العتبة العلوية المقدسة - شهداء معركة صفين -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » واقعة صفين » شهداء معركة صفين

شهداء معركة صفين
تسمية من اصيب في المبارزة من أصحاب على
*- عن عمرو بن شمر عن جابر قال : سمعت تميم بن حذيم الناجى يقول : أصيب في المبارزة من أصحاب على ([1]) : عامر بن حنظلة الكندى يوم النهر ، وبسر بن زهير الأزدي ، ومالك بن كعب العامري ، وطالب بن كلثوم الهمداني ، والمرتفع بن الوضاح الزبيدى أصيب بصفين ، وشرحبيل بن طارق البكري ،وأسلم بن يزيد الحارثى ، وعلقمة بن حصين الحارثى ، والحارث بن الجلاح الحكمى ، وعائذ بن كريب الهلالي ، وواصل بن ربيعة الشيباني ، وعائذ بن مسروق الهمداني ، ومسلم بن سعيد الباهلى ، وقدامة بن مسروق العبدى ، والمخارق بن ضرار المرادى ، وسلمان بن الحارث الجعفي ، وشرحبيل بن الأبرد الحضرمي ، والحصين بن سعيد الجرشى ، وأبو أيوب بن باكر الحكمى ، وحنظلة بن سعد التميمي ، ورويم بن شاكر الأحمرى ، وكلثوم بن رواحة النمري ، وأبو شريح بن الحارث الكلاعى ، وشرحبيل بن منصور الحكمى ، ويزيد بن واصل المهرى ،وعبد الرحمن بن خالد القينى ، وصالح بن المغيرة اللخمى ، وكريب بن الصباح الحميرى من آل ذى يزن قتله على ([2]) ، والحارث بن وداعة الحميرى ، وروق بن الحارث الكلاعى ، والمطاع بن المطلب القينى ، والوضاح بن أدهم السكسكى ، وجلهمة بن هلال الكلبى ، وابن سلامان الغساني ، وعبد الله بن جريش العكى وابن قيس ، والمهاجر بن حنظلة الجهنى ، والضحاك بن قيس ، ومالك بن وديعة القرشى ، وشريح بن العطاء الحنظلي ،والمخارق بن علقمة المازنى ، وأبو جهل بن ظالم الرعينى ، وعبيدة بن رياح الرعينى ، ومالك بن ذات الكلبى ، وأكيل بن جمعة الكنانى ، والربيع بن واصل الكلاعى ، ومطرف بن حصين العكى ، وزبيد بن مالك الطائى ، والجهم بن المعلى ، والحصين بن تميم الحميريان والأبرد بن علقمة الحرقى من أصحاب طلحة والزبير ، والهذيل بن الأشهل التميمي والحارث بن حنظلة الأزدي ، ومالك بن زهير الرقاشى ، وعمرو بن يثربى الضبى ([3]) ، والمجاشع بن عبد الرحمن ، والنعمان بن جبير اليشكرى ، والنضر بن الحارث الضبى ، والقاسم بن منصور الضبى ،وزامل بن طلحة الأزدي ، وكرز بن عطية الضبى ، ورفاعة بن طالب الجرهمى ، والأشعث بن جابر ، وعبد الله بن المنهال الساعدي ، وعبد الله بن الحارث المازنى ، والحكم بن حنظلة الكندى ، وأبرهة بن زهير المذحجي ، وهند الجملى ([4]) ، ورافع بن زيد الأنصاري ، وزيد ابن صوحان العبدى ([5]) ، ومالك بن حذيم الهمداني ([6]) ، وشرحبيل بن امرئ القيس الكندى ، وعلباء بن الهيثم البكري([7]) ، وزيد بن هاشم المرى ، وصالح بن شعيب القينى ، وبكر بن علقمة البجلى ، والصامت بن قنسلى الفوطى ، وكليب بن تميم الهلالي ، وجهم الراسبى ، والمهاجر بن عتبة الأسدى ، والمستنير بن معقل الحارثى ،والأبرد بن طهرة الطهوى ، وعلباء بن المخارق الطائى ، وبواب بن زاهر ، وأبو أيوب بن أزهر السلمى . زهاء عشرة آلاف . وأصيب يوم الوقعة العظمى أكثر من ذلك ، وأصيب فيها من أصحاب على ما بين السبعمائة إلى الألف . وأصيب بصفين من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا . وأصيب بها من أهل العراق خمسة وعشرون ألفا . وأصيب يوم النهروان على قنطرة البردان ([8]) من المحكمة خمسة آلاف . وأصيب منهم ألف بالنخيلة بعد مصاب على . وأصيب من أصحاب على يوم النهروان ألف وثلاثمائة . ([9]
استشهاد عبد الله بن بديل
*- بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جرى ابن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وتبوك وقتل يوم صفين مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام([10])
*- في  تاريخ الطبرى عن أبى روق الهمدانى : قاتلهمعبد الله بن بديل فى الميمنة قتالاً شديداً ، حتي انتهي إلي قبّة معاوية . ثمّ إنّالذين تبايعوا علي الموت أقبلوا إلي معاوية ، فأمرهم أن يصمدوا لابن بديل فىالميمنة ; وبعث إلي حبيب بن مسلمة فى الميسرة ، فحمل بهم وبمن كان معه علي ميمنةالناس فهزمهم ، وانكشف أهل العراق من قبل الميمنة حتي لم يبقَ منهم إلاّ ابن بديلفى مائتين أو ثلاثمائة من القرّاء ، قد أسند بعضهم ظهره إلي بعض ، وانجفلالناس . فأمر علىّ سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان معه من أهل المدينة ،فاستقبلتهم جموع لأهل الشام عظيمة ، فاحتملتهم حتي ألحقتهم بالميمنة ، وكان فىالميمنة إلي موقف علىّ فى القلب أهل اليمن ، فلمّا كشفوا انتهت الهزيمة إلي علىّ ،فانصرف يتمشّي نحو الميسرة ، فانكشفت عنه مضر من الميسرة ، وثبتت ربيعة
* وفي تاريخ الطبرى عن فضيل بن خديج عن مولي للأشترـ لمّا كشف الأشتر عن عبد الله بن بديل وأصحابه أهلَ الشام وعلموا أنّعليّاًعليه السلام  حىّ صالحفى الميسرة ـ : قال عبد الله بن بديل لأصحابه : استقدموا بنا ، فأرسل الأشتر إليه : ألاّ تفعل ، اثبت مع الناس فقاتل ; فإنّه خير لهم ، وأبقي لك ولأصحابك . فأبي ،فمضي كما هو نحو معاوية ، وحوله كأمثال الجبال ، وفى يده سيفان ، وقد خرجفهو أمام أصحابه ، فأخذ كلّما دنا منه رجل ضربه فقتله ، حتي قتلسبعة .ودنا من معاوية ، فنهض إليه الناس من كلّ جانب ، واُحيط بهوبطائفة من أصحابه ، فقاتل حتي قتل ، وقتل ناس من أصحابه ، ورجعت طائفة قد جرحوامنهزمين .فبعث الأشتر ابن جمهان الجعفى فحمل علي أهل الشام الذين يتبعون مننجا من أصحاب ابن بديل حتي نفّسوا عنهم وانتهوا إلي الأشتر
* وفيوقعة صفّين عن الشعبى : كان عبد الله بنبديل الخزاعى مع علىّ يومئذ ، وعليه سيفان ودرعان ، فجعل يضرب الناس بسيفه قُدماً . . . فلم يزَل يحمل حتي انتهي إلي معاوية والذين بايعوه علي الموت ، فأمرهم أنيصمدوا لعبد الله بن بديل ، وبعث إلي حبيب بن مسلمة الفهرى ـ وهو فى الميسرة ـ أنيحمل عليه بجميع من معه ، واختلط الناس واضطرم الفيلقان ; ميمنة أهل العراق ،وميسرة أهل الشام ، وأقبل عبد الله بن بديل يضرب الناس بسيفه قُدماً حتي أزالمعاوية عن موقفه .وجعل ينادى : يا لثارات عثمان ! يعنى أخاً كان له قد قُتل وظنّمعاوية وأصحابه أنّه إنّما يعنى عثمان بن عفّان .وتراجع معاوية عن مكانه القهقري كثيراً ، وأشفق علي نفسه ، وأرسلإلي حبيب بن مسلمة مرّة ثانية وثالثة يستنجده ويستصرخه . ويحمل حبيب حملة شديدةبميسرة معاوية علي ميمنة العراق فكشفها ، حتي لم يبقَ مع ابن بديل إلاّ نحو مائةإنسان من القرّاء ، فاستند بعضهم إلي بعض يحمون أنفسهم ، ولجّج ابنبديل فى الناس وصمّم علي قتل معاوية ، وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوهحتي انتهي إليه و مع معاويةعبد الله بن عامر واقفاً .فنادي معاوية بالناس : ويلكم ، الصخر والحجارة إذا عجزتم عنالسلاح ! فأقبل أصحاب معاوية علي عبد الله بن بديل يرضخونه بالصخر ، حتي أثخنوهوقُتل الرجل ، وأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر حتي وقفا عليه ، فأمّا عبد اللهبن عامر فألقي عمامته علي وجهه وترحّم عليه ، وكان له من قبل أخاً وصديقاً ، فقالمعاوية : اكشف عن وجهه . فقال : لا والله ، لا يمثّل به وفىَّ روح . فقال معاوية : اكشف عن وجهه ، فإنّا لا نمثّل به ، فقد وهبته لك . فكشف ابن عامر عن وجهه ، فقالمعاوية : هذا كبش القوموربّ الكعبة . ([11]
*- نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : سمعت الشعبى يقول : كان عبد الله بن بديل الخزاعى مع على يومئذ ، وعليه سيفان ودرعان ، فجعل يضرب الناس بسيفه قدما وهو يقول :
وأخذك الترس وسيفا مقصل([12]
 
