ما يقال عند القبر
*- عن علي (عليه السلام) أنّه كان إذا مرّ بالقبور، قال: السلام عليكم يا أهل الديار (الدار)، فإنّا بكم لاحقون، ثلاث مرّات([1]) .
*- وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا دخل المقابر: يا أهل التربة يا أهل الغربة، أمّا الدور فقد سكنت، وأمّا الأزواج فقد نُكحت، وأمّا الأموال فقد قسّمت، فهذا خبرما عندنا وليت شعري ما عندكم؟ ثمّ التفت إلى أصحابه وقال: لو اُذن لهم الجواب لقالوا: إنّ خير الزاد التقوى([2]) .
*- جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على القبور، فأخذ في الجادة ثمّ قال عن يمينه: السلام عليكم يا أهل القبور من أهل القصور، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، ثمّ التفت عن يساره وقال مثل ذلك([3]) .
*- نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمن بن جندب، قال:
لما رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) من صفّين وجاز دور بني عوف، وكنّا معه، إلى أن قال: فإذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما هذه القبور؟ فقال له قدامة بن عجلان الأزدي: يا أمير المؤمنين إنّ خباب بن الأرت توفّي بعد مخرجك، فأوصى أن يدفن في الظهر، وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم، فدفن الناس إلى جنبه.فقال (عليه السلام) : رحم الله خبّاباً، فقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتُلي في جسمه أحوالا، ولن يضيّع الله أجر من أحسن عملا، فجاء حتّى وقف عليهم، ثمّ قال: عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأنتم لنا سلف وفرط، ونحن لكم تبع، وبكم وعمّا قليل لاحقون، اللّهمّ اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنّا وعنهم، ثمّ قال: الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتاً، أحياءاً وأمواتاً، الحمد لله الذي منها خلقنا، وفيها يعيدنا، وعليها يحشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله بذلك([4]) .
*- عن كتاب (لب اللباب) للراوندي: روي أنّ عليّاً (عليه السلام) مرّ بمقبرة فقال: السلام على أهل لا إله إلاّ الله من أهل لا إله إلاّ الله، يا أهل لا إله إلاّ الله بحقّ لا إله إلاّ الله كيف وجدتم كلمة لا إله إلاّ الله؟ فهتف هاتف: وجدناها المنجية من كلّ هلكة([5]) .
*- المجلسي، عن بعض مؤلّفات أصحابنا، ناقلا عن المفيد، دعاء علي (عليه السلام) لأهل القبور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على أهل لا إله إلاّ الله من أهل لا إله إلاّ الله، يا أهل لا إله إلاّ الله، بحقّ لا إله إلاّ الله، كيف وجدتم قول لا إله إلاّ الله مِن لا إله إلاّ الله؟ يا لا إله إلاّ الله بحقّ لا إله إلاّ الله، اغفر لمن قال: لا إله إلاّ الله، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله عليّ وليّ الله، فقال علي (عليه السلام) : إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قرأ هذا الدعاء، أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة، وكفّر عنه سيّئات خمسين سنة ولأبويه أيضاً([6]) .
*- عليّ بن إبراهيم، قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجوعه من صفّين إلى المقابر فقال: هذه كفات الأموات ـ أي مساكنهم ـ، ثمّ نظر إلى بيوت الكوفة فقال:
هذه كفات الأحياء، ثمّ تلا قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ كِفَاتاً أَحْيَاءاً وَأَمْوَاتاً. ([7])([8])
*- في كلام لعلي (عليه السلام) : فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم، حُملوا إلى قبورهم غير راكبين، واُنزلوا فيها غير نازلين، كأنّهم لم يكونوا للدنيا عُمّاراً، وكأنّ الآخرة لم تزل لهم داراً([9]) .
*- عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنت مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالمقابر فقال:السلام على أهل لا إله إلا الله من أهل لا إله إلا الله، يا أهل لا إله إلا الله كيف وجدتم كلمة لا إله إلا الله؟ يا لا إله إلا الله بحق لا إله إلا الله، اغفر لمن قال لا إله إلا الله، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا الله، قال علي (عليه السلام) : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قالها إذا مرّ بالمقابر غفر له ذنوب خمسين سنة، فقالوا: يا رسول الله من لم يكن له ذنوب خمسين سنة؟ قال: لوالديه وإخوانه ولعامة المسلمين([10]) .