العتبة العلوية المقدسة - زهده عليه السلام في ملبسه -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » مناقبه وفضائله عليه السلام » زهده عليه السلام في ملبسه

 

زهده عليه السلام في ملبسه

* - محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال : دخلت على أبي الحسن الاول عليه السلام في بيته الذي كان يصلي فيه ، فاذا ليس في البيت شئ إلا خصفة ([1]) وسيف معلق ، ومصحف ([2])
* - علي بن جعفر قال : خرجنا مع أخي موسى بن جعفر عليه السلام في أربع عمر يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما ، واخرى خمسة وعشرين يوما ، واخرى أربعة وعشرين يوما واخرى أحدا وعشرين يوما ([3]) .
* - محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن فضال ، عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش وقد اشتروهم له ، فكلم غلاما منهم ، وكان من الحبش جميل ، فكلمه بكلام ساعة حتى أتى على جميع مايريد ، وأعطاه درهما فقال : أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ، ثم خرجوا فقلت : جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية ، فماذا أمرته ؟ قال : أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ، وذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميع ماأحتاج إليه ، فقبل وصيتي ، ومع هذا غلام صدق .ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ؟ لاتعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر ، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟ قال : فإن الامام بمنزلة البحر لاينفد ماعنده ، وعجائبه أكثر من ذلك ، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا ، كذلك العالم لاينقصه علمه شيئا ، ولا تنفد عجائبه ( ([4])  .
*-  كان أبوالحسن موسى عليه السلام أعبد أهل زمانه ، وأفقههم وأسخاهم كفا ، وأكرمهم نفسا ، وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ، ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من السجود والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يدعو كثيرا فيقول : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ، ويكرر ذلك ، وكان من دعائه عليه السلام : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع ، وكان أوصل الناس لاهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة في الليل ، فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والادقة والتمور ، فيوصل إليهم ذلك ، ولا يعلمون من أي جهة هو  ([5]).
* - الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده يحيى بن الحسن بن جعفر عن إسماعيل بن يعقوب ، عن محمد بن عبدالله البكري قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن عليه السلام فشكوت إليه ، فأتيته بنقمى في ضيعته ، فرج إلي ومعه غلام ومعه منسف فيه قديد مجزع([6]) ، ليس معه غيره ، فأكل فأكلت معه ، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه : اذهب ثم مد يده إلي فناولني صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت ([7])  .

 



([1])الخصفة : محركة : الجلة تعمل من الخوص للتمر ، والثوب الغليظ جدا : جمع خصف وخصاف .

([2])قرب الاسناد ص 174 .

([3])قرب الاسناد ص 165 .

([4])قرب الاسناد ص 165 .الخرائج والجرائح ص 201 .

([5])الخرائج والجرائح ص 201 .

([6])المنسف كمنبر ماينفض به الحب ، شئ طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع ، والمجزع المقطع .

([7])اعلام الورى ص 296, الارشاد ص 316 والزبيل والزنبيل : القفة ، الوعاء ، الجراب .