 
لم يبق إلا الصبر والتوكل

مشى الجمال في حياض المنهل 

 
 
ثم التمشى في الرعيل الأول([13]

 
 
 
والله يقضى ما يشا ويفعل

 فلم يزل يحمل حتى انتهى إلى معاوية والذين بايعوه على الموت ، فأمرهم أن يصمدوا لعبد الله بن بديل ، وبعث إلى حبيب بن مسلمة الفهرى وهو في الميسرة أن يحمل عليه بجميع من معه ، واختلط الناس واضطرم الفيلقان : ميمنة أهل العراق ، وميسرة أهل الشام . وأقبل عبد الله بن بديل يضرب الناس بسيفه قدما حتى أزال معاوية عن موقفه ، وجعل ينادى : يا لثارات عثمان ! - يعنى أخا كان له قد قتل - وظن معاوية وأصحابه أنه إنما يعنى عثمان بن عفان وتراجع معاوية عن مكانه القهقرى كثيرا ، وأشفق على نفسه ، وأرسل إلى حبيب بن مسلمة مرة ثانية وثالثة يستنجده ويستصرخه . ويحمل حبيب حملة شديدة بميسرة معاوية على ميمنة العراق فكشفها ، حتى لم يبق مع ابن بديل إلا نحو مائة إنسان من القراء ، فاستند بعضهم إلى بعض يحمون أنفسهم ، ولجج ابن بديل في الناس وصمم على قتل معاوية ، وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوه حتى انتهى إليه عبد الله بن عامر واقفا ، فنادى معاوية بالناس : ويلكم ! الصخر والحجارة إذا عجزتم عن السلاح . فأقبل أصحاب معاوية على عبد الله بن بديل يرضخونه بالصخر حتى أثخنوه وقتل الرجل ، وأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر حتى وقفا عليه . فأما عبد الله ابن عامر فألقى عمامته على وجهه وترحم عليه ، وكان له من قبل أخا وصديقا ، فقال معاوية : اكشف عن وجهه فقال : لا والله ، لا يمثل به وفي روح . فقال معاوية : اكشف عن وجهه ، فإنا لا نمثل به ، فقد وهبته لك. فكشف ابن عامر عن وجهه فقال معاوية : هذا كبش القوم ورب الكعبة اللهم أظفرني بالأشتر النخعي والأشعث الكندى . والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر ([14]) :
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
 
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها
قدى الشبر ، يحمى الأنف أن يتأخرا
 
ويحمى ، إذا ما الموت كان لقاؤه
رمته المنايا قصدها فتقطرا

 
كليث هزبر كان يحمى ذماره


 مع أن نساء خزاعة لو قدرت على أن تقاتلني فضلا عن رجالها فعلت . ([15]
نزول امير المؤمنين على سعيد بن قيس
*- نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى إسحاق ، قال : خرج على يوم صفين وفي يده عنزة ([16]) ، فمر على سعيد بن قيس الهمداني ، فقال له سعيد : أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوك ؟ فقال له على : إنه ليس من أحد إلا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب ، أو يخر عليه حائط ، أو تصيبه آفة ، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه. ([17]
استشهاد خزيمة بن ثابت ذى الشهادتين
*ـعن عمارة بن خزيمة بن ثابت : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلّ سيفاً ، وشهد صفّين وقال : أنا لا أصلُأبداً حتي يقتل عمّار ، فأنظر من يقتله ; فإنّى سمعت رسول الله  صلى الله عليه واله  يقول : تقتله الفئةالباغية . فلمّا قُتل عمّار بن ياسر قال خزيمة : قد بانت لى الضلالة ، واقترب فقاتلحتي قُتل([18])
استشهاد أبى الهيثم بن التيّهان
*-  عن نصر : أقبل أبو الهيثمبن التيّهان ـ وكان من أصحاب رسول الله  صلى الله عليه واله  ، بدريّاً ، نقيباً عقبيّاً ـ يسوّى صفوف أهل العراق، ويقول : يا معشر أهل العراق ! إنّه ليس بينكم وبين الفتح فى العاجل والجنّة فىالآجل إلاّ ساعة من النهار ، فأرسوا أقدامكم ، وسوّوا صفوفكم ، وأعيروا ربّكمجماجمكم .استعينوابالله إلهكم ، وجاهدوا عدوّ الله وعدوّكم ، واقتلوهم قتلهم اللهوأبادهم ، واصبروا فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبةللمتّقين .
* وفي  المناقب لابن شهر آشوبـ فى ذكر حرب صفّين ـ : قال أمير المؤمنين : فما انتظاركم إن كنتم تريدون الجنّة ؟ ! فبرز أبو الهيثم بنالتيّهان قائلاً :
أحمَدُ ربّى فَهوَ الحَميدُ      ذاكَ الذى يَفعلُ ما يُريدُ
دِينٌ قويمٌ وهو الرشيدٌ
فقاتل حتى قُتل. ([19]
استشهاد هاشم بن عتبة
*ـعن حبيب بن أبى ثابت : لمّا كانقتال صفّين والراية معهاشم بن عتبة ـ قال : ـ جعل عمّار بن ياسر يتناوله بالرمحويقول : أقدم يا أعور ! لا خير فى أعور لا يأتى الفزع فجعل يستحيى من عمّار ، وكان عالماً بالحرب ، فيتقدّم فيركزالراية ، فإذا تتامّت إليه الصفوف قال عمّار : أقدم يا أعور !لا خير فى أعور لا يأتى الفزع فجعل عمرو بن العاص يقول : إنّى لأري لصاحب الراية السوداء عملاً، لئن دام علي هذا لتُفنَينّ العرب اليوم .فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وجعل عمّار يقول : صبراً عباد الله ! الجنّة تحت ظلال البيض ، وكان لواء الشام مع أبى الأعور السلمى .ولم يزل عمّار بهاشم ينخسه حتي اشتدّ القتال ، وزحف هاشم بالرايةيرقل بها إرقالاً ، وكان يسمّي : المرقال
*ـ في  وقعة صفّين : إنّ عليّاً دعا فى هذا اليومهاشم بن عتبة ومعه لواؤه ـ وكان أعور ـ فقال له : يا هاشم ، حتي متي تأكل الخبز ،وتشرب الماء ؟فقال هاشم : لأجهدنّ علي ألاّ أرجع إليك أبداً .قال علىّ : إنّ بإزائك ذا الكلاع ، وعنده الموت الأحمر ؟فتقدّم هاشم ، فلمّا أقبل قال معاوية : من هذا المقبل ؟ فقيل : هاشم المرقال . فقال : أعور بنى زهرة ؟ قاتله الله ! وقال : إنّ حماة اللواء ربيعة، فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبّيته لهم ، فخرج سهم ذى الكلاع لبكر بن وائل ،فقال : ترّحك الله من سهم كرهت الضراب .وإنّما كان جلّ أصحاب علىّ أهل اللواء من ربيعة ; لأنّه أمر حماةمنهم أن يحاموا عن اللواء .فأقبل هاشم . . . وحمل صاحب لواء ذى الكلاع وهو رجل من عذرة . . . فاختلفا طعنتين ، فطعنه هاشم فقتله ، وكثرت القتلي ، وحمل ذو الكلاع فاجتلد الناس ،فقتلا جميعاً ، وأخذ ابن هاشم اللواء
عن المسعوديصمد هاشم بن عتبة المرقال لذىالكلاع وهو فى حمير ، فحمل عليه صاحب لواء ذى الكلاع . . . فاختلفا طعنتين ، فطعنههاشم المرقال فقتله ، وقتل بعده تسعة عشر رجلاً .وحمل هاشم المرقال وحمل ذو الكلاع ، ومع المرقال جماعة من أسلم قدآلوا ألاّ يرجعوا أو يفتحوا أو يقتلوا .فاجتلد الناس ، فقُتل هاشم المرقال ، وقُتل ذو الكلاع جميعاً ،فتناول ابن المرقال اللواء حين قُتل أبوه فى وسط المعركة .
*ـ في  مروج الذهب : إنّ هاشماً المرقال لمّا وقعإلي الأرض وهو يجود بنفسهرفع رأسه ، فإذا عبيد الله بن عمر مطروحاً إلي قربه جريحاً ،فحَبا حتي دنا منه ، فلم يَزل يعضّ علي ثدييه حتي ثبتت فيه أسنانه لعدم السلاحوالقوّة.
ذكر الدينوري قال : دفع علىّعليه السلام   رايته العظمي إلي هاشمبن عتبة ، فقاتل بها نهاره كلّه ، فلمّا كان العشى انكشف أصحابه انكشافة ، وثبتهاشم فى أهل الحفاظ منهم والنجدة ، فحمل عليهم الحارث بن المنذر التنوخى فطعنه طعنةجائفة ، فلم ينتهِ عن القتال .ووافاه رسول علىّ يأمره أن يقدّم رايته ، فقال للرسول : انظر إليما بى ! فنظر إلي بطنه فرآه منشقّاً ، فرجع إلي علىّ فأخبره ، ولم يلبث هاشم أنسقط
*ـ فيمروج الذهب : وقف علىّ   عليه السلام  عند مصرع المرقال ومنصرع حوله من الأسلميّين وغيرهم ، فدعا لهم ، وترحّم عليهم ، وقال من أبيات :
جزَي اللهُ خَيراً عُصبةً أسلميّة

