الكميت الأسدي
هو أبو المستهل ، وقيل أبو المنهل الكميت بن زيد بن جيش ، وقيل حبيش ، وقيل خنيس بن مجالد ، وقيل مخالد بن وهب ، وقيل وهيبة بن عمرو ابن سبيع بن مالك الأسدي ، الكوفي .
عالم كوفي ، فقيه ، فصيح ، خطيب مفوّه ، كاتب ، حسن الخط ، أديب ، شاعر ، عالم بالشعر القديم وبآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها .
كان فارساً شجاعاً ، كريماً ، حافظا للقرآن ، وكان مضرّياً متعصباً على القحطانية ، مجاهراً في تشيعه لأهل البيت (عليهم السلام) .
ولد بالكوفة سنة 60 هـ ونشأ بها ، وتعلَّم حتى أصبح معلِّماً للصبيان .
كان مقدّماً على شعراء عصره ، وقد قيل فى حقه : كان أشعر الأولين والآخرين .
عاصر كلاً من الامام زين العابدين (عليه السلام) ومدحه ، والامام الباقر (عليه السلام)والامام الصادق (عليه السلام) وروى عنهما ، وانشدهما قصائده فدعوا له ، وروى عن الفرزدق الشاعر .
كان في صراع شديد مع خالد بن عبد الله القسري نائب ملوك الدولة الأُموية في العراق .
أمر هشام بن عبد الملك بقتله لمدحه لبني هاشم ، فحبسه خالد بن عبد الله القسري بالكوفة ، ثم عفى عنه هشام ، ولم يزل حتى قُتل على يد جند يوسف بن عمر الثقفي بعد ذمِّه لخالد القسري أيام حكومة مروان بن محمد سنة 126 هـ ، وقيل سنة 127 هـ .
له (ديوان شعر) ، ومن أشهر قصائده (الهاشميات) ، و(القصيدة المذهبة) .
قال في مدح بني هاشم وآل البيت النبوي الشريف:
قال له الامام الباقر (عليه السلام) : لا تزال مؤيداً بروح القدس ما دمت تقول فينا
من لقلب متيم مستهام |
|
غير ما صبوة ولا أحلام
|
طارقات ولا ادكار غوان |
|
واضحات الخدود كالأرآم
|
بل هواي الذي أجن وأبدي |
|
لبني هاشم فروع الأنام
|
للقريبين من ندى والبعيدين |
|
من الجور في عرى الأحكام
|
والمصيبين باب ما أخطأ الناس |
|
ومرسي قواعد الاسلام
|
والحماة الكفاة في الحرب إن لف |
|
ضرام وقوده بضرام
|
والغيوث الذين إن أمحل الناس |
|
فمأوى حواضن الأيتام
|
والولاة الكفاة للأمر إن طرق |
|
يتنا بمجهض أو تمام
|
والأساة الشفاة للداء ذي الريبة |
|
والمدركين بالأوغام
|
والروايا التي بها يحمل الناس |
|
وسوق المطبعات العظام
|
والبحور التي بها تكشف الحرة |
|
والداء من غليل الأوام
|
لكثيرين طيبين من الناس |
|
وبرين صادقين كرام
|
واضحي أوجه كرام جدود |
|
واسطي نسبة لهام فهام
|
للذرى فالذرى من الحسب الثاقب |
|
بين القمقام فالقمقام
|
راجحي الوزن كاملي العدل في السيرة |
|
طبين بالأمور العظام
|
فضلوا الناس في الحديث حديثا |
|
وقديما في أول القدام
|
مستفيدين متلفين مواهيب |
|
مطاعيم غير ما أبرام
|
مسعفين مفضلين مساميح |
|
مراجيح في الخميس اللهام
|
ومداريك للذحول متاريك |
|
وإن أحفظوا لعور الكلام
|
لا حباهم تحل للمنطق الشغب |
|
ولا للطام يوم اللطام
|
أبطحيين أريحيين كالأنجم |
|
ذات الرجوم والأعلام
|
غالبيين هاشميين في العلم |
|
ربوا من عطية العلام
|
ومصفين في المناصب محضين |
|
خضمين كالقروم السوام
|
وإذا الحرب أو مضت بسنا الحر ب |
|
وسار الهمام نحو الهمام
|
فهم الأسد في الوغى لا اللواتي |
|
بين خيس العرين والآجام
|
أسد حرب غيوث جدب |
|
بهاليل مقاويل غير ما أفدام
|
لا مهاذير في الندي مكاثير |
|
ولا مصمتين بالإفحام
|
سادة ذادة عن الخرد البيض |
|
إذا اليوم صار كالأيام
|
ومغايير عندهن مغاوير |
|
مساعير ليلة الإلجام
|
لا معازيل في الحروب تنابيل |
|
ولا رائمين بو اهتضام
|
وهم الآخذون من ثقة الأمر |
|
بتقواهم عرى لا انفصام
|
والمصيبون والمجيبون للدعوة |
|
والمحرزون خصل الترامي
|
ومحلون محرمون مقرو ن |
|
لحل قراره وحرام
|
ساسة لا كمن يرعى الناس |
|
سواء ورعية الأنعام
|
لا كعبد المليك أو كوليد |
|
أو كسليمان بعد أو كهشام
|
رأيه فيهم كرأي ذوي الثلة |
|
في الثائجات جنح الظلام
|
جز ذي الصوف وانتقاء لذي المخة |
|
نعقا ودعدعا بالبهام
|
من يمت لا يمت فقيها وإن يحيى |
|
فلا ذو إل ولا ذو ذمام
|
فهم الأقربون من كل خير |
|
وهم الأبعدون من كل ذام
|
وهم الأوفون بالناس في الرأفة |
