موقف الامام علي من اهل البصرة
* - خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالبصرة فقال : يا جند المرأة ويا أصحاب البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم الله أمركم بجهادي ؟ أم على الله تفترون ؟ ثم قال : يا بصرة أي يوم لك لو تعلمين وأي قوم لك لو تعلمين إن لك من الماء يوما عظيما بلاؤه .وذكر كلاما كثيرا .
* - ومن كلام له ( عليه السلام ) : أنتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس بكم أضرب المدبر وأرجو طاعة المقبل فأعينوني بمنا صحة خلية من الغش سليمة من الريب فو الله إني لاولى الناس بالناس .
* - ومن كلام له ( عليه السلام ) : في دم البصرة وأهلها : كنتم جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهزمتم أخلاقكم رقاق وعهدكم شقاق ودينكم نفاق وماؤكم زعاق المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه .
كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها .وفي رواية أخرى : وأيم الله لتغرقن بلدتكم حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة .وفي رواية أخرى : كجؤجؤ طير في لجة بحر .أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء خففت عقولكم وسفهت حلومكم [ أحلامكم خ ل ] فأنتم غرض لنابل وأكلة لآكل وفريسة لصائد [ لصائل خ ] .
* - ومن خطبة له ( عليه السلام ) : فتن كقطع الليل المظلم لا تقوم لها قائمة ولا ترد لها راية تأتيكم مزمونة مرحولة يحفزها قائدها ويجهدها راكبها أهلها قوم شديد كلبهم قليل سلبهم يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين في الارض مجهولون وفي السماء معروفون فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس وسيبتلى أهلك بالموت الاحمر والجوع الاغبر .
*- من كلامه ( عليه السلام ) فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة : يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل يثيرون الارض بأقدامهم كأنها أقدام النعام .ثم قال ( عليه السلام ) : ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة من أوئلك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم ! ! أنا كأب الدنيا لوجهها وقادرها بقدرها وناظرها بعينها .ومنه يؤمى [ عليه السلام ] به إلى وصف الاتراك : كأني أراهم قوما كان وجوههم المجان المطرقة يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق ، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور .فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! ! فضحك ( عليه السلام ) وقال للرجل وكان كلبيا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده سبحانه بقوله : إن الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي .
اعتراف عائشة بشجاعة الامام عليه السلام
.ونظرت عائشة إليه وهو يجول بين الصفين فقالت : أنظروا إليه كان فعله .
فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر أما والله لا ينتظر بك إلا زوال الشمس فقال علي ( عليه السلام ) : يا عائشة عما قليل لتصبحن نادمين .
استخلاف ابن عبّاس علي البصرة
فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر أما والله لا ينتظر بك إلا زوال الشمس فقال علي ( عليه السلام ) : يا عائشة عما قليل لتصبحن نادمين .
استخلاف ابن عبّاس علي البصرة
* ـالجمل عن الواقدى عن رجاله : لمّا أراد أميرالمؤمنين الخروجمن البصرة استخلف عليها عبد الله بن العبّاس وأوصاه ، فكان فى وصيّته له أن قال : يا ابن عبّاس ، عليك بتقوي الله والعدل بمن وُلّيت عليه ، وأن تبسط للناس وجهك ،وتوسّع عليهم مجلسك وتسعهم بحلمك . وإيّاك والغضب ; فإنّه طيرة من الشيطان ، وإيّاكوالهوي ; فإنّه يصدّك عن سبيل الله . واعلم أنّ ما قرّبك من الله فهو مباعدك من النار ، وما باعدك منالله فهو مقرّبك من النار . واذكر الله كثيراً ولا تكن من الغافلين .
