العتبة العلوية المقدسة - أسماء المهدي وألقابه صلوات الله عليه -
» سيرة الإمام » » المناسبات » حياة الامام المهدي والغيبتين والظهور » حياة الامام المهدي عليه السلام » أسماء المهدي وألقابه صلوات الله عليه

أسماء المهدي وألقابه صلوات الله عليه

 

وهو مجموع  ما ذكره الميرزا النوري في النجم الثاقب من تعداد اسمائه وبما ضمنها من اخبار وروايات تتعلق بالامام المهدي عليه السلام ذات فؤائد جمة قال رحمه الله :

 

في أسماء والقاب المهدي صلوات الله عليه الشريفة المذكورة في القرآن المجيد وسائر الكتب السماوية واخبار اهل البيت عليهم السلام وألسنة الرواة والمحدثين والمثبتة في كتب الأخبار والسير والرجال، مع الاشارة إلى مصادرها، وسلكت في هذا المقام نفس طريقة العلماء الأعلام عندما ذكروا اسماء والقاب الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم والائمة عليهم السلام مع التحفظ من بعض الاستنباطات التي استحسنها جماعة في هذا المقام، ولو راعيناها لصارت اضعاف ما هو موجود هنا.

 

ويطلق على جميعها اسم، كما يأتي في الباب الرابع.

 

وما يذكر هنا مائة واثنان وثمانون اسماً:

الأول:  احمد .

روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:  يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان ـ إلى أن يقول ـ له اسمان اسم يخفى، واسم يعلن. فامّا الذي يخفى فأحمد [1]

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ـ ذَكَرَ المهدي ـ فقال: أنه يبايع بين الركن والمقام اسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه اسماؤه ثلاثتها [2]

 

 

وروي في تاريخ ابن الخشاب وغيره أن له اسمين [3]

 

 

 

والظاهر أن المراد منهما اسما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم المباركان.

الثاني:  الأصل .

 

روى الشيخ الكشي في رجاله عن أبي حامد بن ابراهيم المراغي، قال: كتب ابو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار، وليس له ثالث في الأرض في القرب من الأصل، يصفنا لصاحب الناحية عليه السلام.

 

فخرج: وقفت على ما وصفت به أبا حامد، أعزه الله بطاعته، وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه، اكثر السلام وأخصه.

 

قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة، فيها أمر ونهي إلى ابن أخي كثير، وفي الرقعة مواضع قد قرضت، فدفعت الرقعة كهيئتها إلى علاء بن الحسن الرازي.

وكتب رجل من أجلة اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه الى ابنه [4]

 

والظاهر أن المراد من الاصل وصاحب الناحية وصاحب التوقيع هو امام

العصر عليه السلام [5]

رواية الكليني عن الحسن بن النضر:

ان الحسن بن النضر هو نفسه الذي روى عنه الكليني في باب مولده عليه السلام عن سعد بن عبد الله قال: انّ الحسن بن النضر وأبا صدام وجماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص[6]  فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: انّي أريد الحج فقال له أبو صدام: أخّره هذه السنة، فقال له الحسن: انّي أفزع في المنام ولابد من الخروج، وأوصى إلى احمد بن يعلى بن حمّاد، وأوصى للناحية بمال وأمره أن لا يخرج شيئاً الّا من يده إلى يده بعد ظهوره قال: فقال الحسن: لمّا وافيت بغداد اكتريت داراً فنزلتها، فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلّفها عندي، فقلت له ما هذا؟ قال هو ما ترى، ثم جاءني آخر بمثلها وآخر حتى كبسوا [7]الدار، ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه، فتعجّبت وبقيت متفكراً، فوردت عليّ رقعة الرجل عليه السلام[8]  إذا مضى من النهار كذا وكذا فاحمل ما معك [9]

، فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صُعلوك يقطع الطريق في ستّين رجلا فاجتزت عليه وسلّمني الله منه فوافيت العسكر [10]

 

ونزلت، فوردت عليّ رقعة ان احمل ما معك، فعبيته في صنان الحمّالين، فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال: أنت الحسن ابن النضر؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت الدار ودخلت بيتاً وفرغت صنان الحمّالين واذا في زواية البيت خبز كثير فأعطى كلّ واحد من الحمّالين

رغيفين وأخرجوا، واذا بيت عليه ستر فنوديت منه: يا حسن بن النضر احمد الله على ما منّ به عليك ولا تشكّنّ، فودّ الشيطان انّك شككت، واخرج اليّ ثوبين وقيل: خذها فستحتاج اليهما فأخذتهما وخرجت، قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين [11]

 

 

 

ويظهر من بعضهم أن الخبر الاول متعلق بالامام الحسن عليه السلام.

 

وقد ذكر في الكتب الرجالية أن المراد بالاصل هو الامام، واستشهد له بهذا الخبر، وقيل بأن الخبر لم يعيّن بأي منهم، ولكنه لا كلام في أن المراد منه الامام، واما وجه أن المراد منه امام العصر عليه السلام أو أي امام اصل فظاهر، فانّهم اصل كل علم وخير وبركة وفيض.

 

فليس هناك حق بيد احد الاّ وينتهي بهم.

 

ولا يصيب احداً نعمة أو سوء الاّ بهم.

 

وهم مرجع وملاذ العباد في الدنيا والبرزخ والاخرة.

 

وهم اصل غاية خلقه جميع العوالم العلوية والسفلية.

الثالث:  اوقيدمو .

ذكر الفاضل الالمعي الميرزا محمد النيشابوري في كتاب ذخيرة الالباب المعروف بـ دوائر العلوم أن اسمه في التوراة بلغة تركوم اوقيدمو

الرابع:  ايزد شناس .

الخامس:  ايزد نشان .

 

وقد ذكر في الكتاب المتقدم أن هذين الاسمين له عند المجوس.

وقال الشيخ البهائي رحمه الله في الكشكول: أن الفرس يدعونه بـ ايزد شناس وايزد نشان

السادس:  ايستاده .

وهذا عندهم ايضاً من اسمائه كما في كتاب شامكوني

السابع:  ابو القاسم .

روي في الأخبار المستفيضة باسانيد معتبرة من طرق الخاصة والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي[12]

وروى في كمال الدين عن أبي سهل النوبختي عن عقيد الخادم أنه قال:  ويكنى ابا القاسم  [13]

 

وروي في تاريخ ابن الخشاب عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

 الخلف الصالح من ولدي، وهو المهدي، اسمه محمد، وكنيته ابو القاسم  [14]

وروي عن القاسم بن عدي أنه قال: يقال كنية الخلف الصالح ابو القاسم [15]

ونهي في بعض الأخبار عن التكني بأبي القاسم إذا كان اسمه محمد

[16]

وقد صرحت بعضها بحرمة ذكره بهذه الكنية في المجالس وهذا الحكم هو الحكم بالاتيان باسمه الأصلي [17]

الثامن:  ابو عبد الله .

 

روى الكنجي الشافعي في كتاب البيان في اخبار صاحب الزمان عليه السلام عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:

 لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخُلقه خلقي يكنى أبا عبد الله

[18]

 

وسوف يأتي أنه عليه السلام يكنى بجميع كنى أجداده الطاهرين عليهم السلام.

التاسع:  ابو جعفر .

العاشر:  ابو محمد .

الحادي عشر:  ابو ابراهيم .

 

قال الحضيني في الهداية: كنيته ابو القاسم وابو جعفر.

 

وروي أن له جميع كنى الائمة الاحد عشر التي لآبائه وعمه الامام الحسن المجتبى عليهم السلام.

 

وفي احد كتب المناقب القديمة الذي يبتدئ هكذا:

 

 اخبرنا احمد بن محمد بن السمط في واسط سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة قال: قرأت هذا الكتاب على أبي الحسن علي بن ابراهيم الانباري في واسط في سنة ست وعشرين وثلاثمائة... الخ .

 

ويشتمل على مجمل احوال جميع الائمة عليهم السلام ولم يعلم لحد الآن مؤلفه.

 

وقد نقل هذه الرواية هناك ايضاً ; وذكر القاباً كثيرة له عليه السلام.

ونحن نعبّر عنه بـ المناقب القديمة

 

وطبق هذا الخبر فسوف تكون من القابه:

الثاني عشر:  ابو الحسن .

والثالث عشر:  ابو تراب .

 

والكنيتان لأمير المؤمنين عليه السلام، وهناك تأمل في الثاني، الاّ إذا اريد من أبي تراب مالك التراب، ومربي الأرض، كما هو أحد الوجوه التي ذكرت في سبب تكنيته بها عليه السلام، وسوف يأتي في تفسير الآية الشريفةواشرقت الأرض بنور

ربها  انه قال عليه السلامرب الأرض يعني امام الأرض .

وانه سوف يستغني الناس بنور المهدي عليه السلام عن ضوء الشمس ونور القمر [19]

الرابع عشر:  ابو بكر .

 

وهي احدى كنى الامام الرضا عليه السلام كما ذكرها ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين وغيره.

الخامس عشر:  ابو صالح .

 

ذكر في ذخيرة الالباب أنه يكنّى بأبي القاسم، وأبي صالح.

 

وان هذه الكنية معروفة له عند الاعراب والبدو فانهم ينادونه بها عند التوسلات والاستغاثات به.

 

ويذكرها الشعراء والأدباء في قصائدهم ومدائحهم.

 

وسيظهر من بعض القصص التي تأتي انها كانت شائعة في السابق، وسوف يأتي في الباب التاسع ذكر مصدر لهذه الكنية أن شاء الله تعالى.

السادس عشر:  أمير الأمرة .

 

وهو لقب لقبه به أمير المؤمنين عليه السلام كما رواه الثقة الجليل الفضل بن شاذان في كتاب غيبته عن الامام الصادق عليه السلام عنه عليه السلام أنه قال بعد ذكر جملة من الفتن والحروب والهرج والمرج: فيخرج الدجال ويبالغ في الإغواء والإضلال ثم يظهر

 

أمير الأمرة، وقاتل الكفرة السلطان المأمول، الذي تحير في غيبته العقول وهو التاسع من

ولدك يا حسين يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين [20]

السابع عشر:  الإحسان .

الثامن عشر:  الاُذن الواعية .

التاسع عشر:  الأيدي .

 

وعدّ الأول في الهداية والمناقب القديمة من القابه.

والثاني والثالث في الهداية، والظاهر أن المراد من الايدي جمع اليد ويكون هنا بمعنى النعمة كما روى الصدوق في كمال الدين وابن شهر آشوب في المناقب عن الامام الكاظم عليه السلام أنه قال في تفسير الآية الشريفةوأسبغ عليكم نِعَمَهُ ظاهرة وباطنة : النعمة الظاهرة الامام الظاهر، والباطنة الامام الغائب [21]

 

وقد فسرت النعمة في مواضع كثيرة من القرآن بالامام عليه السلام.

العشرون:  بقية الله .

قال في الذخيرة: أن هذا الاسم له عليه السلام في كتاب ذوهر

 

وروى في غيبة الفضل بن شاذان عن الامام الصادق عليه السلام في ضمن أخبار القائم عليه السلام أنه قال:

 فاذا خرج اسند ظهره إلى الكعبة واجتمع ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا واول ما ينطق به هذه الآيةبقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين

[22]

ثم يقول: أنا بقية الله، وحجته، وخليفته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلّم الاّ قال:  السلام عليك يا بقية الله في أرضه

[23]

وروى فرات بن ابراهيم في تفسيره عن عمران بن واهر[24]  قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: نسلّم على القائم بامرة المؤمنين؟

 

قال: لا؟ ذلك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين عليه السلام لا يُسمّى به احدٌ قبله ولا بعده الا كافر.

قال: فكيف نسلّم عليه؟

 

قال: تقول: السلام عليك يا بقية الله.

قال: ثم قرأ جعفربقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين

[25]

الواحد والعشرون:  بئر معطلة .

روى علي بن ابراهيم في تفسيره عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في تفسير الآية الشريفة  وبئر معطّلة وقصر مشيد

[26]

هو مثل لآل محمد صلوات الله عليهم، قوله:  وبئر معطلة  هي التي لا يستقى منها وهو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره  

[27]

 

أي لا يقتبس بالأسباب الظاهرية المتداولة لكل أحد وفي كل وقت كما كان ميسراً في عصر كل امام ـ الذين هم عليهم السلام قصر مرتفع، غيره عليه السلام ـ إذ لم يكن هناك مانع خارجي.فلا تنافي مع ما سوف نذكره في الباب العاشر من امكان الانتفاع بعلمه وسائر فيوضاته بغير الاسباب المتعارفة للخاصة بل لغيرهم ايضاً.

الثاني والعشرون:  البلد الأمين .

 

يعني قلعة الله المحكمة التي ليس لأحد سلطة عليها.

 

وعدّه الفاضل المتتبع الميرزا محمد رضا المدرس في جنات الخلود من القابه.

الثالث والعشرون:  بهرام .

الرابع والعشرون:  بنده يزدان [28]

ان هذين الاسمين له عليه السلام في كتاب ايستاع كما ذكر في ذخيرة الالباب

الخامس والعشرون:  پرويز [29]  مع باء پهلوية [30]

اسمه عليه السلام في كتاب برزين از رفرس كما في الكتاب المذكور

[31]

السادس والعشرون:  برهان الله .

