العتبة العلوية المقدسة - سورة الزمر -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة الزمر

 

سورة الزمر
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الاْنْعَامِ ثَمَانِيَةَأَزْوَاج
* عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل، وفيه: قال: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الاَْنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجفإنزاله ذلك خلقه إيّاه ([1])
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوارَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيَا
* محمّد بن الحسن، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر وأهل مصر، قال عليه السلام : قد قال اللهتعالى: يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْلِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌإِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِحِسَابفما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم في الآخرة ([2])
لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْغُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ
* عليّ بن إبراهيم قوله: لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْالآية، فإنّه حدّثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن إسحاق،عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأل علي عليه السلام رسول الله (صلى الله عليهوآله) عن تفسير هذه الآية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا عليتلك الغرف بناها الله لأوليائه بالدرّ والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكةبالفضة، لكلّ غرفة منها ألف باب من ذهب على كلّ باب منها ملك موكّل به، وفيها فرشمرفوعة، الحديث ([3])
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءمُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانَمَثَلا
* الصدوق، بإسناده عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام ،عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء احذرواأن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم، أنا السَلَم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الله عزّ وجلّ: وَرَجُلا سَلَماً لِرَجُل ([4])
* روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني، بالإسناد عن علي عليه السلام أنّهقال: أنا ذلك الرجل السَلَم لرسول الله (صلى الله عليه وآله([5])
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْمَيِّتُونَ
* عن علي [ عليه السلام ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لمّا نزلت هذه الآية: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْمَيِّتُونَقلت: يا ربّ أتموت الخلائق كلّهم ويبقى الأنبياء؟ فنزلتكُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَاتُرْجَعُونَ ([6])
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِوَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ
* الطوسي، بالإسناد عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَبِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُقال عليه السلام : الصدق ولايتنا أهلالبيت ([7])
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىأَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا
* عن ابن سيرين، قال: قال علي [ عليه السلام ]: أيّ آية أوسع؟ فجعلوايذكرون آيات القرآنوَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْنَفْسَهُالآية ونحوها، فقال علي: ما في القرآنآية أوسع منيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىأَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا الآية ([8])
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلى مَافَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
*ـ الصدوق، فيما علّم أمير المؤمنين أصحابه من الأربعمائة باب ممّا يصلحللمسلم في دينه ودنياه: نحن الخزّان لدين الله، ونحن مصابيح العلم، إذا مضى منّاعَلَمٌ بدا عَلَم، لا يضلّ من تبعنا ولا يهتدي من أنكرنا، ولا ينجو من أعان عليناعدوّنا، ولا يعان من أسلمنا، فلا تتخلّفوا عنّا لطمع دنياً وحطام زائل عنكم وتزولونعنه، فإنّ من آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا، عظمت حسرته غداً وذلك قول اللهتعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلى مَا فَرَّطْتُفِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ. ([9])
* الصدوق، بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا الهادي وأنا المهدي، وأنا أبو اليتامىوالمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كلّ ضعيف، ومأمن كلّ خائف، وأنا قائد المؤمنينإلى الجنّة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عينالله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: أَنْتَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِوأنا يد اللهالمبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطّة، من عرفني وعرف حقّي فقد عرفربّه; لأنّي وصيّ نبيّه في أرضه وحجّته على خلقه لا ينكر هذا إلاّ رادّ على اللهورسوله ([10])
* محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن أحمدبن أبي نصر، عن حسّان الجمّال، قال: حدّثني هاشم بن أبي عمار الجنبي، قال: سمعتأمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا عين الله، وأنا يد الله، وأنا جنب الله،وأنا باب الله ([11])
* عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل، وفيه: وقد زاد جلّ ذكره فيالتبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام): أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِاللهِتعريفاً للخليقة قربهم، ألا ترى أنّك تقول: فلان إلى جنب فلان إذاأردت أن تصف قربه منه، وإنّما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لايعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدّلون منإسقاط أسماء حججه منه، وتلبيسهم ذلك على الاُمّة، ليعينوهم على باطلهم، فأثبت فيهالرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال علىما أحدثوه فيه ([12])
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَىالْجَنَّةِ زُمَراً
* عن علي [ عليه السلام ] في قوله تعالى: وَسِيقَالَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراًحتّى إذا جاؤوهاوجدوا عند باب الجنّة شجرة تخرج من أصلها عينان، فعمدوا إلى إحداهما فكأنّما اُمروابها فاغتسلوا ـ وفي رواية فتوضّوا بها ـ فلا تشعث رؤوسهم بعد ذلك أبداً، ولا تغيّرجلودهم أبداً، فكأنّما اُدهنوا بالدهان، وجرت عليهم نضرة النعيم، ثمّ عمدوا إلىالاُخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم فلا يبقى في بطونهم قذى ولا أذى ولا سوء إلاّخرج، وتتلقّاهم الملائكة على باب الجنّة (سلام عليكمطبتم فادخلوها خالدين)، وتتلقّاهم الولدان كاللؤلؤالمكنون وكاللؤلؤ المنثور، يخبرونهم بما أعدّ الله لهم، يطوفون بهم كما يطيف ولدانأهل الدنيا بالحميم، يقولون: أبشروا أعدّ الله لكم كذا وكذا وأعدّ لكم كذا، ثمّيذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه، فيقولون: قد جاء فلان ـ باسمه الذي يدعى بهفي الدنيا ـ فيستخفّها الفرح حتّى تقوم على أسكفة بابها فتقول: أنت رأيته؟ فيجيءفينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ من بين أخضر وأصفر وأحمر من كلّ لون، ثمّيجلس فإذا زرابيّ مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثمّ يرفع رأسه إلى سقفبنيانه فلولا أنّ الله تبارك وتعالى سخّر ذلك له لألمّ أن يذهب بصره إنّما هو مثلالبرق، ثمّ يتّكئ على أريكة من أرائكه ويقول: الْحَمْدُ للهِِالَّذِي هَدَانَا لِهذَاالآية( ([13])
 


([1])تفسير نور الثقلين 4: 476; الاحتجاج 1: 588 ح137.
([2])أمالي الطوسي، المجلس الأوّل: 26 ح31;
([3])تفسير القمي 2: 246; تفسير نور الثقلين 5: 217.
([4])تفسير نور الثقلين 4: 485; معاني الأخبار: 60، البحار 24: 163
([5])تفسير نور الثقلين 4: 485; مجمع البيان 4: 497.
([6])كنز العمال 2: 491 ح4578.
([7])أمالي الطوسي، مجلس 23: 264;
([8])كنز العمال 2: 492 ح4581.
([9])الخصال، حديث الأربعمائة: 631; تفسير نور الثقلين 4: 494.
([10])التوحيد، باب معنى جنب الله: 164; تفسير نور الثقلين 4: 494.
([11])الكافي 1: 145; تفسير نور الثقلين 4: 494.
([12])الاحتجاج 1: 595 ح137; تفسير نور الثقلين 4: 495.
([13])كنز العمال 14: 646 ح39774