*- روي أبو مخنف لوط بن يحيي قال : لمّا استعمل أمير المؤمنين عبد الله بنالعبّاس علي البصرة خطب الناس ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي عليرسوله ، ثمّ قال : يا معاشر الناس ، قد استخلفت عليكم عبد الله بن العبّاس ، فاسمعواله وأطيعوا أمره ما أطاع الله ورسوله ; فإن أحدث فيكم أو زاغ عن الحقّ فأعلمونىأعزلْه عنكم ; فإنّى أرجو أن أجده عفيفاً تقيّاً ورعاً ، وإنّى لم اُولّه عليكمإلاّ وأنا أظنّ ذلك به ، غفر الله لنا ولكم .فأقام عبد الله بالبصرة حتي عمل أمير المؤمنين علي التوجّه إلي الشام ،فاستخلف عليها زياد بن أبيه ، وضمّ إليه أبا الأسود الدؤلى ، ولحق بأمير المؤمنين ¼ ، فسار معه إليصفّين
دخول الامام علي الى البصرة
*ـفى رواية أنّ عليّاً عليه السلام لمّا فرغ من وقعة الجملدخل البصرة فأتي مسجدها الجامع ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنيعليه ، وصلّي علي النبىّ ، ثمّ قال :أمّا بعد ; فإنّ الله ذو رحمة واسعة ، فما ظنّكم يا أهل البصرة ؟يا أهل السبخة ، يا أهل المؤتفكة ; ائتفكت(بأهلها ثلاثاً وعلي الله الرابعة ، يا جند المرأة ، ثم ذكر الذى قبله ، ثمّ قال : انصرفوا إلي منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم .وخرج حتي صار إلي المربد ، والتفتَ وقال : الحمد لله الذى أخرجنىمن شرّ البقاع تراباً ، وأسرعها خراباً
*ـ : لمّا كتب أمير المؤمنين الكتب بالفتح قام فىالناس خطيباً ، فحمد الله تعالي وأثني عليه ، وصلّي علي محمّد وآله ، ثمّ قال : أمّا بعد ; فإنّ الله غفور رحيم عزيز ذو انتقام ، جعل عفوهومغفرته لأهل طاعته ، وجعل عذابه وعقابه لمن عصاه وخالف أمره ، وابتدع فى دينه ماليس منه ، وبرحمته نال الصالحون العون ، وقد أمكننى الله منكم يا أهل البصرة ،وأسلمكم بأعمالكم ; فإيّاكم أن تعودوا إلي مثلها ; فإنّكم أوّل من شرع القتالوالشقاق ، وترك الحقّ والإنصاف .
*ـعن الحارث بن سريع : لمّا ظهر أميرالمؤمنين علي أهلالبصرة وقسّم ما حواه العسكر ، قام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي عليرسوله وقال : أيّها الناس ! إنّ الله عزّ وجلّ ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة لأهلطاعته ، وقضي أنّ نقمته وعقابه علي أهل معصيته .يا أهل البصرة ! يا أهل المؤتفكة ، ويا جند المرأة ، وأتباعالبهيمة ! رغا فأجبتم ، وعُقر فانهزمتم ، أحلامكم دقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق، وأنتم فسقة مُرّاق .يا أهل البصرة ! أنتم شرّ خلق الله ; أرضكم قريبة من الماء ،بعيدة من السماء . خفّت عقولكم ، وسفهت أحلامكم . شهرتم سيوفكم ، وسفكتم دماءكم ،وخالفتمإمامكم ; فأنتم أكلة الآكل ، وفريسة الظافر ، فالنار لكم مدّخر ،والعار لكم مفخر ، يا أهل البصرة ! نكثتم بيعتى ، وظاهرتم علىّ ذوى عداوتى ، فماظنّكم يا أهل البصرة الآن .
* ـ : دخل علىّ عليه السلام البصرة ، فأتي مسجدهاالأعظم ، واجتمع الناس إليه ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي عليالنبىّ ، ثمّ قال :أمّا بعد ; فإنّ الله ذو رحمة واسعة وعقاب أليم ، فما ظنّكم بى ياأهل البصرة ; جُندَ المرأة ، وأتباع البهيمة ؟ رَغا فقاتلتم ، وعُقر فانهزمتم ،أخلاقكم دقاق ، وعهدكم شقاق ، وماؤكم زعاق. أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السماء ، وايم الله ليأتينّ عليها زمان لا يُريمنها إلاّ شرفات مسجدها فى البحر ، مثل جؤجؤالسفينة ، انصرفوا إلي منازلكم .ثمّ نزل ، وانصرف إلي معسكره .