 
صِباح الوجوهِ صُرّعوا حولَ هاشمِ

يَزيدُ وعبدُ اللهِ بشرُ بن معبد

 
وسُفيانُ وابنا هاشم ذى المكارِمِ

وعروةُ لا ينفد ثَناهُ وذِكرهُ

 
إذا اختُرطت يوماً خِفافُ الصوارمِ([20])

 
*- هاشم بن عتبة بن أبي وقاص  بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة أسلم هاشم بن عتبة يوم فتح مكة وهو المر قال وكان أعور فقئت عينه يوم اليرموك وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص شهد صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام وكان يومئذ على الرجالة وهو الذي يقول
أعور يبغي أهله محلا       قد عالج الحياة حتى ملا
لابد أن يفل أو يفلا
وقتل يوم صفي([21])
*-  وكان هاشم معه لواء علي عليه السلام يوم صفين وقتل في اخر ايامها وكان اعور وهو الذي يقول :
اعور يبغي اهله محـــــلا                                             قد عالج الحياة حتى ملا
يسلهم بالسمهري سلا                                   لابد أن يفــــل او يفـــــــلا
قال : وبعث علي عليه  السلام  إلى هاشم بن عتبة يوم صفين وكان ت الراية معه
اني احسبك اعور جبانا . فقال للرسول : اصبر ثم كشف بطنه
فإذا هو قد شق من اول النهار وقد عصبه بعمامة ولم يزل يقاتل حتى قتل في اخر النهار ، رحمه الله(1) .
استشهاد عمّار بن ياسر
* عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة ابن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج ذكر أن ياسر بن  عامر ربما عمار بن ياسر وأخويه الحارث ومالكا قدموا من اليمن إلى مكة في طلب أخر لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خباط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالاسلام فإسلام ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر وكان لياسر ابن أكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث فقتلته بنو الديل في الجاهلية وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت للأزرق سلمة بن الأزرق فهو أخو عمار لامه ثم ادعى ولد سملة أن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسان وأنه حليف لبنى أمية وشرفوا بمكة وتزوج الأزرق وولده في بنى أمية كان لهم منهم أولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من ذكرت من أهل السير إلى أراض الحبشة الهجرة الثانية وذكر ابن عمر عن عبد الله ابن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عمار بن ياسر ابن اليمان قال عبد الله بن جعفر إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فان إسلامه كان قديما وقالوا جميعا شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلم إلى وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال
 قال ابن عمر وحدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة وقد قتل أصحاب علي عليه السلام ذلك اليوم حتى كانت العصر ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس للغروب ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس أن يفطر فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن قال ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن أربع وتسعين سنة رحمه الله
 قال ابن عمر حدثني عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة ابن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين وقال أنا لا أضل أبدا حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار قال خزيمة قد بانت لي الضلالة ثم اقترب فقاتل حتى قتل وكان الذي قتل عمار بن ياسر أبو غادية المزني طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل فيمحفة فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول أنا قتلته فقال عمرو بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما إنكما تختصمان في النار فقال عمرو وهو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أنى مت قبل هذا بعشرين سنة
قال ابن عمر وحدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال قتل عمار وهو ابن إحدى وتسعين سنة وكان أقدم في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة نفر عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فانتهوا إليه جميعا وهو يقول والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنتم على باطل فحملوا عليه جميعا فقتلوه وزعم بعض الناس ان عقبة بن عامر هو الذي قتله ويقال بل الذي قتله عمر بن الحارث الخولاني
قال أبو جعفر وأما هشام بن محمد فإنه ذكر عن أبي مخنف أن عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة حتى حمل ومع هاشم اللواء فنهض عمار في كتيبته ونهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان وحمل على عمار حوى السكسكي وأبو غادية المزني فقتلاه فقيل لأبي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكي ثم نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري ونادى من يبارز فبرزت فاختلفنا ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد قال ونادى الناس قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالى من كنت وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد ابن المنتشر يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة مازندر يعنى ضخما قال فضحك
 قال ابن عمر وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت لهم عمارا فقالت كان رجلا آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين وكان لا يغير شيبه
 قال ابن عمر الذي أجمع عليه في عمار أنه قتل رحمه الله مع علي ابن أبي طالب عليه السلام بصفين في صفر سنة 37 وهو ابن ثلاث وتسعين ودفن هنالك بصفين ([22])
ـ في  تاريخ بغداد عن أبى أيّوب : سمعت رسول الله  صلى الله عليه واله  يقول لعمّار : يا عمّار ، تقتلك الفئة الباغية ، وأنت إذ ذاك مع الحقّ والحقّ معك ، يا عمّار بن ياسر ، إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلُك مع علىّ ; فإنّه لن يدليك فى ردي ، ولن يخرجك من هدي . يا عمّار ، من تقلّد سيفاً أعان به عليّاً علي عدوّه قلّده الله يوم القيامة وشاحين من درّ ، ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّ علىّ قلّده الله يوم القيامة وشاحين من نار .
* ـ في الفتوح ـ فيما قاله عمّار بن ياسر لعمرو بن العاص ـ : لقد أمرنى رسول الله  صلى الله عليه واله  أن اُقاتل الناكثين ، فقد فعلت ، وأمرنى أن اُقاتل القاسطين ، فأنتم هم ، وأمّا المارقون فلا أدرى اُدركهم أم لا .أيّها الأبتر !أ لست تعلم أنّ النبىّ  صلى الله عليه واله  قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ! فأنا مولي لله ولرسوله ، وعلىّ مولاى من بعده ، وأنت فلا مولي لك.
* ـ في تاريخ الطبرى عن أبى عبد الرحمن السلمى : رأيت عمّاراً لا يأخذ وادياً من أودية صفّين إلاّ تبعه من كان هناك من أصحاب محمّد  صلى الله عليه واله  ، ورأيته جاء إلي المرقال هاشم بن عتبة ـ وهو صاحب راية علىّ ـ فقال : يا هاشم ، أ عَوراً وجُبناً ! لا خير فى أعور لا يغشي البأس ، فإذا رجلٌ بين الصفّين قال : هذا والله ليخلفنّ إمامه ، وليخذلنّ جنده ، وليصبرنّ جهده ، اركب يا هاشم ، فركب ومضي هاشم يقول :
أعورُ يَبغى أهلَه محلاّ

