الملائكة
- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ثم خلق سبحانه لإسكان سماواته ، وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته ، خلقا بديعا من ملائكته ، وملأ بهم فروج فجاجها ، وحشا بهم فتوق أجوائها [ أجوابها ] .
- وقال ( عليه السلام ) : ليس في أطباق السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد ، أو ساع حافد ، يزدادون على طول الطاعة بربهم علما ، وتزداد عزة ربهم في قلوبهم عظما .
- وقال( عليه السلام ) - في صفة الملائكة - : هم أعلم خلقك بك ، وأخوفهم لك ، وأقربهم منك ، لم يسكنوا الأصلاب ، ولم يضمنوا الأرحام ، ولم يخلقوا من ماء مهين ، ولم يتشعبهم ريب المنون ، وإنهم على مكانهم منك ، ومنزلتهم عندك ، واستجماع أهوائهم فيك ، وكثرة طاعتهم لك ، وقلة غفلتهم عن أمرك ، لو عاينوا كنه ما خفي عليهم منك لحقروا أعمالهم .
- وقال ( عليه السلام ) - أيضا - : وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك ، فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية ، هم أعلم خلقك بك ، وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك إليك ، وأعملهم بطاعتك ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، لم يسكنوا الأصلاب ، ولم تتضمنهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين ، أنشأتهم إنشاءا فأسكنتهم سماواتك .
- وقال( عليه السلام ) : ثم فتق ما بين السماوات العلا ، فملأهن أطوارا من ملائكته : منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان . ومنهم امناء على وحيه وألسنة إلى رسله ، ومختلفون [ مترددون ] بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده ، والسدنة [ السندة ] لأبواب جنانه . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم ، ناكسة دونه أبصارهم ، متلفعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة ، لا يتوهمون ربهم بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين [ المخلوقين ] ، ولا يحدونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنظائر . –
- وقال( عليه السلام ) - في صفة الملائكة - : وأنشأهم على صور مختلفات ، وأقدار متفاوتات [ مؤتلفات ] ، اولي أجنحة تسبح جلال عزته ، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه . . . ومنهم من هو في خلق الغمام الدلح ، وفي عظم الجبال الشمخ ، وفي قترة الظلام الأيهم [ أبهم ] . ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى ، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء ، وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية ، قد استفرغتهم أشغال عبادته .