سورة الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ
*- محمّد بن العباس، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا،عن أحمد بن محمّد بن يزيد، عن سهل بن عامر البجلّي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيإسحاق، عن جابر، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، عن محمّد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال: قال علي عليه السلام : كنت عاهدت لله ورسوله أنا وعمّي حمزةوأخي جعفر وابن عمّي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله، فتقدّمنيأصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عزّ وجلّ، فأنزل الله سبحانه فينا: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِفَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاأنا المنتظر وما بدّلت تبديلا(تأويل الآيات الظاهرة: 442; تفسير البرهان 3: 301; البحار 35: 410.)
*- سئل علي عليه السلام وهو على المنبر بالكوفةعن قوله تعالى: رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِفَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلافقال: اللّهمّ غفراً هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابنعمّي عبيدة بن الحرث بن عبد المطّلب، فأما عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزةقضى نحبه شهيداً يوم اُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه، وأشار بيدهإلى لحيته ورأسه، عهد عهده إليّ حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه وآله(الصواعق المحرقة لابن حجر: 207.)
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُالرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
*- محمّد بن العباس، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا، عن جعفربن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قالعليّ ابن أبي طالب عليه السلام :إنّ الله عزّ وجلّ فضّلنا أهل البيت، وكيف لا يكون كذلك والله عزّ وجلّ يقول فيكتابه: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَأَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراًفقد طهّرنا الله من الفواحشما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحق) تأويل الآيات الظاهرة: 450; البحار 25: 213(
*- عليّ بن الحسن بن محمّد، عن التلعكبري، عن عيسى بن موسى الهاشمي بسرّمن رأى، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أبيه عليّ عليه السلام قال:دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت اُمّ سلمة وقد نزلت عليه هذهالآيةإِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَأَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراًفقال رسول الله (صلى اللهعليه وآلهيا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطيّ والأئمة من ولدك،قلت: يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال: أنت يا علي ثمّ إبناك الحسن والحسين، وبعدالحسين علي إبنه، وبعد علي محمّد إبنه، وبعد محمّد جعفر إبنه، وبعد جعفر موسى إبنه،وبعد موسى علي إبنه، وبعد علي محمّد إبنه، وبعد محمّد علي إبنه، وبعد علي الحسنإبنه، وبعد الحسن إبنه الحجّة من ولد الحسن، هكذا وجدت أسماءهم مكتوبة على ساقالعرش، فسألت الله عزّ وجلّ عن ذلك، فقال: يا محمّد هم الأئمة بعدك مطهّرونمعصومون، وأعداؤهم ملعونون(البحار 36: 336; اثبات الهداة 2: 538.)
إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىالنَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً
*- عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل، وفيه: فأمّا ما علمه الجاهلوالعالم من فضل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتاب الله فهو قول الله سبحانه: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًولهذهالآية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: صَلُّوا عَلَيْهِوالباطن قوله: وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًأي سلّموا لمنوصّاه واستخلفه عليكم فضله (وفضله عليكم) وما عهده به إليه تسليماً، وهذا ممّاأخبرتك أنّه لا يعلم تأويله إلاّ مَن لطف حسّه وصفا ذهنه وصحّ تميّزه(تفسير نور الثقلين 4: 305; الاحتجاج 1: 596 ح137.)
*- قال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله (صلى الله عليهوآله) يقول في صحّته وسلامته: إنّما اُنزلت هذه الآية في الصلاة عليّ بعد قبض اللهليإِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَالآية) تفسير الصافي 4: 202; الكافي 1: 451(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُواكَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا
*- الحاكم النيسابوري، حدّثنا عليّ بن حَمشاذ، ثنا محمّد بن شاذانالجوهري، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم،عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي (عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْامُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُواقال: صعد موسى وهارون الجبل فماتهارون، فقالت بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته، كان أشدّ حبّاً لنا منك وألين لنا منك،فآذوه في ذلك، فأمر الله الملائكة فحملته فمرّوا به على مجالس بني إسرائيل حتّىعلموا بموته فدفنوه، ولم يعرف قبره إلاّ الرخم، وإنّ الله جعله أصمّ وأبكم) مستدرك الحاكم 2: 579; تفسير الصافي 4: 205; كنز العمال 2: 481; ح4554.(
إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَىالسَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ
*- ابن شهر آشوب، عن مقاتل، عن محمّد بن الحنفية، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الاْمَانَةَالآية، قال عليه السلام :عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب، فقلن ربّنا لا تحمّلنابالثواب والعقاب لكنّنا نحملها بلا ثواب ولا عقاب، وإنّ الله عرض أمانتي وولايتيعلى الطيور، فأوّل من آمن بها البزاة البيض والقنابر (القبابر)، وأوّل من جحدهاالبوم والعنقاء، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور، فأمّا البوم فلا تقدر أن تظهربالنهار لبغض الطير لها، وأمّا العنقاء فغابت في البحار لا تُرى، وإنّ الله عرضأمانتي على الأرضين فكلّ بقعة آمنت بولايتي جعلها طيّبة زكيّة، وجعل نباتها وثمرهاحلواً عذباً، وجعل ماءها زلالا، وكلّ بقعة جحدت أمانتي وأنكرت ولايتي جعلهاسبخاً، وجعل نباتها مرّاً علقماً، وجعل ثمرها العوسجوالحنظل، وجعل ماءها ملحاً اُجاجاً، ثمّ قال: وَحَمَلَهَاالاِْنْسَانُيعني اُمّتك يا محمّد، ولاية أمير المؤمنين وإمامته بما فيهامن الثواب والعقاب،إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماًلنفسه جهولالأمر ربّه، من لم يؤدّها بحقها فهو ظلوم غشوم(مناقب ابن شهر آشوب 2: 314 باب انقياد الحيوانات له عليه السلام ; تفسير البرهان 3: 342; البحار 23: 281.)
*- الطبرسي، عن أمير عَلَىالسَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَاوَحَمَلَهَا الاْنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولافما هذه الأمانة،ومن هذا الإنسان؟ وليس من صفة العزيز الحكيم التلبيس على عباده؟ وأمّا الأمانة التيذكرتها فهي الأمانة التي لا تجب ولا تجوز أن تكون إلاّ في الأنبياء وأوصيائهم; لأنّالله تبارك وتعالى إئتمنهم على خلقه وجعلهم حججاً في أرضه، فبالسامريّ ومن اجتمعمعه وأعانه من الكفّار على عبادة العجل عند غيبة موسى عليه السلام ما تمّ انتحالمجلس موسى من الطعام، والاحتمال لتلك الأمانة التي لا ينبغي إلاّ لطاهر من الرجسفاحتمل وزرها ووزر من سلك سبيله من الظالمين وأعوانهم، ولذلك قال النبي (صلى اللهعليه وآله) : من استنّ سنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومناستنّ سنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة(تفسير نور الثقلين 4: 313; الاحتجاج، في احتجاجه على الزنديق: 574 ح137.)