العتبة العلوية المقدسة - سما بقصيدي أن ذكراك مطلع للشيخ احمد الوائلي -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » سما بقصيدي أن ذكراك مطلع للشيخ احمد الوائلي

سما بقصيدي أن ذكراك مطلع للشيخ احمد الوائلي

قال:

سما بقصيدي أن ذكراك مطلع

 

وأغلا نشيدي أنه منك مقطع

إذا جئت أستوحيك شدت بناظري

 

حشود طيوف بالسنا الغمر تلمع

كأني وشعري يجتليك كرائماً

 

ألم نجوماً والذي منك أروع

واشتار كرماً ما يزال بعطرها

 

ثرى الطف من ألف مضى يتضوع

تعود بي الذكرى لطفل بمهده

 

إليه شموخ من غد يتطلع

كأن على كفيه همس تمائم

 

من الجزع أنغام الفتوح توقع

فتسألني عيني أبالمهد صارم

 

تململ أم طفل من الدر يرضع

طلعت فما هز البطولات مثلها

 

سمات ربيع وهي بالأمس بلقع

وأرضى انتظار الشوط بعد مرارة

 

من اليأس أن لاح الكمي المقنع

أرى كل من يحيا يموت ويسوي

 

على مسرح الدنيا مغيب ومطلع

وأنت حياة لا تموت على المدى

 

توالد في خلق وتنشي وتبدع

أبا الثورة الكبرى صليل سيوفها

 

نشيد بأبعاد الخلود مرجع

تشير وإيماض القواضب مشعل

 

وتحدو بركب الثأئرين فيتبع

أبا الطف ما جئنا لنبني بلفظنا

 

لمعناك صرحاً إن معناك أمنع

متى بنت الألفاظ صرحاً وإنما

 

الصروح بمقدود الجماجم ترفع

ألا إن برداً من جراح لبسته

 

بنى لك مجداً من جراحك يصنع

وموضحة تعلو جبينك منبراً

 

خطيب بما يجري من الدم مصقع

لروحك يممنا لتحيا نفوسنا

 

بعزمة جبار تهز وتدفع

تأبت علينا الكاس وهي ثمالة

 

وعز علينا الشرب والكاس مترع

وهنا فأنقنا الهوان بحكمة

 

وضلت خطانا الدرب فهي تميع

وضعناك في الأعناق حرزاً وإنما

 

خلقت لكي تنضى حساماً فتشرع

وصغناك من دمع وتلك نفوسنا

 

نصورها لا أنت إنك أرفع

فإن شئت أن نحيا فألهم نفوسنا

 

لتنهل من كاس شربت فتجرع

ومر مبغضاً شظاك يفري هياكلاً

 

لنا فلكم نجى من الموت مبضع

أبا المعطيات البيض لا العجب محبط

 

كرائم ما أعطى ولا المن متبع

غداة استزادتك الوغى وهي ساغب

 

فأسرعت تلهي بالضحايا وتشبع

ولم تجز حقداً مثله بل رحمته

 

سجية لؤم نبت عنها وأولعوا

وأين السمو السمح من نبع هاشم

 

وأوضار نتن من أُمية تنبع

نخائر عاناها أبوك لئيمة

 

وكانت ببدر وجه جدك تقرع

فللترب منها والهوان بقية

 

تشتت شمل المسلمين وتصدع

فيا باعثها نعرةً جاهلية

 

محمد واراها التراب تورعوا

عذرتكم لو أن ما تنبشونه

 

عظام ولكن جيفة وهي ابشع

ولو أن ما تبغونه من ورائها

 

خفي لقلنا عابث سوف يقلع

ولكنه الكرسي مهما برعتم

 

الخداع يغطي رأسه ثم يطلع

وساجعة والمبكيات تحوطها

 

حنانيك هل يدري لمن فوك يسجع

عذرت الهديل الغر لو فوق روضة

 

ولكنه في دمنة ليس تمرع

ستبدي لك الأيام أن مضيرة

 

تلو كينها سحت من السم أنقع

وأن الذي يؤوي طريداً مذمماً

 

( سحابة صيف عن قليل تقشع )

وعز علينا بائن من جسومنا

 

وأنف الفتى منه وإن هو أجدع

ولكن بغياً ماستفاد بعبرة

 

سيشقى وحلف البغي يوماً سيصرع

محمد هل يرضي جهادك تافه

 

تستر بالإسلام وهو مضيع

يهملج في أعقاب كل مضلل

 

فلا النصح يثنيه ولا هو يسمع

يخرف في خلط تنافر نسجه

 

يؤد ويؤذي السمع حين يجعجع

فطوراً إلى غرب يمت بقوله

 

وطوراً إلى شرق يمت وينزع

وطوراً يؤاخي من نسيج خياله

 

نقائض فاعجب للنقائض تجمع

مفاهيم الحاديةفي جذورها

 

عليها من اسم الله ثوب وبرقع 

أبا الشهداء الواهبين تحية

 

إلى هبة من غرة الشمس أنصع

أُنبئك ما زال الصبوح شموخه

 

يهدهد أعطاف الغبوق ويمتع

وإن مناراً من دماء رفعته

 

ليهدي طريق السالكين مشعشع

فيا واهباً أعطى وأرضى بجانحي

 

خشوع على أعتابك الشم يركع

تقبله وامنحني رضاك فإنني

 

إليكم بني الزهراء ما عشت أفزع

وكن عدتي في يوم لا ولد به

 

ولا مال مما يجمع المرؤ ينفع([1])

 



([1].) ديوان الواله ص71 .