العتبة العلوية المقدسة - في المرض والمريض -
» » سيرة الإمام » موسوعة فقه الامام علي عليه السلام » كتاب الاحتضار والدفن » في المرض والمريض

في المرض والمريض

 

 

*- عن علي (عليه السلام) قال: المريض في سجن الله ما لم يشكُ إلى عوّاده تمحى سيّئاته، وأيّما مؤمن مات مريضاً مات شهيداً، وكلّ مؤمن شهيد، وكل مؤمنة حوراء، وأيّ ميتة مات بها المؤمن فهو شهيد، وتلا قول الله جلّ ذكره: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ([1])([2]).

*- أبو نعيم، عن علي [(عليه السلام)]: يكتب أنين المريض فإن كان صابراً كان أنينه حسنات، وإن كان أنينه جزعاً كان هلوعاً لا أجر له([3])([4]) .

*- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى، عن القسم بن يحيى، عن جدّه، عن أبي بصير، ومحمّد بن مسلم، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا يتداوى المسلم حتّى يغلب مرضه على صحّته([5]) .

*- محمّد بن الحسن الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: امشِ بدائك ما مشى بك. ([6])

*- الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيّام من الناس وشكى إلى الله عزّ وجلّ، كان حقّاً على الله أن يعافيه منه([7]) .

*- الحافظ أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمّد بن الحسن ابن قتيبة، ثنا محمّد بن الفضل بمكة، ثنا بقية بن الوليد، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمّد بن عجلان، عن من حدّثه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام )، عن النبي (صلى الله عليه واله  وسلم) قال: من مرض يوماً في البحر كان أفضل من عتق ألف رقبة يجهّزهم وينفق عليهم إلى يوم القيامة، ومن علّم رجلا في سبيل الله آية من كتاب الله أو كلمة من سنّتي، حثا الله له من الثواب يوم القيامة حتّى لا يكون شيء من الثواب أفضل ممّا يُحثي الله له([8]) .

*- زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مرض ليلة واحدة كفّرت عنه ذنوبه سنة، فإذا عوفي المريض من مرضه تحاتت خطاياه كما تتحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف([9]) .

*- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وَعِكَ أبو ذر (قدس سره) فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله إنّ أبا ذر قد وعك، فقال (صلى الله عليه وآله) : امض بنا إليه نعوده، فمضينا إليه جميعاً فلما جلسنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كيف أصبحت يا أبا ذر؟ قال: أصبحت وعكاً يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله) : أصبحت في روضة من رياض الجنّة، قد انغمست في ماء الحيوان، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك، فأبشر يا أبا ذر([10]) .

*- نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمن بن جندب، قال: لما أقبل أمير المؤمنين من صفين، إلى أن قال: ورأينا بيوت الكوفة، فإذا نحن بشيخ جالس في ظلّ بيت على وجهه أثر المرض، فأقبل إليه علي (عليه السلام) ونحن معه حتّى سلّم عليه وسلّمنا عليه، قال: فردّ ردّاً حسناً ظننّا أن قد عرفه، فقال له علي (عليه السلام) : ما لي أرى وجهك منكفتاً، أمن مرض؟ قال: نعم، قال: فلعلّك كرهته؟ فقال: ما أحبّ أنّه بغيري، قال: أليس احتساباً للخير فيما أصابك منه؟ قال: بلى، قال: أبشر برحمة ربّك وغفران ذنبك، (ثمّ سأله عن أشياء) فلمّا أراد أن ينصرف عنه قال له: جعل الله ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، ولكن لا يدع للعبد ذنباً إلاّ حطّه، إنّما الأجر في القول باللسان، والعمل باليد والرجل، وإنّ الله عزّ وجلّ يدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة (عالماً جماً) من عباده الجنّة، ثمّ مضى (عليه السلام) . ([11])

*- وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا. ([12])

*- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : الحمّى رائد الموت، وسجن الله في الأرض، يحبس بها من يشاء من عباده، وهي تحتّ الذنوب كما يحاتّ الوبر عن سنام البعير([13]) .

*- عن علي (عليه السلام) قال: المريض في سجن الله، ما لم يشك إلى عوّاده تُمحى سيّئاته([14]) .

*- (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثّنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عاد رجلا من الأنصار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الحمّى طهور من ربّ غفور، فقال المريض: الحمّى يقوم بالشيخ حتّى تزيره القبور، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فليكن ذا، قال: فمات في مرضه، ولم يصلّ عليه (صلى الله عليه وآله([15])) .

*- نصر، عن عمر، عن عبد الرحمن بن جندب، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) (لبعض أصحابه في علّة اعتلّها): جعل الله ما كان من شكواك حَطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، ولكن لا يدع ذنباً إلاّ حطّه، وإنّما الأجر بالقول واللسان، والعمل باليد والرجل، وإنّ الله عزّ وجلّ ليدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة (عالماً جمّاً) من عباده الجنّة([16]) .

*- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثنا عليّ بن حمزة العلوي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها وصفائها. ([17])

*- قال عبد الحميد بن أبي الحديد، الذي رويته عن الشيوخ، ورأيته بخطّ عبد الله بن أحمد بن الخشّاب، أنّ الربيع بن زياد الحارثي، أصابته نشابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه في كلّ عام، فأتاه علي (عليه السلام) عائداً فقال: كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟ قال: أجدني يا أمير المؤمنين لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه، فقال (عليه السلام) : وما قيمة بصرك عندك؟ قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها، قال: لا جرم ليعطينّك الله على قدر ذلك، إنّ الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده تضعيف كثير([18]) .

*- الحسين بن بسطام وأخوه أبو عتّاب، عن محمّد بن خلف، قال ـ وكان من جملة علماء آل محمّد ـ: عن الحسن بن عليّ الوشّا، عن عبد الله بن سنان، عن أخيه محمّد، عن جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) ، عن آبيه، عن جدّه، عن مولانا الحسين بن علي (عليه السلام) قال: عاد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) سلمان الفارسي فقال له: يا أبا عبد الله فما من أحد من شيعتنا يصيبه وجع إلاّ بذنب قد سبق منه، وذلك الوجع تطهير له، قال سلمان: فإن كان الأمر على ما ذكرت وهو كما ذكرت فليس لنا في شيء من ذلك أجر خلا التطهير؟ قال علي (عليه السلام) : يا سلمان لكم الأجر بالصبر عليه والتضرّع إلى الله عزّ اسمه والدعاء له، بهما يكتب لكم الحسنات ويرفع لكم الدرجات، وأمّا الوجع فهو خاصّة تطهير وكفّارة([19]) .

*- الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي بن الشاه، قال: حدّثنا أبو حامد، قال: حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسلمان الفارسي (قدس سره): يا سلمان إنّ لك في علّتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله تبارك وتعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته، متّعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك([20]) .

*- أبو عتاب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: سمعت ذا الثفنات عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يحدّث، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: حمّى ليلة كفّارة سنة([21]) .

*- الصدوق، حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان، عن الحسن بن محمّد النوفلي ـ من ولد نوفل بن عبد المطّلب ـ قال: أخبرني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن علي، عن عيسى ابن عبد الله العمري، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) في المرض الذي يصيب الصبي، قال: كفّارة لوالديه

 




([1])الحديد: 19.

([2])دعائم الإسلام 1: 218; البحار 81: 211.

([3])كنز العمال 3: 311 ح6706; تفسير السيوطي 6: 226.

([4])الخصال، حديث الأربعمائة: 620; مستدرك الوسائل 2: 71 ح1442; البحار 81: 203.

([5])نهج البلاغة: قصار الحكم 27; وسائل الشيعة 2: 629; البحار 81: 204.

([6])الخصال، حديث الأربعمائة: 630; وسائل الشيعة 2: 628; البحار 81: 203.

([7])حلية الأولياء 8: 47.

([8])مسند زيد بن علي: 180.

([9])دعوات الراوندي: 167 ح167; مستدرك الوسائل 2: 57 ح1398; البحار 81: 188; وسائل الشيعة 11: 569.

([10])وقعة صفين: 529; البحار 81: 189.

([11])الجعفريات: 245; مستدرك الوسائل 2: 61 ح1413.

([12])التمحيص: 43 ح50; مستدرك الوسائل 2: 63 ح1420.

([13])دعائم الإسلام 1: 217; مستدرك الوسائل 2: 69 ح1437; البحار 81: 211.

([14])الجعفريات: 200; مستدرك الوسائل 2: 61 ح1410.

([15])وقعة صفين: 529; مكارم الأخلاق للطبرسي: 359; مستدرك الوسائل 2: 58 ح1402; البحار 72: 19; دار السلام 4: 176; نهج البلاغة: قصار الحكم 42; أمالي الطوسي، المجلس 27: 602 ح1245.

([16])أمالي الطوسي، مجلس 30: 630 ح1297.

([17])شرح ابن أبي الحديد 3: 12; البحار 42: 173.

([18])طبّ الأئمة: 15; وسائل الشيعة 2: 625; أنوار النعمانية 4: 159; شرح الصحيفة السجادية لعلي خان المدني 1: 60; البحار 81: 185.

([19])خصال الصدوق، باب الثلاثة: 170; من لا يحضره الفقيه 4: 375 ح5762; مستدرك الوسائل 2: 81 ح1476; البحار 81: 185.

([20])طبّ الأئمة: 16.

([21])توحيد الصدوق، في باب الأطفال: 394; وسائل الشيعة 2: 626; البحار 5: 317; مكارم الأخلاق: 361; ثواب الأعمال: 194; الكافي 6: 52; من لا يحضره الفقيه 3: 482 ح4694.