 
قد عالجَ الحياةَ حتي مَلاّ

لابدّ أن يَفلّ أو يُفلاّ

 
 
 
وعمّار يقول : تقدّم يا هاشم ; الجنّة تحت ظلال السيوف ، والموت فى أطراف الأسل ، وقد فتحت أبواب السماء ، وتزيّنت الحور العين
اليوم ألقَي الأحبّه

 
محمّداًوحزبه

فلم يرجعا وقُتلا.
*ـ في تاريخ الطبرى عن حبّة بن جوين العرنى : انطلقت أنا وأبو مسعود إلي حذيفة ـ بالمدائن ـ فدخلنا عليه ، فقال : مرحباً بكما ، ما خلّفتما من قبائل العرب أحداً أحبّ إلىَّ منكما . فأسندته إلي أبى مسعود ، فقلنا : يا أبا عبد الله ، حدّثنا ; فإنّا نخاف الفتن .فقال : عليكما بالفئة التى فيها ابن سميّة ; إنّى سمعت رسول الله  صلى الله عليه واله  يقول : تقتله الفئة الباغية ، الناكبة عن الطريق ، وإنّ آخر رزقه ضياح من لبن .قال حبّة : فشهدتُه يوم صفّين وهو يقول : ائتونى بآخر رزق لى من الدنيا . فاُتى بضياح من لبن فى قدح أروح له حلقة حمراء ، فما أخطأ حذيفة مقياس شعرة ، فقال :
اليوم ألقَي الأحبّه

 
محمّداًوحزبه

والله ، لو ضربونا حتي يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنّا علي الحقّ وأنّهم علي الباطل ، وجعل يقول : الموت تحت الأسل ، والجنّة تحت البارقة .
*ـفي شرح نهج البلاغة : قال معاوية لمّا قُتلعمّار ـ واضطرب أهل الشام لرواية عمرو بن العاص كانت لهم : تقتله الفئة الباغية ـ : إنّما قتله من أخرجه إلي الحرب وعرّضه للقتل !فقال أمير المؤمنينعليه السلام  : فرسول الله  صلى الله عليه واله  إذَن قاتل حمزة ! !
* ـعن أبى عبد الرحمن السلمى : قال عبد الله لأبيه عمرو بن العاص : يا أبه ، قتلتم هذا الرجل فى يومكمهذا ، وقد قال رسول الله  صلى الله عليه واله  ما قال !قال : وما قال ؟قال :أ لم يكن المسلمون والناس ينقلون فى بناء مسجد النبىّ  صلى الله عليه واله  لبنة لبنة ،وعمّار لبنتين لبنتين ، فغُشى عليه ، فأتاه رسول الله  صلى الله عليه واله  فجعل يمسح التراب عنوجهه ويقول : ويحك يابن سميّة ! الناس ينقلون لبنة لبنة ، وأنت تنقل لبنتين لبنتينرغبة فى الأجر ! وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية .فقال عمرو لمعاوية : أ ما تسمع ما يقول عبد الله !قال : وما يقول ؟ فأخبره .فقال معاوية : أ نحن قتلناه ؟ إنّما قتله من جاء به .فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون : إنّما قتل عمّاراً منجاء به . فلا أدرى من كان أعجب أ هو أم هم.
*ـ فيالكامل فى التاريخ : قد كان ذو الكلاع سمععمرو بن العاص يقول : قال رسول الله  صلى الله عليه واله  لعمّار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية ، وآخر شربة تشربها ضياحمن لبن ، فكان ذو الكلاع يقول لعمرو :ما هذا ويحك يا عمرو ؟فيقول عمرو : إنّه سيرجع إلينا .فقُتل ذو الكلاع قبل عمّار مع معاوية ، واُصيب عمّار بعده مع علىّ . فقال عمرو لمعاوية : ما أدرى بقتل أيّهما أنا أشدّ فرحاً ; بقتل عمّار ، أو بقتلذى الكلاع ! والله لو بقى ذو الكلاع بعد قتل عمّار لمال بعامّة أهل الشام إليعلىّ. ([23])
*-  ربيعة بن سالم الهمداني ، قال : لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار بن ياسر رضي الله عنه وكان ابتدأنا من صفين حربا وطعنا ، فاستندت إلى قفة كانت هناك ، وأشرفت على الناس ، وقد تزحزحوا عن مقاماتهم ، وهم يتكفؤون تكفؤ السفينة بأهلها ، فمن بين متقدم لقتال ، ومتأخر عن كلال ، ما يسمع إلا صهيل الخيل ، وغمغمة الرجال ، وقعقعة اللجم ، واصطكاك القنا باختلافها ، وخفق الرايات ، وقد أخذ العدو الماء ، وحفظ الموارد ، والناس معطشون ، وقد مدت الخيل أعناقها ولجمها ، وعضت على الشكائم ، وقلقلت في مواقفها ، وقهقرت على أكفالها ، وصهلت لاوجالها ، وتداعى الناس بآبائهم ( واعتزوا بأنسابهم ) والناس ملتفون ، والنساء على المطايا خلال الصفوف يحرضن الرجال على القتال ، وقراء القرآن يتلون ما ذكره الله تعالى في كتابه من فضل الجهاد والمجاهدين والصبر عند مواقف الصدق ، وقد سمحوا بالأنفس والأموال كأن قد عاينوا الثواب ، واستيقنوا المآب ، وأقبلت قبيلة همدان برايتها مع سعيد بن قيس كأنها سحابة مودقة . قال ربيعة : فاتكيت على رمحي ، ورفعت طرفي إلى السماء ، وقلت في نفسي : يا رب ، هذا أخو نبيك ووصيه ، وأحب الخلق إليه ، وأزلفهم لديه ، وأقربهم منه ، وأنصرهم له ، وأعلمهم بالدين ، وأنصحهم للمسلمين ، وأهداهم للحق ، وأعلمهم بالكتاب ، وأعملهم به ، وبما يأتي ويذر ، فثبت كلمته ، وقصهم على دعوته ، إن هذا الامر ما يرد بهذا الخلق ، ولله الخلق والامر ، يصيب برحمته من يشاء ، اللهم وقد ضعفت عن حمل ذلك ، فافتح اللهم لي ما تثبت به قلبي ، وتشرح به صدري ، وتطلق به لساني ، وتذهب به نزغ الشيطان الرجيم ، وهمزه وكيده ووسوسته وخيله ورجله . قال ربيعة : فلما استتم الدعاء إذا أنا بمقرعة بين كتفي ، فالتفت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام وهو على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده عنزة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكأن وجهه كدائرة القمر إذا أبدر ، فقال لي : يا ربيعة ، لشد ما جزعت ، إنما الناس رائح ومقيم ، فالرائح من يحببه هذا اللقاء إلى جنة المأوى ، وإلى سدرة المنتهى ، وإلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض ، أعدت للمتقين ، والمقيم بين اثنين : إما نعم مقلة ، أو فتنة مضلة ، يا ربيعة ، حي على معرفة ما سألت ربا ومر يفري الأرض فريا واتبعته حتى خرج عن العسكر ، وجازه بميل أو نحوه ، وثنى رجله عن البغلة ، ونزل وخر على الأرض للدعاء ، يقلب كفيه بطنا وظهرا ، فما رد يده حتى نشأت قطعة سحابة كأنها هقل نعام تدب بين السماء والأرض ، حتى أظلتنا ، فما عدا ظلها مركبنا ، حتى هطلت بشئ كأفواه القرب ، وشرب فرسي . من تحت حافره ، وملأت مزادي ، وارتويت ، ورويت ، فرسي ، ثم عاد فركب بغلته ، وعادت السحابة من حيث جاءت ، وعدت إلى العسكر ، فتركني وانغمس في الناس . ([24])
 
شهدين
 *- سأل امير المؤمنين عليه السلام  نصرانيان : ما الفرق بين الحب والبغض ومعدنهما واحد ؟ وما الفرق بين الحفظ والنسيان ومعدنهما واحد ؟ وما الفرق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ومعدنهما واحد ؟ فأشار إلى عمر ، فلما سألاه أشار إلى علي عليه السلام فلما سألاه عن الحب والبغض قال : إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فأسكنها الهواء ، فما تعارف هناك ائتلف ههنا ، وما تناكر هناك اختلف ههنا ، ثم سألاه عن الحفظ والنسيان فقال : إن الله تعالى خلق ابن آدم وجعل لقلبه غاشية ، فمهما مر بالقلب والغاشية منفتحة حفظ وأحصى ، ومهما مر بالقلب والغاشية منطبقة لم يحفظ ولم يحص ، ثم سألاه عن الرؤية الصادقة والرؤية الكاذبة فقال عليه السلام : إن الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس ، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه ، فيمر به جيل من الملائكة وجبل من الجن فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة ، ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن ، فأسلما عن يديه وقتلا معه يوم صفين ([25])
 
