العتبة العلوية المقدسة - عبد الحسين شكر -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الرابع عشر الهجري » عبد الحسين شكر

 

عبد الحسين شكر

(... - 1285 هـ)

 

الشيخ أبو المرتضى عبد الحسين ابن الشيخ أحمد ابن الحاج حسين بن شكر النجفي، فاضلٌ شاعر، حاضر البديهة مكثر الشعر. قصد الشاه ناصر الدين ومدحه فأجزل له العطاء فعاد إلى النجف ثم ما لبث أن رجع الى ناصر الدين لطلب راتب له فأجرى له الشاه المذكور جراية ثم عاد ليسكن كربلاء، لكنه بعد ذلك رجع الى إيران حيث توفي في طهران سنة 1285 هـ/ 1868 م.

وأبوه الشيخ أحمد شكر مرجع الطائفة الكشفية الركنيّة في النجف وهو على سر أبيه وذلك واضح في قصائده حيث يلوح فيها الغلوّ.

ومما يروى من شعره تثبيته لواقعة الناصبي الذي أراد أن يطأ الروضة بنعلية ولم يصغِ لمنع المانعين فخرجت له كف من الضريح العلوي المقدس وضربته على خده فمات بعدها وكان ذلك عام 1275 هـ:

ورجس زنيم رام يوطئ نعلهُ * * * على قدس أرض بل على حضرة القدسِ

وهم بأن يعلو على عرش قادر * * * بقدرته قد قوم العرش والكرسي

أراد استراق السمع من ملا غدت * * * به الرسْل حراساً ولم يخش من بأس

فخرّ شهاب من سماء لرجمه * * * فأحرق شيطاناً على صورة الانس

ألم يدر أنْ فيه الملائك خضعاً * * * ومن خيفة قامت صفوفاً بلا همس

وأنَّ به أوحى لموسى إلهه * * * بأن قبل خلع النعل يخلع للنفس

فلله من أرض سمت قبة السما * * * وعاقت علا العيّوق حتى عن المس

أضاء لنا في عالم النور نورها * * * فنور بلا بدر وضوء بلا شمس

لقد ضمنت فصل الخطاب الذي علا * * * عن الجنس فامتازت لفصل بلا جنس

حوت ملَكا أستغفر الله بل علا * * * وجلّ عن الاهوا وعزَّ عن الحدس

أتحويه أرض وهو في كل عالم * * * شهيد ومشهود على الغيب والحس

أينصب فينا شاهد غير حاضر * * * ويحكم تبيان جليل بلا أسِّ

تعالى إله العرش أن يأمر الورى * * * بحكم ويجري فيهم الامر بالعكس

فإن اعتقادي في عليّ بأنه * * * لرب العلى عين على كل ذي نفس

عليه صلاة الله ما كان أمره * * * على العين تلقيه الملائك والرأس

وله راثياً الامام علياً (عليه السلام) قوله:

ما للصوارم فلت من بني مضرِ * * * هل التوى من لويٍّ صارم القدرِ

ما للمشاعر حزنا شعرها نشرت * * * وزمزم قد جرت من محجر الحجر

والافق مالي أراه في ردا غسق * * * والشمس قد كورت تبكي على القمر

والروح في مشرق الدنيا ومغربها * * * ينعى الوصي علياً خيرة الخير

والدين شقَّ عليه الجيب من أسف * * * وأنه بعد فقد المرتضى لحري

وراح يندب ناعي الدين حين هوى * * * وحين جبَّ سنام العز من مضر

يانفس ذوبي أسىً ياقلب ذب كمداً * * * يا أرض موري عليه يا سما انفطري

تكوّري بعده يا شمس من أسف * * * يا بدر غب حَزَناً يا أنجم انتثري

فقد هوى كوكب ضاء الوجود به * * * وغاب بدر الهدى والمجد في الحفر

لولا حسام أحار المبصرين به * * * لم ينظر الدين والتكوين ذو بصر

وا ضيعة الدين والدنيا وآهلها * * * مذ غاب نور الهدى والمجد في الحفر

لا غرو أن ناح جبريل وأنَّ أسىً * * * على معلمه في غابر العُصُر