هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء
ابن شهر آشوب في المناقب قال: الجلاء، والشفاء: في خبر أنّه لمّا مضى الرضا عليه السلام جاء محمد بن جمهور العمى [ القمي ] والحسن بن راشد، وعلي بن مدرك، وعلي بن مهزيار، وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة، وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السلام فقالوا: بـ (صربا) وهي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة، فجئنا ودخلنا القصر، فإذا الناس فيه متكابسون، فجلسنا معهم، إذ خرج عبد الله بن موسى وهو شيخ، فقال الناس: هذا صاحبنا، فقال الفقهاء: قد روينا عن أبي جعفر، وأبي عبد الله o أنّه لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين، وليس هذا صاحبنا، فجاء حتى جلس في صدر المجلس، فقال رجل: ما تقول أعزّك الله في رجل أتى حماره؟
فقال: تقطع يده، ويضرب الحدّ، وينفى من الأرض سنة.
ثم قام إليه آخر فقال: ما تقول أصلحك الله في رجل طلّق إمرأته عدد نجوم السماء؟
فقال: بانت منه بصدر الجوزا والنسر الطائر والنسر الواقع.
فتحيّرنا في جرأته على الخطأ.
إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السلام وهو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، وقام عبد الله بن موسى من مجلسه فجلس بين يديه عليه السلام وجلس أبو جعفرعليه السلام في صدر المجلس.
ثم قال عليه السلام : سلوا رحمكم الله.
فقام إليه الرجل الأول وقال: ما تقول أصلحك الله في رجل أتى حماره؟
قال عليه السلام : يضرب دون الحدّ، ويغرم ثمنها، ويحرّم ظهرها، ونتاجها، وتخرج إلى البرّية حتى تأتي عليها منيّتها، سبع أكلها، ذئب أكلها..
ثم قال عليه السلام بعد كلام: يا هذا، ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها، ويفجر بها، يوجب عليه القطع بالسرقة، والحدّ بالزنا، والنفي إذا كان عزباً، فلو كان محصناً لوجب عليه القتل والرجم.
فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟
قال عليه السلام : تقرأ القرآن.
قال: نعم.
قال عليه السلام : اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: ]وأقيموا الشهادة لله[(
[1]) يا هذا، لا طلاق إلا بخمس: شهادة شاهدين عدلين، في طهر من غير جماع، بإرادة وعزم…
ثم قال عليه السلام بعد كلام: يا هذا، هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء؟
[2]).
قال: وقد روى عنه المصنفون نحو أبي بكر أحمد بن ثابت في تاريخه، وأبي إسحاق الثعلبي في تفسيره، ومحمد بن منده بن مهربد في كتابه..