شهيد اخر
* - عن عبد الواحد بن زيد قال : خرجت إلى مكة فبينما أنا أطوف فإذا أنا بجارية خماسية وهي متعلقة بستارة الكعبة ، وهي تخاطب جارية مثلها وهي تقول : لا وحق المنتجب بالوصية الحاكم بالسوية الصحيح البينة زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا ، فقلت لها : يا جارية من صاحب هذه الصفة ؟ قالت : ذلك والله علم الاعلام وباب الاحكام وقسيم الجنة والنار ورباني هذه الأمة ورأس الأئمة أخو النبي ووصيه وخليفته في أمته ذلك مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت لها : يا جارية بما يستحق علي منك هذه الصفة ؟ قالت : كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ، ولقد دخل يوما على أمي و هي في خبائها وقد ارتكبتني وأخا لي من الجدري ما ذهب به أبصارنا ، فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول :
ما إن تأوهت من شئ رزيت به

 
كما تأوهت للأطفال في الصغر

قد مات والدهم من كان يكفلهم

 
في النائبات وفي الاسفار والحضر

ثم أدنانا إليه ثم أمر يده المباركة على عيني وعيني أخي ، ثم دعا بدعوات ثم شال يده ، فها أنا بأبي أنت والله أنظر إلى الجمل على فرسخ ، كل ذلك ببركته صلوات الله عليه ، فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي ، فتبسمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف ، فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، ثم قالت : أتحب عليا ؟ قلت : أجل قالت : أبشر فقد استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، قال : ثم ولت وهي تقول :
ما بث حب علي في ضمير فتى

 
إلا له شهدت من ربه النعم

ولا له قدم زل الزمان بها

 
إلا له ثبتت من بعدها قدم

ما سرني أنني من غير شيعته

 
وأن لي ما حواه العرب والعجم ([26])

 
استشهاد اويس القرني
*- أويس ابن الخليص القرني  كذلك ذكر ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال سمعت من رجل من قومي يعنى من قوم أويس وأنا أحدث بحديثه فقال تدرى يا أبا عثمان أويس ابن من ، قلت لا قال أويس بن الخليص وأما يحيى بن سعيد القطان فإنه قال حدثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد بأنه قال أويس بن أنيس القرني واختلف في وقت مهلكه فقال بعضهم قتل مع علي عليه السلام بصفين روى محمد بن أبي منصور قال حدثنا الحماني قال حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى منادى علي عليه السلام يوم صفين ألا اطلبوا أويسا القرني بين القتلى فطلبوه فوجدوه فيهم أو كلاما هذا معناه([27])
 
* - روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يقول : تفوح روائح الجنة من قبل قرن ، واشوقاه إليك يا أويس القرني ألا ومن لقيه فليقرأه مني السلام ، فقيل يا رسول الله : ومن أويس القرني فقال صلى الله عليه وآله : إن غاب عنكم لم تفتقدوه ، وإن ظهر لكم لم تكترثوا به ، يدخل الجنة في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، يؤمن بي ولا يراني ، ويقتل بين يدي خليفتي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في صفين . ([28])
 
*- هو من مراد وهو يحابر بن مالك بن مذحج وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر ابن مالك وكان ورعا فاضلا روى أنه قتل يوم صفين : حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر : قال هشام فأخبرني حوشب أنه قال هو أويس القرني([29])
سواد بن قارب مع الجن
 * -  عن الاصبغ بن نباته قال : كنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمعة في المسجد بعد العصر إذ أقبل رجل طوال كأنه بدوي فسلم عليه ، فقال له علي عليه السلام : ما فعل جنيك الذي كان يأتيك ؟ قال : إنه ليأتيني إلى أن وقفت بين يديك يا أمير المؤمنين ، قال علي عليه السلام : فحدث القوم بما كان منه ، فجلس وسمعنا له فقال : إني لراقد باليمن قبل أن يبعث الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فاذا جني أتاني نصف الليل فرفسني برجله وقال : اجلس ، فجلست ذعرا ، فقال : اسمع ، قلت : وما أسمع ؟ قال : 
وركبها العيس بأحلاسها

 
عجبت للجن وإبلاسها

ما طاهر الجن كأنجاسها
 
 
تهوي إلى مكة تبغي الهدى


وارم بعينيك إلى رأسها

 
فارحل إلى الصفوة من هاشم

وإني لارجو أن يفصح لي ، فأرقت ليلتي وأصبحت كئيبا ، فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل وأنا راقد فرفسني برجله وقال : اجلس فجلست ذعرا ، فقال : اسمع فقلت : وما أسمع ؟ قال : 
وركبها العيس بأكوارها

 
عجبت للجن وأخبارها

ما مؤمنوا الجن ككفارها 

 
تهوي إلى مكة تبغي الهدى

بين روابيها وأحجارها 

 
فارحل إلى الصفوة من هاشم

فقلت : والله لقد حدث في ولد هاشم أو يحدث ، وما أفصح لي وإني لارجو أن يفصح لي ، فأرقت ليلتي وأصبحت كئيبا ، فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل وأنا راقد فرفسني برجله وقال : اجلس فجلست وأنا ذعر ، فقال : اسمع ، قلت : وما أسمع ؟ قال : 
وركبها العيس بأقتابها 

 
عجبت للجن وإلبابها

ما صادقو الجن ككذابها 

 
تهوي إلى مكة تبغي الهدى

أحمد إذ هو خير أربابها

 
فارحل إلى الصفوة من هاشم

قلت : عدو الله أفصحت ، فأين هو ؟ قال : ظهر بمكة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فأصبحت ورحلت ناقتي ووجهتها قبل مكة فأول ما دخلتها لقيت أبا سفيان ، وكان شيخا ضالا فسلمت عليه وسألته عن الحي ، فقال : والله إنهم مخصبون إلا أن يتيم أبي طالب قد أفسد علينا ديننا ، قلت : وما اسمه ؟ قال : محمد ، أحمد ، قلت : وأين هو ؟ قال : تزوج بخديجة ابنة خويلد فهو عليها نازل 
فأخذت بخطام ناقتي ثم انتهيت إلى بابها فعقلت ناقتي ثم ضربت الباب فأجابتني : من هذا ؟ فقلت : أنا أردت محمدا ، فقالت : اذهب إلى عملك ، فقلت : يرحمك الله إني رجل أقبلت من اليمن وعسى الله أن يكون من علي به فلا تحرميني النظر إليه ، و كان صلى الله عليه وآله رحيما فسمعته يقول : يا خديجة افتحي الباب ، ففتحت ، فدخلت فرأيت النور في وجهه ساطعا نور في نور ثم درت خلفه فاذا أنا بخاتم النبوة معجون على كتفه الايمن فقبلته ، ثم قمت بين يديه وأنشأت أقول : اتاني نجي بعد هدء ورقدة * ولم يك فيما قد تلوت بكاذب 
أتاك رسول من لوءي بن غالب

