العتبة العلوية المقدسة - الامام علي يتابع النبي وهو في طريقه الى المدينة -
» » سيرة الإمام » الهجرة النبوية ودور الإمام علي عليه السلام فيها » الامام علي يتابع النبي وهو في طريقه الى المدينة

الامام علي يتابع النبي وهو في طريقه الى المدينة

  * - بقي رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار ثلاثة أيام ، ثم أذن الله تعالى له في الهجرة ، وقال : اخرج عن مكة يا محمد فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل راع لبعض قريش يقال له : ابن أريقط ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : يا ابن أريقط أئتمنك على دمي عليه السلام فقال : إذا والله أحرسك وأحفظك ، ولا أدل عليك ، فأين تريد يا محمد ؟ قال : يثرب ، قال : لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيها أحد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ائت عليا وبشره بأن الله قد أذن لي في الهجرة فهيئ لي زادا وراحلة ، وقال له أبو بكر : ائت  أسماء ابنتي وقل لها : تهيئي لي زادا وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا  - و كان من موالي أبي بكر ، وكان قد أسلم  - وقل له ائتنا بالزاد والراحلتين ، فجاء ابن أريقط إلى علي عليه السلام فأخبره بذلك ، فبعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بزاد وراحلة ، وبعث ابن فهيرة بزاد وراحلتين ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الغار ، وأخذ به ابن أريقط على طريق نخلة بين الجبال ، فلم يرجعوا إلى الطريق إلا بقديد فنزلوا على أم معبد هناك وقد مر حديث شاة أم معبد والمعجزة التي ظهرت فيها في أبواب المعجزات ، وكذا حديث سراقة ابن مالك بن جعشم المدلجي ، ورسوخ قوائم فرسه في الأرض وغيرهما من المعجزات فرجع عنه سراقة فلما كان من الغد وافته قريش فقالوا : يا سراقة هل لك علم بمحمد ؟ فقال : بلغني أنه خرج عنكم وقد نفضت هذه الناحية لكم ، ولم أر أحدا ولا أثرا فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا ، وقد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم ، وكانوا يتوقعون قدومه إلى أن وافى مسجد قبا ، ونزل ، فخرج الرجال والنساء يستبشرون بقدومه

  * - عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله الغار طلبه علي بن أبي طالب عليه السلام وخشي أن يغتاله المشركون ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله على حراء ، وعلي عليه السلام على ثبير ، فبصر به النبي صلى الله عليه وآله فقال : مالك يا علي ؟ قال : بأبي أنت وأمي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ناولني يدك يا علي فزحف الجبل حتى خطا برجله إلى الجبل الآخر ، ثم رجع الجبل إلى قراره 

    * - نهج البلاغة : من كلام له عليه السلام اقتص فيه ذكر ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله ثم لحاقه به : فجعلت أتبع مأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله فأطأ ذكره حتى انتهيت إلى العرج . في كلام طويل فقوله عليه السلام : فأطأ ذكره ، من الكلام الذي رمي إلى غايتي الايجاز والفصاحة ، وأراد أنني كنت أعطي خبره صلى الله عليه وآله من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع ، فكنى ذلك بهذه الكناية العجيبة .