الامام الصادق عليه السلام ورواة حديثه
عن ميمون بن عبدالله قال : أتى قوم أبا عبدالله عليه السلام يسألونه الحديث من الامصار وأنا عنده ، فقال لي : أتعرف أحدا من القوم ؟ قلت : لا فقال : كيف دخلوا علي ؟ قلت : هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه ، لا يبالون ممن أخذوا ، فقال لرجل منهم : هل سمعت من غيري من الحديث ؟ قال : نعم قال :
فحدثني ببعض ما سمعت . قال : إنما جئت لاسمع منك ، لم أجئ احدثك ، وقال للآخر : ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع ؟
قال : تتفضل أن تحدثني بما سمعت ، أجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا ؟
قال : لا
قال : فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله
قال : حدثني سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : النبيذ كله حلال إلا الخمر ، ثم سكت
فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
قال : حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال : من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ، ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة ذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء ، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ، ويوما وليلة في الحضر ، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال : كلوها ، فان الله تعالى يقول : " اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ثم سكت .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
فقال : فقد حدثتك بما سمعت
فقال : أكل الذي سمعت هذا ؟
قال : لا
قال : زدنا
قال : حدثنا عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال : أشياء صدق الناس بها ، وأخذوا بما ليس في كتاب الله لها أصل ، منها : عذاب القبر ومنها الميزان ، ومنها الحوض ، ومنها الشفاعة ، ومنها النية ، ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فثياب عليه ولا يثاب الرجل إلا بما عمل إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا
قال : فضحكت من حديثه ، فغمزني أبوعبدالله عليه السلام أن كف حتى نسمع .
قال : فرفع رأسه إلي فقال : وما يضحك ؟ من الحق أم من الباطل ؟
قلت له : أصلحك الله وأبكي ؟ ! وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث ؟ فسكت ،
فقال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
قال : حدثني سفيان الثوري ، عن محمد بن المنكدر أنه رأى عليا عليه السلام على منبر بالكوفة وهو يقول : لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لاجلدنه حد المفتري ،
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
فقال : حدثني سفيان عن جعفر أنه قال : حب أبي بكر وعمر إيمان ، وبغضهما كفر .
قال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
قال : حدثني يونس بن عبيد ، عن الحسن أن عليا عليه السلام أبطأ على بيعة أبي بكر فقال له عتيق : ما خلفك عن البيعة ؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك ، فقال علي عليه السلام خليفة رسول الله لا تثريب ،
فقال له أبو عبدالله عليه السلام : زدنا .
قال : حدثني سفيان الثوري ، عن الحسن أن أبابكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح ، وان أبابكر سلم بينه وبين
نفسه ، ثم قال : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك ،
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
قال : حدثني نعيم بن عبيدالله ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : ود علي بن أبي طالب عليه السلام أنه بنخيلات ينبع ، يستظل بظلهن ، ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان ، وحدثني به سفيان ، عن الحسن ،
قال أبوعبدالله عليه السلام : زدنا
قال : حدثنا عباد ، عن جعفر بن محمد أنه قال : لما رأى علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل كثرة الدمآء ، قال لابنه الحسن : يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ ،
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : زدنا .
قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين بكى عليهم ، ثم قال : جمع الله بيني وبينهم في الجنة
قال : فضاق بي البيت وعرقت ، وكدت أن أخرج من مسكي فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبدالله عليه السلام فكففت فقال له أبوعبدالله عليه السلام : من أي البلاد أنت ؟
قال : من أهل البصرة
قال : هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه ؟
قال : لا
قال : فهل سمعت منه شيئا فط ؟
قال : لا .
قال : فهده الاحاديث عندك حق ؟
قال : نعم .
قال : فمتى سمعتها ؟
قال : لا أحفظ
قال : إلا أنها أحاديث أهل مصرنا ، منذ دهرنا لا يمترون فيها .
قال له أبوعبدالله عليه السلام : لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب وقال : لا أعرفها ولم احدث بها ، هل كنت تصدقه ؟
قال : لا
قال : لم ؟
قال : لانه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز قوله .
فقال : اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي ، عن جدي .
قال : ما اسمك ؟
قال : ما تسأل عن اسمي إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : خلق الله الارواح قبل الجساد بألفي عام ، ثم أسكنها الهواء ، فما تعارف منها ثم ايتلف ههنا ، وما تناكر ثم اختلف ههنا ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن لم يدركه آمن به في قبره ،
يا غلام ضع لي ماءا وغمزني وقال : لا تبرح ، وقام القوم فانصرفوا ، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه . ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال : أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟
قلت : أصلحك الله ما هؤلاء ، وما حديثهم ؟
قال أعجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ، مالم أقل ولم يسمعه عني أحد ، وقولهم : لو أنكر الاحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ، ولا أملى لهم ثم قال لنا : إن عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قال على أطرافها ثم قال : لعنك الله يا أنتن الارض ترابا ، وأسرعها خرابا ، وأشدها عذابا ، فيك الداء الدوي ، قيل : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كلام القدر الذي فيه الفرية على الله ، وبغضنا أهل البيت ، وفيه سخط الله ، وسخط نبيه صلى الله عليه وآله وكذبهم علينا أهل البيت ، واستحلالهم الكذب علينا