اول خطبة له عليه السّلام فى الكوفة
و هى اوّل خطبة خطبها فى الكوفة فى يوم الجمعة اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى اَحْمَدُهُ وَ اَسْتَعينُهُ وَ اَسْتَهْديهِ ، وَ اَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِىَ لَهُ ، وَ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، اِنْتَجَبَهُ لِأَمْرِهِ وَ اخْتَصَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، اَكْرَمُ خَلْقِهِ عَلَيْهِ ، وَ اَحَبُّهُمْ اِلَيْهِ ، فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ ، وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ ، وَ اَدَّىَ الَّذى عَلَيْهِ .
وَ اُوصيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَاِنَّ تَقْوىَ اللَّهِ خَيْرُ ما تَواصى بِهِ عِبادُ اللَّهِ وَ اَقْرَبُهُ اِلى رِضْوانِ اللَّهِ ، وَ خَيْرُهُ فى عَواقِبِ الْأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ بِتَقْوىَ اللَّهِ اُمِرْتُمْ ، وَ لِلْاِحْسانِ وَ الطَّاعَةِ خُلِقْتُمْ ، فَاحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ ما حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، فَاِنَّهُ حَذَّرَ بَاْساً شَديداً ، وَ اخْشَوْا اللَّهَ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذيرٍ ، وَ اعْمَلُوا فى غَيْرِ رِيآءٍ وَ لا سُمْعَةٍ ، فَاِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ اِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ ، وَ مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ مُخْلِصاً تَوَلَّى اللَّهُ اَجْرَهُ ، وَ اَشْفِقُوا مِنْ عَذابِ اللَّهِ فَاِنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً مِنْ اَمْرِكُمْ سُدىً ، قَدْ سَمّى اثارَكُمْ ، وَ عَلِمَ اَعْمالَكُمْ ، وَ كَتَبَ اجالَكُمْ ، فَلا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيا ، فَاِنَّها غَرَّارَةٌ لِاَهْلِها ، وَ مَغْرُورٌ مَنِ اغْتَرَّ بِها ، وَ اِلى فَنآءِ ما هِىَ ، وَ اِنَّ الْأخِرَةَ هِىَ دارُ الْحَيَوانِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ .
اَسْأَلُ اللَّهَ مَنازِلَ الشُّهَدآءِ ، وَ مُرافَقَةَ الْأَنْبِيآءِ ، وَ مَعيشَةَ السُّعَدآءِ ، فَاِنَّما نَحْنُ بِهِ وَ لَهُ .