فضائل شهر رمضان
* - عن أبي جعفر عليه السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر وهو شهر رمضان فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور وهو شهر الصبر وأن الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المساواة ( المساواة ) وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمنين ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى فقيل له يا رسول الله : ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما فقال : ان الله تعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم من لا يقدر إلا على مذقة من لبن ففطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون الله تعالى بهما وخصلتين لا غنى بكم عنهما أما اللتان ترضون الله تعالى بهما فشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله واما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله حوائجكم والجنة وتسألون فيه العافية وتتعوذون من النار.
* - عن محمد بن مسلم السقفي يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول : إن لله تعالى ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره ، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد الله فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا بوركتم وبورك فيكم ، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادى : أبشروا عباد الله غفر لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون .
* - عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليه وعليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن شهر رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له ثم قال عليه السلام إن شهركم هذا ليس كالشهور إذا اقبل إليكم اقبل بالبركة والرحمة وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة وأعمال الخير فيه مقبولة ومن صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له ثم قال عليه السلام إن الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم.
* - عن محمد بن مروان قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : ان لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على مسكر فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتقه في جميعه.
* - عن عبيد الله بن عبد الله عمن سمع أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان قال لبلال : ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ان هذا الشهر قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة خير من الف شهر تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فصلى علي فلم يغفر له فأبعده الله.
* - عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل .
* - عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه : ألا أخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى قال : الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام .
* - عن يونس بن ظبيان قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام : يا بن رسول الله ما الذي يباعد عنا إبليس ؟ قال : الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع وتينه.
* - عن الصادق جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع عنكم به البلاء فأما الاستغفار فتمحى به ذنوبكم .
* - عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العبث في الصلاة والرفث في الصيام والمن بعد الصدقة واتيان المساجد جنبا والتطلع في الدور والضحك بين القبور.
* - عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ان رسول الله الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس انه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر ، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاءكم فيه مستجاب فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم من غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بادعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه يا أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من أو زاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا ان الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ولا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال عليه السلام : اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة من ماء أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه ومن كف فيه شره كف الله فيه غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه من قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب له براءة من النار ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من صلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم لا يسلطها عليكم قال أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذه الشهر الورع عن محارم الله ثم بكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي قرنك فخضب منها لحيتك قال : أمير المؤمنين عليه السلام فقلت يا رسول الله : ذلك في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك ثم قال عليه السلام : يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لا نك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي ان الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكرني نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده.
* - عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال : (اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام وتلاوة القرآن والعون على الصلاة والصيام اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا ) ثم يقبل بوجهه على الناس ويقول : يا معشر المسلمين إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين ( الشيطان ) وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة وغلقت أبواب النيران واستجب الدعاء وكان لله عز وجل عند كل فطرة عتقاء يعتقهم من النار ونادى ( ينادي خ ل ) مناد كل ليلة هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ : اللهم اعط كل منفق خلفا واعط كل ممسك تلفا حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ثم قال أبو جعفر عليه السلام أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم.
* - عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه ؟ قال : تهيا يا بن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك ولم يمر على قلبك وفرغ نفسك لما سألتني عنه فما أردته فهد علم الأولين والآخرين قال سعيد ابن جبير : فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد فبكرت إليه مع طلوع الفجر فصليت الفجر ثم ذكر الحديث فحول وجهه إلي : فقال : إسمع مني ما أقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو علمتم مالكم في شهر رمضان لزدتم لله شكرا : إذا كان أول ليلة غفر الله تعالى لا متى الذنوب كلها سرها وعلانيتها ورفع لكم ألفي الف درجة ويبني لكم خمسون مدنية : وكتب الله عز وجل لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة وثواب نبي وكتب لكم صوم سنة. وأعطاكم الله يوم الثالث بكل شعرة على أبدانكم جنة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها اثني عشر الف بيت من النور وفي أسفلها اثني عشر الف بيت في كل بيت الف سرير على كل سرير حوراء يدخل عليكم كل يوم الف ملك مع كل ملك هدية : وأعطاكم الله يوم الرابع في جنة الخلد سبعين الف قصر في كل قصر سبعون الف بيت في كل بيت خمسون الف سرير على كل سرير حوراء بين يدي كل حوراء الف وصيفة خمار إحديهن خير من الدنيا وما فيها. وأعطاكم الله يوم الخامس في جنة المأوى الف الف مدينة في كل مدينة سبعون الف بيت في كل بيت سبعون الف مائدة على كل مائدة سبعون الف قصعة في كل قصعة سبعون الف نوع من الطعام لا يشبه بعضه بعضا . وأعطاكم الله عز وجل يوم السادس في دار السلام مأة الف مدينة في كل مدينة مأة دار في كل دار مأة الف بيت في كل بيت مأة الف سير من ذهب طول كل سرير الف ذراع على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون الف ذؤابة منسوجة بالدر والياقوت يحمل كل ذؤابة مأة جارية . وأعطاكم الله يو السابع في جنة النعيم ثواب أربعين الف شهيد وأربعين الف صديق . وأعطاكم الله يوم الثامن عمل ستين الف عابد وستين الف زاهد . وأعطاكم الله عز وجل يوم التاسع ما يعطي الف عالم وألف معتكف وألف مرابط . وأعطاكم الله عز وجل يوم العاشر قضاء سبعين الف حاجة واستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق على الأشجار : وكتب الله عز وجل لكم يوم أحد عشر ثواب أربع حجات وعمرات كل حجة مع نبي من الأنبياء وكل عمرة مع صديق وشهيد . وجعل الله عز وجل لكم يوم اثنا عشر ايمانا يبدل الله سيئاتكم حسنات ويجعل حسناتكم أضعافا ويكتب لكم لكل حسنة الف حسنة . وكتب الله عز وجل لكم ثلاثة عشر مثل عبادة أهل مكة والمدينة وأعطاكم الله بكل حجر ومدر ما بين مكة والمدينة شفاعة : ويوم أربعة عشر فكأنما لقيتم آدم ونوحا وبعدهما إبراهيم وموسى وبعده داود وسليمان وكأنما عبدتم الله عز وجل مع كل نبي مأتي سنة وقضى لكم عز وجل يوم خمسة عشر حوائج الدنيا والآخرة وأعطاكم الله ما يعطي الله أيوب واستغفر لكم حملة العرش وأعطاكم الله عز وجل يوم القيامة أربعين نورا عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم وعشرة خلفكم . وأعطاكم الله يوم ستة عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها وبعث الله إليكم غمامة تظلم من حر ذلك اليوم . ويوم سبعة عشر يقولون الله عز وجل : إنني قد غفرت لهم ولآبائهم ودفعت عنهم شدائدهم يوم القيامة . وإذا كان يوم ثمانية عشر أمر الله عز وجل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والكروبيين أن يستغفروا لامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السنة القابلة وأعطاكم الله عز وجل ثواب البدريين : فإذا كان يوم التاسع عشر لم يبق ملك في السماوات والأرض الا استأذنوا ربهم في زيارة قبوركم في كل يوم ومع كل ملك هدية وشراب . فإذا تم لكم عشرون يوما بعث الله عز وجل إليكم سبعين الف ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم وكتب الله عز وجل لكم بكل يوم صمتم صوم مأة سنة وجعل بينكم وبين النار خندقا وأعطاكم ثواب من في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكتب الله عز وجل لكم بكل ريشة على جبرئيل عليه السلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي وزوجكم بكل آية في القرآن الف حوراء . ويوم أحد وعشرين وسع الله عليكم القبر الف فرسخ ويرفع عنكم الظلمة والوحشة ويجعل قبوركم كقبور الشهداء ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب عليه السلام . ويوم اثنين وعشرين يبعث الله عز وجل إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء عليهم السلام ويرفع عنكم هول منكر ونكير ويرفع عنكم هم الدنيا والآخرة . ويوم ثلاث وعشرين تمرون على الصراط مع النبيين الصديقين والشهداء فكأنما أشبعتم كل يتيم في أمتي وكسوتم كل عريان من أمتي . ويوم أربعة وعشرين لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه من الجنة ويعطى كل واحد ثواب الف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله عز وجل وأعطاكم ثواب الف رقبة من ولد إسماعيل . ويوم خمس وعشرين منه بنى الله عز وجل لكم تحت العرش الف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور يقول الله تبارك وتعالى يا أمة محمد أنا ربكم وأنتم عبيدي وإمائي استظلوا بظل عرشي في هذه القباب وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون يا أمة محمد وعزتي وجلالي لأبعثنكم إلى الجنة يتعجب منكم الأولون والآخرون ولأتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ولأركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور ، زمامها من نور ، وفي ذلك الزمام الف حلقة من ذهب في كل حلقة ملك قائم عليها من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب : وإذا كان يوم ستة وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر لكم الذنوب كلها الا الرشاد والأموال وقدس بيتكم كل يوم سبعين الف مرة من الغيبة والكذب والبهتان : ويوم سبعة وعشرين فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة وكسوتم سبعين الف عار وخدمتم الف مرابط وكأنما قرأتم كل كتاب أنزل الله عز وجل على أنبيائه . ويوم ثمانية وعشرين جعل الله لكم في جنة الخلد مأة الف مدينة من نور وأعطاكم الله عز وجل في جنة المأوي مأة الف قصر من فضة وأعطاكم الله عز وجل في جنة الجلال ثلاثة آلاف منبر من مسك في جوف كل منبر الف بيت من زعفران في كل بيت سرير من در وياقوت على كل سرير زوجة من الحور العين : فإذا كان يوم تسعة وعشرين أعطاكم الله عز وجل الف الف محلة في جوف كل محلة حبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك السرير الف فراش من السندس الأخضر فوق كل فراش حوراء عليها سبعون الف حلة وعلى رأسها ثمانون الف ذؤابة مكللة بالدر والياقوت . فإذا تم ثلاثون يوما كتب الله عز وجل لكم بكل يوم مر عليكم ثواب الف شهيد وألف صديق وكتب الله عز وجل لكم عبادة خمسين سنة وكتب الله عز وجل لكم بكل يوم صوم ألفي يوم ورفع لكم على قدر ما انبت النيل درجات وكتب الله عز وجل لكم براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب وللجنة باب يقال لها الريان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة ثم يفتح للصائمين والصائمات من أمة محمد صلى الله عليه وآله ثم ينادي رضوان خازن الجنة يا أمة محمد صلى الله عليه وآله هلما إلى الريان فيدخل أمتي في ذلك الباب إلى الجنة فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
* - عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة لا ترد لهم دعوة ويفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش ، دعاء الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر.
* - عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال : بني الاسلام على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده صلوات الله عليهم.
* - عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام قال : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز وجل وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان واستقبل الشهر بالقرآن.
* - عن حفص بن غياث قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام : أخبرني عن قول الله عز وجل (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) كيف انزل القرآن في شهر رمضان ؟ وإنما انزل القرآن في مدة عشرين سنة أوله وآخره فقال عليه السلام : انزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم انزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة.
* - عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال : لما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : إلهي ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك وأنك كلمتني ؟ قال : يا موسى تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي قال موسى : إلهي ما جزاء من قام بين يديك فصلى ؟ فقال : يا موسى أباهي بهم ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا ومن باهيت به ملائكتي لا أعذبه قال موسى : إلهي ما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك ؟ قال يا موسى : آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤس الخلايق : فلان بن فلان من عتقاء الله من النار قال : إلهي فما جزاء من وصل رحمه ؟ قال : يا موسى أنسئ في عمره وأهون عليه سكرات الموت ويناديه خزنة اللجنة هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت قال موسى : إلهي فما جزاء من كف أذاه عن أناس وبذل معروفه لهم ؟ قال يا موسى : : يناجيه النار يوم القيامة لا سبيل لي إليك قال موسى : إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه ؟ قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي واجعله في كنفي قال إلهي : فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا ؟ قال يا موسى : يمر على الصراط كالبرق الخاطف قال موسى : فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم قال : أعينه على أهوال يوم القيامة قال : إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟ قال : يا موسى آمن وجهه من حر النار واو من يوم الفزع الأكبر قال : إلهي فما جزاء من صبر عند المصيبة وأنفذ أمرك ؟ قال : يا موسى له بكل نفس يتنفس درجة في الجنة والدرجة خير من الدنيا وما فيها قال إلهي فما جزاء من صبر على فرايضك ؟ قال : يا موسى له بكل فريضة يؤديها درجة من درجات العلى قال : إلهي فما جزاء من مشى في ظلمة الليل إلى طاعتك ؟ قال : أوجب له النور الدائمة يوم القيامة أن له من الحسنات بعدد كل شئ مر عليه سواد الليل وضوء النهار ونور الكواكب قال : إلهي فما جزاء من لم يكف عن معاصيك ؟ قال يا موسى أعطيه كتابه بشماله من وراء ظهره قال : إلهي فما جزاء من زنا فرجه ؟ قال يا موسى : يدخن يوم القيامة بدخان أنتن من ريح الجيف ويرفعن فوق الناس قال : إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك لحبك ؟ قال يا موسى أحرمه على ناري قال : إلهي فما جزاء من لم يفتر لسانه عن ذكرك والتضرع والاستعانة لك في الدنيا ؟ قال يا موسى : أعينه على شدائد الآخرة قال : إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا ؟ قال : لا أنظر إليه يوم القيامة ولا أقيله عثرته قال : إلهي فما جزاء من هدا نفسا كافرة إلى الاسلام ؟ قال يا موسى : اذن يوم القيامة في الشفاعة لمن يريد قال : إلهي فما جزاء من دعا نفسا مسلمة إلى طاعتك ونهاها عن معصيتك ؟ قال : يا موسى أحشره يوم القيامة في زمرة المتيقن قال : إلهي فما جزاء من صلى الصلاة لوقتها لم يشغلها عن وقتها دنيا ؟ قال : يا موسى عطيه سؤله وأبيحه جنتي قال : إلهي فما جزاء من كفل اليتيم ؟ قال : أظله يوم القيامة في ظل عرشي قال : فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك ؟ قال : يا موسى ابعثه يوم القيامة له نور يتلألأ بين عينيه قال : إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟ قال : يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه قال : إلهي فما جزاء من صام في بياض النهار يلتمس بذلك رضاك ؟ قال : يا موسى له جنتي وله الأمان من كل هول يوم القيامة والعتق من النار.
