العتبة العلوية المقدسة - محمد علي اليعقوبي -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الرابع عشر الهجري » محمد علي اليعقوبي

 

محمد علي اليعقوبي

1313 – 1385

الشيخ محمد علي بن يعقوب بن جعفر بن محمد حسين البعقوبي الحلي خطيب شهير واديب شاعر .

ولد في النجف 15 رمضان سنة 1313 وفي نفس السنة هاجر به والده الخطيب الشاعر المتوفي في سنة 1329 إلى مدينة الحلة فنشأ بها تحت ظلاله , قرأ مقدماته الأولية على يد والده وكانت له رغبة ملحة في الأدب والخطابة فتوجه إليهما , وعند وفاة والده لازم العلامة السيد محمد القزويني وقرأ عليه الأصول والأدب وقرأ كذلك علىالشيخ محمد حسن أبى المحاسن الحائري الشاعر الوطني المعروف .

تردد اسمه في المجالس وذاع صيته بالخطابة والبحث والتحقيق وشارك بشعره وخطابته في(ثورة العشرين) وثورات العراق التحررية الأخرى ونشر أكثره في الصحف العراقية والعربية , وفي سنة 1335 انتقل إلى النجف واستقر بها وكانت له أسفار كثيرة في المدن العراقية والبلاد العربية والإسلامية للوعظ والإرشاد , وفي سنة 1351 تم تأسيس (جمعية الرابطة الأدبية ) فانتخب عميداً لها , وكانت لديه مكتبة يضرب بها المثل في نفاسة مخطوطاتها.

يروي بالاجازة عن الشيخ آغا برزك الطهراني والسيد صدر الدين الصدر والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد عبد الحسين رف الدين والسيد حسين القزويني الحائري والسيد هبة الدين الشهرستاني .

طبع له البابليات أو شعر الحلة (1 – 4 ) , ديوان شعره (1 – 2 ) عنوان المصائب في مقتل الإمام علي بن أبى طالب عليه السلام  , الذخائر ديوان شعره في أهل البيت عليهم السلام  , المقصرة العليا بـ (450) بيت , ديوان جهاد المغرب العربي , نقد كتاب شعراء الحلة , ديوان السيد جعفر القزويني ديوان الشيخ عبد الحسين شكر , ديوان الشيخ يعقوب الحلي والده , ديوان الشيخ عباس ملا علي , ديوان الشيخ أبو المحاسن الحائري , ديوان الشيخ صالح الكواز,ديوان الشيخ حسن القيم .

والمخطوطة : وقائع الأيام في التاريخ ( 1 – 2 ) جامع براثا مع الشريف الرضي في ديوانه .توفي بالنجف يوم الاحد 21 جمادي الاخرة سنة 1385 7 م

قال في مدح امير المؤمنين عليه السلام :

صبا لنعمان وأيام الصبا

 

صب إذا ما هبت الريح صبا

يزيده البرق اللموع وامضا

 

شوقا إلى عهد نعمان مضى

يحن للعيش الذي فيه حلا

 

بقرب من يهواهم ثم خلا

ذو زفرات صوح الروض بها

 

وادمع قد روضت مها الربا

ويلاه من يوم الفراق انه

 

قد رنق العيش الذي فيهم صفا

حملت أعباء الهوى فلم أجد

 

اثقل من عبء الفراق والنوى

افدي بنفسي الضاعنين سحراً

 

وقل لو كانت له نفسي الفدا

سارت بهم انضاؤهم وغادروا

 

جسمي رهين الوجد فيهم والضنا

كان حمولا في الدواهي جلداً

 

فعاد من بعدهم واهي القوى

وإن قلبا في هواهم موثق

 

قد أطلقته العين دمعا فجرى

لو بعض ما بي في الرواسي هدها

 

أو ان وجدي في الحصا ذاب الحصا

من لي بمن يعيد لي لياليا

 

بلغت فيها منهم اقصى المنى

درى غداة البين حادي عيسهم

 

ماذا اقلوا ضعنهم أم ماذا درى

حدى بظعن أهل ودي ليته

 

لا ادلج الركب ولا الحادي حدا

قالوا : تعلل باللقا قلت لهم

 

هيهات من يبقى إلى يوم اللقا

وكم خلي ضل يلحوني بهم

 

وما الخلي كالمعنى المبتلى

يحسب ان القلب يحسو ذكرهم

 

وهل رأى قبلي محبا قد سلا

وظن ان اللوم يثني صبوتي

 

والداء إن اعضل لا يشفي الدوا

لو كان مثلي قد صبا ما لامني

 

ما لا مني لو كان مثلي قد صبا

هيهات ما كل القلوب شرع

 

ولا العقول لو تأملت سوى

لام وعاد آيسا لما رأى

 

سمعي ما أصغى ولا قلبي ار عوى

يا صاحبي اسعفا متيما

 

أسلمه الصبر وخانه الأسى

وواسياني في الجوى فإنما

 

خير الخليلين المعين بالاسا

ان الهوى الغيد ولا بليتما

 

به هوى جر على القلب البلا

من ناشد لي بالغوير مهجة

 

أضعتها ما بين أسراب المها

يا أيها الغادون عني انتم

 

أحبتي على الوصال والجفا

وليس في دعوى الغرام صادقا

 

من لم يطق صبراً على حكم الهوى

قفوا لصب ريثما يشكو لكم

 

بعض الاسا لو ترحمون من شكا

عسى ترقون لرق فيكم

 

رق له العاذل والواشي رثى

وفيت بالعهد وخنتم موثقي

 

