العتبة العلوية المقدسة - السيد مصطفى جمال الدين -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الخامس عشر الهجري » السيد مصطفى جمال الدين

السيد مصطفى جمال الدين

(1346 – 1417 هـ)

الدكتور السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله بن حسين بن علي بن الميرزا محمد جمال الدين .عالم , أديب , شاعر .

ولد في قرية المؤمنين الواقعة في محافظة الناصرية بالعراق سنة 1346 هـ – 1928 م ونشأ بها على والده وجده فاهتما به وبعثاه إلى النجف الاشرف وهو صغير وذلك سنة 1355 هـ للدراسة .

اتصل بالشيخ محمد أمين زين الدين فأخذ عليه مختلف العلوم الأولية ثم حضر الأبحاث الفقهية والأصولية على الشيخ إبراهيم الكرباسي والسيد أبو القاسم الخوئي .

دخل "كلية الفقه" وتخرج فيها بتفوق ونال شهادة الماجستير واصل دراسته في جامعة بغداد حتى نال مرتبة الدكتوراه عن اطروحته سنة 1399 هـ.

شارك في مؤتمر " الأدباء" الخامس ومهرجان "الشعر" السادس سنة 1385 هـ ومهرجان "المربد" هاجر إلى الشام وأقام بها إلى أن توفي يوم الاربعاء 10 جمادي الاخرة سنة 1417 هـ – 1996 م .

صدرت عنه دراسة تحت عنوان "سيد النخيل المقفى" بمناسبة وفاته .طبع له : "الايقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة " و "الاستحسان معناه وحجيته" و "القياس" و "الذكرى الخالدة" و "عيناك واللحن القديم" شعر و "ديوان شعره" و "الانتفاع بالعين المرهوتة" بحث فقهي , ورواية جميل بثينة في 90 بيت مخطوط و "تقريرات الأصول من بحث السيد الخوئي – مخطوط (

 

[1]).

قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :

سطعت فأبهرت العيون وقودا

 

وسمت فادركت النجوم خلودا

أرأيت إذ شئت السماء مناعة

 

كيف انحنت لمقامها تمجيدا

القبة الزرقاء دون صفائها

 

والشمس تكي ضوئها تقليدا

قسما لو انتشت الجنائن نفحة

 

منها لخرت ركعا وسجودا

من أين للجنات مثل عبيرها

 

طيبا ومثل خدودها توريدا؟؟

والناهدان بجنبها كلاهما

 

يتباريان تساميا وصعودا

بلغا عريش النجم في مسراهما

 

فتجاذبا من كرمه عنقودا

يا قبة الكرار حسبك في الدنى

 

مجدا على هام السنين مديدا

إن ظم جنباك الإمام المرتضى
 

 

وحوى ترابك طيبة الحمودا

فكسيت من نور الإمامة مطرقا

 

وعبقت من أرق الشهادة عودا

وسطعت في ليلين .. ليل عماية

 

جهلا .. وليل للنفاق اعيدا

فالغابر الماضي تعثر بالخطا

 

تيهاً .. وأعرض عن سناك صدودا

والحاضر المفضوح ينظر خلسة

 

هداك ثم يميل عنه جحودا

ما بالهم وهم يعص ملؤه

 

نور الهدى عمش العيون رقودا

واذا تطوع وهو نزر ذاكر

 

لعلاك كان بما يقول حقودا

يلوي عن الصراط وينثني

 

بالجور يخلق ما يشاء  ردودا

قتل العمى فكم استبد بحكمه

 

حتى راى بيض المناقب سودا

لله درك ابا حسن فكم

 

اثقلت من جور الزمان قيودا

مالخمس والعشرون غير حبائل

 

نصبت فكنت اسيرها المصفودا

الزمتك البيت الحزين  وسجنه

 

فجلست فردا في الحياة وحيدا

وقضى بامر الدين كل مبعد

 

عنه واعطى غيرك الاقليدا

فجلست لا فشلا ولا متبرما

 

لكن التنفيذ للنبي عهودا
 

فطويتىعن دنياهم كشحا

 

تركت سواك بطرفها معمودا

وكذلك الدنيا تميل لطالب

 

مغرى وتلوي عن سواه الجيدا

أأبا الهداة الطيبين منابتا

 

والمصطفين من النام جدودا

الناشرين من الرسالة عطرها

 

والرافعين لواءها المعقودا

أنت الذي ما مر ذكرك في الورى

 

إلا وصار شجاعهم رعديدا

كيف استطاع بأن يمر مخاتلا

 

ليخر منك – وأنت انت – وريدا

كلا فإنك لا تراع وإنما

 

قابلت في محرابك المعبودا

ولربما شغل الكمي فكان أن

 

بلغ الجبان بغدره المقصودا

فقضيت في سيف الجناية ضارعا

 

لله صفا في الدعاء ودودا

ومضيت عن الكف لم تسطر الى

 

منع الحياة وقد عبقت برودا

وتركت بعدك منبرا ذا مقلة

 

تذري الدموع ومسجدا مفئودا

تتجاوب الاسمار في جنباته

 

حيرى وتقضى ليلها تعديدا

لم يبقى في محرابه الا صدى

 

حيران من الم المصاب  ترديدا

عفوا ابا حسن ما خانني

 

شعري واقعدني الخيال بعيدا

فلقد راك وانت مصدر  وحيه

 

وتزجي اليه لئاليا وفريدا

راسلتهن الى البيان قلائدا

 

وبعثتهن الى القصيد عقودا

فعصى علي وقال : انت وهبته

 

هذا الجمان مفرطا ونضيدا

واراه يستحسن ان يعطيك ما

 

اعطيته مفرطا مردودا(

 

[2])

 


 



([1] ) شعراء الغري /ج11/345 . مجلة الموسم /ج1/162 . معجم المطبوعات النجفية /190 . معجم المؤلفين العراقيين/ج3/303.ومضات الشباب /55 . المنتخب من أعلام الفكر والأدب /57م.

([2] ) سيد النخيل المقفى /296 - 298.