* - ح عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعطيت أمتي خمس خصال في شهر رمضان لم يعطهن أمة نبي قبلي . أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه . والثانية : خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك . والثالثة : يستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة . والرابعة : يقول الله عز وجل لجنته : تزيني واستعدي لعبادي يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى دار كرامتي . والخامسة : إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان غفر الله عز وجل لهم جميعا فقال رجل:يارسول الله أهي ليلة القدر؟قال:لاأما ترون العمال إذا عملوا كيف يؤتون أجورهم ؟
* - عن الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يأتي على الناس زمان يرتفع فيه الفاحشة ولنصنع وتنهتك فيه المحارم ويعلن فيه الزنا ويستحل فيه أموال اليتامى ويؤكل فيه الربا ويطفف في المكائيل والموازين ويستحل الخمر بالنبيذ والرشوة بالهدية والخيانة بالأمانة ويتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ويستخف بحدود الصلاة ويحج فيه لغير الله فإذا كان ذلك الزمان انتفخت الأهلة تارة حتى يرى الهلال ليلتين وخفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله ويصام للعدي في آخره فالحذر الحذر حينئذ من أخذ الله على غفلة فان من وراء ذلك موته ذريع يختطف الناس اختطافا حتى أن الرجل ليصبح سالما ويمسي دفينا ويمسي حيا ويصبح ميتا فإذا كان ذلك الزمان وجب التقدم في الوصية قبل نزول البلية ووجب تقديم الصلاة في أول وقتها خشية فوتها في آخر وقتها فمن بلغ منكم ذلك الزمان فلا يبيتن ليله إلى علي طهر وإن قدر أن لا يكون في جميع أحواله إلا طاهرا فليفعل فإنه على وجل لا يدري متى يأتيه رسول الله لقبض روحه وقد حذرتكم وعرفتكم إن عرفتم ووعظتكم إن اتعظتم فاتقوا الله في سرائركم وعلانيتكم ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
* - عن المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان قال : قلت للصادق عليه السلام ما الذي يباعد عنا إبليس ؟ قال : الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع وتينه .
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تعاونوا بأكل السحر على صيام النهار وبالنوم على الصلاة بالليل.
* - عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : لا تقولوا رمضان ولا جاء رمضان قولوا : شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان.
* - عن يونس بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من أفطر يوما من شهر رمضان خرج الايمان منه .
* - عن أبي عبد الله عليه السلام ( و خ ل ) قال : إذا صح هلال رجب فعد تسعة وخمسين يوما وصم يوم ستين.
* - عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا غاب القرص أفطر الصائم ودخل وقت الصلاة.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الصائم في شهر رمضان في السفر كالمفطر فيه في الحضر.
* - عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : شهر رمضان شهر الله عز وجل وهو شهر يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات وهو شهر البركة وهو شهر الإنابة وهو شهر التوبة وهو شهر المغفرة وهو شهر العتق من النار والفوز بالجنة ألا فاجتنبوا فيه كل حرام وأكثروا فيه من تلاوة القرآن وسلوا فيه حوائجكم واشتغلوا فيه بذكر ربكم ولا يكونن شهر رمضان عندكم كغيره من الشهور فان له عند الله حرمة وفضلا على سائر الشهور ولا يكونن شهر رمضان يوم صومكم كيوم فطركم .
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من كان على أمر ليس بحق لم يتب منه لم يغفر له في شعبان وشهر رمضان لم يزل عليه إلى قابل .
* - عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال : من تصدق وقت إفطاره عليه مسكين برغيف غفر الله له ذنبه وكتب له ثواب عتق رقبة من ولد إسماعيل.
* - قال الرضا عليه السلام : من قال عند إفطاره ( اللهم لك صمنا بتوفيقك وعلى رزقك أفطرنا بأمرك فتقبله منا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم ) غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه.
* - قال الرضاعليه السلام : الحسنات في شهر رمضان مقبولة والسيئات فيه معفورة من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله عز وجل كان كمن ختم قرآن في غيره من الشهور ومن ضحك فيه في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه وبشره بالجنة ومن أعان فيه مؤمنا أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن كف فيه غضبه كف الله عنه غضبه يوم القيامة ومن نصر فيه مظلوما نصره الله على كل من عاداه في الدنيا ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان ، شهر رمضان شهر البركة وشهر الرحمة وشهر المغفرة وشهر التوبة والإنابة ، من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له فاسألوا الله أن يتقبل منكم فيه الصيام ولا يجعله آخر العهد منكم وأن يوفقكم فيه لطاعته ويعصمكم من معصيته إنه خير مسؤول.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : صيام شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام في كل شهر يذهب بلابل الصدور ، وروي : صيام ثلاثة أيام في كل شهر صيام الدهر ، إن الله عز وجل يقول : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.
