كلام له عليه السّلام يذمّ فيه اهل الكوفة
يا اَهْلَ الْكوُفَةِ ، لَقَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِالدِّرَّةِ ، الَّتى اَعِظُ بِهَا السُّفَهآءَ فَما اَراكُمْ تَنْتَهُونَ وَ لَقَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِالسِّياطِ الَّتى اُقيمُ بِهَا الْحُدُودَ فَما اَراكُمْ تَرْعَوُونَ فَلَمْ يَبْقَ اِلاَّ اَنْ اَضْرِبَكُمْ بِسَيْفى وَ اِنّى لَاَعْلَمُ ما يُقَوِّمُكُمْ ، وَ لكِنّى لا اُحِبُّ اَنْ اَلِىَ ذلِكَ مِنْكُمْ .
واعَجَباً لَكُمْ ، وَ لِاَهْلِ الشَّامِ اَميرُهُمْ يَعْصى اللَّهَ وَ هُمْ يُطيعُونَهُ ، وَ اَميرُكُمْ يُطيعُ اللَّهَ وَ اَنْتُمْ تَعْصُونَهُ .
وَ اللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشوُمَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفى هذا ، عَلى اَنْ يُبْغِضَنى ما اَبْغَضَنى ، وَ لَوْ سُقْتُ الدُّنْيا بِحَذافيرِها اِلىَ الْكافِرِ لَما اَحَبَّنى ، وَ ذلِكَ اَنَّهُ قُضِىَ ما قَضى عَلى لِسانِ النَّبِىِّ الْأُمِّىِّ : اَنَّهُ لا يُبْغِضُنى مُؤْمِنٌ ، وَ لا يُحِبُّنى كافِرٌ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ، وَ اللَّهِ لَتَصْبِرَنَّ يا اَهْلَ الْكوُفَةِ عَلى قِتالِ عَدُوِّكُمْ ، اَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَوْماً اَنْتُمْ اَوْلى بِالْحَقِّ مِنْهُمْ ، فَلَيُعَذِّبَنَّكُمْ اَفَمِنْ قَتْلَةٍ بِالسَّيْفِ تَحيدُونَ اِلى مَوْتَةٍ عَلىَ الْفِراشِ ، اَشَدُّ مِنْ ضَرْبَةِ اَلْفِ سَيْفٍ .