|
والأحلمون في الأحلام
|
بسطوا أيدي النوال وكفوا |
|
أيدي البغي عنهم والعرام
|
أخذوا القصد فاستقاموا عليه |
|
حين مالت زوامل الآثام
|
عيرات الفعال والحسب العود |
|
إليهم محطوطة الأعكام
|
أسرة الصادق الحديث أبي القاسم |
|
فرع القدامس القدام
|
خير حي وميت من بني آدم |
|
طرا مأمومهم والإمام
|
كان ميتا جنازة خير ميت |
|
غيبته مقابر الأقوام
|
وجنينا ومرضعا ساكن المهد |
|
وبعد الرضاع عند الفطام
|
خير مسترضع وخير فطيم |
|
وجنين أقر في الأرحام
|
وغلاما وناشئا ثم كهلا |
|
خير كهل وناشئ وغلام
|
أنقذ الله شلونا من شفى النار |
|
به نعمة من المنعام
|
لو فدى الحي ميتا قلت نفسي |
|
وبني الفدا لتلك العظام
|
طيب الأصل طيب العود في |
|
البنية والفرع يثربي تهامي
|
أبطحي بمكة استثقب |
|
الله ضياء العما به والظلام
|
وإلى يثرب التحول عنها |
|
لمقام من غير دار مقام
|
هجرة حولت إلى الأوس والخزرج |
|
أهل الفسيل والآطام
|
غير دنيا محالفا واسم صدق |
|
باقيا مجده بقاء السلام
|
ذو الجناحين وابن هالة منهم |
|
أسد الله والكمي المحامي
|
لا ابن عم يرى كهذا ولا عم |
|
كهذاك سيد الأعمام
|
والوصي الذي أمال التجوبي |
|
به عرش أمة لانهدام
|
كان أهل العفاف والمجد والخير |
|
ونقض الأمور والابرام
|
والوصي الولي والفارس المعلم |
|
تحت العجاج غير الكهام
|
كم له ثم كم له من قتيل |
|
وصريع تحت السنابك دامي
|
وخميس يلفه بخميس |
|
وفئام حواه بعد فئام
|
وعميد متوج حل عنه عقد |
|
التاج بالصنيع الحسام
|
قتلوا يوم ذاك إذا قتلوه |
|
حكما لا كغابر الحكام
|
راعيا كان مسجحا ففقدنا |
|
ه وفقد المسيم هلك السوام
|
نالنا فقده ونال سوانا |
|
باجتداع من الأنوف اصطلام
|
وأشتت بنا مصادر شتى |
|
بعد نهج السبيل ذي الآرام
|
جرد السيف تارتين من الدهر |
|
على حين درة من صرام
|
في مريدين مخطئين هدى الله |
|
ومستقسمين بالأزلام
|
ووصي الوصي ذي الخطة الفصل |
|
ومردي الخصوم يوم الخصام
|
وقتيل بالطف غودر منه |
|
بين غوغاء أمة وطغام
|
تركب الطير كالمجاسد منه |
|
مع هاب من التراب هيام
|
وتطيل المرزآت المقاليت |
|
عليه القعود بعد القيام
|
يتعرفن حر وجه عليه |
|
عقبة السرو ظاهرا والوسام
|
قتل الأدعياء إذ قتلوه |
|
أكرم الشاربين صوب الغمام
|
وسمي النبي بالشعب ذي الخيف |
|
طريد المحل بالاحرام
|
وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو |
|
بفي الشفاء للأسقام
|
فبهم كنت للبعيدين عما |
|
واتهمت القريب أي اتهام
|
صدق الناس في حنين بضرب |
|
شاب منه مفارق القمقام
|
وتناولت من تناول بالغيبة |
|
أعراضهم وقل اكتتامي
|
ورأيت الشريف في أعين الناس |
|
وضيعا وقل منه احتشامي
|
معلنا للمعالنين مسرا |
|
للمسرين غير دحض المقام
|
مبديا صفحتي على المرقب المعلم |
|
بالله عزتي واعتصامي
|
ما أبالي إذا حفظت أبا القاسم |
|
فيهم ملامة اللوام
|
لا أبالي ولن أبالي فيهم |
|
أبدا رغم ساخطين رغام
|
فهم شيعتي وقسمي من الأمة |
|
حسبي من سائر الأقسام
|
إن أمت لا أمت ونفسي نفسا |
|
ن من الشك في عمي أو تعامي
|
عادلا غيرهم من الناس طرا |
|
بهم لا همام بي لا همام
|
لم أبع ديني المساوم بالوكس |
|
ولا مغليا من السوام
|
أخلص الله لي هواي فما أغرق |
|
نزعا ولا تطيش سهامي
|
ولهت نفسي الطروب إليهم |
|
ولها حال دون طعم الطعام |
ليت شعري هل ثم هل آتينهم |
|
أم يحولن دون ذاك حمامي
|
إن تشيع بي المذكرة الوجناء |
|
تنفي لغامها بلغام
|
عنتريس شملة ذات لوث |
|
هوجل ميلع كتوم البغام
|
تصل السهب بالسهوب إليهم |
|
وصل خرقاء رمة في رمام
|
في حراجيج كالحني مجاهيض |
|
يخدن الوجيف وخد النعام
|
ردهن الكلال حدبا حدابير |
|
وجد الإكام بعد الإكام
|
يكتنفن الجهيض ذا الرمق المعجل |
|
بعد الحنين بالإرزام
|
منكرات بأنفس عارفات |
|
بعيون هوامع التسجام
|
ما أبالي إذا تحن إليهم |
|
نقب الخف واعتراق السنام
|
يقض زور هناك حق مزورين |
|
ويحيي السلام أهل السلام
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|