ما بال عينيك دمعا تسكب للسيد مهدي الاعرحي
ما بال عينيك دمعا تسكب |
|
ونار أحشاك أسى تلتهب |
أهل تذكرت عهودا سلفت |
|
لزينب فأرقت زينب |
أم هل تشوقت ظباء قد سنحت |
|
بالجزع أم شاقك ذاك الربرب |
أم هل شجتك أربع قد درست |
|
فأخلقت جدتهن الحقب |
أم هل دهتك الحادثات مثلما |
|
دهت فؤادي يوم طه النوب |
يوم قضى فيه النبي نحبه |
|
فظلت الدنيا له تنتحب |
وانقلب الناس على أعقابهم |
|
ولن يضر الله من ينقلب |
وأقبلوا إلى البتول عنوة |
|
وحول دارها أدير الحطب |
فاستقبلتهم فاطم وظنها |
|
إن كلمتهم رجعوا وانقلبوا |
فظل ذاك الدعي ظلة |
|
بالسوط منها العضدين يضرب |
فكسروا أضلاعها واغتصبوا |
|
ميراثها وللشهود كذبوا |
وأخرجوا الكرار من منزله |
|
وهو بحبل السيف ملبب |
يصيح أين اليوم عني حمزة |
|
ينصرني وجعفر فيغضب |
وفطم خلفهم تعثر في |
|
أذيالها وقلبها منشعب |
تصيح خلوا عن علي قبل أن |
|
تنخسف بكم الأرض وتنقلب |
فأقبل العبد لها يؤلمها |
|
بالسوط والنبي تندب |
يا والدي هذا علي بعد |
|
عينك على أغتصابه قد تألبوا |
واعتزلوه جانبا وأمروا |
|
ضئيل تيم بعده ونصبوا |
تجاهلوا مقامه وهو الذي |
|
بسيفه في الحرب قد مرحب |
ولو تراني والعدى تحالفوا |
|
علي لما غيبتك الترب |
وجرعوني صحبك الصاب وقد |
|
تراكمت منهم الكرب |
ولم تزل تجرع منهم غصصا |
|
تندك منها الراسيات الهضب |
حتى قضت بحسرة مهظومة |
|
حقوقها وفيئها مستلب |
وأخرج الكرار ليلا نعشها |
|
وزينب خلفهم تنحب |
فقال للزكي سكتها فلا |
|
يسمع شخص صوتها المحجب |
فلو يراها بالطفوف والعدى |
|
منها الخمار والأزار تسلب |
تجول في وادي الطفوف كي ترى |
|
أطفالها من الخيام هربوا |