* ـفى ذمّ أهل البصرة بعدوقعة الجمل ـ : كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة ; رغا فأجبتم ، وعُقر فهربتم . أخلاقكم دقاقٌ ، وعهدكم شقاقٌ ، ودينكم نفاقٌ ، وماؤكم زعاقٌ ، والمقيم بين أظهركممرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه . كأنّى بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قدبعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها ، وغرق من فى ضمنها .
* ـ لمّا خرج عثمان بن حنيف من البصرة ،وعاد طلحة والزبير إلي بيت المال فتأمّلا ما فيه ، فلمّا رأوا ما حواه من الذهبوالفضّة قالوا : هذه الغنائم التى وعدنا الله بها ، وأخبرنا أنّه يعجّلها لنا .قال أبو الأسود : فقد سمعت هذا منهما ، ورأيت عليّاً بعد ذلك ، وقد دخلبيت مال البصرة ، فلمّا رأي ما فيه قال : يا صفراء ويا بيضاءغُرّى غيرى ! المالُ يَعْسُوبالظَّلمَة ، وأنا يعسوب المؤمنين .فلا والله ما التفتَ إلي ما فيه ، ولا فكّر فيما رآه منه ، وماوجدته عنده إلاّ كالتراب هواناً ! فعجبت من القوم ومنه ! فقلت : اُولئك ممّنيريد الدنيا ، وهذا ممّن يريد الآخرة ، وقوِيتْ بصيرتى فيه
تقسيم الغنائم
*ـعن الواقدى : إنّ أمير المؤمنين لمّا فرغ من قسمة المالقام خطيباً ، فحمد الله وأثني عليه وقال : أيّها الناس ! إنّى أحمد الله علي نِعَمه ; قُتل طلحة والزبير ،وهُزمت عائشة . وايم الله لو كانت عائشة طلبت حقّاً وأهانت باطلاً لكان لها فىبيتها مأوي ، وما فرض الله عليها الجهاد ، وإنّ أوّل خطئها فى نفسها ، وما كانتوالله علي القوم إلاّ أشأم من ناقة الحِجْر،وما ازداد عدوّكم بما صنع الله إلاّ حقداً ، وما زادهم الشيطان إلاّ طغيانا . ولقدجاؤوا مبطلين وأدبروا ظالمين ، إنّ إخوانكم المؤمنين جاهدوا فى سبيل الله ، وآمنوابه يرجون مغفرة من الله ، وإنّنا لعلي الحقّ ، وإنّهم لعلي الباطل ، وسيجمعنا اللهوإيّاهم يوم الفصل ، وأستغفر الله لى ولكم .
*ـتاريخ اليعقوبىـ فى خبر عائشة ـ : أتاهاعلىٌّ ، وهى فى دار عبد الله بن خلف الخزاعى ، وابنه المعروف بطلحة الطلحات ، فقال : إيهاً يا حميراء ! أ لم تنتهى عن هذا المسير ؟ فقالت : يابن أبى طالب ! قدرتفأسجِح !فقال : اخرُجى إلي المدينة ، وارجعى إلي بيتك الذى أمرك رسول اللهأن تَقرّى فيه . قالت : أفعل .
*ـعن أبى رافع : إنّ رسول الله قال لعلىّ بن أبىطالب : إنّه سيكون بينك وبين عائشة أمر ، قال : أنا يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : أنا ؟ قال : نعم . قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكن إذا كان ذلكفارددها إلي مأمَنِها .
*ـفى ذكر أحداث ما بعد حربالجمل ـ : قال علىّ عليه السلام لمحمّد بن أبى بكر : سِر مع اُختك حتي توصلها إلي المدينة ،وعجّل اللحوق بى بالكوفة . فقال : أعفِنى من ذلك يا أمير المؤمنين . فقال علىّ عليه السلام : لا أعفيك منه ، وما لك بُدُّ . فسار بها حتي أوردهاالمدينة .