اسمه عليه السلام في كتاب انكليون، كما ذكر هناك [32]

السابع والعشرون:  الباسط .

 

عدّه في الهداية والمناقب القديمة من القابه عليه السلام، وفيضه كما قال هو عليه السلام مثل الشمس فانها تصل إلى كل مكان، ويستفيد منها كل موجود، واما حين حضوره وظهوره عليه السلام فسوف ينبسط عدله ويعم، بحيث يرعى الذئب والغنم معاً.

 

روي في تفسير الشيخ فرات بن ابراهيم عن ابن عباس أنه قال ما يكون عند قيام القائم عليه السلام:

 حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملّة الاّ دخل في الاسلام حتى تأمنُ الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية وحتى لا تقرض فأرة جراباً  [33]

 

وروى الشيخ المقدم احمد بن محمد بن عياش في مقتضب الاثر بسنده عن عبد الله بن ربيعة المكي عن ابيه أنه قال:  كنت مع من عمل مع ابن الزبير في الكعبة، وامر العمال ان يبلغوا في الأرض.

 

قال: فبلغنا صخراً امثال الابل، فوجدت على بعض تلك الصخور كتاباً موضوعاً... الى ان يقول:

 

فقرأت فيه: باسم الاول لا شيء قبله ; لا تمنعوا الحكمة اهلها فتظلموهم، ولا

 

تعطوها غير مستحقها فتظلموها .

 

وهو طويل، وقد ذكرت فيه بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وصفاته الحميدة واعماله الجميلة ومقرّه ومدفنه، وكذلك كل امام من الائمة الطاهرين عليهم السلام إلى أن يقول في حق الامام الحسن العسكري عليه السلام:

 

 يدفن في المدينة المحدثة، ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يأمر بالعدل ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه، يكشف الله به الظلم ويجلو به الشك والعمى، يرعى الذئب في ايامه مع الغنم، ويرضى عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان في البحار.

ياله مِنْ عَبْد ما أكرمه على الله، طوبى لِمَن اطاعه، وويل لمن عصاه، طوبى لمن قاتل بين يديه فقَتَلَ أو قُتِلَ، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وأولئك هم الفائزون [34]

الثامن والعشرون:  بقية الأنبياء .

 

وهذا اللقب مع عدة القاب أخرى مذكورة في خبر رواه الحافظ البرسي في مشارق الأنوار عن السيدة حكيمة على نحو ما نقله عنه العالم الجليل السيد حسين المفتي الكركي سبط المحقق الثاني في كتاب دفع المنادات قال:

 

 كان مولد القائم عليه السلام ليلة النصف من شعبان.... إلى أن يقول: فجئت به إلى ابن أخي الحسن بن عليّ عليهما السلام فمسح يده الشريفة على وجهه  الأنور وكان نور الأنوار  وقال تكلم يا حجة الله وبقية الأنبياء  ونور الأصفياء وغوث

 

الفقراء  وخاتم الأوصياء  ونور الأتقياء  وصاحب الكرة البيضاء... فقال: اشهد أن لا اله الاّ الله

 

 تكلم يا حجة الله، وبقية الأنبياء، وخاتم الأوصياء، وصاحب الكرة البيضاء، والمصباح من البحر العميق الشديد الضياء.

تكلم يا خليفة الأتقياء والأوصياء

التاسع والعشرون:  التالي .

وقد عدّه يوسف بن قزعلي سبط ابن الجوزي في المناقب من القابه عليه السلام

[35]

الثلاثون:  التأييد .

 

عدّه في الهداية من القابه، وهو بمعنى معطي القوة.

 

وروي في كمال الدين عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال بعد ذكر شمائله واسمائه:

 وضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن الاّ صار قلبه اشدّ من زبر الحديد، واعطاه الله تعالى قوة اربعين رجلا

[36]

الواحد والثلاثون:  التمام .

 

وعدّه في الهداية من القابه، ومعناه واضح، فانه عليه السلام تام وفيه تمام الصفات الحميدة وكمال الأفعال وشرف النسب والشوكة والحشمة والسلطنة والقدرة والرأفة ومنزه عن العيب والنقص والزوال.

 

ويحتمل أن يكون المراد من التمام ; المتمم والمكمل، فان به عليه السلام تتم الخلافة والرئاسة الالهية في الأرض، والآيات الباهرة، وعلوم واسرار الانبياء والاوصياء ; وهذا الاطلاق شائع في الاستعمال.

الثاني والثلاثون:  الثائر .

 

عدّه في المناقب القديمة من القابه.

 

وقيل أن الثائر: من لا يُبقي على شيء حتى يدرك ثأره.

 

وسوف يطالب عليه السلام بدم جده بل بدماء جميع الاصفياء.

 

وفي دعاء الندبة:  أين الطالب بذحول الانبياء وابناء الانبياء. أين الطالب بدم المقتول بكربلاء .

الثالث والثلاثون:  جعفر .

 

روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن حمزة بن الفتح أنه قال:  ولد البارحة في الدار مولود لابي محمد عليه السلام وامر بكتمانه.

فسأله الحسن بن المنذر: وما اسمه؟

قال: سمّي بمحمّد، وكنّي بجعفر[37]

 

والظاهر أنه ليس المراد الكنية المعروفة بل المقصود هو عدم التصريح باسمه بل يعبر عنه بالكناية بجعفر خوفاً من عمه جعفر.

 

فعندما يخبر الشيعة بعضهم البعض يقولون رأينا جعفر، أو أنه امام، أو احمل هذا المال إليه، لاجل أن لا يطلع اتباع جعفر على ذلك.

وفي غيبة النعماني خبران عن الامام الباقر عليه السلام عُدّ فيهما أنه كني بعمه أو يكنّى بعمه [38]

 

والظاهر أن المراد من هذين الخبرين هو هذا ايضاً.

واحتمل العلامة المجلسي:  لعل كنية بعض اعمامه ابو القاسم، أو هو عليه السلام مكنّى بأبي جعفر، أو أبي الحسين، أو أبي محمد ايضاً

[39]

 

التي هي كنى الامام المجتبى عليه السلام والسيد محمد المعروف عمه عليه السلام.

 

وبعد أن ذكر احتمالنا الذي ذكرناه قال:  الاوسط اظهر كما مرّ في خبر حمزة

بن أبي الفتح... الخ [40]

وهذا غريب جداً لان في نسخ كمال الدين حتى في نسخة المرحوم نفسه التي منها هو جعفر لا ابو جعفر

 

وقال في منتهى الارب: ويقال فلان يكنى بأبي عبد الله مجهولا، ولا يقال يكنى بعبد الله.

 

وهذا الكلام لرفع توهم في حالة التكني مثلا بأبي عبد الله، أو أبي جعفر فلا يقال يكنى بعبد الله أو بجعفر.

 

فاذن أن ما ذكر هناك كان المقصود منه هو نفس الاسم والله العالم.

الرابع والثلاثون:  الجمعة .

 

من أساميه كما سيأتي بيانه مفصلا في الباب الحادي عشر.

الخامس والثلاثون:  جابر .

 

كما عدّه في الهداية والمناقب القديمة من القابه.

والجابر المصلح للكسر، وهذا اللقب من خصائصه عليه السلام المكنونة بوجوده المسعود فهو الفرج الاعظم، وحلّال كل المشاكل

[41] ، وجابر كل القلوب المنكسرة، ومطَمْئِن كل القلوب المغمومة، ومريح كل النفوس المكروبة المحزونة، وشفاء جميع الأمراض المزمنة.

السادس والثلاثون:  الجَنْب .

 

عدّه في الهداية من القابه.

 

وقد جاء في الأخبار المتواترة في تفسير الآية الشريفة  يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله  انّ الامام  جنب الله .

السابع والثلاثون:  الجوار الكنس .

 

يعني النجوم التي تتوارى تحت شعاع الشمس كما تتوارى الظباء في كناسها.

وروي في كمال الدين وغيبة الشيخ الطوسي وغيبة النعماني عن الامام الباقر عليه السلام في تفسير الآية الشريفةفلا أقسم بالخنس الجوار الكنس  أنه قال:  امام يخنس سنة ستين ومائتين ثم يظهر كالشهاب في الليلة الظلماء[42]

ثم قال للراوي: واذا ادركت زمانه قرت عينك [43]

الثامن والثلاثون:  الحجة، وحجة الله .

في العيون وكمال الدين وغيبة الشيخ الطوسي وكفاية الاثر لعلي بن محمد الخراز مروي عن أبي هاشم الجعفري أنه قال:  سمعت ابا الحسن صاحب العسكر عليه السلام[44]  يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟

فقلت: ولِمَ جعلني الله فداك؟

 

فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه.

قلت: فكيف نذكره؟

قال: قولوا: الحجة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم [45]

 

وهو من القابه الشائعة المذكورة في كثير من الادعية والأخبار، وقد ذكره اكثر المحدثين، ومع أنه يشارك باقي الائمة عليهم السلام بهذا اللقب، وكلهم حجة الله على الخلق، ولكن مع ذلك فهو مختص به، فكلما ذكر بدون قرينة ولا شاهد فيراد به هو عليه السلام.

 

وقال بعضهم: لقبه حجة الله بمعنى غلبة وتسلط الله على الخلائق، فانهما سوف يكونان بواسطته عند ظهوره.

ونقش خاتمه أنا حجة الله

وبرواية انا حجة الله وخالصته

 

وبهذا الخاتم سوف يحكم الأرض.

 

التاسع والثلاثون:  الحق .

 

وعدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه.

وروي في الكافي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية الشريفةوقل جاء الحق... الخ [46]اذا قام القائم أَذهبَ دولة الباطل

[47]

 

وطبق هذا التفسير فقد جاء التعبير بالماضي لاجل تأكيد وقوعه، وهو بيان

 

لعدم وجود شك في وقوعه.

 

وجاء في زيارته عليه السلام:  السلام على الحق الجديد .

 

والظاهر أن في جميع حالاته وصفاته وافعاله واقواله واوامره ونواهيه تمام المنافع والخيرات والمصالح الثابتة الباقية التامة وليس فيها أي ضرر أو مفسدة أو خطأ في الدنيا او في الاخرة، لا على نفسه، ولا على اتباعه عليه السلام.

 

الأربعون:  الحجاب .

 

عدّه في الهداية من القابه.

 

وفي زيارته:  السلام على حجاب الله الازلي القديم .

 

الواحد والأربعون:  الحامد .

 

الثاني والأربعون:  الحمد .

 

وقد عدّهما في ذلك الكتاب من القابه.

 

الثالث والأربعون:  الحاشر .

 

اسمه عليه السلام في صحف ابراهيم كما ذكر في تذكرة الائمة عليهم السلام.

 

الرابع والأربعون:  خاتم الأوصياء .

 

من القابه الشائعة، ومعروف عليه السلام بهذا اللقب، كما روى عدة من المحدثين عن ابي نصر طريف خادم الامام العسكري عليه السلام أنه قال:  دخلت على صاحب الزمان عليه السلام فقال: عليّ بالصندل الأحمر، فأتيته به.

ثم قال: أتعرفني؟

 

قلت: نعم.

فقال: مَنْ أنا؟

 

فقلت: انت سيدي وابن سيدي.

 

فقال: ليس عن هذا سألتك.

 

قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك فبيّن لي.

قال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله عزوجل البلاء عن اهلي وشيعتي[48]

 

الخامس والأربعون:  خاتمة الائمة  عليهم السلام.

 

عدّه في جنات الخلود من القابه عليه السلام.

 

السادس والأربعون:  خجسته .

قال في الذخيرة أنه اسمه في كتاب كندر آل فرنگيان

 

السابع والأربعون:  خسرو .

وقد ذكر في الذخيرة و التذكرة وذكر في كتاب جاويدان أن اسمه خسرو مجوس

 

الثامن والأربعون:  خدا شناس .

مذكور في هذين الكتابين

[49]أنه اسمه عليه السلام في كتاب شامكوني، وباعتقاد

كفرة الهند أن صاحب هذا الكتاب كان نبياً بعث لاهل الختا والختن [50]

وكان مولده في مدينة كيلواس ويقال أن الدنيا وحكومتها تتظلل بابن سيد خلائق العالمين وبلسانه يصل اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم اليها، ويحكم على جبال مشرق الدنيا ومغربها ويأمر عليها، ويركب السحاب وتعينه الملائكة ويخدمه الجن والانس، ويملك السودان ـ التي هي تحت خط الاستواء ـ إلى ارض تسعين ـ التي هي تحت القطب الشمالي ـ وما وراء الاقاليم السبعة ـ التي هي جنان إرم وجبل قاف ـ فيكون دين الله ديناً واحداً، واسمه ايستاده و خداشناس

 

التاسع والأربعون:  الخازن .

 

وقد عدّ في الهداية من القابه عليه السلام ايضاً.

 

الخمسون:  الخلف  و  الخلف الصالح .

عدّهما في الهداية والمناقب القديمة من القابه، وقد ذكر مكرراً بهذين اللقبين في ألسنة الائمة عليهم السلام، بل ذكر في تاريخ ابن الخشاب أنه  يكنّى بأبي القاسم وهو ذو الاسمين خلف ومحمد يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادي بصوت فصيح هذا المهدي

[51]

 

يعني هذا المهدي الذي كنتم تنتظرونه.

