كرامة لطيفة
قال ابن طا ووس : وفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، كانت نوبتي ( انا ) وشيخ يقال صباح بن حوبا ، فمضى إلى داره وبقيت وحدي وعند رجل يقال له أبو الغنائم بن كدونا ، وقد أغلقت الحضرة الشريفة صلوات الله على صاحبها ، فبينما أنا كذلك إذ وقع في مسامعي صوت أحد أبواب القبة فارتعدت لذلك ، وقمت ففتحت الباب الأول ، ودخلت إلى باب الوداع ، فلمست الاقفال فوجدتها على ما هي عليه من الاغلاق ، كذلك ومشيت على الأبواب أجمع فوجدتها بحالها ، وقد أقول : والله لو وجدت أحدا للزمته ، فلما رجعت طالعا وصلت إلى الشباك الشريف ، وإذا برجل على ظهر الضريح أحققه في ضؤ القناديل ، فحين رأيته أخذتني القعقعة والرعدة العظيمة وربا لساني في فمي ، إلى أن صعد إلى سقف حلقي ، فلزمت بكلتا يدي عمود الشباك ، وألصقت منكبي الأيمن في ركنه ، وخاب رشدي عني ، وإذا همهمة الرجل ومشيته على فرش الصحن بالقبة ، وتحريك الختمة الشريفة بالزاوية في القبة ، وبعد ساعة رد روعي وسكن ما عندي ، فنظرت فلم أر أحدا فرجعت حتى أطلع فوجدت الباب المقابل باب حضرة النساء قد فتح منه مقدار شبر ، فرجعت إلى باب الوداع ، وفتحت الاقفال والاغلاق ودخلت وأغلقته من داخله ، وهذا ما رأيته وشاهدته . (
[1])