خُطبَةٍ لهُ عَليه السَّلام في التحذير من حيل الشيطان
قال بعد حمد الله تعالى و الثناء عليه والصلاة على نبيه صلى الله عليه واله . أيُّها الناسُ ! استمعوا مقالي وَعُوا كلامي ، إن الخُيَلاءَ من التجبر ، و النخوةَ من التكبر ، و الشيطان عدو حاضر ،يعدكم الباطل . ألا إن المسلم أخو المسلم فلا تَنابذوا ولا تخاذلوا ، فان شرائع الدين واحدةٌ وسبله قاصدة ([1]) من اخذ بها لحق ، ومن تركها مَرَق ، ومن فارقها مُحق ، ليس المسلم بالخائن إذا أتُمِن ولا بالمخِلف إذا وَعد ولا بالكذوب إذا نطق . ونحن أهلُ بيت الرحمة ، قولُنا الحق وفعلنا القِسْط ([2]) ، ومنا خاتَم النبيين وفينا قادة الإسلام و أمناء الكتاب . ندعوكم إلى الله ورسوله و إلى جهاد عدوه. و الشَدة في أمره و ابتغاء رضوانه و أداء فرائضه وتوفير الفيء لأهله . ألا وإن اعجب العجب أن ابن أبي سفيان و ابن أبي العاص يحرضان الناس على طلب الدين بزعمهما و أني و الله لم أخالف رسول الله في رأي ولم أعصِه في أمر . أقيه بنفسي في مواطن تنكُصُ فيها الأبطال . وترتعد فيها المفاصل ،ولقد قُبض وإن رأسه لفي حجري ولقد وَليتُ غُسله بيدي ، تقلِّبه الملائكة المقربون معي . و إيم الله ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر باطلها على حقها ، إلا ما شاء الله .
([2]) القسط : العدل .