أهكذا بالغدر يجزى من وفى

أخفي هواكم خيفة الواشي به

 

ما حيلتي عن نمدمعي ووشا

شاطرت بالنوح الحمام بعدكم

 

ولم يشاطرني تباريح الشجا

يشدو على غصن وأبكى مثله

 

شتان بين من شدى ومن بكى

جدت بنفسي لكم وانتم

 

منعتم حتى الخيال في الدجا

وهل يزور الطيف طرف ساهر

 

حالفه السهد وعاداه الكرى

ما جفدمعي من لهيب مهجتي

 

ولا أوار القلب بالدمع انطفا

رفقا بقلب اسرته بينكم

 

حبائل الغيد واشراك الدمى

اسير شوق ليس يلقى منكم

 

منا ولما تقبلوا منه الفدا

اخذتم القلب بذنب غيره

 

ظلما أليس طرفي الذي جنا

تقتل في اجفانها لحاظها

 

والسيف لا يقطع حتى ينتضى

هذي ضلوعي فاتركوا وادي الغضا

 

وذي دموعب فدعو سفح اللوى

لله هاتيك الحدوج كم حوت

 

غصناً ولكن مال عني وانثنى

اثمر في اعلاه بدراً زاهراً

 

يا حبذا لو يجتنى ويجتلى

لم اتزود منه غير نظرة
  

 

سرقتها من بين اطراف القنا

إن حجبوا عن ناظري شخصه

 

فإنه لم يحتجب عن الحشا

أودع جسمي للضنا وللجوى

 

قلبي وطرفي للبكاوما اكتفى

هل يرتجي عود ليالينا التي

 

تصرمت بين العذيب فالنقا

في حيثلاواش تخاف سعيه

 

ما بيننا ولا رقيبيتقى

بات يعاطيني حمياً ثغره

 

نشوان من خمر الصبا قد انتشى

وكم شربت الراح قبل رشفه

 

فلم أذق أعذب من ذاك اللمى

وما رأت عيناي ريما قبله

 

يصرع في ألحاظه أسد الثرى

رمى بسهم اللحظ قلب صبه

 

فليت شعري هل درى لمن رمى

فاعجب له من ساحر قد امنت

 

بحسنه الباب أرباب النهى

كانما الحاظه تعلمت

 

من سحر اشعاري بمدح المرتضى

أخو النبي المصطفى وصنوه

 

حامي الجوار والذمار والحمى

بدر هدى ما شامه مختبط

 

في ليل غى حالك إلا اهتدى

بحر نوال قد طمى عبابه

 

ما أمه ذوغبةالا ارتدى

ذاك أمير المؤمنين لم تكن

 

لغيره الألقاب تحلو والكنى

علي الولي بعد الله والهادي

 

ألا فليتدبر من تلا

شفيع أهل الذنب في الموقف و

 

الساقي على الكوثر في يوم الظما

اولب من امن بالله ولم

 

يجب سواه احمداً لما دعا

اني يساويه الالى قد عبدوا

 

الاوثان دهراً دون جبار السما

وزير طاها دونهم مذ حضروا

 

في داره والكل منهم قد ابى

فقل لمن قد قاسه بغيره

 

هيهات قد قست الثريا بالثرى

أخفت مزاياه العدى بغضا ولم
 

 

تبح بها شيعته خوف العدى

فذاع منها بين هاتيك وذي

 

ما ملأ الأرض وطبق السما

هو الوصي والمواريث له

 

ما خص فيها غيره ولا حبا

لو ان فيها حضوة لغيره

 

لنال منها عمه حين ادعى

احب خلق الله لله فسل

 

عما رواه أنس يوم الشوا

وليس لله العظيم نبأ

 

اعظم منه اختلفت فيه الملا

وهو الذي قد هلك اثنان به

 

ضد قلاه ومحب قد غلا

دع عنك ما قال الغلاة جانبا

 

وفي علي المرتضى قل ما تشا

وهو قسيم النار والجنة إذ

 

يقول: هذا لي وهذا للظى

ولم يجز فوق الصراط أحد

 

لم يات منه حاملا صك الولا

ثد اسلست له العلا قيادها

 

فاقتعد الغارب منها وامتطى

غيث من استجدى النوال والندى

 

غوث من استعدى على صرف الدنا

قد جعل الله مثال نوره

 

امام أملاك السموات العلا

وأنزل الأملاك في صورته

 

ليرهب الكفر بهم يوم الوغى

من كان صهراً للنبي وأخاً

 

مواسياً وثانياً تحت الكسا

وكان ردءاً للرسول مثلما

 

قد كان هارون لموسى قبل ذا

وقام في مقامه بيثرب

 

يوم تبوك حين للروم غزا

وسد إلا بابه أبوابهم

 

فحسبهم نقصا بذاك وكفى

أبو المنايا سيفه وكفه

 

أخت الحيا فلم تزل أم العطا

مناقب تفردت لكنها

 

زاحمت النجم اشتراكا في العلى

خابت رجال طمعت بنيلها

 

وهل تنال الشهب في أوج السما

جروا فما شقوا غبار سابق

 

فات بمضمار المعالي من جرى

لم يستطع إنكارها معاند

 

والشمس من ينكرها راد الضحى

ضاءت فما بدر السما وشهبها

 

ضاعت فما نشر الخزامي والكبا

جمت فلا تحصى مزايا حيدر

 

باهل ترى تحصى الدراري في السما

هبت كما هب النسيم عاطراً

 

بنشر اوهار الربا غب الحيا

أي المعالي لم ينل غاياتها

 

