولا نصرانياً يصلّي إلىالمشرق، ولكن كان حنيفاً مسلماً، (يقول كان على دين محمّد(تفسير العياشي 1: 177; تفسير الصافي 1: 346; البحار 12: 11)
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَلَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
*ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ أولى الناس بالأنبياء أعلمهمبما جاؤوا به،ثمّ تلا هذه الآية قال: إنّ وليّ محمّد (صلى الله عليهوآله) من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإنّ عدوّ محمّد (صلى الله عليه وآله) من عصىالله وإن قربت قرابته) مجمع البيان 1: 458; تفسير الصافي 1: 347.(.
وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ
*ـ عن أبي معمّر السعدي، قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله {وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يعني لاينظر إليهم بخير، أي لا يرحمهم(تفسير العياشي 1: 180; البحار 4: 10; تفسير البرهان 1: 293.)
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُالْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداًلِي
*ـ عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل، قال له المأمون: يا أبا الحسنبلغني أنّ قوماً يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد؟ فقال الرضا (عليه السلام) : حدّثني أبي موسى ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيهعليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله لا ترفعوني فوق حقي فإنّ الله تعالى اتّخذني عبداً قبل أنيتخذني نبياً، قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَر أَنْيُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِكُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَاكُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلاَيَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباًأَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.وقال علي (عليه السلام) : يهلك فيّ إثنان ولا ذنب لي: محبّ مفرط، ومبغض مفرط،وإنّالنبرأ إلى الله تعالى ممّن يغلو فينا، ويرفعنا فوقحدّنا، كبراءة عيسى بن مريم (عليه السلام) من النصارى(عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ، باب الردّ على الغلاةوالمفوّضة 2: 201; تفسير نور الثقلين 1: 357; البحار 25: 134.).
وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَلَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌمَصَدِّقٌ
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الله أخذ الميثاق على الأنبياءقبل نبيّنا أن يخبروا اُممهم بمبعثه ويبشّروهم به ويأمروهم بتصديقه(مجمع البيان 1: 468; تفسير الصافي 1: 351.).
*ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لم يبعث الله نبياً، آدم ومن بعده إلاّأخذ عليه العهد، لئن بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) وهو حيّ ليؤمننّ بهولينصرنّه، وأمره أن يأخذ العهد بذلك على قومه(مجمع البيان 1: 468; تفسير الصافي 1: 351.)
*ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: لم يبعث الله نبيّاً، آدم فمن بعده إلاّأخذ عليه العهد في محمّد (صلى الله عليه وسلم) لئن بعث وهو حيّ ليؤمننّ بهولينصرنّه، ويأمره فيأخذ العهد على قومه ثمّ تلا: {وَإِذْ أَخَذَاللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّجَاءَكُمْ رَسُولٌ مَصَدِّقٌ }الآية، إلى قوله: {قَالَفَاشْهَدُوا} يقول: فاشهدوا على اُممكم بذلك {وَأَنَامَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} عليكم وعليهم، {فَمَنْتَوَلَّى} عنك يا محمّد بعد هذا العهد من جميع الاُمم {فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ همالعاصون في الكفر(كنز العمال 2: 377 ح4296; تفسير السيوطي 2: 48.)
*ـ في كتاب (الواحدة) عن الباقر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ اللهتعالى أحد واحد تفرّد في وحدانيّته تعالى، ثمّ تكلّمبكلمة فصارت نوراً، ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً (صلى الله عليه وآله) وخلقنيوذريّتي، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا،فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتجب على خلقه، فما زلنا في ظلّة خضراء لا شمس ولاقمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف، نعبده ونقدّسه ونسبّحه وذلك قبل أن يخلق خلقه،وأخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا وذلك قوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُكُمْ مِنْكِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّبِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} يعني لتؤمننّ بمحمّد (صلى الله عليه وآله) ولتنصرنّوصيّه، وسينصرونه جميعاً، وإنّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد (صلى الله عليهوآله) بنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمّداً وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت للهبما أخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد (صلى الله عليه وآله) ، ولم ينصرنيأحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصروني ويكون لي ما بينمشرقها إلى مغربها، وليبعثهم الله أحياء من آدم إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) ،الحديث) تفسير الصافي 1: 351(
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوامِمَّا تُحِبُّونَ
*ـ اشترى علي (عليه السلام) ثوباً فأعجبه فتصدّق به وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنّة، ومنأحبّ شيئاً فجعله لله قال الله يوم القيامة: قد كان العباد يكافؤون فيما بينهمبالمعروف، وأنا اُكافيك اليوم بالجنّة) تفسير الصافي 1: 355.(.
إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِيبِبَكَّةَ
*ـ عن الشعبي، عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَمُبَارَكاً} قال: كانت البيوت قبله ولكنّه كان أوّل بيت وضع لعبادةالله(كنز العمال 2: 378 ح4297.)
*ـ عن علي (عليه السلام) أنّ رجلا قال له: أهو أوّل بيت؟ قال: لا، قد كانقبله بيوت، ولكنّه أوّل بيت وضع للناس مباركاً، فيه الهدى والرحمة والبركة(تفسير الرازي 8: 154.)
*ـ عن علي (رضي الله عنه): هو أوّل بيت خصّ بالبركة، وبأنّ من دخله كانآمناً) تفسير الرازي 8: 158.(
وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِاسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا
*ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: لما نزلت هذه الآية {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِسَبِيلا} قالوا: يا رسول الله أفي كلّ عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كلّ عام؟فسكت، ثمّ قالوا: أفي كلّ عام؟ قال: لا، ولو قلت: نعم لوجبت، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْتُبْدَ لَكُمْ تُسُؤْكُمْ  إلى آخر الآية(كنز العمال 2: 399 ح4352.).
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَحَقَّ تُقَاتِهِ
*ـ وكيع، حدّثنا سفيان بن مرّة الهمداني، عن عبد خير، قال: سألت عليّابن أبي طالب (عليه السلام) عن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّتُقَاتِهِ} قال:والله ما عمل بها غير أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحن ذكرنا اللهفلا ننساه، ونحن شكرناه فلا نكفره، ونحن أطعناه فلا نعصيه، فلما نزلت هذه الآيةقالت الصحابة: لا نطيق ذلك، فأنزل الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَمَا اسْتَطَعْتُمْ(مناقب ابن شهر آشوب 2: 177 باب قرابته; تفسير البرهان 1: 304)
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحّاس في ناسخه، منطريق علي (عليه السلام)، عن ابن عباس في قوله: {اتَّقُوا اللهَحَقَّ تُقَاتِهِ} قال: لم تنسخ ولكن حقّ تقاته أن يجاهدوا في الله حقّ جهادهولا تأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهمواُمّهاتهم(تفسير السيوطي 2: 59.)
وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواوَاخْتَلَفُوا
*ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم إنّما هلك منكان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله(تفسير السيوطي 2: 62.)
وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُوَالاَْرْضُ
*ـ عن وكيع الثوري، عن السدي، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، إذا أقبل كعببن الأشرف ومالك بن الصيفي وحيّ بن أخطب، فقالوا: إنّ في كتابكم {وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُوَالاَْرْضُ} إذا كانت سعة جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين، فالجنان كلّهايوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر: لا أعلم، فبينما هم في ذلك إذ دخل علي (عليهالسلام) فقال: في أيّ شيء أنتم؟ فالتفت اليهودي وذكر المسألة، فقال (عليه السلام) لهم: خبروني إنّ النهار إذا أقبل الليل أين يكون، والليل إذا أقبل النهار أين يكون؟فقال له: في علم الله يكون، قال علي (عليه السلام) : كذلك الجنان تكون في علم الله،فجاء علي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك، فنزل {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَتَعْلَمُونَ(مناقب ابن شهر آشوب 2: 352 باب قضاياه (عليه السلام) في حياةالرسول; تفسيرالبرهان 2: 372.)