 

وروي ايضاً عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال:

 

 الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن عليّ وهو صاحب الزمان وهو

المهدي [52]

 

وروي ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

 الخلف الصالح من ولدي المهدي اسمه محمد كنيته ابو القاسم يخرج في آخر الزمان

[53]

 

والمقصود بالخلف: الخليفة.

 

وهو عليه السلام خلف جميع الانبياء والاوصياء الماضين، وعنده جميع علومهم وصفاتهم وحالاتهم وخصائصهم، وجمعت لديه كل المواريث الالهية التي توارثها بعضُهم عن البعض الآخر.

 

وفي حديث اللوح المعروف الذي رآه جابر عند الصديقة الطاهرة عليها السلام بعد ذكر الامام العسكري عليه السلام:

 ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال صفوة آدم، ورفقة ادريس، وسكينة نوح وحلم ابراهيم وشدة موسى وبهاء عيسى وصبر ايوب...

[54]

وفي حديث المفضل المشهور أنه عندما يظهر عليه السلام يسند ظهره إلى الكعبة ويقول: يا معشر الخلائق ألا ومن اراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها أنا آدم وشيث

[55]

وعلى هذا النحو يذكر نوح وسام وابراهيم واسماعيل وموسى ويوشع وعيسى وشمعون عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وباقي الائمة عليهم السلام

[56]

 

وفي رواية النعماني يقول:

 فانا بقية الله من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من ابراهيم، وصفوة من محمد صلوات الله عليهم اجمعين

[57]

 

ويحتمل: بما أنه لم يكن للامام العسكري عليه السلام ولد، وكان الناس يقولون: لا خلف له، وبقى على هذه العقيدة جماعة. فعندما ولد عليه السلام بشر الشيعة بعضهم البعض الآخر انه ظهر الخلف.

 

ولعله لهذه المسألة لُقّب، بل لقّبه الائمة عليهم السلام بهذا اللقب.

 

الواحد والخمسون:  الخنس .

 

وهي الكواكب السيارة التي لها رجعة، وقد ترجع احياناً في اثناء سيرها مثل زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، وليس للشمس والقمر رجعة.

وروى الحسين بن حمدان عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية المباركة  فلا اقسم بالخنس

[58] :

امام يغيب سنة ستين ومائتين

[59]

 

وروي في كمال الدين وغيبة الشيخ والنعماني عن أم هاني انها قالت: لقيت ابا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسألته عن هذه

 

 

 

الآية  فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس .

فقال: امام يخنس في زمانه... إلى آخر ما تقدم[60]

 

الثاني والخمسون:  خليفة الله .

 

في كشف الغمة وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:

 

يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي:

هذا المهدي خليفة الله

[61]

 

وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلّم ايضاً أنه قال في خبر ذكره عليه السلام فيه:

... فانه خليفة الله المهدي[62] ، وقد روى هذا الخبر الكنجي الشافعي في كتاب البيان

[63]

 

الثالث والخسون:  خليفة الأتقياء .

 

كما تقدم في اللقب الثامن والعشرين.

 

الرابع والخمسون:  دابة الأرض .

 

عدّه في الهداية من القابه عليه السلام، وقد ذكر كثيراً في الأخبار أن المراد منها

أمير المؤمنين عليه السلام وقد ظنّ المفسّرون من اهل السنة أنه حيوان وروَوْا أن لها ريشاً وأربعة قوائم وطولها ستون ذراعاً ولا يمكن لاحد ادراكها ولا يستطيع احد أن يفرّ منها تنكت بين عيني المؤمن فتكتب مؤمناً، وبين عيني الكافر فتكتب كافراً... إلى آخر ما ذكروه[64] من هذه الصفات والاعمال التي لا تناسب غير الانسان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: اما والله ما لها ذنب، وان لها للحية

[65] ، يعني انها انسان.

 

ولا يخفى على الباحث في علامات واشراط القيامة أن اكثر ما ذكر وروي فيها فهو مذكور في باب آيات وعلامات ظهور المهدي صلوات الله عليه، وعليه فان هذا اللقب

 

يناسب الاثنين، وما يصير هنا يصير هناك وسيأتي في لقب الساعة ما يؤيد هذا الكلام.

 

الخامس والخمسون:  الداعي .

 

عدّه في الهداية من ألقابه عليه السلام.

 

وفي زيارته عليه السلام المأثورة عنه:  السلام عليك يا داعي الله .

 

فانه يدعو الخلائق إلى الله، وتصل دعوته بحيث لا يدع ديناً في الدنيا الاّ دين جدّه الاعظم صلى الله عليه وآله وسلّم، ويظهر دعوته فيصير مصداق الوعد الصادق  ليظهره على الدين كله  كما سوف يأتي تفسيره.

بل المروي في تفسير علي بن ابراهيم في الآية الشريفةيريدون لِيُطْفئوا نورَ الله... الخ [66] أن الله متم نوره بالقائم من آل محمد عليهم السلام

[67]

 

السادس والخمسون:  الرجل .

 

من القابه في وقت التقية حيث كانت الشيعة تدعوه بهذا الاسم كما تقدم شاهد منه في اللقب الثاني.

 

السابع والخمسون:  راهنما .

 

ذكر في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب باتنكل الذي

 

صاحبه من اكابر الكفرة، ونقل من ذلك الكتاب كلمات في بشارة وجوده وظهوره عليه السلام بما لا نحتاج إلى نقله.

 

الثامن والخمسون:  رب الأرض .

 

كما جاء في تفسر الآية الشريفة واشرقت الأرض وتقدمت اخبارها، وسوف تأتي في الباب اللاحق في ضمن خصائصه عليه السلام.

 

التاسع والخمسون:  زند أفريس .

قال في ذخيرة الالباب  أنه اسمه عليه السلام في كتاب مارياقين، وهذه عبارة الذخيرة وفي كتاب مارياقين زند افريس

 

ويحتمل أن اصل الاسم هو افريس وان المراد من زند هو الكتاب المنسوب الى زردشت أو صحف ابراهيم عليه السلام، أو فصل منه، والله العالم.

 

الستون:  سروش ايزد .

 

ذكر في ذلك الكتاب وفي التذكرة أن هذا اسمه عليه السلام في كتاب زمزم زردشت.

 

الواحد والستون:  السلطان المأمول .

 

كما تقدم في اللقب السادس عشر، وسيأتي في الباب الخامس في ذكر النصوص الخاصة في الخبر التاسع والعشرين كلام يناسب هذا المقام.

 

الثاني والستون:  سدرة المنتهى .

 

عدّه في الهداية من القابه عليه السلام.

 

الثالث والستون:  السناء .

 

الرابع والستون:  السبيل .

 

عدّهما في ذلك الكتاب من القابه عليه السلام.

 

الخامس والستون:  الساعة .

 

عُدّ هناك من القابه عليه السلام، وقد روي في حديث المفضل الطويل وغيره عن الامام الصادق عليه السلام أنه هو الساعة في الآية الشريفةيسئلونك عن الساعة أيّان مُرساها... إلى آخره

وفي الآية المباركة الشريفةيسئلونك عن الساعة... الخ وفي الآية الشريفةوعنده علم الساعة   وفي الآية الكريمةهل ينظرون الاّ الساعة وفي الآية الشريفةوما يدريك لعل الساعة  إلى قوله تعالىألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد

 

فانها جميعاً مؤولة بالمهدي عليه السلام.

قال المفضل:  قلت فما معنى يمارون؟

 

قال: يقولون متى ولد؟ ومَنْ رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكلّ ذلك

استعجالا لأمر الله، وشكاً في قضائه [68]

 

وان تشبيهه عليه السلام بالساعة من جهات كثيرة لا تخفى مثل ما امره، ومثل مجيئه والاثنان بغتة، والاشتراك في علامات كثيرة مثل الخسف والمسخ وظهور النار وغيرها، وتميز المؤمن عن الكافر بهما، وهلاك الجبارين، وعدم توقيت الله عزوجل مجيئهما عند الانبياء والملائكة، واخبار جميع الانبياء أممهم بمجيئهما.

وجاء في تفسير الآية الشريفةوذكرهم بايام الله [69]  انها خطاب إلى موسى عليه السلام أن يذكر بني اسرائيل بايام الله، فان ايام الله تعالى ثلاثة ايام: يوم القائم عليه السلام، ويوم الرجعة، ويوم القيامة

[70]

وذكر في بعض الأخبار بدل يوم الرجعة يوم الموت

[71]

وروى المسعودي في اثبات الوصية أنه كان تحت المنبر في ذلك اليوم الذي ذكرهم موسى عليه السلام لبني اسرائيل ألف نبي مرسل

وروي في غيبة الفضل بن شاذان عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام انّه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قائلا له: يا رسول الله فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟

 

قال: يا حسن! مثله مثل السّاعة اخفى الله علمها على أهل السماوات

 

عن مثنى الحناط قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان ايام الله عزوجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة.

 

عن تفسير القمي قال: ايام الله ثلاثة، يوم القائم ويوم الموت ويوم القيامة.

 

- هذه الزيادة ليست في النص، وانما هي زيادة في الترجمة على الظاهر.

 

وروي في الكافي أنه قال في الآية الشريفةحتى إذا رأووا ما يوعدون امّا العذاب واما الساعة  ; قال:  أما قوله: حتى إذا رأوا ما يوعدون فهو خروج القائم، وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي قائمه

 

السادس والستون:  السيّد .

 

ذُكر عليه السلام بهذا اللقب في عدة من الأخبار.

وهو مروي في كمال الدين للصدوق عن علي الخيزراني عن جارية له كان أهداها لأبي محمد عليه السلام فلمّا أغار جعفر الكذّاب على الدار جاءته فارّة من جعفر

 

قال أبو علي: فحدثتني انها حضرت ولادة السيد عليه السلام، وان اسم أمّ السيّد صقيل، وان أبا محمد عليه السلام حدثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعو الله عزوجل لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمد عليه السلام، وعلى قبرها لوح مكتوب عليه هذا قبر ام محمد.

 

قال ابو علي: وسمعت هذه الجارية تذكر انّه لما ولد السيّد عليه السلام رأت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح اجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطير.

 

فاخبرنا ابا محمد عليه السلام بذلك فضحك، ثم قال: تلك ملائكة نزلت للتبرك

 

السابع والستون:  شماطيل .

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب ارماطش

 

الثامن والستون:  الشريد .

 

ذكر مكرراً بهذا اللقب على لسان الائمة عليهم السلام خصوصاً أمير المؤمنين والامام الباقر عليهما السلام.

 

يعني: الشريد من هذا الخلق المنكوس الذين لم يعرفوه ولم يعلموا قدر نعمة وجوده ولم يشكروه ولم يؤدوا حقه ; بل بعد أن يأس اوائلهم من التغلب عليه وبعد قتل وقمع الذرية الطاهرة أعان اجلافهم باللسان والقلم جاهدين لتبعيده ونفيه من القلوب واقاموا الادلة على اصل عدم وجوده ونفي ولادته ليمحوا ذكره من الاذهان، وقد قال هو عليه السلام لابراهيم بن علي بن مهزيار:

 

 انّ أبي عليه السلام عهد اليّ أن لا اوطن من الأرض الاّ أخفاها وأقصاها، إسراراً لأمري، وتحصيناً لمحلّي لمكائد اهل الضلال...

 

إلى أن يقول عليه السلام: ...، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض،

 

التاسع والستون:  الصاحب .

 

وهو من القابه المعروفة عليه السلام، وقد صرّح به علماء الرجال، وقال في الذخيرة انه اسمه عليه السلام في صحف ابراهيم عليه السلام.

 

السبعون:  صاحب الغيبة .

 

الحادي والسبعون:  صاحب الزمان .

 

والاثنان من القابه المعروفة، والثاني من القابه المشهورة عليه السلام، ويعني آمر وحاكم الزمان من قبل الله عزوجل.

 

وروى الحسين بن حمدان عن الريان بن الصلت أنه قال:  سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول: القائم المهدي عليه السلام ابن ابني الحسن لا يُرى جسمه، ولا يسمّي باسمه بعد غيبته احدٌ حتى يراه ويعلن باسمه فيتسمه كل الخلق.

فقلنا له: يا سيدنا فان قلنا صاحب الغيبة، وصاحب الزمان، والمهدي؟

 

قال: هو كله جايز مطلقاً، وانما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي عن أعدائنا فلا يعرفوه

 

الثاني والسبعون:  صاحب الرجعة .

 

في الهداية، أنه من القابه عليه السلام.

 

الثالث والسبعون:  صاحب الدار .

 

صرح علماء الرجال أنه من الالقاب المختصة به عليه السلام، وسوف يأتي في ضمن حكايات الباب السابع أنه قال عليه السلام:  أنا صاحب الدار .

 

الرابع والسبعون:  صاحب الناحية .

 

كثيراً ما يطلق عليه به في الأخبار، ولكن علماء الرجال قالوا: أنه يطلق ايضاً على الامام الحسن عليه السلام بل ويطلق على الامام علي النقي عليه السلام.

 

وروى السيد علي بن طاووس في الاقبال، ومحمد بن المشهدي في المزار وغيرهما انه خرج من الناحية سنة اثنين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الاصفهاني الزيارة المعروفة المشتملة على اسامي الشهداء.

 

وقال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في البحار:

 

 أن في تاريخ الخبر اشكالا لتقدمها على ولادة القائم عليه السلام باربع سنين ولعلها كانت اثنين وستين ومائتين، ويحتمل أن يكون خروجه عن أبي محمد العسكري عليه السلام

 

الخامس والسبعون:  صاحب العصر .