 
ثلاث ليال قوله كل ليلة

بي الذعلب الوجناء بين السباسب

 
فشمرت من ذيلي الازار ووسطت

وإن كان فيما جاء شيب الذوائب

 
فمرنا بما يأتيك يا خير قادر

وأنك مأمون على كل غائب

 
وأشهد أن الله لا شئ غيره

إلى الله يابن الاكرمين الاطائب

 
وأنك أدنى المرسلين وسيلة

إلى الله يغني عن سواد بن قارب
 
 
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

وكان اسم الرجل سواد بن قارب فرحت والله مؤمنا به صلى الله عليه وآله ثم خرج إلى صفين فاستشهد مع أمير المؤمنين عليه السلام . ([30])  
الراهب الشهيد
*-  عن حبيب بن الجهم ، قال : لما دخل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندوداء ، ثم أمرنا فسرنا عنها ، ثم عرس بنا في أرض بلقع ، فقام مالك بن أبي الحارث الأشتر ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أتنزل الناس على غير ماء ؟ ! فقال : يا مالك ، إن الله عز وجل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأصفى من الياقوت . فتعجبنا - ولا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السلام ثم أقبل يجر رداءه ، وبيده سيفه ، حتى وقف على أرض بلقع ، فقال : يا مالك ، احفر أنت وأصحابك . قال مالك : فاحتفرنا ، فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة ، فيها حلقة تبرق كاللجين ، فقال لنا : روموها فرمناها بأجمعنا ونحن مائة رجل ، فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها ، فدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله رافعا يده إلى السماء وهو يقول : طاب طاب مريا عالم طيثو ثابوثه ( شميا كوبا جانوثا نوديثا برحوثا ) ، آمين آمين رب العالمين رب موسى وهارون ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا . قال الأشتر : فظهر لنا ماء أعذب من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأصفى من الياقوت ، فشربنا وسقينا ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب ، ثم ارتحل ، وسرنا معه . فلما سرنا غير بعيد ، قال : من منكم يعرف موضع العين ؟ فقلنا : كلنا يا أمير المؤمنين . فرجعنا وطلبنا العين ، فخفي علينا مكانها أشد خفاء ، وظننا أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة فيها راهب ، فدنونا منه ، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، فقلنا : يا راهب ، أعندك ماء نسقي منه صاحبنا ؟ فقال : عندي ماء ، قد استعذبته منذ يومين . فقلنا له : فكيف لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا بالأمس ؟ ! وحدثناه بالامر فدنا منا بعد خشيته فقال : انطلقوا بنا إلى صاحبكم فانطلقنا به ، فلما بصر به أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : شمعون ؟ قال الراهب : نعم شمعون ، هذا اسم سمتني به أمي ، ما أطلع عليه أحد ، إلا الله تعالى ، ثم أنت ، فكيف عرفته ؟ قال : فأتم حتى أتمه لك . قال : وما تشاء يا شمعون ؟ قال : هذه العين ما اسمها ؟ قال : هذه العين راحوما ، وهي من الجنة ، وشرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ، وأنا خير الوصيين ، شربت منها . قال الراهب : هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي محمد صلى الله عليه وآله . ثم رحل أمير المؤمنين والراهب يقدمه ، حتى نزل صفين ونزل العابد والتقى الصفان ، وكان أول من أصابته الشهادة الراهب ، فنزل أمير المؤمنين وعيناه تهملان بالدموع ، وهو يقول : يحشر المرء مع من أحب ، الراهب معنا يوم القيامة ، ورفيقي في الجنة . ([31])
مدرك بن حنظلة
      * عن أبي جعفر ميثم التمار آنس الله به قلوب العارفين, قال: كنت بين يدي مولاي أمير النحل جلت معالمه وثبتت كلمته بالكوفة, وجماعة من وجوه العرب حافون به كأنهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية, إذ دخل علينا من الباب رجل عليه قباء خز دكن قد أعتم بعمامة أَتحمية صفراء وتقلد بسيفين, فنـزل من غير سلام ولم ينطق بكلام فتطاول إليه الناس بالأعناق ونظروا إليه بالأماق, ووقفت إليه الناس من جميع الآفاق ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام لم يرفع راسه إليه. فلما هدأت من الناس الحواس افصح عن لسان كأنه حسام صقيل جذب من غمده, وقال: أيكم المجتبى في الشجاعة والمعمم بالبراعة, والمدرع بالقناعة, أيكم المولود في الحرم والعالي في الشيم والموصوف بالكرم, أيكم أصلع الرأس والثابت الاساس والبطل الدعاس والمضيق للأنفاس والآخذ بالقصاص, أيكم غصن أبي طالب الرطيب وبطله المهيب والسهم المصيب والقسم المجيب, أيكم الذي نصر محمداً في زمانه واعز به سلطانه وعلا به شأنه, أيكم قاتل العمروين وآسر العمروين. قال أبو جعفر: ميثم التمار أسعده الله برضوانه, قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا يا سعد بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن الصليب بن الأشعث بن أبي السمعمع بن الأخيل بن فزارة بن ذهيل بن عمرو الدوسي. قال: لبيك ياعلي. فقال: سل عما بدا لك؟ فأنا كنـز الملهوف وأنا الموصوف بالمعروف انا الذي فزع مني الصم الصلاب وهلل بأمري صوت السحاب وأنا المنعوت في الكتاب أنا الطود ذو الأسباب, أنا ق والقرآن المجيد, أنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم, أنا البارع أنا العشوش أنا القلمس أنا العفوس أنا المداعس, أنا ذو النبوة والسطوة أنا العليم أنا الحكيم أنا الحفيظ الرفيع, بفضلي نطق كل كتاب وبعلمي شهد ذو الالباب, أنا أخو رسول الله وزوج ابنته, فقال الأعرابي: لا بتسميتك ولا رمزك, فقال: إقرأ يا أخا العرب( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) ثم قال الاعرابي: بلغنا عنك أنك تحيي الموتى وتميت الأحياء, وتغفر وتقضي في الأرض وتمضي ليس لك مطاول فيطاولك ولامصاول فيصاولك, أفهو كما بلغنا يا فتى قومه؟ فقال عليه السلام: قل ما بدا لك. فقال: إني رسول إليك من ستين الف رجل يقال لهم العقيمة, وقد حملوا معي ميتاً قد مات منذ مدة, وقد اختلفوا في سبب موته وهو على باب المسجد, فإن احييته علمنا أنك صادق ونجيب الأصل وتحققنا أنك حجة الله في أرضه, وإن لم تقدر على ذلك رددته على قومه وعلمنا أنك على غير الصواب, وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه. فقال صلوات الله عليه: يا أبا جعفر اركب بعيراً وطف في شوارع الكوفة ومحالها, وناد من اراد ان ينظر إلى ما أعطى الله علياً أخا رسول الله وبعل فاطمة من الفضل, وما أودعه رسول الله من العلم فليخرج إلى النجف غداً فلما رجع ميثم قدس الله سره قال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا ابا جعفر خذ الاعرابي إلى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرَج.قال أبو جعفر ميثم: فأخذت الأعرابي ومعه محمل فيه الميت وانـزلته منـزلي, واخدمته أهلي فلما صلى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة الفجر خرج وخرجت معه ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر إلا وقد خرج إلى النجف, ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام جلت نعمته يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا وارووا عنا ما تسمعونه منا, ثم قال عليه السلام: إنزل يا أعرابي عن جملك, ثم قال: ليخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين. فقال ميثم: فأخرج من التابوت عصب ديباج أصفر فأُحل, فإذا تحته عصب ديباج أخضر فأُحل, فإذا تحته ندية من اللولؤ فيها غلام تم عذاره بذوائب كذوائب المرأة الحسناء, فقال عليه السلام: كم لميتك هذا؟ قال: أحد وأربعون يوماً. قال: فما كانت موتته؟ فقال الاعرابي: أن أهله يريدون أن تحييه ليعلموا من قتله؛ لأنه بات سالماً واصبح مذبوجاً من أُذنه. إلى أُذنه فقال عليه السلام: ومن يطلب بدمه؟ فقال: خمسون رجلاً من قومه يعضد بعضهم بعضاً في طلب دمه فاكشف الشك والريب يا أخا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب, فقال عليه السلام: قتله عمه؛ لأنه زوجه بابنته فخلاها وتزوج غيرها فقتله حنقاً عليه, فقال: لسنا نرضى بقولك فإنما نريد أن يشهد الغلام بنفسه عند أهله من قتله؛ فيرتفع بينهم السيف والفتنة, فقام صلواة الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ثم قال: يا أهل الكوفة ما بقرة بني اسرائيل بأجلّ من علي أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) وإنها أحيت ميتاً بعد سبعة أيام ثم دنى عليه السلام من الميت, وقال: أن بقرة بني إسرائيل ضرب بعضها الميت فعاش وانى لاضربه ببعضي؛ لأن بعضي عند الله خير من البقرة, ثم هزه برجله وقال: قم بإذن الله يا مدرك بن حنظلة بن غسان بن جبير بن بهر بن سلامة بن طيب بن العشعث بن الأحوص بن ذاهلة بن عمرو بن الفضل بن حياث, قم فقد احياك علي بإذن الله تعالى.قال أبو جعفر ميثم: رفع الله درجته فنهض غلام أحسن من الشمس ومن القمر أوصافاً, وقال: لبيك يا محيي العظام وحجة الله في الأنام والمتفرد بالفضل والأنعام, لبيك يا علي يا علام, فقال علي أمير المؤمنين عليه السلام: من قتلك يا غلام؟ قال: عمي حريث بن ربعة بن شكال بن الأصم.ثم قال عليه السلام للغلام: أتمضي إلى أهلك؟ فقال: لا حاجة لي في القوم.فقال: ولم؟ قال: أخاف أن يقتلني ثانياً ولا تكون أنت فمن يحييني؟ فالتفت صلواة الله عليه وآله إلى الأعرابي, وقال: أُمض أنت إلى أهلك واخبرهم بما رأيت, فقال: أنا ايضاً معك ومعه إلى ان يأتي اليقين. لعن الله من أتجه له الحق ووضح وجعل بينه وبينه ستراً وكانا مع أمير المؤمنين إلى أن قتلا بصفين رحمهما الله تعالى, فسار أهل الكوفة إلى أماكنهم واختلفوا في أمير المؤمنين عليه السلام واختلفت اقاويلهم فيه. ([32])