* - عن الحسن بن علي الخزاز قال : دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام آخر جمعة من شعبان وعنده نفر من أصحابه منهم عبد السلام بن صالح وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن سنان وخادماه ياسر ونادر وغيرهما فقال : معاشر شيعتي هذا آخر يوم من شعبان من صامه احتسابا غفر له فقال له محمد بن إسماعيل : يا بن رسول الله فما تصنع بالخبر الذي روي في النهي عن استقبال رمضان بيوم أو يومين فقال عليه السلام : يا بن إسماعيل إن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل فلا يقال له : جاء وذهب واستقبل ، والشهر شهر الله عز وجل وهو مضاف إليه فقال محمد بن إسماعيل : فهل يجوز لأحد أن يقول : استقبلت شهر رمضان بيوم أو يومين قال : لا ، لان الاستقبال إنما يقع لشئ موجود يدرك فأما ما لم يخلق فكيف يستقبل ؟ فقال يا بن رسول الله : شهر رمضان وان لم يخلق قبل دخوله فقد وقع لك اليقين بأنه سيكون فقال يا محمد : ان وقع لك اليقين انه سيكون (فكيف وقع لك اليقين بأنه سيكون) وربما طالت ليلة أول يوم من شهر رمضان حتى يكون صبحها يوم القامة فلا يكون شهر رمضان في الدنيا أبدا فيصبح الناس لا يرون شمسا ولا نهارا ولا يرون من مساجد الله على وجه الأرض شيئا ويرفع الله الكعبة والمسجد الحرام إلى السماء وأنسى في مثل ذلك الزمان القرآن حتى لا يوجد فيهم للقرآن حافظ ولشئ من تمجيد الله ذاكر فحينئذ يرفع الله عز وجل حجته من الأرض فتسيخ بأهلها وتسير جبالها وتسجر بحارها وتبعثر قبورها ويكور عن السماء شمسها وينكدر نجومها وينتثر كواكبها فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ثم قال عليه السلام معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلا تشيروا إليه بالأصابع ولكن استقبلوا القبلة وارفعوا أيديكم إلى السماء وخاطبوا الهلال وقولوا :(ربنا وربك الله رب العالمين اللهم اجعله علينا هلالا مباركا ووفقنا لصيام شهر رمضان وسلمنا فيه وتسلمنا منه في يسر وعافية واستعملناه فيه بطاعتك إنك على كل شئ قدير) فما من عبد فعل ذلك إلا كتبه الله تبارك وتعالى في جملة المرحومين وأثبته في ديوان المغفورين ولقد كانت فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام تقول ذلك سنة فإذا طلع هلال شهر رمضان فكان نورها يغلب الهلال يخفى فإذا غابت عنه ظهر.
* - قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ، وذلك في شهر رمضان : إن الله جل جلاله يقول كل ليلة من هذا الشهر : وعزتي وجلالي لقد أمرت ملائكتي بفتح أبواب سماوات للداعين من عبادي وإمائي فمالي أرى عبدي الغافل ساهيا عني متى سألني فلم أعطه ومتى ناداني فلم أجبه ومتى ناجاني فلم أقربه ومتى رجاني فخيبته ومتى أملني فحرمته ومتى قصد بابي فحجبته ومتى تقرب فباعدته ومتى هرب مني فلم أدعه ومتى رجع إلي فلم أقبله ومتى أقر بذنوبه فلم أرحمه ومتى استغفرني فلم اغفر له ذنبه ومتى تاب فلم أقبله توبته عبدي كيف تقصد برجائك ملكا مملوكا ولا تقصدني برجائك وأنا ملك الملوك أم كيف تسأل من يخاف الفقر ؟ ولا تسألني وأنا الغني الذي لا افتقر أم كيف تخدم ملكا ينام ويموت ولا تخدمني وأنا الحي الذي لا يموت ولا يأخذني سنة ولا نوم يا سوئه لمن عصاني ويا بؤسا للقانطين من رحمتي بعزتي حلفت لآخذنه أخذ عزيز مقتدر يغضب لغضبه السماء والأرض فأين تفر مني إلا ألي وأنا الله العزيز الحكيم.
* - قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شهر رمضان ليس كالشهور لما تضاعف فيه من الأجور هو شهر الصيام وشهر القيام وشهر التوبة والاستغفار وشهر تلاوة القرآن هو شهر أبواب الجنان فيه مفتحة وأبواب النيران فيه مغلقة هو شهر يكتب فيه الآجال ويبث فيه الأرزاق وفيه ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم ويكتب فيها وفد بيت الله الحرام تتنزل الملائكة والروح فيها عليه الصائمين والصائمات باذن ربهم في كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر إلى قابل فبادروا بالأعمال الصالحات الآن وباب التوبة مفتوح والدعاء مستجاب قبل : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن كنت لمن الساخرين.
* - عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له : لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن آدم لما اكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله عز وجل على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم وكذلك كان على آدم ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات ) قال اليهودي : صدقت يا محمد فما جزاء من صامها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا الا أوجب الله عز وجل له سبع خصال : أولها - يذوب الحرام في جسده . والثانية - يقرب من رحمة الله عز وجل . والثالثة - يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم . والرابعة - يهون عليه سكرات الموت . والخامسة - أمان من الجوع والعطش يوم القيامة . والسادسة - يعطيه الله براءة ومن النار . والسابعة - يطعمه الله عز وجل من طيبات الجنة قال : صدقت يا محمد.
* - حدثنا هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن علة الصيام قال : العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عز وجل أن يسوي بين خلقة وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليحسن على الضعيف ويطعم الجايع .
* - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من عبد دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وكف شره وغض بصره واجتنب ما حرم الله عليه إلا أوجب الله له الجنة .
* - عن المسمعي انه سمع أبا عبد الله عليه السلام بوصي ولده ويقول : إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم فان فيه يقصم الأرزاق ويكتب الآجال وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر .
* - قال : أبو الخير صالح بن أبي حماد قال : كتبت إلى أبي محمد الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، أسأله عن الغسل في ليالي شهر رمضان فكتب عليه السلام : ان استطعت ان تغتسل ليلة سبعة عشرة وليلة تسعة عشرة وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين فافعل فان فيها ترجى ليلة القدر فإن لم تقدر على احيائها قال يفوتنك احياء ليلة ثلاث وعشرين تصلي فيها مأة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ، عشر مرات.
* - عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليه السلام أنه قال : ان لله تبارك وتعالى ملائكة موكلين بالصائمين والصائمات يمسحونهم بأجنحتهم ويسقطون عنهم ذنوبهم وان لله تبارك وتعالى ملائكة قد وكلهم بالاستغفار للصائمين والصائمات لا يعلم عددهم الا الله عز وجل.
* - قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه .
* - قال النبي صلى الله عليه وآله : من صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قدم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
* - عن ابن أبي نجران قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقلبون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا يغتم إلا اغتممنا لغمه ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض وغربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالا فالورثة شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويبرؤون من أعدائنا أولئك أهل الايمان والتقى وأهل الورع والتقوى من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقا وأوليائه صدقا والله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم لكرامته على الله عز وجل.
* - عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال : من كان تائبا من ذنب فليتب إلى الله تبارك وتعالى منه في شهر رمضان فإنه شهر التوبة والإنابة وشهر المغفرة والرحمة وما من ليلة من لياليه ولله تبارك وتعالى فيها عتقاء من النار كلهم قد استوجبوا بذنوبهم النار.
* - قال علي بن موسى الرضا عليه السلام من تصدق وقت افطاره على مسكين برغيف غفر الله له ذنبه وكتب له ثواب عتق رقبة من ولد إسماعيل.
* - قال علي بن موسى الرضا عليه السلام : من قال عند افطاره : ( اللهم لك صمنا بتوفيقك وعلى رزقك أفطرنا بأمرك فتقبله منا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم ) غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه.
* - عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن اليوم المشكوك فيه فقال : أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر رمضان.
* - سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل صام أول يوم من شهر رمضان وهو شاك لا يدري أمن شعبان أم من رمضان وكان من شهر رمضان فقال : هو يوم وفق لا قضاء له.
* - عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام في أول يوم من شهر رمضان في مسجد الكوفة فحمد الله بأفضل الحمد وأشرفها وأبلغها واثني على بأحسن الثناء وصلى على محمد نبيه صلى الله عليه وآله ثم قال أيها الناس : إن هذا الشهر شهر فضله الله على سائر الشهور كفضلنا أهل البيت على سائر الناس وهو شهر يفتح فيه أبواب السماء وأبواب الرحمة ويغلق فيه أبواب النيران وهو شهر يسمع فيه النداء ويستجاب فيه الدعاء ويرحم فيه البكاء وهو شهر فيه ليلة نزلت الملائكة فيها من السماء فتسلم على الصائمين والصائمات باذن ربهم إلى مطلع الفجر وهي ليلة القدر فيها ولايتي قبل أن خلق آدم عليه السلام بألفي عام صيام يومها أفضل من صيام الف شهر والعمل فيها أفضل من العمل في الف شهر ، أيها الناس ان شموس شهر رمضان لتطلع على الصائمين والصائمات وان أقماره ليطلع عليهم بالرحمة وما من يوم وليلة من الشهر إلا والبر من الله تعالى يتناثر من السماء على هذه الأمة فمن ظفر من نثار الله بدرة كرم على الله يوم يلقاها وما كرم عبد على الله إلا جعل الجنة مثواه عباد الله إن شهركم ليس كالشهور أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر الشياطين فيه مغلولة محبوسة هو شهر يزيد الله فيه الأرزاق والآجال ويكتب فيه وفد بيته وهو شهر يقبل أهل الأيمان بالمغفرة والرضوان والروح والريحان ومرضات الملك الديان ، أيها الصائم تدبر أمرك فإنك في شهرك هذا ضعيف ربك انظر كيف تكون في ليلك ونهارك وكيف تحفظ جوارحك عن معاصي ربك ، انظر أن لا تكون بالليل نائما وبالنهار غافلا فينقضي شهرك وقد بقي عليك وزرك فتكون عند استيفاء الصائمين أجورهم من الخاسرين وعند فوزهم بكرامة مليكهم من المحرومين وعند سعادتهم بمجاورة ربهم من المطرودين أيها الصائم إن طردت عن باب مليكك فأي باب تقصد وان حرمك ربك فمن ذا الذي يرزقك وان أهانك فمن ذا الذي يكرمك وإن أذلك فمن ذا الذي يعزك وإن خذلك فمن ذا الذي ينصرك وإن لم يقبلك في زمرة عبيده فإلى من ترجع بعبوديتك وإن لم يقلك عثرتك عمن ترجو لغفران ذنوبك وان طالبك بحقه فماذا يكون حجتك ، أيها الصائم تقرب إلى الله بتلاوة كتابه في ليلك ونهارك قان كتاب الله شافع مشفع يوم القيامة لأهل تلاوته فيعلون درجات الجنة بقرائة آياته ، بشر أيها الصائم فإنك في شهر صيامك فيه مفروض ونفسك فيه تسبيح ونومك فيه عبادة وطاعتك فيه مقبولة وذنوبك فيه مغفورة وأصواتك فيه مسموعة ومناجاتك فيه مرحومة ولقد سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن لله تبارك وتعالى عند فطر كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار لا يعلم عددهم إلا الله هو في علم الغيب عنده فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه ، فقام إليه رجل من همدان فقال : يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به حبيبك في شهر رمضان فقال : نعم سمعت أخي رسول الله وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من صام شهر رمضان فحفظ فيه نفسه من المحارم : دخل الجنة قال الهمداني : يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به أخوك وابن عمك في شهر رمضان قال : نعم سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام رمضان ايمانا واحتسابا دخل الجنة قال الهمداني : يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به خليلك في هذا الشهر فقال : نعم سمعت سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من صام رمضان فلم يفطر في شئ من لياليه على حرام دخل الجنة ، فقال الهمداني : يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به سيد الأولين والآخرين في هذا الشهر فقال : نعم سمعت أفضل الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين يقول : ان سيد الوصيين يقتل في سيد الشهور فقلت يا رسول الله وما سيد الشهور ومن سيد الوصيين قال : أما سيد الشهور فشهر رمضان وأما سيد الوصيين فأنت يا علي فقلت يا رسول الله فان ذلك لكائن قال : إي وربي انه ينبعث أشقى أمتي شقيق عاقر ناقة ثمود ثم يضربك ضربة على فرقك تخضب منها لحيتك فأخذ الناس بالبكاء والنحيب فقطع عليه السلام خطبته ونزل.
* - عن الرضا عليه السلام أنه قال : إذا كان يوم القيامة زفت الشهور إلى الحشر يقدمها شهر رمضان عليه من كل زينة حسنة فهو بين الشهور يومئذ كالقمر بين الكواكب فيقول أهل الجمع بعضهم لبعض : وددنا لو عرفنا هذه الصور فينادي مناد من عند الله جل جلاله : يا معشر الخلائق هذه صور الشهور التي عدتها عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق سماوات والأرض سيدها وأفضلها شهر رمضان أبرزتها لتعرفوا فضل شهري على سائر الشهور وليشفع للصائمين من عبادي وإمائي وأشفعه فيهم .
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أول ما يسئل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل الصلوات المفروضات وعن الزكاة وعن الصيام المفروض وعن الحج وعن ولايتنا أهل البيت فان أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه فإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله عز وجل لم يقبل منه شيئا من أعماله.
* - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة لا ترد لهم دعوة وتفتح لها أبواب السماء وتصير إلى العرش ، دعاء الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر.
* - عن أبيه قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول : الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه.
* - عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال : نبي الاسلام على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده صلوات الله عليهم .
* - عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن هبيرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال : رأيت البارحة عجايب قال : فقلنا يا رسول الله وما رأيت حدثنا فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا فقال : رأيت رجلا من أمتي قد أتاه ملك الموت لقبض روحه فجائه بره بوالديه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي عليه عذاب القبر فجائه وضوئه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فنجاه من بينهم ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجائه صلاته فمنعته منهم ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع فجائه صيام رمضان فسقاه وأرواه ورأيت رجلا من أمتي والنبيون حلقا حلقا كلما أبى حلقة طرد فجائه اغتساله من الجنابة فأخذه بيده فأجلسه إلى جنبي ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة فجاءه حجه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النور ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجائه صلته الرحم قال : يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم ورأيت رجلا من أمتي يتقي حر النار وشررها بيده ووجهه فجائته صدقته فكان ظلا على رأسه وسترا على وجهه ورأيت رجلا من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجائه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم فجعلاه مع ملائكة الرحمة ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم فجاءه رجائه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار فجائته دموعه التي بكى من خشية الله فاستخرجه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف فجائه حسن ظنه بالله فسكنرعدته ومضى على الصراط ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يرجف أحيانا ويحيد أحيانا ويتعلق أحيانا فجائته صلاته علي فأقامته على قدميه ومضى على الصراط ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة كلما انتهى إلى باب أغلق فجائته شهادة ان لا إله إلا الله صادقا فافتتحت الأبواب ودخل الجنة. قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : ذكرت هذا الحديث في هذا الموضع لما فيه من ذكر صوم شهر رمضان.
* - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رقى المنبر فقال : آمين إلى أن رقى الدرجة الأولى ثم رقى الثانية فقال : آمين ثم رقى الدرجة الثالثة فقال : آمين فقالوا يا رسول الله قلت : آمين ثلاث مرات فقال : جائني جبرئيل عليه السلام فقال : شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين ثم قال : شقي عبد أدرك شهر رمضان فانسلخ عنه ولم يغفر له فقلت : آمين ثم قال : شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلا الجنة فقلت : آمين.
* - عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليه السلام قال : من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله صوم شهرين متتابعين ومن صام رمضانا ايمانا واحتسابا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه قال عليه السلام حدثني أبي عن جده عليهما السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فصلى علي ولم يغفر له فأبعده الله قيل يا رسول الله : كيف يصلي عليك ولم يغفر له فقال عليه السلام : إن العبد وإذا صلى علي ولم يصل على آلي لفت تلك الصلاة وضرب بها وجهه وإذا صلى علي وعلى آلي غفر له .
* - عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله تبارك وتعالى فمن صام من شهري يوما وجبت له الجنة ومن صام منه يومين كان من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة ومن صام ثلاثة أيام كان معي في درجتي يوم القيامة ومن صام الشهر كله ووصله بشهر رمضان كان ذلك توبة له من كل ذنب صغيرا وكبيرا ولو من دم حرام
* - عن الرضا علي بن موسى عليه السلام أنه قال : من صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا غفرت له ذنوبه ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأن الصائم لا يجري عليه القلم حتى يفطر ما لم يأت بشئ فينقض صومه وان الحاج لا يجري عليه القلم حتى يرجع ما لم يأت بشئ يبطل حجه وان النائم لا يجري عليه القلم حتى ينتبه ما لم يكن يأت على حرام وان الصبي لا يجري عليه القلم حتى يبلغ وان المجاهد في سبيل الله لا يجري عليه القلم حتى يعود إلى منزله ما لم يأت بشئ يبطل جهاده وان المجنون لا يجري عليه القلم حتى يفيق وان المريض لا يجري عليه القلم حتى يصح ثم قال عليه السلام : ان سلعة الله رخيصة فاشتروها قبل أن تغلوا .
* - عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان بين شعبان وشوال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وهو شهر الله تعالى ذكره وهو شهر البركة وهو شهر المغفرة وهو شهر الرحمة وهو شهر التوبة وهو شهر الإنابة وهو شهر قراءة القرآن وهو شهر الاستغفار وهو شهر الصيام وهو شهر الدعاء وهو شهر العبادة وهو شهر الطاعة وهو شهر العتق من النار والفوز بالجنة من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل فأيكم متثق ( يثق ) ببلوغ شهر رمضان قابل ، صوموه صيام من يرى أنه لا يصوم بعده أبدا فكم من صائم له عاما أول أمسى عامكم هذا في القبر مدفونا وأصبح في التراب وحيدا فريدا ينبهكم الله من رقدة الغافلين وغفر لنا ولكم يوم الدين.
* - عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال الصادق عليه السلام : سمعت أبي عليه السلام : يقول : ما قرأ عبد إنا أنزلناه الف مرة يوم الاثنين وألف مرة يوم الخمسين الا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يدعى للعوى راحته أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين في موضع كل ذرة من جسده الف شعرة في كل شعرة الف لسان ينطق كل لسان لقوة السنة الثقلين يستغفر لقاريها ويضاعف الرب تعالى استغفار ألفي سنة الف مرة .
* - قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار.
* - قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام من قرأ إنا أنزلناه في حرم الله عز وجل الف مرة كتب الله عز وجل له أجر كل حجة أو عمرة كانت أو تكون ومن قرأها في موقف عرفة مأة مرة : كان له أجر المجاهدين إلى يوم القيامة ومن قرأها في مسجد منى سبعين مرة كان له أجر كل صدقة تصدق بها أو يتصدق بها إلى يوم القيامة ومن قرأها في جوف الكعبة كان له أجور الصديقين والشهداء إلى يوم القيامة ومن قرأها في مسجد المدينة عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى وعشرين مرة كان له أجور أهل الجنة إلى يوم القيامة وكتب له مثل أجر النبيين .
* - عن المفضل بن عمر قال : ذكر أبو عبد الله الصادق عليه السلام إنا أنزلناه فقال : من أبين فضلها على السور قال : قلت وأي شئ أفضلها قال : نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها قلت في ليلة القدر التي نرتجيها من رمضان قال : هي ليلة قدرت السماوات والأرض فيها .
* - عن أبي جعفر محمد عليه السلام قال : بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصوم جنة من النار .
* - حدثنا أبي قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن السمان الأرمني عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا رأى الصائم قوما يأكلون أو رجلا يأكل سبحت كل شعرة منه.
* - قال أبو عبد الله عليه السلام : من صام لله عز وجل يوما في شدة الحر فأصابه ظلما وكل الله به الف ملك يمسحون بوجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عز وجل : ما أطيب ريحك وروحك ، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه عز وجل.
