علي بن محمد السخاوي
(558- 643) هـ
علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب الهمداني ، أبو الحسن السخاوي .الشيخ الفاضل الأديب النحوي المغربي .ولد ببلدة" سخا " من ديار مصر في حدود سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .
قرأ في بلده على أبي إسحاق إبراهيم بن جبارة السخاوي ، وسمع بالاسكندرية على أبي طاهر إسماعيل بن مكي بن عوف الزهري ، وعلى الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي . قرأ القرآن العزيز على أبي القاسم بن قرة بن أبي القاسم الرعيني الشاطبي للسبعة .كان مالكي المذهب ، ثم إنتقل الى مذهب الشافعي .قدم دمشق ولزم أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي ، فقرأ عليه القرآن للسبعة ، وسمع منه كتاب سيبوية والإيضاح واللُّمع وغيرها من الكتب . وسمع عليه ديوان المتنبي وشرحة . وغير ذلك من الكتب الادبيات ، وقرأ أكثر مسموعاته عن مشايخه .من آثاره :
1- فتح الوصيد في شرح القصيد . وهي قصيدة أبي القاسم الشاطبي في القراءات السبعة .
2- الوسيلة إلى كشف العقيلة . شرح القصيدة التي نظمها الشاطبي أيضاً في رسم مصحف عثمان ، وهي مائتان وثمانية وتسعون بيتاً على قافية الراء ، سمّاها الشاطبي : " عقيلة أتراب القصائد " .
3- المفضّل في شرح المفصّل . شرح به الزمخشري ، ونظم أشعاراً كثيرة وأودعها مدح النبي(ص) .
4- جمال القراء وكمال الإقراء . يتضمن علوم القرآن من التجويد والناسخ والمنسوخ والاعجاز .
5- تنوير الدياجي في تفسير الأحاجي .
6- تحفة الناسك في معرفة المناسك .
7- سفر السعادة وسفير الإرادة .
8- ذات الحُلل ومهاة الكلل . فيما اتفق لفظه واختلف معناه(1).
قال في مدح امير المؤمنين عليه السلام
قــــف بالمــــدينة زائراً ومسلّماً |
|
واشكر صنيع الدّمع فيها إن همى |
فهي المنازل لم تزل تشتاقها |
|
أبداً وكنت بها المُعنّى المغرما |
ألصق بتربتها الفؤاد فكم شفت |
|
داء دفيناً قد أذاب المُسقما |
عجباً لصبٍّ عاينتها عينه |
|
فوعى الجواب أو استطاع تعلّما |
هذا هو الحرم الشؤيف فقف به |
|
واقر السلام على الرسول مّتمما |
وقل: السلام عليك يا من أنقذ الضـ |
|
ـلال من ظلم الجهالة والعمى |
يا سيد الهادين ياخير الورى |
|
حسباً واوسعهم ندىً وتكرُّما |
يا خاتم الرسل الكرام ومن له |
|
الآيات تحكي في السماء الأنجما |
وله انشقاق البدر والجذع الذي |
|
أبدا حنيناً والجماد تكلّما |
والماء ينبع في الإناء ومن دعا |
|
زُمراً الى النّزر اليسير فاطعما |
ودعا بأشجار الفلاة فأقبلت |
|
وغدا على الحجر الأصم فسلّما |
وعلا على متن البراق مُشرّفاً |
|
وسرى الى أعلى السماء مُعظّما |
يا صاحب الوجه البهي كأنـ |
|
ـما القمر المنير إليه في النور انتمى |
يا صاحب الخُلق الرّضي فما يُرى |
|
إلاّ رحيماً مُغضياً أو مُنعما |
يا صاحب القدّ الرشيق فإن مشى |
|
بين الطّوال علا على من قد سما |
يا مطلع الايمان نوراً مُشرقاً |
|
يمحو من الكفران ليلاً مُظلما |
صلّى عليك الله ما انهل الحيا |
|
فكسا الرياض مُفوّفا ومنمنما |
وعليك من ربي السلام مُضاعفاً |
|
ما رددّت ورقُ الحمام ترنُّما |
الى أن يقول:
وعلى أبي الحسن الإمام المرتضى |
|
ذي الفخر والنسب الكريم المنتمى |
زوج البتول أخي الرسول فتى الوغى |
|
ما مرًّ قطُّ ولا تأخّرمُحجما |
وبخُمّ قال المصطفى: من كنـ |
|
ـت مولاه، فمولاهُ عليٌّ مُعلما |
يــارب وال وليـــــــــهُ ونصــــيرهُ |
|
أبداً وعاد عدُوّهُ أنّى ارتمى |
من كان في الاحكام أقضاهم وبالـ |
|
ـعلم المصون عن البرّية أعلما |
وبنوهُ الصحب الكرام جميعهم |
|
والتابعون لمن خلا وتقدّما |
ثم يقول:
يا ذا الجلال أرحم بحق المصطفى |
|
الــعـــــبد الفقــــــير المستجـــير المجرما |
وامنن علي بتوية تمحو بها |
|
ما كان منه وما جناه وقدّما |
واغفر لمنشدها عليٍّ ذنبه |
|
واغفر لمُنشيها عليٍّ وارحما |
فبمدح احمد يرجو ان شفاعةً |
|
ذا مُنشداً فرحاً وذاك مُنظّما |
واغفر لمستمعٍ دعا لهما فما |
|
أجدى دعاء المسلمين وأكرما(1)
|