اماي فخر لذراه ما ارتقى

قد خصه المختار دون غيره

 

بفاطم خيرة نسوان الورى

لولا علي لم يكن كفو لها

 

من أول الدنيا إلى يوم الفنا

زوجه الله بها وقبله

 

كم خطب جاء أباها فابى

راموا العلى فأخطأوا منارها

 

هيهات ما أصاب كل من رمى

لو لم يكن خير الرجل لم تكن

 

زوجته فاطمة خير النسا

إن الذي كان من الهر لها

 

فوق السما أوفرمما في الثرى

واعجباً ماء الفرات مهرها

 

ومنه يحرم ابنها في كربلا

ذاك يد الله التي ما برحت

 

مبسوطة لم تثنها ايدي العدى

وحبله الممدود في عباده

 

من يعتصم فيه من الهول نجا

وكهفه السامي الذرى وجنبه

 

لم يخش من مال إليه والتجا

وهو الصراط المستقيم للورى

 

قد فاز من جاز إليه واهتدى

سفينة النجاة من يركب بها

 

فقد نجا ومن يحد عنها هوى

أي والذي قد سمك السبع العلى

 

بلا عماد وعلى العرش استوى

والبيت والبدن التي سيقت له

 

هدياً ومن ألقى الجمار في منى

لو اجمع الناس على ولائه

 

وحبه ما خلق الله لظى

قد أخذ الله من الخلق له

 

عهد الولا والحب (مذقالوا بلى)

تعرف في ولائه وبغضه

 

من دنست أصوله ومن زكا

فقل لمن والى علياً لا تخف

 

في الحشر من هول عذاب يتقى

فالنار لا تحرقعوداً منك قد

 

اورق في ماء الولاء ونما

لا تخش من بعد ولاة زلة

 

فقد تمسكت بأوثق العرى

وقل لمن ضلت به اهواؤه

 

واعتسفت فيه إلى ذاك وذا

لم تلق في غير ولاء حيدر

 

صيدا وكل الصيد في جوف الفرا

مالك غير حبة وسيلة

 

لله في يوم المعاد تبتغي

أن تترك اليم الخضم جانباً

 

وتغتر بالال يعطبك الصدا

ما عذر من لاح سنا الحق له

 

إن راح في واد الضلال وغدا

سينجلي الأمر غدا وإنما

 

(عند الصباح يحمد القوم السرى)

لولا علي هلكت معاشر

 

لم تدر أحكام الهدى كما درى

(مدينة العلم) النبي وهو

 

(الباب) ألافليتبصر من أتى

لو لم يكن بعد النبي أعلم

 

القوم لما احتاجوا إليه بالقضا

أوفرهم علما وفضلا وحجا

 

من غير شك وارتياب ومرا

فليت شعري أي علم لم يكن

 

إلى علي أصله قد إنتمى

أوقفه الله على غوامض
ذذ

 

العلم فأضحى صدره لها وعا

كم من غيوب فاه فيها مغبراً

 

فكان ما اخبر حقاً وجرى

وكم على المنبر قال (أيها الناس

 

سلوني) عن جميع ما انطوى

علم (جبريل) الجواب مذ أتى

 

له الندا من الجليل من أنا

جلا ظلام الغي نور رشده

 

والليل يجلوه الصباح ان اضا

ولم يكن يزداد في يقينه

 

أن يكشف الله لعينيه الغطا

كم حل امراً معضلا عنه فسل

 

بمسجد الكوفة (دكة القضا)

قد طلق الدنيا ثلاثاً ولكم

 

جاءت له خاطبة تبدي الصفا

جانبها حتى مضى وكفه

 

ما علقت منها بوفر وجدا

 

لو جبيت خزائن الأرض له

 

يوما لما امسى عليهن المسا

على السخا قد جبلت راحته

 

راحته قد جبلت على السخا

مضى وما خلف بيضاء ولا

 

صفراء غير المكرمات والعلا

أي ومزاياه لقد أشغله

 

جمع المزايا الغر عن جمع اللهى

إن استمالت غيره فإنه

 

ما راقه زبرجها وما أطبى

سائل به (المحراب) كم قام به

 

مبتهلا بين صلاة ودعا

لولا وجود حيدر وجوده

 

لم تكن الدنيا ولم يدر الندى

سقت ينابيع ندى راحته

 

عود الرجا فاخضر منها ما ذوى

لولامست صلد الصفا يمينه

 

لانبجست بالماء أصلاد الصفا

 

من أثر (المقداد) في ديناره

 

وكان في خصاصة على الطوى

من جادبا (الخاتم) وهو راكع

 

يوم أتى السائل معدوم الثرى

أغناه بعد فقره وإنما

 

خير العطا ما أورث المرء غنى

من اطعم المسكين واليتيم

 

والاسير غبا حين بالنذر وفى

حتى أتت فيه وفي عترته

 

مدحا من المولى الجليل هل اتى

لم ترسل السماء يوما قطرها

 

لو لم يطأ بنعله هام السما

لم يحكه البحر ولا الغيث ندى

 

أما طمى ذاك وذا اما همى

شتان ما بين أجاج أجل

 

وبين عذب ساير يروي الظما

من جاء من (طيبة) في ساعته

 

لغسل (سلمان) على بعد المدى

من خاطب (الذؤبان) في فلاتها

 

من كلم الأموات في رمس البلا

ومن به سار (البساط) فاغتدت

 

تجري على ما يشتهي ريح الصبا

وجاوبته فتية الكهف وما

 

