الشريف الرضي
(359 هـ - 406 هـ)
الشريف ابو الحسن محمد بن الطاهر ذي المنقبتين المتّصل نسبه الى الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، شاعر شهير معدود في الفحول وعلاّمة فاضل، ولد ببغداد سنة 359 هـ/ 970 م، نظم الشعر منذ طفولته ثم أجاد وحلّق ونبغ في فتوّته وكان هو واخوه الشريف المرتضى قصبي رهان في الفضائل كافّة الاّ أنّ الرضي أشعر والمرتضى أفقه، حيث تلقّيا العلوم على يدي أشهر علماء عصرهما فنبغا فيها واشتهرا، مع صفات حميدة وشرف وجلال وارتقاء في المحامد والمكارم، وليَ الشريف الرضي نقابة الطالبيين وإمارة الحج نيابةً عن أبيه وكان عالي الهمّة كبير النفس أما مكانته العلمية فهو أوحد علماء عصره لولا الشريف المرتضى ومؤلّفاته دالّة على ذلك وهي كثيرة شهيرة، اما شعره فكثير مجيد معدود من الطبقة الاولى في الجزالة والرصانة والفخامة والمعنى، بل قيل هو أشعر قريش قاطبة، بل اشعر العرب عند بعض الكتّاب، توفي (قدس سره) في سبع وأربعين من عمره سنة 406 هـ/ 1015 م.
قال وقد بلغه عن بعض قريش افتخار على ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
يفاخرنا قومٌ بمن لم يَلدهمُ * * * بتيم اذا عدَّ السوابق أو عدي
وينسون مَن لو قدموه لقدَّموا * * * عذار جواد في الجياد مقلّد
فتى هاشم بعد النبي وباعها * * * لمرمى عُلى أو نيل مجد وسؤدد
ولولا عليٌّ ما علوا سرواتها * * * ولا جعجعوا منها بمرعى ومورد
أخذنا عليهم بالنبي وفاطم * * * طلاع المساعي من مقام ومقعد
وطلنا بسبطي احمد ووصيه * * * رقاب الورى من متهمين ومنجد
وحُزنا عتيقاً وهو غاية فخركم * * * بمولد بنت القاسم بن محمد
فجدُّ نبيٍّ ثم جدُّ خليفة * * * فما بعد جدّينا عليٍّ واحمد
وما افتخرت بعد النبي بغيره * * * يد صفقت يوم البياع على يد