* - قال أبو الحسن عليه السلام : قيلوا فان الله يطعم الصائم في منامه ونسقيه.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي فقال : يا رب أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : يا موسى لخوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله : قال : ان الله عز وجل وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال : أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى أنه قال : ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : استعينوا بالصبر والصلاة يعني الصيام والصلاة وقال عليه السلام إذا نزلت الرجل النازلة أو الشدة فليصم فان الله عز وجل يقول : واستعينوا بالصبر يعني الصيام .
* - عن علي ابن عبد العزيز قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروة الاسلام وسنامه قلت بلى قال : أصله الصلاة وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله ألا أخبرك بأبواب الخير ؟ : الصوم جنة.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام.
* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل الا أن يشهد عرفة.
* - عن المسمعي أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده ويقول : إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فيه فان فيه تقسيم الأرزاق ويثبت الآجال ويكتب وفد الله الذين يفدون إليه وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
* - عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: شهر رمضان شهر رمضان والصائمون فيه أضياف الله وأهل كرامته من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله واجتنب ما حرمالله عليه دخل الجنة بغير حساب.
* - عن حفص بن غياث النخعي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الأمم قبلنا فقلت له فقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) قال : إنما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضل به هذه الأمة وجعل صيامه فرضا على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمته.
* - عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله فمن صام شهري كنت له شفيعا يوم القيامة ومن صام شهر الله عز وجل آنس الله وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج من قبره مبيضا وجهه وأخذ الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتى يقف بين يدي ربه عز وجل فيقول : عبدي فيقول : لبيك سيدي فيقول عز وجل : صمت لي قال فيقول : نعم يا سيدي فيقول تبارك وتعالى : خذوا بيد عبدي حتى تأتوا به مني فأوتي به فأقول : له صمت شهري فيقول نعم فأقول : أنا اشفع لك اليوم قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أما حقوقي فقد تر ركتها لعبدي وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه حتى يرضى قال النبي صلى الله عليه وآله فآخذ بيده حتى انتهى به إلى الصراط فأجده دحضا مزلقا لا يثبت عليه اقدام الخاطئين فآخذ بيده فيقول لي صاحب الصراط من هذا يا رسول الله فأقول هذا فلان من أمتي كان قد صام بالدنيا شهري ابتغاء شفاعتي وصام شهر ربه ابتغاء وعده فيجوز الصراط بعفو الله عز وجل حتى ينتهي إلى باب الجنتين فاستفتح له فيقول رضوان : لك أمرنا أن نفتح اليوم ولأمتك قال : ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : صوموا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله يكن لكم شفيعا وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم.
* - عن عبد الله بن عباس انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ان الجنة لتحبر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها : المتنزه يصفق ورق الأشجار من الجنة وحلق المصاريع فيسمع من ذلك طنين لم يسمع صوت بأحسن منه فتتزين الحور العين تقف بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله عز وجل فنتزوجه ثم قالت الملائكة يا رضوان ما هذه الليلة فيلبيهن بالتلبية ثم يقول : يا خيرات حسان هذه أول ليلة من شهر رمضان فتحت الجنان للصائمين من أمة محمد ويقول الله عز وجل يا رضوان افتح أبواب الجنان يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين القائمين من أمة محمد يا جبرئيل اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا في أمة حبيبي صيامهم قال : وينزل الله عز وجل ملائكته في كل ليلة في شهر رمضان ثلاث مرات يقول الله عز وجل هل من سائل فاعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض الملي غيره المعدم والوفي غير الظلوم فان الله تبارك وتعالى في كل يوم من شهر رمضان عند الافطار عتيق من النار فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منهما ألف ألف عتيق من النار كلهم قتد استوجبوا العذاب فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره فإذا كان ليلة القدر أمر الله عز وجل جبرئيل فهبط في كوكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح منها جناحان لا ينشرهما الا في ليلة القدر فينشرهما في تلك الليلة فيتجاوز المشرق والمغرب ويبث جبرئيل عليه السلام الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبرئيل ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد ؟ فيقول : إن الله عز وجل قد نظر إليهم في هذه الليلة وغفر لهم إلا أربعة فقيل يا رسول الله من هؤلاء الأربعة قال : رجل مات مدمن خمر وعاق والديه وقاطع رحم ومشاخن قيل يا رسول الله وما المشاخن ؟ قال : هو المصارم فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كانت غداة الفطرة بعث الله عز وجل الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض فيطوفون ( على ) إلى أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والأنس فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى ربكم رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل : يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره قال : فيقول عز وجل : فإني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي ويقول جل جلاله : يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولدنياكم إلا نظرت لكم وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما رأيتموني وعزتي لا أخزينكم ولا أفضحنكم بين يدي أصحاب الخلود انصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني فرضيت عنكم فتعرج الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان :. قال أبو عمرو القزويني : سألني عن هذا الحديث الحسن بن عرقة العبدي سنة ست وأربعين فحدثته به وكان الحسن يحدث عن رجل عن قاسم بن الحجم العرني .
* - عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر يوم شعبان فقال : أيها الناس فإنه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من الف شهر جعل الله صيامه فريضة من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ( وهو ) فهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه الرزق للمؤمنين من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار من غير أن ينتقص من أجره شيئا قيل يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال صلى الله عليه وآله وسلم يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على قطرة من لبن أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ بعده حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ومن خفف فيه عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لأغنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوذون به من النار .
* - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبلي . أما واحدة - فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليه ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا . وأما الثانية - فان خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك . وأما الثالثة - فان الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم . وأما الرابعة - فان الله عز وجل يأمر جنته أن استعدي وتزيني لعبادي فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى جنتي وكرامتي . وأما الخامسة - فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا فقال رجل : ليلة القدر يا رسول الله ؟ فقال : ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا.
* - عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من صام شهر رمضان يعرف حدوده ويتحفظ كما ينبغي له أن يتحفظ فقد كفر ما كان قبله.
* - عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب فقال في خطبته : أيها الناس من صام شهر رمضان في إنصاف وسكون وكف سمعه وبصره ولسانه من الكذب والحرام والغيبة والأذي قرب يوم القيمة حتى تمس ركبتيه ركبة إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.
* - عن مسروق عن عايشة أنها قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء إلى أن توارى بالحجاب فان صلى ركعة أو ركعتين تطوعا أضائت له السماوات نورا من أزواجه الحور العين وقلن اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته وإن هلل أو سبح تلقاه سبعون الف ملك يكتبون إلى أن توراى بالحجاب .
* - عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم : إن أبواب السماء لتفتح في أول ليلة من شهر رمضان ثم لا تغلق إلى آخر ليلة منه وليس من عبد يصلي في ليلة منها إلا كتب الله له بكل سجدة ألفا وخمسمأة حسنة ويبني له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء لها سبعون الف باب منها قصر من ذهب موشحا بياقوتة حمراء لها سبعون الف باب فإذا صام يوما من شهر رمضان غفر له كل ذنب تقدم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان وكان كفارة إلى مثلها من الحول وكان له بكل يوم يصومه من شهر رمضان قصر له الف باب من ذهب واستغفر له سبعون الف ملك يدعونه إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها من ليل أو نهار شجرة يسير فيها الراكب الف عام.
* - عن عكرمة عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم هوله غير صيام هو لي وأنا أجزي به والصيام جند العبد المؤمن من النار يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك وان للصائم فرحتين حين يفطر فيطعم ويشرب وحين يلقاني فادخله الجنة. ( خبر الصلاة في آخر ليلة من شهر رمضان)
* - عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال : والذي بعثني بالحق أن جبرئيل أخبرني عن إسرافيل عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : من صلى في آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد ، عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ويتشهد في كل ركعتين ثم يسلم فإذا فرغ من آخر عشر ركعات قال بعد فراغه من التسليم : استغفر الله ، الف مرة ، فإذا فرغ من الاستغفار سجد ويقول في سجوده : ( يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين يا إله الأولين والآخرين اغفر بنا ذنوبنا وتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ) قال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق أنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله له ويتقبل منه شهر رمضان ويتجاوز عن ذنوبه وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا كل ذنب أعظم من ذنوب العباد ويتقبل من جميع أهل الكورة التي هو فيها وقال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام : يا جبرئيل يتقبل الله منه خاصة شهر رمضان ومن جميع أهل بلاده عامة قال : نعم والذي بعثك أنه من كرامته عليه وعظم منزلته لربه يتقبل الله منه ومنهم صلاتهم وصيامهم وقيامهم ويغفر لهم ذنوبهم ويستجيب له دعائه والذي بعثني بالحق أنه متى صلى هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار يتقبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه ويغفر له ويستجيب دعائه لديه لان الله جل جلاله يقول في كتابه : استغفروا ربكم انه كان غفارا ويقول : واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وقال : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ويقول عز وجل : وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وقال عز وجل : واستغفره انه كان توابا وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هذه هدية لي خاصة ولأمتي من الرجال والنساء لم يعطها الله عز وجل أحدا ممن كان قبلي من الأنبياء وغيرهم.
* - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحييه ولا يختمه.
*- عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقامه بما تيسر له عدل مأة الف شهر فيما سواه من البلد وكان له بكل يوم حملان فرس في سبيل الله وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله في كل ليلة عتق رقبة وكل يوم صدقة وكل ليلة صدقة وكل يوم شفاعة وكل ليلة شفاعة وكل يوم درجة.
* - قال موسى بن جعفر عليه السلام : من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه .
*- عن إسماعيل بن مهران قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول : من اغتسل ليالي الغسل من شهر رمضان خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه فقلت:يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ليالي الغسل ؟ قال:ليلة سبع عشرة وليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قال : فقلت : هل فيها صلاة غير ما في ساير ليالي الشهر قال : لا ، إلا في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين ( لان ) فان فيها يرجو ليلة القدر ويستحب أن يصلي في كل ليلة منها مأة فان فعل ذلك أعتقه الله من النار وأوجب له الجنة وشفعه في مثل ربيعة ومضر
* - عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر صلوات الله عليهما قال : من أحيى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلى فيها مأة ركعة وسع الله عليه معيشته وكفاه أمر من بعاديه وأعاذه من الغرق والهدم والسرق من شر الدنيا ورفع عنه هول منكر ونكير وخرج من قبره ونوره يتلألأ لأهل الجمع ويعطى كتابه بيمينه ويكتب له براءة من النار وجواز على الصراط وأمان من العذاب ويدخل الجنة بغير حساب ويجعل فيه رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفي
* - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر رمضان فلما بصر بي قال لي : يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل : ( اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فان جعلته فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما ) فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنيين إما ببلوغ شهر رمضان واما بغفران الله ورحمته ثم قال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لن يفرض من صيام شهر رمضان فيما مضى إلا على الأنبياء دون أممهم وإنما فرض عليكم ما فرض على أنبيائه ورسله قبلي إكراما وتفضيلا والذي بعثني بالحق ما أعطى الله نبيا من أنبيائه فضيلة إلا أعطانيها ولقد أعطاني ما لم يعطهم وفضلني على كافتهم وأنا سيدهم وخيرهم وأفضلهم ولا فخر.
* - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : لما أحضر شهر رمضان سبحان الله ماذا يستقبلكم وماذا تستقبلون ؟ قالها ثلاثا فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أوحي نزل أو عدو حضر ؟ قال : لا ولكن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من رمضان لكل أهل هذه القبلة قال : وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه ويقول : بخ بخ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ضاق صدرك بما سمعت قال : لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وآله : ان المنافق وليس لكافر فيها شئ .
* - عن ابن مسعود أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - وقد أهل رمضان - : لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أن يكون رمضان سنة فقال رجل من خزاعة : حدثنا عنه يا رسول الله قال : إن الجنة تزين من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فينظر حور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من لدنك عبادك في هذا الشهر أزواج تقر أعيننا وتقر أعينهم بنا فما من عبد يصوم شهر رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من در مجوف مما نعت الله عز وجل : (حور مقصورات في الخيام ) على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى وسبعون لونا من الطيب ليس فيها لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعين سريرا من ياقوتة حمراء منسوجة بالدر على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق السبعين سبعون أريكة لكل امرأة سبعون الف وصيف وسبعون الف وصيفة مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من الطعام يجد الآخر لقمة منها لذة لا يجد لأولها ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوار من ذهب منسوج بياقوت أحمر ، هذا لكل يوم صام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات .
* - عن أبي جعفرقال:قال رسول الله صلى عليه وآله:إذا استهل شهررمضان غلقت أبواب الناروفتحت له أبواب الجنة وصفدت الشياطين .
* - سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين.
* - عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
* - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر الله ما مضى من ذنوبه.
* - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسنة يعملها ابن آدم تضاعف عشر إلى سبعمأة ضعف يقول الله عز وجل إلا الصيام هو لي وأنا أجزى به بترك شهوته من أجلي : فرحتان للصائم فرحة عند فطره وفرحة يوم يلقى ربه وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، الصوم جنة.
* - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم .
* - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رب صائم حظه من صيامه الجوع ورب قائم حظه من قيامه السهر .