العتبة العلوية المقدسة - كلامه صلى الله عليه واله في التحذير من الدنيا -
» » سيرة الإمام » المناسبات » من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله » كلامه صلى الله عليه واله في التحذير من الدنيا

 كلامه صلى الله عليه واله  في التحذير من الدنيا

 

*- عن عبدالله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :  إنما هو خير يرجى أوشريتقى أو باطل عرف فاجتنب ، أوحق يتعين فطلب ، وآخرة  أظل إقبالها فسعى لها ، ودنيا عرف نفادها فأعرض عنها ، وكيف يعمل للاخرة من  لا ينقطع من الدنيا رغبته ، ولا تنقضي فيها شهوته ، إن العجب كل العجب لمن  صدق بدار البقاء وهو يسعى لدار الفناء ، وعرف أن رضى الله في طاعته ، وهو يسعى  في مخالفته . 

*- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تسبوا الدنيا  فنعمت مطية المؤمن ، فعليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر ، إنه إذا قال العبد :  لعن الله الدنيا قالت الدنيا : لعن الله أعصانا لربه .

*- قال رسول  الله صلى الله عليه وآله : كن في الدنيا كانك غريب وعابر سبيل ، واعدد نفسك في الموتى ، وإذا  أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ، وخذ  من صحتك لسقمك ، ومن شبابك لهرمك ، ومن حياتك لو فاتك . فانك لا تدري ما  اسمك غدا . 

*- قال رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض خطبه  أومواعظه : أيها الناس لا يشغلنكم ديناكم عن آخرتكم ، فلا تؤثروا هوا كم على  طاعة ربكم ، ولا تجعلوا إيمانكم ذريعة إلى معاصيكم ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن  تحاسبوا ومهدوا لها قبل أن تعذبوا وتزو دوا للرحيل قبل أن تزعجوا فانها موقف عدل  واقتضاء حق ، وسؤال عن واجب ، وقد أبلغ في الاعذار من تقدم بالا نذار . 

*- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته : لا  تكونوا ممن خدعته العاجلة ، وغرته الامنية فاستهوته الخدعة فركن إلى دار السوء  سريعة الزوال وشيكة الانتقال إنه لم يبق من دنيا كم هذه في جنب ما مضى إلا  كإ ناخة راكب أوصر حالب فعلى ما تعرجون وماذا تنظرون ؟ فكأنكم والله وما  أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن ، وما يصيرون إليه من الاخرة لم يزل ، فخذوا  اهبة لا زوال لنقله وأعد واالزاد لقرب الرحلة ، واعلموا أن كل امرء على  ما قدم قادم ، وعلى ما خلف نادم .

*- عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :  أيها الناس هذه دار ترح لادار فرح ودار التواء لا دار استواء ، فمن عرفها  لم يفرح لرجاء ولم يحزن لشقاء ، ألا وإن الله خلق الدنيا دار بلوى والاخرة دار  عقبى ، فجعل بلوى الدنيا لثواب الاخرة سببا ، وثواب الاخرة من بلوى الدنيا  عوضا ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي ، وإنها لسريعة الذهاب ووشيكة الانقلاب  فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها واهجروا لذيد عاجلها لكربة آجلها  ولا تسعوا في عمارة قد قضى الله خرابها ولا تواصلوها وقد أراد الله منكم اجتنابها  فتكونوا لسخطه متعرضين ، ولعقوبته مستحقين . 

*- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا إن الدنيا  قد ارتحلت مدبرة والاخرة قد احتملت مقبلة ، ألا وإنكم في يوم عمل لا حساب فيه  ويوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب  ويبغض ، ولا يعطي الاخرة إلا لمن يحب وإن للدنيا أبناء وللآخرة أبناء . فكونوا  من أبناء الاخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، إن شر ما أتخوف عليكم اتباع  الهوى وطول الامل ، فاتباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحق ، وطول الامل يصرف  هممكم إلى الدنيا ، وما بعدهما لاحد من خير يرجاه في دنيا ولا آخرة . 

*- عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :  يا معشر المسلمين شمروا فإن الامر جد ، وتأهبوا فإن الرحيل قريب ، وتزودوا  فان السفر بعيد ، وخففوا أثقالكم فان وراءكم عقبة كؤودا ولا يقطعها إلا المخففون .  أيها الناس إن بين يدي الساعة امورا شدادا ، وأهوالا عظاما ، وزمانا صعبا يتملك فيه  الظلمة ، ويتصدر فيه الفسقة ، ويضام فيه الامرون بالمعروف ويضطهد فيه الناهون  عن المنكر ، فاعدوا لذلك الايمان ، وعضوا عليه بالنواجذ والجأوا إلى العمل  الصالح ، واكرهوا عليه النفوس تفضوا إلى النعيم الدائم . 

*- عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول  لرجل يعظه : ارغب فيما عند الله يحبك الله ، وازهد ما في أيدي الناس يحبك الناس  إن الزاهد في الدنيا يريح ، ويريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة ، والراغب فيها  يتعب قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة ، ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم حسنات كأمثال  الجبال فيأمر بهم إلى النار ، فقيل : يا بني الله أمصلون كانوا ؟ قال : نعم ، كانوا يصلون  ويصومون ويأخذون وهنا من الليل ، لكنهم إذا لاح لهم شئ من أمر الدنيا وثبوا  عليه . 

*- قال صلى الله عليه واله: من تعلّم العلم ليماري به السّفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه النّاس إليه ليعظّموه، فليتبوّأ مقعده من النّار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها، ومن وضع نفسه في غير الموضع الّذي وضعه الله فيه، مقته الله، ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم، وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه، حتى يرجع عمّا قال: ويتوب إلى الله ممّا ادّعى.