اجاب منهم غيره سوى الصدى

من زحزح الصخر حتى نبع

 

الماء الذي من بعده الجيش ارتوى

من طبع الحصاة في خاتمه

 

ثم قتفته ولده إلى الرضى

من طهر الأرض من الرجس ومن

 

غاص إلى الجن بأطباق الثرى

ذاك الذي يحضر كل ميت

 

من الأنام نأى وإن دنى

ينبئك الحارث عنه ما روى

 

و(الحميري) بالسياق ما رأى

وليس بدعا أن يكون عنده

 

أقصى الأقاليم وادناها سوا

(فاصف) قبل ارتداد الطرف من

 

صنعاء أتى بعرش (بلقيس) سبا

فهو كمثل الشمس في افلاكها

 

ونورها يملؤ أجواء الفلا

قد كلمته الشمس في أفلاكها

 

سبعا وفي منزله النجم هوى

مولى له ردت ضراح بعدما

 

كادت تلوح للورى شهب السما

وقام في أصحابه مصلياً

 

بهم صلاة العصر من بعد العشا

لا غرو ان ردت له فإنها

 

ردت على (يوشع) قبل مدرعا

و (مشهد الشمس) بفيحا (بابل)

 

باق إلى اليوم بها وما اختفى

وقبلها ردت له في يثرب

 

يوما علىعهد النبي المصطفى

وقد روى ذاك لنا ابن (مندة)

 

كذاك عن اسما (الطحاوي) روى

خير الورىحيدر بعد احمد

 

حيدر بعد احمد خير الورى

افضل من صام وصلى بعده

 

وخير من طاف ولبى وسعى

لولاهما ما رفع الله السما

 

على الأنام لا ولا الأرض دحا

ولا أنار في الوجود كوكب

 

ولا أضاء قمر ولادكا

أكرم من فوق السما نقيبة

 

وخير من داس الصعيد ووطا

هما لعمري صفوة الله من

 

الخلق فسبحان الذي قد اصطفى

حباهما بالشرف الأعلى كما

 

شدت على أمثل منهما الحبا

هما شقيقا نسب ومحتد

 

منزه عنك الرجس وطخا

كانا بساق العرش نورا واحدا

 

إذ لم تكن تخلق ارض وسما

حتى انتهى (لشيبة أحمد) ومن

 

ثم ذاك النور نورين انجلى

له ببطن (البيت) خير مولد

 

نال به البيت فخارا وعلا

هناك سمته عليا (أمه)

 

حيث من العلي وافاه الندا

ثم تولى أمره (الهادي) وكم

 

أرضعه لسانه حتى اغتذى

يحمله طفلا على عانقه

 

يطوف فيه بشعاب (أم القرى)

كم قام بليل الطويل ساهراً

 

يهز فيه مهده طول الدجى

يؤويه ليلا ونهارا عنده

 

حتى نشأ في حجر طه وارتبى

رباه طفلا واصطفاه يافعا

 

لنصره إذ يستجير في حرا

مستدعيا فيه على من ساءه

 

أيام قد عز المحامي والحمى

يبدي إليه من خفايا سره

 

حتى حوى من العلوم ما حوى

اعظم بمولود لخير (والد)

 

ناضل عن دين الهدى حتى قضى

وقام بالامر (علي) بعده

 

وتخلف الشبول اساد الشرى

شمر للذب عن ابن عمه

 

حين له وجدت (قريش)بالاذى

فبات يدفيه على فراشه

 

لا يرهب الموت ولا يخشى الردى

(باهل) فيه المصطفى أعدائه

 

وفيه باهى الله املاك السما

ليلة قام (الملكان) عنده

 

فهنياه بالذي فيه حضى

لذا غدت نفس علي نفسه

 

بذلك النص الصريح قد اتى

ومن قريش فئة ترصده

 

باتت وحادي البغي فيها قد حدا

حتى إذا ما اسفر الصبح لهم

 

رؤوا بيمناه الحسام منتضى

ففاتهم ما املوا وانكفأوا

 

عن حيدر خوفا وعادوا القهقري

وسار با(لفواطم) اللاتي بها

 

اصحر من امنع واد وحمى

فعارضته من قريش عصبة

 

قد انفت ان يخرج الظعن ضحى

أردى (بضجنان) (جناحا) عبده

 

وأورد الأحرار اكواب الردى

فاستيأسوا وراح يحمي ظعنه

 

حتى التقى مع النبي في قبا

تاالله لولا حيدر لاصبح

 

الإسلام ما بين العدى ايدي سبا

إن كان للدين بناء قائم

 

فهو الذي وطد ذلك البنى

ما بعث الله النبي صادعاً

 

بالأمر في (تهامة) حتى نشا

كم استجار الدين فيه فرقا

 

من العدى فعز فيه واحتمى

وصان للإسلام أي بيضة

 

ما وجد الضيم إليها مختطى

خاض غمار الموت دون أحمد

 

في حيث موج البيض بالحتف طمى

سخى وظننت بالحياة معشر

 

وليس من ضن بها كم سخا

ذو عز مات باللقا مشحوذة

 

تغنيه عن ماضي الغرار والشبا

قطب رحى الحرب به مدارها

 

ولم تدر إلا على القطب الرحى

فارس كل وقعة مقدامها

 

إن آخر الفرسان أقدام الردى

ينذر بعض الدار عين بعضهم

 

خوف وميض سيفه إذا اضا

تلوذ منه بالفرار حيث لا

 

ينجي الفرار من رجا إلى رجاه

لم يغنها منه حذارها ومن

 

يرد محتوم القضاء إن دنا

كان إذا صال على ملمومة

 

كالصقر ينقض على سرب القطا

لم يشم الشيف إذا ما شامه

 

إلا بهامات السرات والطلا

اعراهم من بزة العز به

 

مثل الغصون عرية من اللحا

كم من جسوم قطها معترضا

 

وكم قدود قدها إذا اعتلى

وكم عروش بالحسام ثلها

 

لهم وصرح مشمخر قد خوى

ترى القضا مؤتمرا يوم الوغى

 

بأمره وينتهي إذا نهى

كان أجال العدى في يده

 

مصيغة لقوله اما دعا

أماه الأقران تبغي مهرباً

 

والوحش في أثاره يبغي القرى

شأى ملوك الأرض منه ملك

 

غير أكاليل الملوك ما احتذى

ما فر ثبت الجأش خوف باسه

 

إلا رأى حمامة حيث انتوى

سل عنه بدرا حيث فيها قصم

 

الله قرى الشرك بسيف المرتضى

أرغم اناف الطغاة بعدما

 

قد شمخت فخرا على هام السهى

وكم أذل بالحسام أنفساً

 

عزيزة ما ألفت غير الابا

سبعين افنى شطرهم بسيفه

 

وحمل الباقين منا وفدا

أردى (الوليد) وأباد (شيبة)

 

و(بالعريش) غيره قد اختفى

ومذ شكا جيش النبي عطشا

 

إذ حبست عنه اعاديه الروى

شق الصفوف (للقليب) قاصداً

 

لمى تثنه جموعهم حتى استقى

واستقبلته غر املاك السما

 

تهدي التحيات إليه والثنا

ويوم أحد كاد فيه الشرك ان

 

يقضي عليه حيدرلولا القضا

غادر دار الكفر قفرا بلقعا

 

من آل (عبد الدار) أصحاب اللوا

لو لم تكن خانت عهود احمد

 

نبالة القوم غداة الملتقى

قد غرها الفي الذي لاح لها

 

وشاهدت نصر الإله قد بدا

فصال جيش الشرك من ورائهم

 

ونال ما رام بهم وما ابتغى

وانفض عن محمد أصحابه

 

وغادروه مفردا بين العدى

طاشت بهم احلامهم في معرك

 

كالطود فيه أسد الله رسى

ولم يقم دون النبي غيره

 

يدرأ عنه المرهفات والقنا

يوم به جبريل نادى معلنا

 

(لا سيف إلا ذو الفقار لا فتى )

ويوم (عمرو مذ أتى في قومه)

 

واقتحم (الخندق) يدعو للوغى

مناديا هل منكم مبارز

 

قد بح صوتي فيكم من الندا

فقام (طه) يستحث صحبه

 

وضامنا لمن مضى اوفى الجزا

رأى بهم حين ابتلاهم خوراً

 

والمرءلا يعرف حتى يبتلى

فلم يبارزه سوى حيدرة

 

ثم جرى على (ابن ود ما جرى)

غادره مجدلا بضربة

 

بالسيف منها ساقه قد انبرى

تقارع الأيمان والشرك معا

 

فانتصر الإيمان والحق علا

ومذ راته (أخته) أنشأت

 

الحمد الجزيل في علي والثنا

تقول لا أبكي اخاً أودى به

 

من أنجبت فيه بنو (عمر والعلى)

حسب بني عامر فخراً ولأن

 

بكيته فليت دمعي لا رقا

وسل غداة خيبر تجد بها

 

ما لك يكن يخفى على ذوي الحجا

كم حمل الراية ثم غيره

 

وأب مذعور الجنان والحشا

وجاء يشكو المرتضى من رمد

 

في عينه قد عاقه عن اللقا

ثم ساها احمد من ريقه

 

فزال ما كان بها من القذا

وانصاع للحرب فاردى (مرحبا)

 

بضربة من كفه لا تتقى

فر أبطال (اليهود) خيفة

 

والتجأت لحصنها السامي الذرى

ثم دحى الباب وألقاه على

 

(الخندق) جسراً فوقه الجيش عدا

وأصبحت للمسلمين خيبر

 

فيئاً وعاد حصنها واهي والقوى

وسل به يوم حنين انه

 

سقى به هوزنا كأس الردى

غداة عان المسلمين بعضهم

 

لما رأى من العديد ما رأى

قد اعجبته كثرة القوم وما

 

درى بان العجب كم جر البلا

فإنثال شمل المسلمين بددا

 

وانتشروا فوق الصياصي والربى

وازدلفت تحمي النبي عصبة

 

من رهطه تحسبها أسد الشرى

وصد جيش المشركين حيدر

 

في ذي الفقار موقدا نار الوغى

ورد جمع القوم حتى ظهروا

 

على العدى قتلاونهبا وسبا

فليت شعري هل رأيت موقفا

 

لدين من سيف علي قد خلا

من كسر الأصنام في البيت ومن

 

رقى على متن النبي وعلا

كم أروع في الروع قسراً قاده

 

في شطن الخسف كما قيد الطلا

ومن تلا ( براءة) في مكة

 

على قريش غير مرهوب الحشا

سل (ابن معدي كرب) من جاء

 

به مكبلا رهن الصغار والقما

وسل (بني النضير) عما نظروا

 

من باسه وسل به يوم كدا

ومن سواه في (بني قريضة)

 

انفذ حكم (ابن معاذ) مذ قضى

غزا (سليما) ورمى حصونها

 

وما رماها لكن الله رمى

ان اقدمت سرية يقدمها

 

فالنصر يسري أنى سرى

ويوم (خم) كمل الدين به

 

وتمت النعمة في عقد الولا

يوم به قد نصب الهادي على

 

الناس عليا علما ومقتدى

رقى على الاحداج فيه رافعا

 

بكفه كف علي ليرى
 

حيث جماهير الرجال اجتمعت

 

وضاق في عديدها رحب الفلا

قال وقد أسمع جل صحبه
 

 

لو ان سمعا للمقال قد وعى

يا قوم قد حان رحيلي عنكم

 

من هذه الدار إلى دار البقا

كل نبي ما قضى إلا وقد

 

نص على وصيه ثم قضى

هذا علي فيكم خليفتي

 

فلبلغ القريب منكم من نأى

من كنت مولاه فذا وليه

 

فرض من الله على كل الملا

لأن الجليل اختراه فليس للأ

 

مة عن تحتار منها من تشى

إن لم تدينوا بالمولاة له

 

فكل أعمالكم بعدي هبا

قالوا سمعنا وأطعنا وانثنوا

 

عنه يقولون حديث مفترى

فثار قالوا النبي قائل

 

(هجرا ) وطورا يزعمون قد غوى

قل للألى قد اولوا باطلاً

 

هيهات كيف (يترك الخلق سدى)

حتى إذا مضى النبي اعلنوا

 

ما قدأ سروا وأذاعوا ما اكتمى

عصوه حين خالفوا ابن عمه

 

تبا لمن خالف طه وعصى

وانتهزوها فرصة لاحت لهم

 

فبان مكتوم النفاق وفشا

عرتهم إن طلبوا بوترهم

 

فقد دهاهم من علي ما دها

أليس قد قادهم بسيفه

 

قسرا إلى الدين الحنيف والهدى

أنقذهم من هوة الجهل الذي

 

اوردهم من هلكهم على شفا

قد اخروا أفضلهم وقدموا

 

المفضول فيهم فعلى الدنيا العفا

لله قلب المرتضى لو إن ما

 

فيه من الوجد بثهلان وهي

ما زال مقهورا يرى الأمر لمن

 

ليس يدانيه بفضل ونهى

والناس في طخياء فيها ارتطموا

 

بالجهل حتى بلغ السيل الزبى

وعاد معدوم النصير لم يجد

 

انصار صدق عنده الاشفا

يرى رداء خصه الله به

 

أصبح فيه غيره قد ارتدى

وراح منها يستقيه حيث لا

 

يقال من عثاره فلا لها

ما قعد الوهن به عن حقه

 

كلا ولا ذاك الحسام قد نبا

لولا وصايا سبقت من احمد

 

اذت سقاها ذو الفقار ما سقى

لكنه اغضى (وفي العين قذى)

 

مما يعانيه (وفي الحلق شجا)

خاف بان ترتد جاهلية

 

ثم يعود الأمر مثلما بدا

وعاش مطوي الضلوع بينهم

 

شجوا على أمض من حز المدى

حتى إذا ما استوسق الأمر له

 

وأبصر الناس الهدى بعد العمى

وأصبحت شمس الهدى بازغة

 

وانجاب ليل الغي عنها وانجلى

وانقشعت غياهب النحس وقد

 

بدت نجوم السعد والجو صحا

سارت لنكث عهده طائفة

 

نوي له الغدر وتظهر الوفا

من بعد توكيد العهود نقضت

 

بيعته فما عدا مما بدا

إلى ان ارتشت بحد سيفه

 

صرعى أمام جمل فيها رغا

يوم أتت بالمؤمنين أمهم

 

فغادرتهم دونها رهن البلا

ما بين مقتول ومهزوم وما

 

بين أسير كف عنه وعفا

وأم ينجو (القاسطين) جلقا

 

حين طغى فيها ابن هند وعتا

متخذا دم ابن عفان له

 

ذريعة قد نال فيهاما ابتغى

تلك ذحول لم تزل بدرية

 

قد أذن الشرك لها أن تقتضي

شق عصا الأمة في خلافه

 

ويل لمن خالف اوشق العصا

تعسا لها من فئة باغية

 

قد شايعت على الضلال من بغى

شبوا بصفين لظى الحرب التي

 

اصلتهم النار فبئس المصطلى

لم انس عمرا وابن أرطأة بها

 

والكل في سوأتها قد احتمى

فصده فرط الحياء عنهما

 

وأشرف الأخلاق في المرء الحيا

لم ينجهم غير المصحاف التي

 

قد رفعوها خدعة على القنا

دعوة حق قد أرادوا باطلا

 

بها وهم من دعوة برا

قد نقموا التحكيم وأبوا

 

إلا الشقاق والخلاف والقلى

وانكروا محو اسمه وقبله

 

اسم الرسول صنوةه قد انمحى

حتى استباحوا (لابن خباب) دماً

 

فسار في طلابه وما ونى

ومذنبت أسماعهم عن وعظه

 

أسمعهم عظات مصقول الشبا

ما لاح تحت النقع إلا خلته

 

شمساً بدت في جنح ليل قد دجا

إذا امتطى رقابها ترجلت

 

للارض هامات فوارس العدى

ويح(الحرورية) إذ تنكبت

 

نهج الرشاد واقتفت داعي الهوى

كان قصارى بغيها إن غودرت

 

صرعى حيال (النهروان) بالعرا

أفنى عديد القوم إلا تسعة

 

فروا فنالوا بعد ذا منه المنى

قد ادركوا الاوتار منه إذ سعى

 

لقتله (ابن ملجم) تحت الدجى

غادره الشقي في محرابه

 

بالمرهف الماضي خضيبا بالدما

بكت بمن فيها السما لفقده

 

فجاوبتها الارضون بالبكا

وراح ينعاه (الأمين) قائلا

 

(تهدمت والله أركان الهدى)

وانفصمت للدين أي عروة

 

انطمست في الأرض أعلام التقى

لله خطب ما اجل وقعه

 

حطم أركان الحطيم والصفا

فلتنع أيتام الورى ثمالها

 

ففي السما ناعي الوصي قد نعى

اليوم في سيف (المرادي) غدا

 

مفلالا سيف الإله المنتضى

اليوم لا حام يقوم ذائدا

 

عن الحمى فليرع فيه من رعى
 

اليوم وادي الجود امسى قاحلا

 

والروض قد صوح منه والكلا
اليوم انواء السمتا

اليوم أنواء السماء أقلعت

 

اليوم نور الله في الأرض خبا

اليوم ربع الشرك أمسى اهلاً

 

ومربع التوحيد أقوى وعفا

فأين تلقى اليعلمات رحلها

 

إن أقبلت مغذة تشكو الوجا

اليوم سر الدين والدنيا على

 

سريره فوق الرقاب قد سرى

لله ذاك النعش ما مروا به

 

مشيعاً في حائط إلا انحنى

كم مهجة طاحت شظايا خلفه

 

من لوعة الوجد وكم قلب هفا

وعد في الشام (ابن هند) يومه

 

أكبر أعياد السرور والهنا

ثم استباح سبه محاولاً

 

إطفاء نور الله والله أبى

وقام في عبء الهدى من بعده

 

وصيه رابع أصحاب العيا

كريم أهل البيت من قد شطر

 

الله ثلاثا في جميع ما حوى

يا بابي المغصوب لم يكن مسالماً

 

لو لم تخنه صحبه عند اللقا

سرعان ما خانوا به وانتبهوا

 

الثقل الذي كان لديه في الخبا

بادروا لبيعة قد اسخطوا

 

فيها الإله والنبي المصطفى

سالم بالامر (ابن حرب) خاضعاً

 

سياسة منه وحقناً للدما

ضمن شروط لم يف الرجس بها

 

وهل رأت عيناك رجساً قد وفى

لم يزل مضطهداً حتى احتسى

 

من شربة السم النقيع ما احتسى

وما اكتفت أعداؤه بسمه

 

ولا غليل الغي والكفر اشتفى

حتى رموا نعش (أبي محمد)

 

بأسهم ما اخطأت قلب الهدى

أصمت حشا وقلب أحمد

 

فليت قد شلت يمين ومن رمى

واعجباً والدهر كم أبدى لنا

 

عجائباً حارت بها ذوو الحجى

تحظى بقرب احمد أعداؤه

 

وأهله الأدنون تقصيها العدى

ويح العراق كم له من غدرة

 

بالمرتضى وبالزكي المجتبى

كم أبصرت نور الهدى أبناؤه

 

واستبدلت بالغي عنه والعمى

قد قدمت شر الورى واخسرت

 

خيرهم جداً وأماً وأباً

خانت بأهل البيت عهداً ووفت

 

عهود أولاد لسفاح والخنا

تقاعدت عمن دعاها للهدى

 

عاقدت على الضلال من دعا

واضيعة الدين ه قد حكمت

 

آل أبي سفيان كيف ما تشا

وإبن النبي لم يجد مأوى له

 

به الأعادي ضيقت رحب الفضا

أمن المخوف كيف امسى خائفا

 

مشرداً لم يدر أين الملتجى

تباً لقوم قد ابيح نبيهم

 

ثقل النبي في (عراص نينوى)

وما راعوا يوم الطفوف ذمة

 

قد عاهدوا السبط عليها بالوفا

كأنهم لم يكتبوا إليه قد

 

أعشبت الأرض وازهرن الربى

أقدم لعل الله ان يجمعنا

 

فيك على الحق المبين والهدى

حتى إذا وافى اليهم زحفت

 

أجنادهم لحربه مثل الدبى

ساموه أن ينقاد طوعاً ضارعاً

 

لابن زياد ويزيد فأبى

نفسي فداء معشر قد جعلوا

 

نفوسهم بالطف للسبط وقا

قلوا ولكن كل فذ منهم

 

(يعني عن الألف إذا خطب عرا)

حاموا عن الدين الحنيف جهدهم

 

حتى ثووا صرعى على وجه الثرى

قضوا عطاشى الفرات حولهم

 

فليته للواردين لا صفا

وعاد فرد الدهر من بعدهم

 

فرداً سوى العضب نصيراً لا يرى

سطى وحيداً في العدى لكنه

 

ذكرهم بأس أبيه مذ سطا

تاله لولا حلمه لا ورد

 

القوم بماضي عضبه كأس الفنا

حتىاذا اشتاق للقيا ربه

 

هوى صريعا فقل العرش هوى

لولا ابنه السجاد في الأرض اذاً

 

لاوشكت تهوي على الأرض السما

أفدي جديلا نهبت أوصاله

 

سمر العوالي والسهام والضبى


أفدي عفيراً في الصعيد رضضت

 

منه العوادي أي صدر وقرى

صدر به علم الإله مودع

 

عليه (شمر بن الضبابي) جثا

أفدي صريعاً صنع الشمر به

 

ما يصدع الأكباد بل يشجي الصفا

أفدي سليبا بالعرى أكفانه

 