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوالِذُنُوبِهِمْ
* ـ قال علي [ (عليه السلام) أنّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: ما من عبد يذنب ذنباً، فيحسنالطهور ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين، ثمّ يستغفر الله إلاّ غفر الله له، ثمّ قرأ هذهالآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواأَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الآية،والاُخرى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْنَفْسَهُالآية(مسند أبي داود الطيالسي 2: 86 ح1521.).
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَىاللهِ
* ـ أخرج ابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى اللهعليه وسلم) عن العزم،فقال: مشاورة أهل الرأي ثمّ اتّباعهم(تفسير السيوطي 2: 91.)
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْأَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْإِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ
*ـ أخرج ابن شيبة، والترمذي وحسّنه، وابن جرير، وابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: جاء جبرئيل (يوم بدر) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يامحمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الاُسارى، وقد أمرك أنتخيّرهم بين أمرين: إمّا أن يقدّموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء على أنيقتل منهم عدّتهم، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس فذكر ذلك لهم،فقالوا: يا رسول الله عشائرنا وإخواننا نأخذ فداءهم فنقوى به على قتال عدوّنا،ويستشهد منّا بعدّتهم، فليس في ذلك ما نكره، فقتل منهم يوم اُحد سبعون رجلا، عدّةاُسارى أهل بدر) تفسير السيوطي 2: 93; تفسير الرازي 9: 82.(
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَقَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
* ـ علي بن الحسين المرتضى، نقلا عن تفسير النعماني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُإِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ اِيمَاناًوَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} نزلت هذه الآية في نعيم بنمسعود الأشجعي، وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا رجع من غزاة اُحد،وقد قتل عمّه حمزة، وقُتل من المسلمين من قُتِل وجُرح من جرح، وانهزم من انهزم ولمينله القتل والجرح، أوحى الله تعالى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أخرج فيوقتك هذا لطلب قريشولا تُخرج معك من أصحابك إلاّ من كانت به جراحة، فأعلمهمبذلك، فخرجوا معه على ما كان بهم من الجراح حتّى نزلوا منزلا يُقال له حمراء الأسد،وكانت قريش قد جدّت السير فرقاً، فلما بلغهم خروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طلبهم خافوا، فاستقبلهم رجل من أشجع يقال له نعيم بن مسعود يريد المدينة، فقالله أبو سفيان صخر بن حرب: يا نعيم هل لك أن أضمن لك عشر قلائص وتجعل طريقك علىحمراء الأسد فتخبر محمّداً أنه جاء مدد كثير من حلفائنا من العرب، كنانة وعشريتهم،والأحابيش، وتَهوّل عليهم ما استطعت فلعلّهم يرجعون عنّا، فأجابه إلى ذلك، وقصدحمراء الأسد، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، قال: إنّ قريشاً يصبحونكمبجمعهم الذي لا قوام لكم به، فاقبلوا نصيحتي وارجعوا، فقال أصحاب رسول الله (صلىالله عليه وآله) : {حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} اعلم أنّا لا نبالي بهم، فأنزل الله سبحانه على رسوله {الَّذينَاسْتَجَابُوا للهِِ وَالرَّسُولِ} إلى قوله: {وَنِعْمَالْوَكِيلُ }وإنّما كان القائل نعيم بن مسعود، فسمّاه الله باسم جميعالناس(رسالة المحكم والمتشابه: 24; البحار 20: 110.)
مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىمَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
* ـ أخرج ابن أبي حاتم، من طريق علي (عليه السلام)، عن ابن عباس قال: يقولللكفّار: {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى مَاأَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }فيميّز أهلالسعادة من أهل الشقاوة(تفسير السيوطي 2: 104.)
نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ اللهِخَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ
* ـ عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلىالله عليه وآله) في قوله: {نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَاعِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ} [ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ](2) قال: أنت الثواب وأنصارك الأبرار(تفسير العياشي 1: 212; تفسير البرهان 1: 333; تفسير نور الثقلين 1: 425; البحار 9: 101.)
* ـ عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {نُزُلا (ثَوَاباً) مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌلِلاَْبْرَارِ}قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنت الثواب،وأنصارك (أصحابك) الأبرار) تفسير العياشي 1: 212; تفسير البرهان 1: 333;(