محّبك حُّبك قد نوّر

وطيبك ذكرك قد عطّر

يا شمس الفضل ومنبعه

وعلياً في اعلا منظر

تأريخك عدلك احرفه

كلٌّ منها يحكي حيدر

باقٍ مادمت بجوهره

انك مصدر هذا الجوهر

الوصف لذاتك يعجزني

منذا يحصي بحر الكوثر

يا من نهجك في قارئه

بعد القرآن لمن فكّر

يا قالع باب يهود الحصـ

ــن وقاتل مرحبه المفتر

يا من حبُّك في القلب

اداة الخير لضرب الشر

من غيُرك للمختار أخٌ لماّ

في دعوته لعشيرته أنذر

يكفيك لبيعتك الهادي

بغدير الخمّ لقد بشّر

ويلٌّ للخاطر في خمّ

ولمن بايعه انكر

انت الكرار ومن سيفــــــ

ـــك لا يسلم الاّ من فرّ

عجباً عجباً رأس الجبن

يفلق رأس الموت الاحمر

كيف الموت دنا الموت

وفي السيف لهاميه طبّر

هل يدري ابنُ الملجم في قتـــ

ــلك من اغضب فيه ومن سّر

اغضب باري الكون وها

دي الناس وسرّ الكفر له امرّ

ولقد ابكى الدين الدنيا

في فقد محاميه الاكبر

من بعدك للمنبر والتوجيه

وللسيف وللمزبر

هل يدري ابن الملجم مامتّ

لقد مات هو الاحقر

انت البدر وهل يخفى

بدرٌ في الليل اذا ازهر

انت الاشهر من ان تعرف

بين الناس البطل الاشهر

وبشهر الصوم وفرض الصـــ

ــبح جرى دمك الزاكي الاطهر

وبجوّ المحراب علا شجنٌ

ووجومٌ عن حادثه عبّر

والكوفة في مسجدها اضحت

حيرى والحزن لها سعّر

ولأ عينها دمك الجاري

منها كالسيل دماً فجّر

وسرى الخطب فما بلدٌ

الاّ والرزءُ به أثّر

الله بقتلك ما فعلوا

قتلوا المعروف ليبق المنكر

ولصفو الجوُّ لباطلهم

من حّد حسامك ما يحذر

تاالله بقتلك ما غنموا

والطيشُ بباطنهم أجهر

فشهادةُ ذاتك خالدةٌ 

مادام الحقُ لها صوّر

وقُبابُ ضريحك شاهقةٌ

وقبور خصومك لم تذكر