 

وشهرة هذا اللقب ومعروفيته مثل صاحب الزمان عليه السلام.

 

السادس والسبعون:  صاحب الكرة البيضاء .

 

عدّه في الهداية من القابه ; وتقدم في اللقب الثامن والعشرين مستنداً له.

 

السابع والسبعون:  صاحب الدولة الزهراء .

 

أدرجه في ذلك الكتاب في عداد القابه.

 

الثامن والسبعون:  الصالح .

 

عدّه صاحب كتاب تاريخ عالم آرا والعالم الجليل المقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة من القابه عليه السلام.

 

التاسع والسبعون:  صاحب الأمر .

 

عدّه في الذخيرة وغيره من القابه عليه السلام، وهو من الالقاب الشائعة المتداولة.

 

الثمانون:  الصمصام الأكبر .

قال في الذخيرة هذا اسمه عليه السلام في كتاب كندر آل

 

الحادي والثمانون:  الصبح المسفر .

عدّه في الهداية من الالقاب المختصة به. ويحتمل أنه استنبط من الآية الشريفة  والصبح إذا اسفر ، أو وجد خبراً قد اولّت فيه به

 

وهو يناسبه عليه السلام لان الصبح الصادق مضيء وبيّن.

 

الثاني والثمانون:  الصدق .

 

عدّه في المناقب القديمة والهداية من الالقاب المختصة به عليه السلام.

 

الثالث والثمانون:  الصراط .

 

عدّه في الهداية من القابه عليه السلام.

 

وقد اطلق على كل امام كثيراً في الكتاب والسنة. ولم اجد شاهداً على اختصاصه به عليه السلام.

 

الرابع والثمانون:  الضياء .

 

كما في ذلك الكتاب، وفي المناقب القديمة.

 

الخامس والثمانون:  الضحى .

 

ومروي في تأويل الآيات للشيخ شرف الدين النجفى في تأويل سورة والشمس وضحاها المباركة:  الشمس رسول الله صلى الله على وآله وسلّم

 

وضحى الشمس ـ وهو عندما يتلالأ نور وضياء الشمس ـ القائم عليه السلام. وفي بعض النسخ خروجه عليه السلام ; ومن الواضح أن نور الرسالة وشعاع شمسه صلى الله عليه وآله وسلّم سوف يتلألأ بوجوده عليه السلام في شرق وغرب العالم على الصغير والكبير وعلى الشاب والشيخ.

 

السادس والثمانون:  طالب التراث .

 

عدّه في الهداية من القابه. وسيأتي بيانه في لقب الوارث، وفي الباب الحادي عشر.

 

السابع والثمانون:  الطريد .

قد تكرر تلقيبه بهذا اللقب في الأخبار. ومعناه قريب إلى الشريد

 

الثامن والثمانون:  العالم .

 

عدّه في الذخيرة من القابه عليه السلام.

 

التاسع والثمانون:  العدل .

كما في المناقب القديمة والهداية

 

التسعون:  عاقبة الدار .

 

كما في الهداية.

 

الحادي والتسعون:  العزّة .

 

ذكر هناك ايضاً.

 

الثاني والتسعون:  العين .

 

هناك ايضاً، يعني عين الله كما في زيارته عليه السلام، واطلاقها على جميع الائمة عليهم السلام شائع.

 

الثالث والتسعون:  العصر .

 

عدّه في الذخيرة من اسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن.

 

الرابع والتسعون:  الغائب .

 

من القابه عليه السلام الشائعة في الأخبار.

 

الخامس والتسعون:  الغلام .

 

وقد ذكر مكرراً في لسان الرواة والاصحاب.

 

السادس والتسعون:  الغيب .

 

عدّه في الذخيرة من القابه عليه السلام المذكورة في القرآن.

 

وروي في كمال الدين للصدوق عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في الآية الشريفةهدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب : المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب هو الحجة الغائب.

 

وشاهد على ذلك قول الله عزوجلويقولون لولا انزل عليه آية من ربّه فقل انّما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين

يعني أن ظهوره غيب، وهو من آيات الله

 

السابع والتسعون:  الغريم .

 

صرّح علماء الرجال أنه من القابه الخاصة.

 

وإطلاقه عليه عليه السلام شائع في الأخبار.

 

والغريم بمعنى الدائن، وبمعنى المدين، وهنا بمعنى الاول. وهذا اللقب مثل الغلام كان للتقية، فعندما كانت الشيعة تريد أن تبعث مالا إليه عليه السلام أو إلى وكلائه أو يوصون اليه، أو يطالب هو به عليه السلام، وما شابه ذلك، فقد كانوا ينادونه بهذا اللقب.

 

وقد كان عليه السلام يطلب أغلب الزراع والتجار وأرباب الحرف والصناعات.

 

وروى الشيخ المفيد في الارشاد عن محمد بن صالح قال: لما مات أبي، وصار الامر اليّ، كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم.

قال الشيخ: وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديماً بينها، ويكون خطابها له للتقية

 

الثامن والتسعون:  الغوث .

 

من الألقاب المختصة به، وسوف يأتي تفسيره في الباب التاسع.

 

التاسع والتسعون:  غاية الطالبين .

 

المائة:  الغاية القصوى .

 

عدّهما في الهداية من القابه.

 

الواحد بعد المائة:  الخليل .

 

عدّه في ذخيرة الالباب من القابه عليه السلام.

 

الثاني بعد المائة:  غوث الفقراء .

كما تقدم في اللقب الثامن والعشرين

 

الثالث بعد المائة:  الفجر .

 

كما هو مروي في تأويل الآيات للشيخ شرف الدين النجفي عن الامام

الصادق عليه السلام أنه قال: في تفسير قوله تعالى والفجر:  هو القائم عليه السلام

 

وروي ايضاً عنه عليه السلام أنه قال في تفسير سورةأنا انزلناه في ليلة القدر  المباركة انّ  حتى مطلع الفجر حتى يقوم القائم عليه السلام

 

الرابع بعد المائة:  الفردوس الأكبر .

في الذخيرة والتذكرة انّ اسمه عليه السلام هذا مذكور في كتاب قبرس روميان

 

الخامس بعد المائة:  فيروز .

قال: في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام عند آمان بلغة ماچار

وقال في التذكرة في كتاب فرنگان ماچار الامان

 

السادس بعد المائة:  فرخنده .

 

وقال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب شعيا النبي.

 

السابع بعد المائة:  فرج المؤمنين .

 

الثامن بعد المائة:  الفرج الأعظم .

 

التاسع بعد المائة:  الفتح .

 

وعدّ الثلاثة في الهداية من القابه، وتقدم في اخبار ولادته أن السيدة حكيمة

 

العاشر بعد المائة:  الفقيه .

 

روى الشيخ الطوسي في التهذيب في باب حد حرم الحسين عليه السلام عن محمد بن عبد الله الحميري أنه قال:  كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله هل يجوز أن يُسبِح الرجل بطين قبر الحسين عليه السلام، وهل فيه فضل؟فأجاب، وقرأت التوقيع، ومنه نسخت:

سبح به فما من شيء من التسبيح افضل منه ومن فضله، أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح وروي عنه ايضاً، قال:  كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك، أم لا؟

 

فاجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه

 

الحادي عشر بعد المائة:  فيذموا .

 

روى الشيخ الاقدم احمد بن محمد بن عياش في مقتضب الاثر عن جابر بن يزيد الجعفي أنه قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يحدث ابا جعفر محمد بن على عليه السلام بمكة قال: سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان الله عزوجل اوحى اليّ ليلة اسري بي: يا محمد من خلّفت في الأرض على اُمتك؟ ـ وهو اعلم بذلك ـ قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد انّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها، فلا اُذكر حتى تذكر معي، انا المحمود وأنت محمد، ثم اطّلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيّك، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد الأوصياء، ثمّ اشتققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد اني خلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو انّ عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم ادخلته ناري.

 

ثمّ قال: يا محمد اتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم قال: تقدم امامك، فتقدمت امامي واذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه كوكب درّي في وسطهم، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الائمة وهذا القائم، يحل حلالي ويحرّم حرامي وينتقم من اعدائي، يا محمد أحببه فانّي احبه واُحب من يحبّه.قال جابر: فلمّا انصرف سالم من الكعبة تبعته فقلت: يا أبا عمر اُنشدك الله هل أخبرك احد غير ابيك بهذه الاسماء؟ قال: اللهم امّا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلا، ولكني كنت مع أبي عند كعب الاحبار فسمعته يقول: انّ الائمة من هذه الاُمة بعد نبيّها على عدد نقباء بني اسرائيل، وأقبل عليّ بن أبي طالب فقال كعب: هذا المقفّي اولهم وأحد عشر من ولده، وسمّاه كعب بأسمائهم في التوراة  تقوبيتقيذوا دبيرا مفسورا مسموعا دوموه مثبو هذار يثمو بطور نوقسقيدموا .

 

قال أبو عامر هشام الدستواني: لقيت يهودياً بالحيرة يقال له: عثوا ابن اُوسوا وكان حبر اليهود وعالمهم، وسألته عن هذه الاسماء وتلوتها عليه، فقال لي: من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت: هي اسماء، قال: ليست اسماء لو كانت اسماء لتطرزت في تواطي الأسماء، ولكنّها نعوت لأقوام، وأوصاف بالعبرانية صحيحة، نجدها عندنا في التوراة، ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى ; قلت: ولم ذلك؟ قال: اما العمى فللجهل بها، وامّا التعامي لئلا تكون على دينه ظهيراً وبه خبيراً، وانّما أقررت لك بهذه النعوت لاني رجل من ولد هارون ابن عمران مؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم، اسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الاسلام، ولن اُظهره بعدك لأحد حتى أموت، قلت: ولم ذاك؟ قال: لانّي أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون الّا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهراً ونؤمن به باطناً حتى يظهر المهدي القائم من ولده، فمن أدركه منّا فليؤمن به، وبه نعت الأخير من الأسماء، قلت: وبما نعت؟ قال: نعت بأنّه يظهر على الدين كلّه، ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحباً.

قلت: فانعت لي النعوت لأعلم علمها ; قال: نعم فعه عنّي وصنه الاّ عن اهله وموضعه إن شاء الله، امّا  تقوبيت  فهو اوّل الاوصياء ووصي آخر الأنبياء، وامّا  قيذوا  فهو ثاني الأوصياء واول العترة الأصفياء، وأما  دبيرا  فهو ثاني العترة وسيد الشهداء، وأما  مسفورا  فهو سيد من عبد الله من عباده، واما  مسموعا  فهو وارث علم الأولين والآخرين، واما  دوموه  فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وامّا  مثبو  فهو خير المسجونين في سجن الظالمين، واما هذار  فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع، وامّا  يثمو فهو القصير العمر الطويل الأثر، وامّا  بطور  فهو رابع اسمه وامّا  نوقس  فهو سمي عمّه، وامّا  قيدموا  فهو المفقود من أبيه وامّه الغائب بأمر الله وعلمه والقادم بحكمه

 

وقال الشيخ النعماني في غيبته: أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري رحمه الله ; ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرّجان يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها، من اسماء الائمة عليهم السلام بالعبرانية، وعدّتهم، وقد اثبته على لفظه.

وكان فيما قرأه انّه يبعث من ولد اسماعيل، في التوراة اشموعيل، يسمّى مأمَّد يعني محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يكون سيداً، ويكون من آله اثنا عشر رجلا ائمة وسادة يُقتدى بهم، واسماؤهم: تقوبيت... إلى آخر ما تقدم وسُئل هذا اليهودي عن هذه الأسماء في أيّ سورة هي؟

 

فذكر انها في مشلي سليمان، ويعني في قصة سليمان عليه السلام

 

ولا يخفى أن كلمة فيذموا في اكثر النسخ بالقاف، وفي بعضها بالفاء، لانها باللغة العبرية، كما أن النسخ القديمة غير مهتمة بضبط ذلك ولا يطمأنّ بغيرها من النسخ.

 

الثاني عشر بعد المائة:  القائم  صلوات الله عليه.

 

وهو من القابه الخاصة المتداولة والمشهورة.

 

وقال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في الزبور الثالث عشر وفي كتاب برليومو انه القائم، يعني القائم بأمر الحق تعالى لأنه عليه السلام دائبٌ في الليل والنهار باعداد أمر الله ليظهر بمجرد الاشارة.

 

وروى الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال:

 

 اذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الاسلام جديداً ... إلى أن يقولوسمّي بالقائم لقيامه بالحق

 

وروى الشيخ الطوسي في الغيبة عن أبي سعيد الخراساني أنه قال: قلت لأبي

عبد الله عليه السلام: المهدي والقائم واحد؟

 

فقال: نعم.

 

إلى أن يقول:  وسمّي القائم لأنه يقوم بعدما يموت، أنه يقوم بأمر عظيم .

 

والمراد من الموت امّا موت ذكره يعني زوال اسمه من الناس.

ولعل لفظة ذكر كانت موجودة في الخبر، وقد سقطت من نسخة الشيخ، أو من قلم الراوي، بقرينة خبر الصقر بن أبي دلف

 

بل قال الصدوق في معاني الأخبار:  وسمّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد موت ذكره

 

ويؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ النعماني في غيبته عن الامام الباقر عليه السلام انه قال:

 

 اذا دار الفلك، وقالوا: مات أو هلك، وبأيّ واد سلك، وقال الطالب له: انّى يكون ذلك وبليت عظامه؟ فعند ذلك فارتجوه

 

وروى ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

 

 إنّ القائم إذا قام يقول الناس: انّى ذلك، وقد بليت عظامه؟!!