احمر مولى امير المؤمنين عليه السلام
*- في ذكر موالي وخدام الامام علي عليه السلام : أبو نيرز من أبناء ملوك العجم ، رغب في الاسلام وهو صغير فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم وكان معه فلما توفي صلى الله عليه وآله صار مع فاطمة وولديها ، وكان عبد الله بن مسعود في سبي فزارة فوهبه النبي لفاطمة ( ع ) فكان بعد ذلك مع معاوية وكان له الف نسمة ، منهم : قنبر وميثم قتلهما الحجاج ، وسعد ونصر قتلا مع الحسين عليه السلام ، وأحمر قتل في صفين ، ومنهم : غزوان ، وثبيت ، وميمون . ( وخادمته ) فضة ، وزبراء ، وسلافة . ([33])
الجني الهام بن الهيم بن لا قيس
*- بالإسناد إلى الحسن ( عليه السلام ) . إلى أبيه ، إلى جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : بينا أنا ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل ( طويل ) كأنه النخلة . ، فلما رفع رجله عن الأخرى تفرقعت ، ( فعند ذلك ) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما هذا ليس من ولد آدم . فقالوا : يا رسول الله ، ( و ) هل يكون ( أحد ) ، من غير ولد آدم ؟ قال : نعم هذا أحدهم ، فدنا الرجل ، فسلم على النبي فقال النبي : من تكون ؟ ومن أنت ؟ قال : أنا الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بينك وبين إبليس أبوان ، قال : نعم يا رسول الله . قال : كم تعد من السنين ، قال : لما قتل قابيل هابيل كنت غلاما بين ( الأقوام ) ، أفهم الكلام ، وأدور الآجام ، وآمر بقطيعة الأرحام . ( ف‍ ) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بئس السيرة التي تذكرها إن بقيت عليها . قال : كلا يا رسول الله ، إني مؤمن تائب ، قال : وعلى يد من تبت وجرى إيمانك ؟ قال : على يد نوح ( عليه السلام ) . ولقد عاتبته على ما كان من دعائه على قومه . ثم قال : إني على ذلك من النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ( ثم لقيت من ) بعده هود ( عليه السلام ) فكنت أصلي بصلاته ( عليه السلام ) وأقرأ من الصحف التي علمنيها مما انزل على جده إدريس ( عليه السلام ) وكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم على قومه فنجاه الله تعالى ونجاني معه ، وصحبت من بعده صالح ( عليه السلام ) ، فبقيت معه إلى أن بعث الله على قومه الرجفة فنجاه ، ونجاني معه ، ولقيت من بعده أباك إبراهيم ، وصحبته ، وسألته أن يعلمني من الصحف التي . أنزلت عليه ، فعلمني ، وكنت أصلي بصلاته ، فلما كاده قومه وجعلوه في النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما فكنت له مؤنسا في النار ، ولم أزل معه حتى توفي . وصحبت ولده إسماعيل وإسحاق ( من بعده ) ويعقوب ( عليه السلام ) ولقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مؤنسا وجليسا حتى أخرجه الله ، وولاه مصر ، ورد عليه أبويه ولقيت أخاك موسى ، وسألته أن يعلمني من التوراة التي أنزلت عليه ، فعلمني ، فلما توفي صحبت وصيه يوشع بن نون ، فلم أزل معه حتى توفي . ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود ( عليه السلام ) . وأعنته على قتال الطاغية جالوت ، سألته أن يعلمني من الزبور التي أنزلها الله عليه ، فعلمني ( منه ) . وصحبت من بعده سليمان ( عليه السلام ) وصحبت من بعده وصيه آصف بن برخيا بن شعيا ولقد لقيت نبيا بعد نبي ، وكل يبشرني بك ، ويسألني أن أقرأ عليك السلام ، وحتى صحبت من بعدهم عيسى بن مريم ( عليه السلام ) وأنا أقرأك يا رسول الله ممن لقيت من الأنبياء السلام ، ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه › فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : على جميع أنبياء الله ورسله و ( على ) أخي عيسى مني السلام ورحمته وبركاته ، ما دامت السماوات والأرض . وعليك يا هام السلام ، فلقد حفظت الوصية ، وأديت الأمانة ، فسل حاجتك . فقال : يا رسول الله ، حاجتي أن تأمر أمتك أن لا يخالفوا أمر الوصي من بعدك فإني رأيت الأمم الماضية ، إنما هلكوا بتركها أمر الأوصياء . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهل تعرف وصيي يا هام ؟ قال : إذا رأيته عرفته بصفته ، واسمه الذي قرأته في الكتب . قال : أنظر هل تراه فيمن حضر ؟ فالتفت يمينا وشمالا . قال : هو ليس فيهم يا رسول الله . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا هام ، من كان وصي آدم ( عليه السلام ) قال : شيث . قال : فمن وصي شيث ؟ قال : انوش ، قال : فمن وصي انوش ؟ قال : قينان ، قال : فوصي قينان ؟ قال : مهلائيل . قال : فمن وصي مهلائيل ، قال : يدد قال : فمن وصي يدد. قال : النبي المرسل إدريس ، قال : فمن وصي إدريس ؟ قال : متوشلخ قال : فمن وصي متوشلخ ؟ قال : لمك ، قال : فمن وصي لمك ؟ قال : أطول الأنبياء عمرا ، وأكثرهم لربه شكرا ، وأعظمهم أجرا ، ( ذلك ) أبوك نوح ( عليه السلام ) قال : فمن وصي نوح ( عليه السلام ) قال : سام ؟ قال : فمن وصي سام ؟ قال : أرفخشد . قال : فمن وصي أرفشخد ؟ قال : عابر ، قال : فمن وصي عابر ؟ قال شالخ . قال : فمن وصي : شالخ ؟ قال : قالع ، فمن وصي قالع ؟ قال : ( أشروع ) . قال : فمن وصي أشروع قال : دوغرا. قال : فمن وصي دوغرا ؟ قال : ناخور ، قال : فمن وصي ناخور ؟ قال : تارخ . قال : فمن وصي تارخ ؟ قال : لم يكن وصي ، بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله ، قال : صدقت يا هام . قال : فمن وصي إبراهيم ؟ قال : إسماعيل . قال : فمن وصي إسماعيل ؟ قال : قيدار . قال : فمن وصي قيدار ؟ قال : بنت. قال : ومن وصي بنت قال : حمل . قال : فمن وصي حمل ؟ قال : ( قيدار قال : فمن وصي قيدار ؟ قال ) لم يكن له وصي بل خرج من صلبه إسحاق بن يعقوب قال : صدقت يا هام ، لقد ( صدقت ) الأنبياء والأوصياء . قال : فمن وصي يعقوب ؟ قال : يوسف . قال : فمن وصي يوسف ؟ ( قال : يوشع بن نون ، ووصي يوشع : شمعون ) . قال : فمن وصي شمعون ؟ قال : داود ، ووصي داود : سليمان ووصي سليمان : آصف بن برخيا ، ووصي عيسى شمعون الصفا . فقال له النبي : تعرف اسم وصيي ورأيته في شئ من الكتب ؟ قال : نعم ، والذي بعثك بالحق نبيا ، ما رأيت اسمك محمدا إلا هو ) ورأيت أن اسمك في التوراة : ( ميد ميد ) واسم وصيك : ( إليا ) ، واسمك في الإنجيل : ( حمياطا ) و اسم وصيك فيها ( هيدر ) واسمك في الزبور : ( ماح ماح ) محيي بك كل كفر وشرك واسم وصيك فيها : مافار قليطا هيدر فقال له النبي : فما معنى ( مئد مئد ) ؟ قال : طيب طيب . قال : وما معنى اسم حمياطا ؟ قال : مصطفى . قال : فما معنى اسم وصيي في التوراة إليا ؟ قال : إنه الولي من بعدك . قال : فما اسمه في الإنجيل ؟ قال : هيدار . قال : فما معنى هيدار ؟ قال : لإنه الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم . قال : فما معنى اسمه في الزبور فارقليطا ؟ قال : حبيب ربه . فقال : يا هام إن رأيته تعرفه ؟ قال : نعم ، يا رسول الله ، هو رجل مدور الهامة ، معتدل القامة ، بعيد من الدمامة ، عريض الصدر ، ضرغامة ، كبير العينين ، ألف الفخذين ، أحمش الساقين ، عظيم البطن ، سوي المنكبين . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا سلمان ، ادع لنا عليا ( عليه السلام ) فجاء علي ( عليه السلام ) حتى دخل المسجد ، فالتفت إليه هام ، فقال : هذا هو يا رسول الله بأبي وأمي ، هذا - والله - وصيك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فأمر أمتك أن لا يخالفوه ( من بعدك ، فإن خالفوه هلكوا كما هلكت الأمم بمخالفتهم لأوصيائهم ) . قال : قد فعلنا ذلك يا هام ، فهل من حاجة ؟ فإني أحب قضاءها لك . قال : نعم يا رسول الله ، أحب أن تعلمني ( من ) هذا القرآن ، الذي أنزل عليك تشرح لي سنتك ، وشرائعك ، لأصلي بصلاتك . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أبا الحسن ، ضمه إليك وعلمه . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فعلمته فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآيات من آل عمران والأنعام والأعراف ، والأنفال ، وثلاثين سورة من الآيات المفصلات . قال : ثم إنه غاب فلم يروه إلا يوم صفين . فلما كان ليلة الهرير ناداه : يا أمير المؤمنين ، عليك السلام اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتب أصلعا . قال : أنا ذلك ثم كشف له عن كريمته . وقال : أيها الهاتف أظهر لنا ، رحمك الله ، قال : فظهر فإذا هو الهام بن الهيم قال : من تكون ؟ قال : أنا الذي من الله علي بك ، وعلمتني كتاب الله الذي أنزله على رسوله محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : ثم إنه سلم عليه ، وجعل يحادثه ، ويسأله ، ثم قاتل بين يديه ، أعداء الله إلى الصبح ، ثم غاب . قال الأصبغ بن نباتة : فسألت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عنه بعد ذلك . قال : قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه. ([34])
 


