العتبة العلوية المقدسة - خطبة له عليه السّلام فى التوحيد ولوازمه -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » خطبة له عليه السّلام فى التوحيد ولوازمه

 خطبة له عليه السّلام فى التوحيد ولوازمه

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَوَّلِ مَحْمُودٍ ، وَ اخِرِ مَعْبُودٍ ، وَ اَقْرَبِ مَوْجُودٍ ، اَلْكآئِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِلا كِيانٍ ، وَ الْمَوْجُودِ فى‏ كُلِّ مَكانٍ بِغَيْرِ عَيانٍ ، وَ الْقَريبِ مِنْ كُلِّ نَجْوى‏ بِغَيْرِ تَدانٍ ، عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُيُوبُ ، وَ ضَلَّتْ فى‏ عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ ، فَلاَ الْاَبْصارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ ، وَ لاَ الْقُلُوبُ عَلىَ احْتِجابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ ، تَمَثَّلَ فىِ الْقُلُوبِ بِغَيْرِ مِثالٍ تَحُدُّهُ الْأَوْهامُ ، اَوْ تُدْرِكُهُ الْأَحْلامُ ، لا يَضُرُّهُ بِالْمَعْصِيَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ ، وَ لا يَنْفَعُهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقيمُونَ عَلى‏ مَعْصِيَتِهِ ، وَ لَمْ يُجازِ اَصْغَرَ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فى‏ طاعَتِهِ ، الدَّآئِمُ الَّذِى‏ لا يَزُولُ ، وَ الْعَدْلُ الَّذى‏ لا يَجُورُ ، خالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنيهِ ، وَ مُعيدُهُ وَ مُبْديهِ ، وَ مُعافيه وَ مُبْتَليهِ ، عالِمٌ مَا اَكَنَّتْهُ السَّرآئِرُ وَ اَخْفَتْهُ الضَّمآئِرُ ، الدَّآئِمُ فى‏ سُلْطانِهِ بِغَيْرِ اَمَدٍ ، وَ الْباقى‏ فى‏ مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضآءِ الْاَبَدِ .

اَحْمَدُهُ حَمْداً اَسْتَزيدُهُ فى‏ نِعْمَتِهِ ، وَ اَسْتَجيرُ مِنْ نِقْمَتِهِ ، وَ اَتَقَرَّبُ اِلَيْهِ بِالتَّصْديقِ لِنَبِيِّهِ ، الْمُصْطَفى‏ لِوَحْيِهِ ، الْمُتَخَيَّرِ لِرِسالَتِهِ ، الْمُخْتَصِّ بِشَفاعَتِهِ الْقآئِمِ بِحَقِّهِ : مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ ، وَ عَلى‏ اَصْحابِهِ وَ عَلىَ النَّبِيّينَ وَ الْمُرْسَلينَ ، وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً .