العتبة العلوية المقدسة - لو صدق توكلت ما كنت ضالاً -
» سيرة الإمام » » المناسبات » سيرة الامام علي بن الحسين السجاد » قصص من حياة الامام السجاد عليه السلام » لو صدق توكلت ما كنت ضالاً

 لو صدق توكلت ما كنت ضالاً

مناقب ابن شهر آشوب عن ضماد بن حبيب الكوفي العطار قال: انقطعت عن القافلة عند زبالة فلما ان أجن الليل اويت إلى شجرة عالية, فلما اختلط الظلام اذا انا بشاب قد اقبل عليه اطمار بيض يفوح منه رايحة المسك, فاخفيت نفسي ما استطعت فتهييء للصلوة, ثم وثب قائماً وهو يقول: يامن جاز كل شيئ ملكوتاً وقهر كل شيء جبروتاً الج قلبي فرح الاقبال عليك والحفنى بميدان المطيعين لك, ثم دخل في الصلوة فلما رأيته وقد هدأت المظائه وسكنت حركاته قمت إلى الموضع الذي تهيأ فيه للصلوة, فاذا انا بعين تنبع فتهيأت للصلوة ثم قمت خلفه فاذا بمحراب كأنه مثلّ في ذلك الوقت, فرأيته كلما مرّ بالاية التي فيها الوعد والوعيد يرددها بانتحاب وحنين؛ فلما ان تقشّع الظلام وثب قائماً وهو يقول: يا من قصده الضالون فاصابوه مرشداً وامه الخالفون فوجدوه معقلاً ولجاء اليه العابدون فوجدوه موثلا متى راحة من نصب لغيرك بدنه ومتى فرح من قصد سواك بنية؛ الهي قد تقشع الظلام ولم افض من حياض مناجاتك صدراً, صل على محمد وآله وأفعل بي أولى الامرين بك يا ارحم الراحمين.

فخفت ان يفوتني شخصه وان يخفى علىّ امره فتعلقت به فقلت: بالذي اسقط عنك ملال التعب ومنحك شدة لذيذ الرهب الا ما خلعتني منك جناح رحمة وكتف رقة فاني ضال.

فقال لو صدق توكلت ما كنت ضالاً ولكن اتعبني واقف اثرى فلما ان صار تحت الشجرة, اخذ بيدي وتخيّل لي الارض تميد من تحت قدمي, فلما انفجر عمود الصبح قال لي: ابشر فهذه مكة فسمعت الضجة ورأيت الحجة فقلت له: بالذي ترجوه يوم الازقة يوم الفاتحة من انت؟

فقال: اذا اقسمت, فانا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب([1]).



([1]) المناقب /4 142.