نسل الصبا وغسله قاني الدما

أفدي قتيلا سبيت من بعده

 

نسوته بين العدى سبي الإما

لهفي لربات الخدور أصبحت
 

 

تهدي إلى الشام على عجف المطا

إن دمعت في السبي منها أعين

 

تقرعها الأعداء قسراً بالقنا

لم تر من حام لها غير فتى

 

رهن القيود والكبول والضنا

فهل درى (ابن العسكري) بالذي

 

جرى على حريمه أم ما درى

يا حجة الله أغث شيعتك

 

التي عراهامن عداها ما عرا

إلى م تبقى والبلا عم الورى

 

محتجبا عن العيون لا ترى

طال عليها البعد منك فاغتدت

 

تعلل النفس بعل وعسى

أنت رجاها في الملمات هل

 

لدفعها الاك غوث يرتجى

يا راكبا تحت الدجى زيافة

 

ما عرفت غير النسوع والبرى

تفلي نواصي البيد في اخفاقها

 

كاريح عن هب أو البرق سرى

إن شمت فوق (الذكوات) قبة

 

طاولت الشمس سناء وسنى

نور الجلال قد تجلى فوقها

 

 

وتحتها السرالالهي انطوى

شأت فخارا قبة السما فما

 

انصف بالتفضيل من قال ذا

عرج على وادي الغري وأرح

 

وإخلع به النعل فما وادي طوى

إن جئت ذياك الحمى نلت المنى

 

نلت المنى إن جئت ذياك الحمى

وعرج على ضريح قدس قد سما

 

على الضراح شرفا بمن حوى

والثم بجفينك ثراه وانتشق

 

منه شذى عبق أرواح الصبا

وحي عني المرتضى مبلغاً
 

 

أوفى التحيات وأوفر الثنا

وقل له يا أيها الكهف الذي

 

قد عز ن أوى إليه والتجى

أنت أبو الأئمة التي زهت

 

أنوارها فوق السموات العلى

ما ان دعا الله امرؤ بجاهكم

 

إلا استجاب الله ذلك الدعا

فيكم وفي أسمائكم قد غفر

 

الله ذنوب آدم حين عصى

و (فلك نوح) ما جرى لو لم تكن

 

أسماؤكم بصدره وما استوى

وفيكم دعا الخليل ربه

 

فما رأى من نار نمرود أذى

وأنتم السر الذي ناجى به

 

موسى الكليم فحظى بما حظى

وفيكم قد رفع الله له

 

عيسى ومن فتك اليهود قد نجا

اليت لا اقتنيت غير حبكم

 

وحبكم أنفس شيء يقتنى

إني وأعراقي عليه وشجت

 

وقد رضعت دره قبل اللبا

ولا اجتديت من سواكم نائلا

 

لي في غناكم عن بني الدنيا غنى

ولا اجلت الفكر في قافية

 

ما لم تكن في المدح فيكم والرثا

وإن جرت على لساني مدحة

 

لغيركم فالقلب إياكم عنى

فيكم وفي شائنك ها آنذا

 

لم آل جهدا بين مدح وهجا

ولم أزل اسعى بنشر فضلكم

 

إذ (ليس للانسان إلا ما سعى)

منحتموني مرة لو إنني

 

لاويت كف الدهر فيها لالتوى

فلا ابالي مذ تحرزت بها

 

بالدهر ان احسن صنعا أو أسا

ولست أخشى بعدها قارعة

 

وإن تكن تهوى على الأرض السما

فيا (أبا السبطين) وهي كنية

 

بها سواك في الأنام ما اكتنى

ويا ابن عم المصطفى وليس لي

 

من منجد غير ابن عم المصطفى

أين يفد كل حاسد لنعله

 

فرب نعل بالوف تفتدى

مالي سواك عدة ألقى بها

 

دهري إذا أخنى علي واعتدى

اشكوا إليك من خطايا جمة

 

لله منها وإليك المشتكى

أساة في دنياي فاشفع لي غداً

 

وهل سواك شافع لمن أسى

جلت مزاياك التي قد طبقت

 

أرجاء هذا الكون نشراً وسنا

إن لم أحط خبراً بها فعاذر

 

فطرف فكري عن مداها قد كبا

مولاي قد حيت علاك غادة

 

ترفل من مولاك في برد الحيا

جامحة تأبى على من راضها

 

فقادها الحب إليك والولا

ما خطبت كفوا سواك فليكن

 

مهرا لها منك القبول والرضى

لو مثلت (لابن دريد) لم يكن

 

يرضى لها غير اميرية الفدا

تالله ما كال ابن ميكال له

 

بعض الذي وهبت لي من العطا

أنا الذيمن سيب آلائك قد

 

نشأت في ظل نعيم قد صفا

مقصورة قد قصرت عن عد ما
 

 

أحرزته من مكرمات وعلى

يحار ذو اللب بكنه وصفها
 

 

ما أن أجال افكر فيها وارتاى

رجوت فيها حط اوزاري غداً

 

واخيبتي مولاي إن أكدى الرجا

أعددتها عنوان ديواني إذا

 

ما نشرت غداً دواوين الملا

ذخيرتي في (يوم لم ينفع به

 

المال ولا البنون إلا من أتى)

يضوع مهما انشدت في محفل

 

من عرف ذكراك بداري الشذا

راقت معانيها ورق لفظها

 

كأنه الدر الثمين المنتقى

فيك انتهت كما ابتدت فأرخوا

 

بالمدح راقت مبدء ومنتهى (

 

[1]) 

 

 



([1] ) الذخائر /103 - 138.