*ـلمّا عزم أمير المؤمنين علي المسير إلي الكوفةأنفذ إلي عائشة يأمرها بالرحيل إلي المدينة ، فتهيّأت لذلك ، وأنفذ معها أربعينامرأة ألبسهنّ العمائم والقلانس،وقلّدهنّ السيوف ، وأمرهنّ أن يحفظنها ، ويكنَّ عن يمينها وشمالها ومن ورائها .فجعلت عائشة تقول فى الطريق : اللهمّ افعل بعلىّ بن أبى طالب بمافعل بى ! بعث معى الرجال ولم يحفظ بى حرمة رسول الله .فلمّا قدمنَ المدينة معها ألقين العمائم والسيوف ودخلنَ معها ،فلمّا رأتهنّ ندمت علي ما فرّطت بذمّ أمير المؤمنين وسبّه .وقالت : جزي الله ابن أبى طالب خيراً ، فلقد حفظ فىَّ حرمة رسولالله .
*ـ : قال علىّ لابنه محمّد ابنالحنفيّة : ويحك ! تقدّم بالراية . فلم يستطِع ، فأخذها علىّ من يده ، فتقدّم بها ،وجعلت الحربُ تأخذ وتعطى ; فتارة لأهل البصرة ، وتارة لأهل الكوفة ، وقُتل خلق كثيروجمّ غفير ولم تُرَ وقعة أكثر من قطع الأيدى والأرجل فيها من هذه الوقعة .
مرور الامام علي عليه السلام على القتلى
*ـ ومن كلامه عليٍّ] عند تطوافه علي قتليالجمل : هذه قريش ، جَدَعت أنفى ، وشفيتُ نفسى ، لقد تقدّمت إليكم اُحذّركم عضّالسيوف ، وكنتم أحداثاً لا علم لكم بما ترون ، ولكنّه الحين ، وسوء المصرع ، فأعوذبالله من سوء المصرع .
ثمّ مرّ علي معبد بن المقداد فقال : رحم الله أبا هذا ، أما إنّهلو كان حيّاً لكان رأيه أحسن من رأى هذا .
فقال عمّار بن ياسر : الحمد لله الذى أوقعه وجعل خدّه الأسفل ،إنّا والله ـ يا أمير المؤمنين ـ ما نبالى من عَنَدَ عن الحقّ من ولد ووالد . فقالأمير المؤمنين :
رحمك الله وجزاك عن الحقّ خيراً .
قال : ومرّ بعبد الله بن ربيعة بن درّاج ـ وهو فى القتلي ـ فقال : هذا البائس ، ما كان أخرجه ; أ دينٌ أخرجه ، أم نصرٌ لعثمان ؟ ! والله ما كان رأىعثمان فيه ولا فى أبيه بحسن .
ثمّ مرّ بمعبد بن زهير بن أبى اُميّة فقال : لو كانت الفتنة برأسالثريّا لتناولها هذا الغلام ، والله ما كان فيها بذى نحيزة ، ولقد أخبرنى من أدركه وإنّه ليُولول فَرَقاً منالسيف .
ثمّ مرّ بمسلم بن قرظة فقال : البرّ أخرج هذا ! والله ، لقدكلّمنى أن اُكلّم له عثمان فى شىء كان يدّعيه قبله بمكّة ، فأعطاه عثمان وقال : لولا أنت ما أعطيته ، إنّ هذا ـ ما علمت ـ بئس أخو العشيرة ; ثمّ جاء المشوم للحينينصر عثمان .
ثمّ مرّ بعبد الله بن حميد بن زهير فقال : هذا أيضاً ممّن أوضع فىقتالنا ، زعم يطلب الله بذلك ، ولقد كتب إلىّ كتباً يؤذى فيها عثمان ، فأعطاه شيئاً، فرضى عنه .
ومرّ بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالف أباه فى الخروج ،وأبوه حيث لم ينصرنا قد أحسن فى بيعته لنا ، وإن كان قد كَفّ وجلس حيث شكّ فىالقتال ، وما ألوم اليوم من كفّ عنّا وعن غيرنا ، ولكن المليم الذى يقاتلنا !
ثمّ مرّ بعبد الله بن المغيرة بن الأخنس فقال : أمّا هذا فقُتلأبوه يوم قتل عثمان فى الدار ، فخرج مغضباً لمقتل أبيه ، وهو غلام حدث حُيّن لقتله .
