العتبة العلوية المقدسة - ماذكره سعد ابن ابي وقاص -
» » سيرة الإمام » مناقب وفضائل الامام علي عليه السلام » ماذكره سعد ابن ابي وقاص

 

 
ماذكره سعد ابن ابي وقاص
من فضائل امير المؤمنين عليه السلام
 
*-  عن ربيعة الحرسي أنه ذكر عليا عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص ، فقال له سعد : تذكر عليا ؟ أما إن له مناقب أربع لان تكون لي واحدة منها أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم قوله : ( لاعطين الراية غدا ) وقوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) وقوله :    ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ونسي سعد الرابعة ! .([1])
*-  عن الحارث بن ثعلبة قال : قلت لسعد : أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام ؟ قال : نعم شهدت له أربع مناقب والخامسة قد شهدتها ، لان يكون لي واحدة 
منهن أحب إلي من حمر النعم : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبابكر ببراءة ثم أرسل عليا فأخذها منه ، فرجع أبوبكر فقال : يا رسول الله أنزل في شئ ؟ قال : لا إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني ، وسد رسول الله صلى الله عليه وآله أبوابا كانت في المسجد وترك باب علي فقالوا : سددت الابواب وتركت بابه ؟ فقال : ما أنا سددته ولا أنا تركته ، قال : و بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير قال : فتعرض لها غير واحد ، فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له ، والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رئي بياض آباطهما ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، والخامسة خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله ثم لحق به ، فقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . ([2])
*-  عن الحارث بن ثعلبة قال : قدم رجلان يريدان مكة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال ، فوجدا الناس ناهضين إلى الحج ، قال فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنه أميرهم ، فانتبذ منهم فقال : كونا عراقيين ؟ قلنا نحن عراقيان ، قال : كونوا كوفيين ؟ قلنا : نحن كوفيون ، قال : ممن أنتما ؟ قلنا من بني كنانة ، قال : من أي بني كنانة ؟ قلنا : من بني مالك بن كنانة ، قال : رحب على رحب وقرب على قرب ، أنشدكما بكل كتاب منزل ونبي مرسل أسمعتما علي بن أبي طالب عليه السلام يسبني أو يقول : إنه معادي أو مقاتلي ؟ قلنا : من أنت ؟ قال : أنا سعد بن أبي وقاص ، قلنا ولكن سمعناه يقول : اتقوا فتنة الخنيس كثير ، ولكن سمعتماه يضئ باسمي ؟ قال : لا ، قال : الله أكبر الله أكبر ، قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها اعمر فيها عمر نوح ، قلنا : سمهن ، قال : ما ذكرتهن إلا وأنا اريد أن أسميهن : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة لينبذ إلى المشركين ، فلما سار ليلة أو بعض ليله بعث علي بن أبي طالب عليه السلام نحوه فقال : اقبض براءة منه واردده إلي ، فمضى إليه أميرالمؤمنين عليه السلام فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما مثل بين يديه بكى وقال : يا رسول الله أحدث في شئ أم نزل في قرآن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم ينزل فيك قرآن لكن جبرئيل عليه السلام جاءني عن الله عزوجل فقال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، و علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا علي . قلنا له وما الثانية ؟ قال : كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه ، قال : فنودي فينا ليلا : اخرجوا من المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي عليه السلام ، قال : فخرجنا نجر قلاعنا ، فلما أصبحنا أتاه عمه حمزة فقال : يا رسول الله أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته ولكن الله عزوجل أمرني بذلك . قلنا له : فما الثالثة ؟ قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله : برايته إلى خيبر مع أبي بكر 
فردها ، فبعث بها مع عمر فردها ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : اعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار ، لا يرجع حتى 
يفتح الله على يديه قال : فلما أصبحنا جثونا على الركب فلم نره يدعو أحدا منا ، 
ثم نادى : أين علي بن أبي طالب ؟ فجيئ به وهو أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه الراية ، 
ففتح الله على يده . قلنا له : فما الرابعة ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج غازيا إلى تبوك و استخلف عليا على الناس ، فحسدته قريش وقالوا : إنما خلفه لكراهية صحبته قال : فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته ثم قال : إني لتابعك ، قال 
ماشأنك ؟ فبكى وقال : إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك لي وكراهيتك 
صحبتي ، قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديه فنادى في الناس ، ثم قال : أيها الناس أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة ؟ قالوا : أجل ، قال : فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي ، ثم أقبل على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ فقال علي عليه السلام : رضيت عن الله ورسوله . ثم قال سعد : هذه أربعة وإن شئتما حدثتكما بخامسة ، قلنا : قد شئنا ذلك ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ، فلما عاد نزل غدير خم وأمر مناديه فنادى في الناس : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . ([3])
 


([1]) الخصال 1/210
([2]) الخصال 1/11
([3]) امالي المفيد ص 55