العتبة العلوية المقدسة - اخبار الكهان وما كتب على الواح الموجودات بشان الامام المهدي عليه ال -
» سيرة الإمام » » المناسبات » حياة الامام المهدي والغيبتين والظهور » حياة الامام المهدي عليه السلام » اخبار الكهان وما كتب على الواح الموجودات بشان الامام المهدي عليه ال

اخبار الكهان وما كتب على الواح الموجودات

بشان الامام المهدي عليه السلام

*-  عن كعب بن الحارث قال : إن ذاجدن الملك أرسل إلى السطيح لامر شك فيه فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه فخبأ له دينارا تحت قدمه ثم أذن له فدخل فقال له الملك : ماخبأت لك ياسطيح ؟ فقال سطيح : حلفت بالبيت والحرم ، والحجر الاصم ، والليل إذا أظلم ، والصبح إذا تبسم ، وبكل فصيح وأبكم ، لقد خبأت لي دينارا بين النعل والقدم ، فقال الملك : من أين علمك هذا ياسطيح ! فقال : من قبل أخ لي حتى ينزل معي أني نزلت .فقال الملك : أخبرني عما يكون في الدهور ، فقال سطيح : إذا غارت الاخيار وقادت الاشرار ، وكذب بالاقدار ، وحمل المال بالاوقار ، وخشعت الابصار لحامل الاوزار ، وقطعت الارحام ، وظهرت الطغام ، المستحلي الحرام ، في حرمة الاسلام ، واختلفت الكلمة ، وخفرت الذمة ، وقلت الحرمة ، وذلك عند طلوع الكوكب الذي يفزع العرب ، وله شبيه الذنب ، فهناك تنقطع الامطار ، وتجف الانهار ، وتختلف الاعصار ، وتغلو الاسعار ، في جميع الاقطار .ثم تقبل البربر بالرايات الصفر ، على البراذين السبر ، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر ، فيبدل الرايات السود بالحمر ، فيبيح المحرمات ، و يترك النساء بالثدايا معلقات ، وهو صاحب نهب الكوفة ، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة ، بها الخيل محفوفة ، قتل زوجها ، وكثر عجزها ، واستحل فرجها فعندها يظهر ابن النبي المهدي ، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب ، وابن عمه في الحرم ، وظهر الخفي فوافق الوشمي فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم ، بقتل القروم ، فعندها ينكسف كسوف ، إذا جاء الزحوف ، وصف الصفوف .ثم يخرج ملك من صنعاء اليمن ، أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، فهناك يظهر مباركا زكيا ، وهاديا مهديا ، وسيدا علويا فيفرج الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ، ويفرق الاموال في الناس بالسواء ، ويغمه السيف فلا يسفك الدماء ، ويعيش الناس في البشر والهناء ، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذاء ويرد الحق على أهل القرى ، ويكثر في الناس الضيافة والقرى ، ويرفع بعدله الغواية والعمى ، كأنه كان غبار فانجلى ، فيملا الارض عدلا وقسطا والايام حباء ، وهو علم للساعة بلا امتراء .

*- عن الشعبي قال : إن عبد الملك بن مروان دعاني فقال : يا أبا عمرو إن موسى بن نصر العبدي كتب إلي وكان عامله على المغرب يقول : بلغني أن مدينة من صفر كان ابتناها نبي الله سليمان بن داود ، أمر الجن أن يبنوها له فاجتمعت العفاريت من الجن على بنائها وأنها من عين القطر التي ألانها الله لسليمان بن داود ، وأنها في مفازة الاندلس ، وأن فيها من الكنوز التي استودعها سليمان وقد أردت أن أتعاطى الارتحال إليها فأعلمني الغلام بهذا الطريق أنه صعب لايتمطى إلا بالاستعداد من الظهور والازواد الكثيرة مع بقاء بعد المسافة وصعوبتها ، وأن أحدا لم يهتم بها إلا قصر عن بلوغها إلا دارا بن دارا ، فلما قتله الاسكندر قال : والله لقد جئت الارض والاقاليم كلها ودان لي أهلها ، وما أرض إلا وقد وطئتها إلا هذه الارض من الاندلس ، فقد أدركها دارا بن دارا ، وإني لجدير بقصدها كي لا أقصر عن غاية بلغها دارا .فتجهز الاسكندر واستعد للخروج عاما كاملا فلما ظن أنه قد استعد لذلك ، وقد كان بعث رواده فأعلموا أن موانعا دونها .فكتب عبدالملك إلى موسى بن نصر يأمره بالاستعداد والاستخلاف على عمله فاستعد وخرج فرآها وذكر أحوالها فلما رجع كتب إلى عبدالملك بحالها ، وقال في آخر الكتاب : فلما مضت الايام وفنيت الازواد ، سرنا نحو بحيرة ذات شجر وسرت مع سور المدينة فصرت إلى مكان من السور فيه كتاب بالعربية فوقفت على قراءته وأمرت بانتساخه فاذا هو شعر :

 ليعلم المرء ذوالعز المنيع ومن * يرجو الخلود وما حي بمخلود

 لو أن خلقا ينال الخلد في مهل * لنال ذاك سليمان بن داود

 سالت له القطر عين القطر فائضة * بالقطر سنة عطاء غير مصدود

 فقال للجن ابنوا لي به أثرا * يبقى إلى الحشر لايبلى ولايودي

فصيروه صفاحا ثم هيل له * إلى السماء باحكام وتجويد

وأفرغ القطر فوق السور منصلتا * فصار أصلب من صماء صيخود

 وثب فيه كنوز الارض قاطبة * وسوف يظهر يوما غير محدود

 وصار في قعر بطن الارض مضطجعا * مصمدا بطوابيق الجلاميد

لم يبق من بعده للملك سابقة * حتى تضمن رمسا غير اخدود

 هذا ليعلم أن الملك منقطع * إلا من الله ذي النعماء والجود

 حتى إذا ولدت عدنان صاحبها * من هاشم كان منها خير مولود

 وخصه الله بالآيات منبعثا * إلى الخليقة منهاالبيض والسود

 له مقاليد أهل الارض قاطبة * والاوصياء له أهل المقاليد

 هم الخلائف اثنا عشرة حججا * من بعدهاالاوصياء السادة الصيد

حتى يقوم بأمر الله قائمهم * من السماء إذا ما باسمه نودي

فلما قرأ عبدالملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك وكان رسوله إليه بما عاين من ذلك ، وعنده محمد بن شهاب الزهري قال : ماترى في هذا الامر العجيب ؟ فقال الزهري : أرى وأظن أن جنا كانوا موكلين بما في تلك المدينة حفظة لها يخيلون إلى من كان صعدها ، قال عبدالملك : فهل علمت من أمر المنادي من السماء شيئا قال : اله عن هذا ياأمير المؤمنين ، قال عبدالملك : كيف ألهو عن ذلك وهو أكبر أوطاري لتقولن بأشد ماعندك في ذلك ، ساءني أم سرني .فقال الزهري : أخبرني علي بن الحسين عليهما السلام أن هذا المهدي من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عبدالملك : كذبتما لاتزالان تدحضان في بولكما وتكذبان في قولكما ، ذلك رجل منا .قال الزهري أما أنا فرويته لك عن علي ابن الحسين عليهما السلام فان شئت فاسأله عن ذلك ولا لوم علي فيما قلته لك فان يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ، فقال عبدالملك : لا حاجة لي إلى سؤال بني أبي تراب فخفض عليك يازهري بعض هذا القول فلا يسمعه منك أحد قال الزهري : لك علي ذلك .