ثمّ مرّ بعبد الله بن أبى عثمان بن الأخنس بن شريق ، فقال : أمّاهذا فإنّى أنظر
إليه وقد أخذ القوم السيوف هارباً يعدو من الصفّ ،فنَهنهتُعنه ، فلم يسمع من نهنهتُ حتيقتله . وكان هذا ممّا خفى علي فتيان قريش ، أغمارلا علم لهم بالحرب ، خدعوا واستزلّوا ، فلمّاوقفوا وقعوا فقتلوا .
ثمّ مشي قليلاً فمرّ بكعب بن سورفقال : هذا الذى خرج علينا فى عنقه المصحف ، يزعمأنّه ناصر اُمّه ، يدعو الناس إلي ما فيه وهو لا يعلم ما فيه ، ثمّ استفتح وخاب كلّجبّار عنيد . أما إنّه دعا الله أن يقتلنى، فقتله الله . أجلسوا كعب بن سور . فاُجلس ، فقال أمير المؤمنين : يا كعب ، قدوجدتُ ما وعدنى ربّى حقّاً ، فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّاً ؟ ثمّ قال : أضجعوا كعباً .
ومرّ علي طلحة بن عبيد الله فقال : هذا الناكث بيعتى ، والمنشئالفتنة فى الاُمّة ، والمجلب علىَّ ، الداعى إلي قتلى وقتل عترتى ، أجلسوا طلحة . فاُجلس ، فقال أمير المؤمنين : يا طلحة بن عبيد الله ، قد وجدتُ ما وعدنى ربّىحقّاً ، فهل وجدتَ ما وعد ربّك حقّاً ؟ ثمّ قال : أضجعوا طلحة ، وسار .
فقال له بعض من كان معه : يا أمير المؤمنين ، أ تُكلّم كعباًوطلحة بعد قتلهما ؟
قال : أمَ والله ، إنّهما لقد سمعا كلامى كما سمع أهلالقليبكلام رسول الله
يوم بدر .
كرم الامام عليه السلام
*ـقبض علىّ ما كان فى معسكرهم منسلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلك ، فباعه وقسّمه بين أصحابه ، وأخذ لنفسه ـ كما أخذلكلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده ـ خمسمائة درهم .فأتاه رجل من أصحابه فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّى لم آخذ شيئاً، وخلّفنى عن الحضور كذا ـ وأدلي بعذر ـ فأعطاه الخمسمائة التى كانت له .
*ـ نزل بعد خطبته فى أهلالبصرة] واستدعي جماعة من أصحابه ، فمشوا معه حتي دخل بيت المال ، وأرسل إليالقرّاء ، فدعاهم ودعا الخزّان وأمرهم بفتح الأبواب التى داخلها المال ، فلمّا رأيكثرة المال قال : "هذا جِناى وخياره فيه" . ثمّ قسّم المال بين أصحابه فأصاب كلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم ، وكان أصحابهاثنى عشر ألفاً ، وأخذ هو كأحدهم ، فبينا همعلي تلك الحالة ، إذ أتاه آت فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ اسمىسقط من كتابك ، وقد رأيت من البلاء ما رأيت . فدفع سهمه إلي ذلك الرجل .
*- عن أبى حرب بن أبى الاسود قال : لقد رأيت بالبصرة عجباً ! لمّا قدم طلحة والزبير قد أرسلا إلي اُناس من أهل البصرةوأنا فيهم ، فدخلنا بيت المال معهما ، فلمّا رأيا ما فيه من الأموال قالا : هذا ماوعدنا الله ورسوله . ثمّ تلَيا هذه الآية : ³ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ ² إلي آخر الآية وقالا : نحن أحقّ بهذا المال من كلّ أحد .
فلمّا كان من أمر القوم ما كان دعانا علىّ بن أبى طالب فدخلنا معه بيت المال ،فلمّا رأي ما فيه ضرَبَ إحدي يديه علي الاُخري وقال : يا صفراء يا بيضاء ، غرّىغيرى ! وقسّمه بين أصحابه بالسويّة حتي لم يبق إلاّ خمسمائة درهم عزلها لنفسه ،فجاءه رجل فقال : إنّ اسمى سقط من كتابك . فقال : ردّوها عليه . ثمّ قال :
الحمد لله الذى لم يصل إلىّ من هذا المال شىء ، ووفَّرَه عليالمسلمين .