([1])كذا . ونجد في جملة من سرد من الأعلام أسماء كثير من أصحاب معاوية . وقد تعذر التمييز الدقيق بين هؤلاء وهؤلاء لندرة تراجمهم . كما أن هذه الأسماء تضمنت بعض من قتل في غير صفين .
([2])قتله على يوم صفين . انظر الإصابة 7483
([3])عمرو بن يثربى الضبى ، كان من رءوس ضبة في الجاهلية ثم أسلم . وهو قاتل علباء بن الهيثم السدوسى ، وهند بن عمرو الجملى ، وزيد بن صوحان العبدى ، قتلهم يوم الجمل ، فأسره عمار بن ياسر فجاء به إلى على رضى الله عنه فأمر بقتله . ولم يقتل أسيرا غيره . وهو القائل :
إن تقتلوني فأنا ابن يثربى             قاتل علباء وهند الجملى
ثم ابن صوحان على دين على
 انظر الإصابة 6513 والاشتقاق 246 - 247 .
([4])هو هند بن عمرو الجملى ، نسبة إلى جمل بن سعد العشيرة ، حى من مذحج . انظر المعارف 48 والاشتقاق 246 واللسان ( مادة جمل ) ، قتله عمرو بن يثربى ، انظر الإصابة 9056 .
([5])وهذا زبد قتله كذلك عمرو بن يثربى الضبى في وقعة الجمل . اختلف في صحبته . الإصابة 2991 .
([6])هذا غير مالك بن حريم الهمداني الشاعر الجاهلي الذى ذكره المرزبانى في معجمه ص 357
([7])هو علباء بن الهيثم بن جرير السدوسى البكري ، نسبة إلى سدوس بن شيبان بن
([8])قنطرة البردان ، بفتح الباء والراء . والبردان : محلة ببغداد . انظر معجم البلدان
([9])وقعة صفين ص 556
 
([10])المنتخب من ذيل المذيل ص 14
 
([11])وقعة صفّين : ٢٤٥ ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٩٦وراجع الأخبار الطوال : ١٧٥ ،والاستيعاب : ٣ / ٩ / ١٤٨٩ وتاريخ الطبرى : ٥ / ٢٣والكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٧٥ وتاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٦٧ .
([12])في شرح النهج  1 : 486 : والترس والرمح ، " يقال سيف قاصل ومقصل وقصال : قطاع . وانظر للرجز الإصابة . 455 في ترجمة عبد الله بن بديل حيث نقل الخبر عن وقعه صفين
([13])التمشى : المشى
([14])هو حاتم الطائى من قصيدة له في ديوانه ضمن خمسة دواوين العرب 121 - 122 .
([15])وقعة صفين ص 245 ، شرح نهج البلاغة ج 5   ص 195
([16]) العنزة : بالتحريك رميح بين العصا والرمح في اسفله زج
([17])وقعة صفين ص 250 ، شرح نهج البلاغة ج 5   ص 199
ورد في التوحيد  للشيخ الصدوق ص 379 : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال : حدثنا منصور بن عبد الله ، قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا والصفان ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه حتى جاء أمير المؤمنين عليه السلام فنزلنا على فنائه فقال له سعيد بن قيس : أفي هذه الساعة يا أمير المؤمنين ؟ ! أما خفت شيئا ، قال : وأي شئ أخاف ؟ ! إنه ليس من أحد إلا و معه ملكان موكلان به أن يقع في بئر أو تضربه دابة أو يتردى من جبل حتى يأتيه القدر ، فإذا أتى القدر خلوا بينه وبينه . وجاء في نهج البلاغة ج 4   ص 46 :قال عليه السلام : إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وإن الاجل جنة حصينة
([18])الطبقات الكبرى : ٣ / ٢٥٩ ، اُسد الغابة : ٤ / ١٢٧ / ٣٨٠٤ ،العقد الفريد : ٣ / ٣٣٦ ، المناقب للخوارزمى : ١٩١ / ٢٢٩ ; رجال الكشّى : ١ / ٢٦٨ / ١٠١
([19])وقعة صفّين : ٣٢٨ ، الدرجات الرفيعة : ٣٧٨ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٢٦ / ٣٨٠ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ١٢ وليس فيه يرقل بهاء إرقالاً
([20])مروج الذهب : ٢ / ٣٩٧ ; وقعة صفّين : ٣٥٥ ، الدرجات الرفيعة : ٣٨١، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٧ / ٣٨٠،الأخبارالطوال : ١٨٣ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٩٣ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٣٥ ; ، الدرجات الرفيعة : ٣٨١.
 
([21])المنتخب من ذيل المذيل ص 17
(1) الاشتقاق ص 145
([22])المنتخب من ذيل المذيل ص 14
 
([23])تاريخ بغداد : ١٣ / ١٨٧ / ٧١٦٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٢ ،البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٧ . ،الفتوح : ٣ / ٧٧ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢١ ; وقعة صفّين : ٣٣٨ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٠ / ٣٨٠ . تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠ ، شرح الأخبار : ١ / ٤٠٨ / ٣٦٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٨١ ; كشفالغمّة : ١ / ٢٥٩ ،المناقب للخوارزمى : ٢٣٣ / ٢٤٠ العقد الفريد : ٣ / ٣٣٧ ، صحيح البخارى : ١ / ١٧٢ / ٤٣٦ ومسند ابن حنبل : ٤ / ١١ / ١١٠١١والمستدرك علي الصحيحين : ٢ / ١٦٢ / ٢٦٥٣،
 
([24])الثاقب  في المناقب الطوسي ص 278
([25])مناقب آل أبي طالب : 489 و 490 ،بحار الأنوار ج 40 ص 221
 
([26])بشارة المصطفى : 86،بحار الأنوار ج 41 ص 220
([27])المنتخب من ذيل المذيل ص 117
([28])الفضائل : 111 ، بحار الأنوار ج 42 ص 155
([29])المنتخب من ذيل المذيل ص 145
([30])الاختصاص / 181
([31])الثاقب في المناقب ص 258
 
([32])   عيون المعجزات 21
([33])مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 90
([34])الروضة في فضائل أمير المؤمنين ص 218