 

وفي الرواية الأخرى:

 

 ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: امّا أنه لو قد قام لقال الناس: انّى يكون هذا، وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا؟!

 

وروى الصدوق في كمال الدين عن الصقر بن أبي دلف قال:  سمعت ابا جعفر محمد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول: انّ الامام بعدي ابني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت. فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً، ثم قال: انّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمّي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بامامته

 

وروى أيضاً عن أبي حمزة الثمالي أنه قال:

سألت الامام الباقر صلوات الله عليه، فقلت: يابن رسول الله فلستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: بلى، قلت: فلم سمّي القائم قائماً؟ قال: لمّا قتل جدّي الحسين عليه السلام ضجّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: الهنا وسيدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟

فأوحى الله عزوجل اليهم: قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه السلام للملائكة فسرّت الملائكة بذلك، فاذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عزوجل: بذلك القائم انتقم منهم

 

الثالث عشر بعد المائة:  القابض .

 

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه عليه السلام.

 

الرابع عشر بعد المائة:  القيامة .

كما في الهداية، وتظهر وجه النسبة لهذا اللقب في الساعة

 

الخامس عشر بعد المائة:  القسط .

 

كما ذكر في ذلكما الكتابين.

 

السادس عشر بعد المائة:  القوة .

 

عدّه في الهداية من الالقاب.

 

السابع عشر بعد المائة:  قاتل الكفرة .

 

تقدم مصدره في اللقب الثامن.

 

الثامن عشر بعد المائة:  القطب .

 

وهو من القابه عليه السلام الشائعة عند طائفة العرفاء والصوفية كما سوف تأتي كلماتهم في الباب الرابع.

 

وقال الشيخ الكفعمي في حاشية الجنة الواقية في دعاء أم داود عند قوله:  اللهم صلّ على الأبدال والأوتاد... الخ .

 

 وقيل أن الأرض لا تخلو من القطب واربعة اوتاد واربعين بدلا وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً .

 

فالقطب هو المهدي عليه السلام.. إلى آخر ما سوف يأتي في الباب التاسع أن شاء الله تعالى.

 

التاسع عشر بعد المائة:  قائم الزمان .

 

وفي حديث الأزدي المروي في كمال الدين الذي إلتقى به عليه السلام في المسجد الحرام وناوله عليه السلام حصاة فاذا بها سبيكة ذهب، وقد دعى له، وقال: اتعرفني؟ قال: لا.

 

 فقال عليه السلام: أنا المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي املؤها عدلا كما ملئت جوراً

 

المائة والعشرون:  قيم الزمان .

 

كما في خبر العلوي المصري، ويأتي في الباب التاسع في الحكاية الثالثة والعشرين.

 

المائة والواحد والعشرون:  القاطع .

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب القنطرة

 

المائة والثاني والعشرون:  كاشف الغطاء .

 

عدّه في الهداية والمناقب من القابه.

 

المائة والثالث والعشرون:  الكمال .

 

كما في الكتاب الأول.

 

المائة والرابع والعشرون:  كلمة الحق .

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في الصحيفة

 

المائة والخامس والعشرون:  كيقباد دوّم .

 

قال في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام عند المجوس وگبران العجم، ويعني العادل على الحق.

 

المائة والسادس والعشرون:  كوكما .

مذكور في الذخيرة انّ هذا اسمه عليه السلام في كتاب نجتا

 

المائة والسابع والعشرون:  كاز .

 

عدّه في الهداية والمناقب من القابه، وهو بمعنى الذي يرجع والذي يعود. وظاهره أنه عليه السلام يرجع من عالم الغيب والاستتار ومجانبة مساكن الأشرار.

 

ويرجع جماعة من الاموات، كما روى الشيخ المفيد في الإرشاد وغيره عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

 

 يُخْرِجُ القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا ; خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من اهل

الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وابا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً

 

أو أن المراد بالرجوع بعد موت ذكره أو موته باعتقاد الجهلة كما تقدم في لقب القائم عليه السلام.

 

المائة والثامن والعشرون:  اللواء الأعظم .

 

عدّه في الهداية من القابه.

 

المائة والتاسع والعشرون:  لنديطارا .

وذكر في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب هزار نامه هند

 

المائة والثلاثون:  لسان الصدق .

 

اسمه عليه السلام في الصحيفة، هكذا قال في الذخيرة.

 

المائة والواحد والثلاثون:  ماشع .

 

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في التوراة العبرية، وقال في التذكرة في التوراة التي نزلت من السماء.

 

المائة والثاني والثلاثون:  مهميد الآخر .

 

في الكتابين  الآنفي الذكر  أنه اسمه عليه السلام في الانجيل.

 

المائة والثالث والثلاثون:  مسيح الزمان .

ذكر فيهما أنه اسمه عليه السلام في كتاب فرنگيان

 

المائة والرابع والثلاثون:  ميزان الحق .

 

قال في الذخيرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب آژي النبي.

 

المائة والخامس والثلاثون:  المنصور .

 

ذكر في الذخيرة والتذكرة أنه اسمه عليه السلام في كتاب ديد براهمه وباعتقادهم أنه من الكتب السماوية.

 

ومروي في تفسير الشيخ فرات بن ابراهيم الكوفي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال في تفسير الآية الشريفةومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً : قال الحسين فلا يسرف في القتل أنه كان منصوراً، قال:  سمّى الله المهدي منصوراً المنصور خ.ل كما سمى أحمد ومحمد محموداً، وكما سمّى عيسى المسيح

 

ولعل النكتة من التعبير عنه عليه السلام بـ امام منصور في زيارة عاشوراء لمناسبة ما ذكر في الآية ووجهها واضح. والله العالم.

 

المائة والسادس والثلاثون:  محمد  صلى الله عليه وعلى آبائه واهل بيته.

 

اسمه الأصلي واسمه الأولي الالهي عليه السلام ; كما في الأخبار المتواترة الخاصة

والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قالالمهدي اسمه اسمي

 

المائة والسابع والثلاثون:  نية الصابرين .

 

عدّه في الهداية من القابه.

 

المائة والثامن والثلاثون:  المنتقم .

 

وعدّه هناك وفي المناقب القديمة من الالقاب.

 

وفي خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الغديرية في اوصافه عليه السلامألا أنه المنتقم من الظالمين .

 

وفي خبر الجارود بن المنذر الطويل والمشهور برواية ابن عياش في المقتضب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:

يا جارود ليلة اُسري بي إلى السماء أوحى الله عزّ وجلّ اليّ أن  سلْ من أرسلنا من قبلك من رسلنا  على ما بعثوا. فقلت: على ما بعثتم؟

 

قالوا: على نبوّتك، وولاية علي بن أبي طالب والائمة منكما.

 

ثم أوحى اليّ أن التفت إلى يمين العرش. فالتفت فاذا علي والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى

 

وان طرح المسائل العلمية يتناسب مع اهل الاختصاص.

 

ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور يصلّون.

 

فقال لي الربّ تعالى:  هؤلاء الحجج اوليائي وهذا المنتقم من أعدائي

 

وروي في علل الشرائع عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال:

 

أما لو قد قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحدّ وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها.

قلت: جعلت فداك ولِمَ يجلدها الحد؟

 

قال: لفريتها على أم ابراهيم.

قلت: فكيف أخّر الله القائم؟

فقال: لأن الله تبارك وتعالى بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم رحمة وبعث القائم عليه السلام نقمة

وروي في الكافي عنه عليه السلام أنه قال: إذا تمنّى احدكم القائم فليتمنه في عافية فانّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم رحمة ويبعث القائم نقمة

 

المائة والتاسع والثلاثون:  المهدي  صلوات الله عليه.

 

وهو اشهر اسمائه والقابه عليه السلام عند جميع الفرق الاسلامية.

روى الشيخ الطوسي في غيبته عن أبي سعيد الخراساني، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي شيء سمّي المهدي؟

قال: لأنه يهدي إلى كل امر خفي

 

وروى الشيخ المفيد في الارشاد عنه عليه السلام وانما سمّي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى امر قد ضلّوا عنه...

 

وروى يوسف بن يحيى السلمي في كتاب عقد الدرر في اخبار الامام المنتظر عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال:

 

 وانما سمّي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي .

 

... ويستخرج التوراة والانجيل من أرض يقال لها انطاكية

 

وقال في رواية أخرى:  انما سمّي المهدي لأنه يهدي إلى اسفار من اسفار

 

التوراة، فيستخرجها من جبال الشام يدعو اليها اليهود، فيسلم على تلك الكتب جماعة كبيرة، ثم ذكر نحواً من ثلاثين الفاً

 

وفي رواية أخرى:  انما سمّي المهدي لأنه يُهْدى إلى جبل من جبال الشام، يستخرج منه اسفار التوراة يحاجّ بها اليهود، فيسلم على يديه جماعة من اليهود

 

وفي هذه الأخبار اشكال لأن ما ذكروه يتناسب مع معنى الهادي الذي بمعنى الذي يهدي وليس مع المهدي الذي بمعني الذي يُهدى إلى الطريق الصحيح، واذا ضُمّ الميم يعطى معناه أيضاً لأنه بمعنى أن يبعث شخص بهدية إلى شخص آخر.

وتوضيح الجواب على هذا الاشكال سوف يأتي في لقب الهادي أن شاء الله تعالى

 

المائة والأربعون:  عبد الله .

 

من اسمائه عليه السلام المباركة، كما تقدم في اسم احمد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انه قال:  اسمه احمد وعبد الله والمهدي

 

المائة والواحد والأربعون:  المؤمَّل .

 

روى الشيخ الكليني والشيخ الطوسي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام انه قال حين ولد الحجة عليه السلام:

 زعم الظلمة انّهم يقتلونني ليقطع هذا النسل، فكيف رأوا قدرة الله، وسمّاه المؤمَّل

 

والظاهر أنه بفتح الميم الثانية، يعني أن الخلائق يتأملونه، وقد اشير في دعاء الندبة الى هذا المضمون:  بنفسي انت من امنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنّا .

 

المائة والثاني والأربعون:  المنتظر .

 

روي في كمال الدين عن الامام محمد التقي عليه السلام أنه قالانّ مِنْ بَعْدِ الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر...

فقلت له: ولِمَ سمّي المنتظر؟

 

قال: لانّ له غيبة يكثر ايّامها ويطول امدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المتسعجلون، وينجو فيها المسلّمون

 

يعني اولئك الذين يسلّمون ولا شأن لهم بالاشكالات عن سبب عدم خروجه.

 

وعليه فان هذا الخبر بفتح الظاء يعني المنتظَر الذي تعلقت كل الخلائق بانتظار قدومه.

 

المائة والثالث والأربعون:  الماء المعين .

يعني الماء الظاهر الجاري على سطح الأرض.والمروي في كمال الدين وغيبة الطوسي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية الشريفةقل أرأيتم إنْ أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين  فقال: هذه نزلت في القائم يقول: أن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون اين هو فمن يأتيكم بامام ظاهر، يأتيكم باخبار السماء والأرض وحلال الله جلّ وعزّ وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية ولابد أن يجيء تأويلها

وهناك عدة اخبار بهذا المضمون فيهما، وفي الغيبة للنعماني، وتأويل الآيات

 

ووجه تشبيهه عليه السلام بالماء، باعتباره سبباً لحياة كل ظاهر، بل أن تلك الحياة قد وجدت وتوجد بسبب وجوده المعظم بمراتب اعلى واتمّ واشد وادوم من الحياة التي يوجدها الماء، بل أن حياة نفس الماء من وجوده عليه السلام.

 

ومروي في كمال الدين عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية الشريفةاعلموا ان الله يحيي الأرض بعد موتها

 

قال: يحييها الله عزّ وجلّ بالقائم عليه السلام بعد موتها ـ موتها بكفر اهلها ـ

ولا يخفى أن الناس يستفيدون في ايام الظهور من هذه العين التي هي الفيض الرباني لهذه العين بسهولة وبساطة، مثل العطشان بجنب النهر الجاري العذب فليس عنده من الانتظار الاّ الاغتراف، ولهذا عبّر عنه عليه السلام بـ الماء المعين

 

وبما أن الحق قد رفع من الخلق الالطاف الخاصة في أيام الغيبة وذلك بسوء أعمالهم فلزمهم أن يلتمسوا الفيض ويأخذوا الخير ويتعلموا منه عليه السلام بالمشقّة والتعب والعجز والخضوع والتضرع والانابة مثلهم مثل العطشان إذا أراد أن يخرج الماء من البئر العميقة فليس عنده طريق الاّ بذل الجهد باستخدام الآلات والوسائل ليطفئ نار عطشه. ولهذا عبّر عنه عليه السلام بـ بئر معطلة ; ولا يسع المقام للشرح أكثر من هذا.

 

المائة والأربع والأربعون:  المخبر بما يعلن .

 

المائة والخمس والأربعون:  المجازي بالاعمال .

 

ذُكر الأول في المناقب القديمة، والثاني في الهداية وعُدّا من القابه عليه السلام.

