من قصار كلماته عليه السلام
*- قال عليه السلام : ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم . وقال عليه السلام : اللؤم أن لا تشكر النعمة .
*- وقال عليه السلام : لبعض ولده : يا بني لا تواخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة .
*- وقال عليه السلام : لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة والاجمال في الطلب من العفة وليست العفة بدافعة رزقا ولا الحرص بجالب فضلا ، فإن الرزق مقسوم واستعمال الحرص استعمال المأثم .
*- وقال عليه السلام : القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه . والبعيد من باعدته المودة وإن قرب نسبه لا شئ أقرب من يد إلى جسد وإن اليد تفل فتقطع وتحسم .
*-وقال عليه السلام : من اتكل على حسن الاختيار من الله له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله له .
*- وقال عليه السلام : العار أهون من النار . وقال عليه السلام : الخير الذي لا شر فيه : الشكر مع النعمة والصبر على النازلة . وقال عليه السلام لرجل أبل من علة : إن الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره .
*-وقال عليه السلام عند صلحه لمعاوية : إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم ، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر ، فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم .
*-وقال عليه السلام : ما أعرف أحدا إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه .
وقيل له : فيك عظمة ، فقال عليه السلام : بل في عزة قال الله : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " .
*-وقال عليه السلام في وصف أخ كان له صالح : كان من أعظم الناس في عيني . وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا من سلطان الجهالة ، فلا يمد يدا إلا على ثقة لمنفعة ، كان لا يشتكي ولا يتسخط ولا يتبرم ، كان أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذ القائلين كان ضعيفا مستضعفا ، فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا ، كان إذا جامع العلماء على أن يستمع أحرص منه على أن يقول ، كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت ، كان لا يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول ، كان إذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه ، كان لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله .
*- وقال عليه السلام من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية محكمة وأخا مستفادا وعلما مستطرفا ورحمة منتظرة وكلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى وترك الذنوب حياء أو خشية .
*-ورزق غلاما فأتته قريش تهنيه فقالوا : يهنيك الفارس ، فقال عليه السلام أي شئ هذا القول ؟ ولعله يكون راجلا ، فقال له جابر : كيف نقول يا ابن رسول الله ؟ فقال : عليه السلام : إذا ولد لاحدكم غلام فأتيتموه فقولوا له : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ، بلغ الله به أشده ورزقك بره .
*-وسئل عن المروة ؟ فقال عليه السلام : شح الرجل عليه دينه . وإصلاحه ماله . وقيامه بالحقوق .
*-وقال عليه السلام : إن أبصر الابصار ما نفذ في الخير مذهبه ، وأسمع الاسماع ما وعى التذكير وانتفع به . أسلم القلوب ما طهر من الشبهات .
*-وسأله رجل أن يخيله قال عليه السلام : إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب . أو تغتاب عندي أحدا ، فقال له الرجل : ائذن لي في الانصراف ، فقال عليه السلام : نعم إذا شئت .
*-وقال عليه السلام : إن من طلب العبادة تزكى لها . إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها . اليقين معاذ للسلامة . من تذكر بعد السفر اعتد . ولا يغش العاقل من استنصحه . بينكم وبين الموعظة حجاب العزة . قطع العلم عذر المتعلمين . كل معاجل يسأل النظرة . وكل مؤجل يتعلل بالتسويف .
*- وقال عليه السلام : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب ، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهاذم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجيعها ولا تتوقى مساويها ، غرور حائل ، وسناد مائل ، فاتعظوا عباد الله بالعبر ، واعتبروا بالأثر . وازدجروا بالنعيم . وانتفعوا بالمواعظ ، فكفى بالله معتصما ونصيرا وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما وكفى بالجنة ثوابا وكفى بالنار عقابا ووبالا .
*- وقال عليه السلام : إذا لقي أحدكم أخاه فليقبل موضع النور من جبهته .
ومر عليه السلام في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم فقال : إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا . فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيئ مشغول بإساءته ، ثم مضى .
تحف العقول عن آل الرسول ( ص ) ص 225