كلام له عليه السّلام لزبير فى الحرب و هو مدّجج ، و الإمام حاسر ، و اخباره بشهادته
يا اَبا عَبْدِ اللَّهِ ، قَدْ لَعَمْرى اَعْدَدْتَ سِلاحاً وَ حَبَّذا ، فَهَلْ اَعْدَدْتَ عِنْدَ اللَّهِ عُذْراً ؟
فقال الزّبير : اِنَّ مَرَدَّنآ اِلَى اللَّهِ ، فقال عليه السّلم : يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللَّهُ دينَهُمُ الْحَقَّ ، وَ يَعْلَموُنَ اَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبينُ .
ثمّ قال له : يا زُبَيْرُ اِنَّما دَعَوْتُكَ لِأَذْكُرَكَ حَديثاً قالَهُ لى وَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، اَتَذْكُرُ يَوْمَ رَءاكَ وَ اَنْتَ مُعْتَنِقى فَقالَ لَكَ اَ تُحِبُّهُ ؟
قُلْتَ : وَ ما لى لا اُحِبُّهُ وَ هُوَ اَخى وَ ابْنُ خالى ؟ فَقالَ لَكَ اَما اِنَّكَ سَتُحارِبُهُ وَ اَنْتَ ظالِمٌ لَهُ . فَاسْتَرْجَعَ الزُّبَيْرُ وَ قالَ : اَذْكَرْتَنى ما اَنْسانيه الدَّهْرُ .
فَرَجَعَ اِلى اَصْحابِهِ نادِماً واجِماً ، وَ رَجَعَ اَميرُ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ اِلى اَصْحابِهِ جَذِلاً مَسْرُوراً ، فَقالَ لَهُ اَصْحابُهُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ تَبْرِزُ اِلَى الزُّبَيْرِ حاسِراً وَ هُوَ شاكٍ فىِ السِّلاحِ ، وَ اَنْتَ تَعْرِفُ شَجاعَتَهُ ؟ فقالَ عَلَيْهِ السَّلامُ :
اِنَّهُ لَيْسَ بِقاتِلى ، اِنَّما يَقْتُلُنى رَجُلٌ خامِلُ الذِّكْرِ ، ضَئيلُ النَّسَبِ ،
غِيْلَةً فى غَيْرِ مَأْقِطِ حَرْبٍ ، وَ لا مَعْرَكَةِ رِجالٍ ، وَيْلُمِّهِ اَشْقَى الْبَشَرِ ، لَيَوَدَّنَّ اُمَّهُ اَنْ هَبِلَتْ بِهِ ، اَمآ اِنَّهُ وَ اَحْمَرَ ثَموُدَ لَمَقْرُونانِ فى قَرَنٍ