 

المائة والست والأربعون:  الموعود .

 

عدّه في الهداية من القابه.

 

وروى الشيخ الطوسي عن الامام السجاد عليه السلام أنه قال في الآية الشريفةوفي السماء رزقكم وما توعدون فو ربّ السماء والأرض انّه لحق مثل ما انكم تنطقون

قال: قيام القائم عليه السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم

ونقل ايضاً عن ابن عباس مثله

 

ويحتمل أنه عليه السلام يريد تأويل الرزق في الآية بظهوره عليه السلام الذي يكون سبباً لانتشار الايمان والحكمة وانواع العلوم والمعارف وهي حقيقة الرزق وسند الحياة الانسانية وعيش الخلود، كما فسر الطعام في الآية الشريفةفلينظر الانسان إلى طعامه  بـ العلم وما ذكر بعده من الحب والعنب والزيتون والنخل والبساتين والمراتع وغيره بأنواع العلوم.

 

والمروي في غيبة النعماني عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال:  وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة نبيّه صلى الله عليه وآله

وسلّم

 

أو يكون المقصود من تفسير وما توعدون يعني ذلك الموعود الذي وعدتم به ووعد بمجيئه جميع انبياء الامم هو مجيئه عليه السلام، كما في زيارته عليه السلامالسلام على المهدي الذي وعد الله به الاُمم أن يجمع به الكلم .

 

وجاء في احدى الزيارات الجامعة في أوصافه عليه السلام:

 

 واليوم الموعود وشاهد ومشهود .

 

المائة والسابع والأربعون:  مظهر الفضائح .

 

المائة والثامن والأربعون:  مبلي السرائر .

 

عدّ الأول في المناقب القديمة والهداية والثاني في الهداية من القابه عليه السلام.

 

وتعلم حقيقة هذين اللقبين من السير في سيرته عليه السلام فقد روى النعماني في الغيبة عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:

 

 بينا الرّجل على رأس القائم يأمره وينهاه إذ قال: أديروه، فيديرونه إلى قدّامه، فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شيء الّا خافه

وفي الرواية الاخرى أنه يضرب عنقه في نفس المكان الواقف فيه

 

المائة والتاسع والأربعون:  مبدئ الآيات .

 

كما في الهداية.

 

يعني مظهر آيات الله تعالى. أو محل ظهور وبروز الآيات الالهية. لأنه في ذلك اليوم يفرش بساط الخلافة في الأرض، البساط الذي قد وضع جميع الانبياء والرسل عليه أقدامهم فجاؤوا بتلك الآيات البينات والمعجزات الباهرات من اجل هداية الخلق في مقام الارشاد واعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل.

 

ولم يعزّ الله تعالى أحداً بمثل هذا التعظيم ولم يعطِ لأحد مثل هذا المقدار من الآيات كما أعطى لمهديه صلوات الله عليه ويجريها له.

 

وقد اعطاه الله تعالى عمراً طويلا ولا يُعلم إلى أين سوف يمتد عندما يظهر في هيئة رجل ابن ثلاثين سنة، وتظلله غمامة بيضاء على رأسه، وتنادي بلسان فصيح:  هذا مهدي آل محمد عليهم السلام  ويمسح على رؤوس شيعته فتكمل عقولهم، وانه تظهر الملائكة في عسكره المبارك ويراها الناس كما كانوا يرونها إلى عهد ادريس النبي عليه السلام، وتظهر في جيشه عساكر من الجن.

 

وليس في عسكره طعام ولا شراب الاّ حجر يحمل وان طعامهم وشرابهم من ذلك الحجر.

 

وتشرق الأرض وتضيء بنور جماله فتنتفي الحاجة إلى ضوء القمر.

 

ويزول الشر والضرر من الوحوش والحشرات، ويرفع الخوف والرعب منها.

 

وتظهر الأرض كنوزها، ويخفف الفلك من سرعة حركته ويمرّ جيشه من على وجه الماء، ويخبر الجبل والحجر عن الكافر الذي اختفى فيه، ويعلم الكافر بسيمائه، ويكون كثير من الأموات في ركبه المبارك ويضرب السّيف على هامات الأحياء.

 

وغير ذلك من الآيات العجيبة، وكذلك الآيات التي تظهر قبل ظهوره

 

المائة والخمسون:  المحسن .

 

المائة والواحد والخمسون:  المنعم .

 

المائة والثاني والخمسون:  المفضل .

 

وعدّ الثلاثة في الهداية من القابه.

 

والثلاثة من الاسماء الحسنى، وقد جعله تعالى مظهرها الاعظم كما روى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب الاقبال بسند صحيح في خبر طويل عندما اوفد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى نجران لدعوة النصارى، فجُمع هناك علماؤهم لأجل تبيين صدق دعواه صلى الله عليه وآله وسلّم واُحضرت الكتب السماوية ونظروا فيها، ومنها صحيفة آدم صفي الله الكبرى المستودعة علم ملكوت الله جلّ جلاله وما ذرأ وما برأ في ارضه وسمائه.... فألفوا في المصباح الثاني من فواصلها....

 

وبعد عدّة فقرات..  ثم نظر آدم إلى نور قد لمع فسدَّ الجو المنخرق فأخذ بالمطالع من المشارق ثم سرى كذلك حتى طبق المغارب، ثم سما حتى بلغ ملكوت السماء، فنظر فاذا هو نور محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم واذا الأكناف به قد تضوّعت طيباً واذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن خلفه وامامه، أشبه شيء به أرجاً ونوراً ويتلوها انوار من بعدها تستمد منها واذا هي شبيهةٌ بها في ضيائها وعظمها ونشرها ثمّ دنت منها فتكللت عليها، وحفت بها ونظر فاذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل الأوائل جداً جداً، وبعض هذه أضوءُ من بعض، وهي في ذلك متفاوتون جداً، ثم طلع عليه سواد كالليل وكالسيل، ينسلون من كل وجهة وأرب، فاقبلوا كذلك حتى ملأوا القاع والأكم، فاذا هم أقبح شيء صوراً وهيئة، وانتنه ريحاً.

فَبَهر آدم عليه السلام ما رأى من ذلك وقال: يا عالم الغيوب، وغافر الذنوب ويا ذا القدرة القاهرة والمشيئة العالية، مَنْ هذا الخلق السعيد الذي كرمت ورفعت على العالمين، ومن هذه الأنوار المنيفة المكتنفة له؟

 

فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا آدم هذا وهؤلاء وسيلَتُك ووسيلة من أسعدت من خلقي، هؤلاء السابقون المقربون والشافعون المشفعون.

 

وهذا أحمد سيدهم وسيد بريتي اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي، فانا المحمود وهو محمد، وهذا صنوه ووصيه آزرته به.

 

وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه.

 

وهذه سيدة امائي والبقية في علمي من أحمد نبيي.

 

وهذان السبطان والخلفان لهم.

 

وهذه الأعيان المضارع نورها أنوارهم بقية منهم الّا انّ كلا اصطفيت وطهرت، وعلى كلٍّ باركت وترحمت، فكلا بعلمي جعلتُ قدوة عبادي ونور بلادي.

 

ونظر فاذا شبحٌ في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا.

 

فقال الله تبارك وتعالى: وبعبدي هذا السعيد أفكّ عن عبادي الأغلال، وأضع عنهم الآصار، وأملأ أرضي به حناناً ورأفة وعدلا كما مُلِئَتْ من قبله قسوةً وقشعريةً

 

المائة والثالث والخمسون:  المنّان .

 

كما في الهداية، وهو كالأسماء السابقة من الأسماء الحسنى، وقد ذكر في خبر سابق في اليد الباسطة بما يناسب هذا المقام.

 

المائة والرابع والخمسون:  الموتور .

 

وقد ذكر هذا اللقب في عدة أخبار شريفة، والموتور بوالده أي قُتل والده ولم يطلب بدمه.

وقال المجلسي رحمه الله:  والمراد بالوالد اما العسكري عليه السلام أو الحسين، أو جنس الوالد ليشمل جميع الائمة عليهم السلام

 

وهناك خبر فيه الموتور بأبيه وهو كسابقه.

 

وبما أنه لم يُطلب بدم الائمة الماضين، وقد وصل ارث الامامة اليه عليه السلام، فقد انتقل هذا الحق اليه وسوف يطلب بدمهم جميعاً ; بل بما أنه وارث جميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء الراشدين فسوف يطلب بكلّ دماء الذين استشهدوا، كما هو مذكور صريحاً في دعاء الندبة.

 

وقد روي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام في حديث انّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد! انّه يخرج موتوراً، غضبان، أسفاً  لغضب الله على هذا الخلق ، يكون عليه قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذي عليه يوم أحد

يعني ذلك القميص الملطخ بالدم، كما سيأتي في الوارث

 

المائة والخامس والخمسون:  المدبّر .

 

عدّه في المناقب القديمة من ألقابه عليه السلام.

 

المائة والسادس والخمسون:  المأمور .

 

كما مذكور هناك.

 

المائة والسابع والخمسون:  المقدرة .

 

كما في الهداية.

 

وذلك لكثرة ما تظهر وتبرز عجائب القدرة الالهية منه عليه السلام حتى تصل الى حدّ يقال انّه عين القدرة، كما تقدّم في اطلاق العدل و القسط عليه عليه السلام بهذا اللحاظ.

 

المائة والثامن والخمسون:  المأمول .

كالمؤمل، وروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام بعد ان ذكر جملة من العلامات، قال:  ثم يقوم القائم المأمول، والامام المجهول... الخ

 

وفي غيبة الفضل قال:  السلطان المأمول .

 

وفي زيارته المأثورة عليه السلام:  السلام عليك أيها الامام المأمول .

 

وفي مصباح الشيخ الطوسي وغيره المروي عن عاصم بن حميد عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال: وقد ذكر عملا للحاجة فليصم يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة، فاذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوباً نظيفاً ثم يصعد الى أعلى موضع في داره فيصلى ركعتين...

 

ثم يدعو بدعاء، واحدى فقراته هي:

 

 واتقرّب اليك بالبقية الباقي المقيم بين اوليائه الذي رضيته لنفسك الطيّب الطاهر الفاضل الخيّر نور الأرض وعمادها ورجاء هذه الأمة وسيدها الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدّي عن النبيين وخاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين...

 

المائة والتاسع والخمسون:  المفرج الأعظم .

عُدَّ من القابه في الهداية والمناقب القديمة

 

وقد روى الشيخ المسعودي في اثبات الوصية، والحضيني في كتابه غير الهداية عن الامام الرضا عليه السلام انّه قال:  اذا رفع علمكم من بين اظهركم فتوقعوا الفرج الأعظم

 

المائة والستون:  المضطر .

 

وروي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الصادق عليه السلام انه قال في الآية الشريفةأمَّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض  نزلت في القائم عليه السلام، هو والله المضطر اذا صلّى في المقام يعني مقام ابراهيم ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض

 

وفي تأويل الآيات للشيخ شرف الدين مروي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال في الآية المذكورة:  هذه نزلت في القائم عليه السلام اذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع الى ربّه فلا تردّ له راية أبداً

 

يعني أين يوجهها تفتح.

 

وروي ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال:  إنّ القائم اذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة، ويجعل ظهره الى المقام، ثم يصلي ركعتين، ثم يقوم فيقول:  يا أيها الناس انا اولى الناس بآدم، أنا أولى الناس بابراهيم يا أيها الناس أنا أولى الناس باسماعيل، يا أيها الناس أنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم، ثم يرفع يديه الى السماء، فيدعو، ويتضرّع حتى يقع على وجهه، وهو قوله عزّ وجلّأمّن يجيب المضطر.. الى آخره

 

المائة والواحد والستون:  مَن لم يجعل الله له شبيهاً .

عدّه في المناقب القديمة من القابه عليه السلام، ونقل في الهداية سَمِيّاً وفسّره: بـ شبيهاً

 

ومن التأمل ـ في الجملة ـ في هذا الباب، والباب القادم يعلم انّه لا يوجد له شبيه ونظير، ولم يصل ولن يصل أحد الى عزّته وجلاله.

 

المائة والثاني والستون:  المقتصر .

 

عدّه في المناقب القديمة من القابه.

 

ولعلّ المراد منه انّ جميع الأنبياء والأوصياء الماضين قد ابتلوا في أيام رئاستهم وعزتهم بمعاشرة ومؤانسة وصحبة المنافقين والفاسقين بل الاتصال والزواج منهم، وكانوا مأمورين بمداراتهم وائتلافهم لأجل حفظ وبقاء الدين وعصابة المؤمنين.

 

أمّا المهدي صلوات الله عليه فسوف يقتصر على الانصار والأعوان والأصحاب المؤمنين المخلصين والعباد الصالحين الذين مدحهم الله تعالى وأخبر عنهمعباداً لنا أولي بأس شديد  ; كما رواه العياشي..

 

ويحتمل أن تكون الكلمة المذكورة هي المنتصر، وقد تكون قد أخذت من الآية الشريفة  ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل  كما هو مروي في تفسير القمي عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال:

 

 يعني القائم عليه السلام وأصحابه... والقائم اذا قام انتصر من بني امية ومن المكذبين والنصّاب...

 

المائة والثالث والستون:  المصباح الشديد الضياء .

 

كما تقدّم في اللقب الثامن والعشرين.

 

المائة والرابع والستون:  الناقور ـ الصور .

 

مثل البوق، ومثل الشيء الذي يقرع به.

 

وقد روي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام انه قال في الآية الشريفةفاذا نقر في الناقورإنّ منّا اماماً مستتراً فاذا أراد الله عزّ وجلّ

اظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله عزّ وجلّ وفي تفسير السياري مروي عنه عليه السلام انّه قال في الآية المذكورة:  اذا نقر في اذن القائم عليه السلام اذن له في القيام

 

ومروي في اثبات الوصية للمسعودي عن المفضل بن عمر انّه قال:  سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر. فقال: لا تُحدِّث به السفلة فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزّ وجلّ  فاذا نقر في الناقور  انّ منّا مَنْ يكون اماماً مستتراً فاذا أراد الله اظهار أمره نكت في قلبه فيظهر حتى يقوم بأمر الله جلّ ثناؤه

 

المائة والخامس والستون:  الناطق .

 

عدّه في المناقب القديمة والهداية من ألقابه عليه السلام.

 

والمروي في مقتضب الأثر في خبر طويل ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذكر الأئمة عليهم السلام لسلمان إلى أن قال: ... ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله العسكري، ثم ابنه حجة الله فلان سمّاه باسمه ابن الحسن المهدي، والناطق القائم بحق الله  وفي زيارة عاشوراء برواية ابن قولويه:  وان يرزقني  طلب  ثاركم مع امام مهدي  ظاهر  ناطق لكم

 

وبرواية الشيخ الطوسي:  امام مهدي ظاهر ناطق  بالحق  منكم

 

وكونه عليه السلام ناطق واضح، وذلك لأن آباءَه الطاهرين قد ختموا على أفواههم بختم السكوت ولم يتكلّموا بالعلوم والأسرار والمعارف والحكم الّا قليلا لعدم وجود حملتها، بل انّ كثيراً من الأحكام بقيت في حجاب الخفاء خوفاً من الأعداء. قال محمد بن طلحة الشافعي انّ امير المؤمنين عليه السلام سمّي بالبطين يعني مبطن ومخفي العلوم والأسرار التي علّمها له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعدم وجود حملتها وللخوف ولضيق المجال، فكلّ الخزائن الالهية المذخورة تصل للناس عن لسانه المبارك عليه السلام.

 

وفي دعاء الشهر المبارك:  اللهم اُظْهِرْ به دينك وسنة نبيّك حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخَلق

 

المائة والسادس والستون:  النهار .

روى الشيخ فرات بن ابراهيم في تفسيره عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال: قال الحارث الأعور للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله جعلت فداك أخبرني عن قول الله في كتابهوالشمس وضحاها ؟

 

قال: ويحك يا حارث، ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

 

قال: قلت: جعلت فداك ; قولهوالقمر اذا تلاها ؟قال: ذلك أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يتلو محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم.

قال: قلتوالنهار اذا جلّاها ؟

قال: ذلك القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يملأ الأرض عدلا وقسطاً

 

وروي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال في الآية الشريفةوالليل اذا يغشى  قال: الليل في هذا الموضع فلان غشي أمير المؤمنين في دولته التي جرت له عليه وامير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي.

قالوالنهار اذا تجلى  قال: النهار، هو القائم عليه السلام منّا أهل البيت، اذا قام غلب دولته الباطل ; والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب الله نبيّه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا

 

المائة والسابع والستون:  النفس .

 

عدّه في الهداية من ألقابه.

 

المائة والثامن والستون:  نور آل محمد  عليهم السلام.

 

كما سوف يأتي في خبر في الباب التاسع إن شاء الله عن الامام الصادق عليه السلام، وعدّه في الذخيره من أسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن. وهو مذكور في عدّة اخبار متقدّمة وسوف يأتي بعضها في الآية الشريفةوالله متمّ نوره  يعني: بولاية القائم عليه السلام وبظهوره عليه السلام.

 

وفي الآيةواشرقتِ الأرضُ بنورِ ربّها  يعني أشرقت الأرض بنوره عليه السلام.

 

وجاء في إحدى الزيارات الجامعة في أوصافه عليه السلام:  نور الأنوار الذي تشرق به الأرض عمّا قليل .

ومروي في غاية المرام وغيره عن جابر بن عبد الله الأنصاري: قال: دخلت الى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب باصبعه ويتبسّم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها، فقلت له: وأي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: قوله تعالىالله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة  المشكاة محمد صلى الله عليه وآله، فيها مصباح أنا المصباح،  في زجاجة  الزجاجة الحسن والحسين  كأنها كوكب دري  وهو علي بن الحسين،  يوقد من شجرة مباركة  محمد بن علي،  زيتونة  جعفر بن محمدلا شرقية  موسى بن جعفر  ولا غربية  علي بن موسى  الرضا  يكاد زيتها يضيء  محمد بن علي  ولو لم تمسسه نار  علي بن محمد  نور على نور  الحسن بن علي  يهدي الله لنوره من يشاء  القائم المهدي عليهم السلام

 

وقد ذكر في جملة من أخبار المعراج ان نوره عليه السلام في عالم الاظلة بين أنوار وأشباح الأئمة عليهم السلام مثل الكوكب الدرّي بين سائر الكواكب، وفي خبر كنجم

 

الصبح لأهل الدنيا.

 

المائة والتاسع والستون:  نور الأصفياء .

 

المائة والسبعون:  نور الأتقياء .

 

تقدّم مصدرهما في الاسم الثامن والعشرين.

 

المائة والواحد والسبعون:  النجم .

 

عدّه في الذخيرة من اسمائه عليه السلام المذكورة في القرآن.

 

المائة والثاني والسبعون:  الناحية المقدسة .

 

قال في جنات الخلود: كان يُدعى عليه السلام في ايام التقية احياناً بهذا اللقب.

 

المائة والثالث والسبعون:  واقيذ .

 

في الكتاب المذكور مسطور ان هذا لقبه عليه السلام في الكتب السماوية يعني الغائب مدّة مديدة.

ومذكور في تاريخ عالم آرا انّه اسمه عليه السلام قد كتب في التوراة واقيذما

 

المائة والرابع والسبعون:  الوتر .

 

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه.

 

يعني الوحيد والفريد والفرد والمنفرد في الكمالات والفضائل الممكن تحققها في نوع البشر، وقد كانت فيه خصائص وكرامات الهية اختصت به، وستكون فيه ما لم تمنح لأحد من الحجج قبله عليه السلام.

 

المائة والخامس والسبعون:  الوجه .

 

عدّه في الهداية من القابه، وفي زيارته عليه السلام:  السلام على وجه الله المتقلّب بين اظهر عباده .

 

المائة والسادس والسبعون:  ولي الله .

 

وقد ذكر في الأخبار مكرراً بهذا اللقب خصوصاً في لسان الرواة، وسيأتي في اليد الباسطة انّ الله عزّ وجلّ قال في ليلة المعراج:  ذلك  يعني القائم عليه السلام وليّ الله حقاً

 

وروي في كفاية الأثر للخراز عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال:

 

... فاذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا وليّ الله فاقتل أعداء الله

 

وفي خبر آخر قال: .. له عَلَمٌ فينادي بذلك النداء في ذلك الوقت.

 

المائة والسابع والسبعون:  الوارث .

 

عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه، ويأتي في الخطبة الغديرية ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال:  الّا انه وارث كل علم والمحيط به .

 

ومن الواضح انّه عليه السلام وارث العلوم والكمالات والمقامات والآيات البينات لجميع الانبياء والأوصياء وآبائه الطاهرين عليهم السلام.

 

وفي حديث طويل ومفصل ان الامام الصادق عليه السلام قال:  حتى يرد الكوفة... ثم يقول الحسني خلّوا بيني وبين هذا، فيخرج اليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول له الحسني ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخاتمه وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه المربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين عليه السلام بغير تغييروتبديل.

فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه

قال المفضل: يا سيدي فهذا كلّه كان في السفط؟

قال: نعم والله وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم، وآلة نجارة نوح، وتركة هود وصالح ومجموع ابراهيم وصاع يوسف، ومكيل شعيب وميزانه، وعصى موسى وتابوته الذي فيه بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، ودرع داود وعصاته وخاتم سليمان وتاجه، ورحل عيسى وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط

وروى الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره انّه جاء عن الصادقَيْن عليهما السلام: إنّ تابوت وعصى موسى في بحيرة طبرية، وإنَّ الامام صاحب الزمان عليه السلام يخرجهما في عهده من هناك

 

ومروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال:  عصى موسى قضيب آس مِنْ غرس الجنّة أتاه بها جبرئيل عليه السلام لمّا توجّه تلقاء مَدْين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يَبْلَيا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم عليه السلام اذا قام

 

وجاء في عدة اخبار انّ الكتب السماوية الأصلية في غار في انطاكية وانّه عليه السلام سوف يخرجها من هناك.

 

ومروي في غيبة الفضل بن شاذان عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال:  اوّل ما يبدأ القائم عليه السلام بانطاكية فيستخرج منها التوراة من غار فيه عصى موسى، وخاتم سليمان

 

المائة والثامن والسبعون:  الهادي .

 

في تاريخ الجهضمي في باب ألقاب الائمة عليهم السلام:  لقب القائم عليه السلام الهادي، المهدي ولم يجعل الله تعالى احداً هادياً للعالم كافة، ولم يرسله اليهم، بل لم يعده باتمام عمله ; الّا بعد أن يحصل هو حقيقة الهداية، وبعد أن تفتح له جميع الطرق الى الحق والحقيقة، وبعد أن يصل الى جميع مقاصدها، ويكون قادراً على القيام بالهداية، فبعد ذلك يجعله الله تعالى هادياً، ويشرفه بهذا اللقب، فلابدّ ان يكون مهدياً، ولا يلقب حضرته بالمهدي الّا بعد ان يكون عنده هذا المقام من الهداية ليتمكن على القيام بواسطة جنابه المقدس في مقام هداية الخلق، ويعلم كل واحد طريقاً ويقدر على ان يوصله الى غايته بحسب قابلياته.

 

وطبق هذه الملاحظة فيمكن تفسير كل واحد منها بالآخر كما تقدّم في لقب المهدي عندما سئل الامام الصادق عليه السلام عن معنى المهدي، فانّه قال عليه السلاملانّه يهدي الناس.. الخ  يعني انّ ذلك المهدي سمّاه الله تعالى مهدياً لأنّه منح مقام الهداية بحيث يقدر ان يقوم بمقام الهداية عن وجوده الأقدس.

ونظير اشكال تفسير المهدي بالهادي يوجد اشكال في لقب أمير المؤمنين عليه السلام المبارك كما روي في معاني الأخبار والعلل عن الامام الباقر عليه السلام انّه سئل: لم سمّي امير المؤمنين عليه السلام امير المؤمنين؟

 

قال: لأنّه يميرهم العلم، اما سمعت كتاب الله عزّ وجلّونمير أهلنا

 

ووجه الاشكال: انّ الميرة بمعنى جلب الطعام من مار، يمير، ميراً.

 

وأمير من أمَرَ يأمر.

 

وقال بعض: انّه على وجه القلب.

 

المائة والتاسع والسبعون:  اليد الباسطة .

 

عدّه في الهداية من الألقاب الخاصة به.

 

يعني يد قدرة الله ونعمته التي بها يوسع رحمته ورأفته ولطفه على العباد، ويبسط رزقه عليهم، وبها يدفع البلاء عنهم.

روى الشيخ الصدوق في الأمالي عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:  لما عرج بي الى السماء السابعة ومنها الى سدرة المنتهى، ومن السدرة الى حجب النور ناداني ربي جلّ جلاله:يا محمد انت عبدي وأنا ربّك فلي فاخضع وإياي فاعبد وعليّ فتوكّل وبي فثق فاني قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولا ونبياً، وبأخيك علي خليفة وباباً فهو حجتي على عبادي وامام لخلقي، به يُعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وامائي، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه اُطهّر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه احيي عبادي وبلادي بعلمي وله به اظهر الكنوز والذخائر بمشيتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بارادتي، وامدّه بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك وليّي حقاً ومهدي عبادي صدقاً

 

المائة والواحد والثمانون:  وهوهل .

روى الشيخ احمد بن محمد بن عياش في الجزء الثاني من مقتضب الأثر باسناده عن حاجب بن سليمان أبي موزج الصيدوى قال:  لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان الوافد الى المنصور المنصوب على يهود الجزيرة وغيرها، اسلم على يد أبي جعفر المنصور ; وكان قد حج اليهود ببيانه وكانوا لا يستطيعون جحده لما في التورية من علامات رسول الله صلى الله عليه وآله والخلفاء من بعده ; فقال لي يوماً: يا أبا موزج إنّا نجد في التوراة ثلاثة عشر اسماً منها محمد صلى الله عليه وآله واثني عشر من بعده من أهل بيته ; هم أوصياؤه وخلفاؤه مذكورون في التورية ليس فيهم القائمون بعده ; من تيم ولا عدي ولا بني اُمية ; واني لأظن ما يقوله هذه الشيعة حقاً؟ قلت: فأخبرني به، قال لتعطيني عهد الله وميثاقه أن لا تخبر الشيعة بشيء من ذلك فيظهروه عليّ؟ قلت: وما تخاف من ذلك؟ والقوم من بني هاشم قال: ليست أسماؤهم أسماء هؤلاء بل هم من ولد الأول منهم ; وهو محمد صلى الله عليه وآله ومن بقيته في الأرضمن بعده، فأعطيته ما أراد من المواثيق، وقال لي: حدث به بعدي ان تقدمتك والّا فلا، عليك أن لا تخبر به أحداً ; قال: نجدهم في التوراة شموعل شماعيسحوا، وهي وتطلق احياناً على جميع الكتب السماوية النازلة من عهده الى قبل عيسى عليه السلام من الأنبياء حيث كانوا في تلك الأزمنة، ويقال لها ايضاً العهد القديم

 

المائة والثاني والثمانون:  يعسوب الدين .

روى الشيخ الطوسي في الغيبة عن الامام الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيبعث الله قوماً من أطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله انّي لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، وهو قول الله  أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً اِنَّ الله على كلّ شيء قدير  حتى انّ الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك

 

ولا يخفى انّ اكثر هذه الأسماء والألقاب والكنى التي ذكرت انّما هي من الذات المقدسة للباري تعالى، والأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وإنَّ جعلَ اللهِ تعالى وخلفائه اسماً لأحد ليس هو كالجعل للأسماء المتعارف بين الخلائق حيث لم يراعوا معنى ذلك الاسم ولم يلاحظوا وجوده وعدم وجوده في ذلك الشخص، وكثيراً ما يُسمّى وضيعوا المنزلة والفطرة ومذمومو الخلقة والخصال بأسماء شريفة.

 

ولكن الله تعالى وأولياءه لا يضعون اسماً ما لم يصدق معنى ذلك الاسم على مسمّاه، وتُلاحَظ معان وصفات متعددة في اسم شريف واحد، ولذلك يمنح له ذلك الاسم، ولهذا السبب قد بيّنوا، في الأخبار المكررة في مقام جواب السائل علةَ الأسماء

 

والألقاب الشريفة للحجج عليهم السلام. وقد ذُكر لبعضها وجوه متعددة كما في وجه كنية أبو القاسم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاللأنّه كان له ابن يقال له قاسم فكنّي به  وقال ايضاً: .. انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أب لجميع أمته، وعليّ عليه السلام فيهم بمنزلتهوهو  قاسم الجنة والنار.. فقيل له ابو القاسم ، وقال أيضاً لأنّه يقسم الرحمة بين الخلق يوم القيامة وهكذا في سائر الأسماء والألقاب.

 

ومن هنا يعلم انّ كثرة الأسماء والألقاب الالهية كاشفة عن كثرة الصفات والمقامات العالية، حيث يدل كلّ واحد منها على خلق وصفة وفضل ومقام، بل انّ بعضها تدل على جملة مجموعة منها.ومنها يترقى الى تلك المقامات بمقدار ما يتحمله اللفظ ويوسعه الفهم، وقد ظهر ايضاً انّ ادراك أدنى مقام من مقامات الامام صاحب الزمان عليه السلام خارج عن قوة البشر.

 



([1])كمال الدين (الصدوق): ص 653، ج 2.

([2])الغيبة (الطوسي): ص 274.

([3])كشف الغمة: ج 2، ص 475، عن ابن الخشاب: (... انه ذو الاسمين).

([4])نسخة أخرى بدل (ابنه): (ابيه).

([5])رجال الكشي: ص 534.

([6])قال المؤلف رحمه الله: (عن صاحب الزمان.

([7])). أمّا بمعنى (هجموا) أو استخدم مجازاً بمعنى ملؤا وقد ترجمه المؤلف رحمه الله بالمعنى الثّاني.

([8])الرجل كناية عن الصاحب عجل الله تعالى فرجه.

 

 

([9])في الترجمة زيادة (وتوجه إلى سامراء) وليست هذه الزيادة في المصدر.

([10])العسكر: اسم من اسماء سامراء.

([11])الكافي (الاصول): ج 1، ص 517 - 518.

([12])البحار: ج 51، ص 72.

([13])كمال الدين: ص 474.

([14])كشف الغمة (الاربلي): ج 2، ص 475.

([15])كشف الغمة: ج 2، ص 475.

([16])منها ما في المقنع للصدوق، (ص 112):  إذا كان اسمه (خ. ل الاسم) محمداً فلا تكنّه بابي القاسم  وفي الهداية للصدوق (ص 70)  ولا يكنّيه... ولا بأبي القاسم إذا كان الاسم محمداً. وفي (فقه الرضا) عليه السلام، (ص 239):  لا يكنّى... ولا بأبي القاسم إذا كان الاسم محمداً .

 

وفي الجعفريات باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: اني لا احل لاحد ان يسمّى باسمي ولا يتكنى بكنيتي الاّ مولود لعلي من ابنتي فاطمة عليها السلام فقد نحلته اسمي وكنيتي... .

 

 

([17])منها ما رواه الصدوق في كمال الدين (ص 482):  خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه السلام: ملعون ملعون من سمّاني في محفل من الناس . وروى الصدوق ايضاً في كمال الدين، ص 483 باسناده عن محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه:  خرج توقيع بخط اعرفه: من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله .

 

وروى الكليني في باب (ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام) من كتاب (الحجة) في الكافي الشريف بسند صحيح عن أبي جعفر الثاني عليه السلام... إلى ان يقول:  واشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنّى ولا يسمّى حتى يظهر امره فيملأها عدلا كما ملئت جوراً .

وروى الصدوق في كمال الدين، ص 648 باسناده عن أبي هاشم الجعفري قال:  سمعت ابا الحسن العسكري عليه السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: لانكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكر اسمه، قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه .

وقد كتب المحقق الداماد رحمه الله كتاباً تحت عنوان (شرعة التسمية) واثبت فيها حرمة تسميته وتكنيته الاّ يوم ظهوره عجل الله تعالى فرجه.

([18])البيان في اخبار صاحب الزمان عليه السلام (الكنجي الشافعي): ص 30.

([19])في تفسير البرهان (سيد هاشم البحراني): ج 4، ص87، عن المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله  واشرقت بنور ربها  قال: رب الأرض يعني امام الأرض، قلت: فاذا خرج يكون ماذا؟ قال: اذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام عليه السلام.

([20])عن كشف الاستار عن غيبة الفضل بن شاذان: ص 222.

([21])كمال الدين: ص 368 ـ والآية 20 من سورة لقمان.

([22])ة 86 ; من سورة هود.

([23])كشف الحق: ص 183.

([24])في التفسير المحقق: عمر بن زاهر.

([25])تفسير الفرات بن ابراهيم الكوفي: ص 193.

([26])الآية 45 من سورة الحج.

([27])تفسير القمي: ج 2، ص 85.

([28])معناها بالعربية (عبد الله)، وابقينا الاسماء على فارسيتها لأن من طبيعة الاسم ان يبقى على لفظه إذا ترجم إلى لغة أخرى، كما ان اسماء الكتب التي نقلت منها الاسماء ابقيناها كما هي أيضاً.

([29])معنى (پرويز) بالفارسية (المنتصر)، وفي كتاب (الزام الناصب) ج 1، ص 482 ذكره (پرويز بابا ترجمته بالعربية أبو الپرويز) ويظهر انه نقل الاسم من هذا الكتاب واشتبه عليه (با باء پهلوية) يعني مع باء پهلوية، فتصور با باء انها بابا، فمع انهما كلمتان الاولى (با) بمعنى (مع) و(باء) وهي حرف معروف.

([30])الباء الپهلوية هي الباء التي تكتب بثلاث نقاط تحتانية، والپهلوية لغة معروفة قديمة يقال انها اصل اللغة الفارسية القديمة.

([31])يقصد به كتاب (ذخيرة الالباب).

([32])يقصد به كتاب (ذخيرة الالباب) ايضاً.

([33])لا يوجد هذا الحديث في تفسير فرات ولعله من سهو القلم، وانما هو في تفسير (تأويل الآيات الظاهرة) للسيد شرف الدين النجفي الاسترابادي: ج 2، ص 689 ـ وفي المحجة فيما نزل في القائم الحجة (للسيد هاشم البحراني): ص 86 - 87 ـ وفي (البرهان) للبحراني ايضاً: ج 4، ص 329. وقد رووا الحديث عن (محمد بن العباس).

([34])مقتضب الاثر في النص على الائمة الاثني عشر (تأليف احمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش الجوهري المتوفى سنة 401 هـ): ص 12 ـ 14، ط 1349 هـ قم.

([35])تذكرة الخواص (سبط ابن الجوزي): ص 363، قال:  وكنيته ابو عبد الله وابو القاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الائمة .

([36])كمال الدين: ص 653

([37])كمال الدين: ص 432.

([38])اولاهما رواه النعماني في غيبته باسناده عن عبد الاعلى بن حصين الثعلبي عن ابيه قال: لقيت ابا جعفر محمد بن عليّ عليهما السلام في حج أو عمرة، فقلت له: كبرت سنّي، ودق عظمي، فلست ادري يقضى لي لقاؤك أم لا؟ فاعهد اليّ عهداً، واخبرني متى الفرج؟

 

فقال: ان الشريد الطريد الفريد الوحيد، الفرد من اهله الموتور بوالده، المكنّى بعمّه هو صاحب الرايات واسمه اسم نبي.

 

فقلت: أعد عليّ، فدعا بكتاب أديم أو صحيفة فكتب لي فيها: ص 178، الباب العاشر، ح 22.

 

وثانيها رواه النعماني في غيبته باسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: صاحب هذا الامر هو الطريد الفريد الموتور بابيه المكنّى بعمّه المفرد من اهله اسمه اسم نبي. ص 179، الباب العاشر، ح 24.

([39])البحار: ج 51، ص 37

([40])المصدر السابق، وفي النص الفارسي (بن الفتح).

([41])الانسب ترجمتها بـ (المشاكل) ففي الفارسي ترجمتها الحرفية (الاعمال

([42])البرهان: ج 4، ص 433.

([43])البرهان: ج 4، ص 433.

([44])هكذا في كمال الدين، وكفاية الاثر، ولكن في الغيبة ونسخة بدل من كفاية الاثر (العسكري)، واما في الكتاب (النجم الثاقب) فهو علي النقي عليه السلام.

([45])كمال الدين (الصدوق): ص 381 ـ الغيبة (الطوسي): ص 121 - 122 ـ وكفاية الأثر (الخراز): ص 284 - 285.

([46])الآية 81 من سورة الاسراء.

([47])البرهان: ج 2، ص 441.

([48])كمال الدين: ص 441.

([49])الذخيرة والتذكرة.

([50])اسم قديم للصين الشمالية ـ قاموس عميد: ص 521.

([51])البحار: ج 51، ص 24.

([52])كشف الغمة: ج 3، ص 265.

([53])كشف الغمة: ج 3، ص 265.

([54])الهداية الكبرى: ص 366 ـ

([55])بحار الانوار: ج 53، ص 9.

([56])البحار: ج 53، ص 9.

([57])الغيبة (النعماني): ص 281، الباب 14، ح 67.

([58])من الآية 16، من سورة التكوير.

([59])الهداية: ص 362.

([60])كمال الدين: ص 324 - 325، باب 32، ح 1 ـ وفي الغيبة (الطوسي): ص 101 ـ وفي الغيبة (للنعماني): ص 150، باب 10، ح 7.

([61])كشف الغمة: ج 2، ص 486.

([62])كشف الغمة: ج 2، ص 477.

([63])البيان (الكنجي الشافعي): ص 13 و14، وفيه عدة روايات في الباب الرابع تصف بها المهدي عليه السلام انه (خليفة الله).

([64])الدر المنثور في التفسير بالمأثور (السيوطي): ج 5، ص 115 ـ 118، وهي روايات كثيرة بهذه المعاني في كل منها شيء مما ذكره المؤلف رضوان الله تعالى عليه، فمنها:

 

* عن ابن عباس قال: الدابة ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون، لها اربع قوائم، تخرج بعقب من الحاج.

 

* وعن الحسن ان موسى عليه السلام سأل ربه ان يريه الدابة فخرجت ثلاثة ايام بلياليها تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها، قال: فرأى منظراً فظيعاً، فقال: رب ردها، فردّها.

 

* وعن ابن عمر، وقال: تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة فتأتي الرجل وهو يصلي فتقول طوّل ما شئت ان تطوّل فوالله لاخطمنّك.

 

* وعن حذيفة بن اليمان عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم:... وتخرج الدابة من الصفا اول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر.

 

* وعن ابن عباس:... فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسود بها وجهه.

 

* وعن ابن الزبير انه وصف الدابة فقال: رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، واذنها اذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر اسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هرة، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعاً تخرج معها عصى موسى وخاتم سليمان ولا يبقى مؤمن الاّ نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء، فتفشو تلك النكتة حتى يبيضّ لها وجهه...

 

* وعن عمرو بن العاص:... رأسها يمس السحاب وما خرجت رجلها من الأرض...

([65])مجمع البيان: ج 4، ص 234.

([66])الآية 8 من سوة الصف.

([67])تفسير علي بن ابراهيم القمي: ج 2، ص 365، هكذا:

 

وقوله:  يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره  قال بالقائم من آل محمد عليهم السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يُعْبَد غير الله.

([68])البحار: ج 53، ص 2.

([69])الآية 5، من سورة الحج.

([70])كفاية المهتدي: ص 41، مخطوط.

([71])الآية 75، من سورة مريم.