خطبة له عليه السّلام فى التوحيد ولوازمه
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَوَّلِ مَحْمُودٍ ، وَ اخِرِ مَعْبُودٍ ، وَ اَقْرَبِ مَوْجُودٍ ، اَلْكآئِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِلا كِيانٍ ، وَ الْمَوْجُودِ فى كُلِّ مَكانٍ بِغَيْرِ عَيانٍ ، وَ الْقَريبِ مِنْ كُلِّ نَجْوى بِغَيْرِ تَدانٍ ، عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُيُوبُ ، وَ ضَلَّتْ فى عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ ، فَلاَ الْاَبْصارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ ، وَ لاَ الْقُلُوبُ عَلىَ احْتِجابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ ، تَمَثَّلَ فىِ الْقُلُوبِ بِغَيْرِ مِثالٍ تَحُدُّهُ الْأَوْهامُ ، اَوْ تُدْرِكُهُ الْأَحْلامُ ، لا يَضُرُّهُ بِالْمَعْصِيَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ ، وَ لا يَنْفَعُهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقيمُونَ عَلى مَعْصِيَتِهِ ، وَ لَمْ يُجازِ اَصْغَرَ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فى طاعَتِهِ ، الدَّآئِمُ الَّذِى لا يَزُولُ ، وَ الْعَدْلُ الَّذى لا يَجُورُ ، خالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنيهِ ، وَ مُعيدُهُ وَ مُبْديهِ ، وَ مُعافيه وَ مُبْتَليهِ ، عالِمٌ مَا اَكَنَّتْهُ السَّرآئِرُ وَ اَخْفَتْهُ الضَّمآئِرُ ، الدَّآئِمُ فى سُلْطانِهِ بِغَيْرِ اَمَدٍ ، وَ الْباقى فى مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضآءِ الْاَبَدِ .
اَحْمَدُهُ حَمْداً اَسْتَزيدُهُ فى نِعْمَتِهِ ، وَ اَسْتَجيرُ مِنْ نِقْمَتِهِ ، وَ اَتَقَرَّبُ اِلَيْهِ بِالتَّصْديقِ لِنَبِيِّهِ ، الْمُصْطَفى لِوَحْيِهِ ، الْمُتَخَيَّرِ لِرِسالَتِهِ ، الْمُخْتَصِّ بِشَفاعَتِهِ الْقآئِمِ بِحَقِّهِ : مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ ، وَ عَلى اَصْحابِهِ وَ عَلىَ النَّبِيّينَ وَ الْمُرْسَلينَ ، وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً .