العتبة العلوية المقدسة - إرادة الإمام الحسين الخروج وخطبته ( عليه السلام ) -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين من المدينة الى كربلاء » إرادة الإمام الحسين الخروج وخطبته ( عليه السلام )

 

إرادة الإمام الحسين الخروج وخطبته ( عليه السلام )

 *-  ابن نما : ولمّا أراد الخروج من مكّة ، طاف وسعى وأحلّ من إحرامه وجعل حجّه عمرة ؛ لأنّه لم يتمكّن من إتمام الحجّ مخافة أن يقبض عليه . ([1])

 *-  وعنه : وروي أنّه ( عليه السلام ) لمّا عزم على الخروج إلى العراق ، قام خطيباً فقال : الْحَمْدُ لِلّهِ وما شاءَ اللهُ ، وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ ، [ وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ ] ، خُطَّ الْمَوْتُ عَلى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلادَةِ عَلى جيدِ الْفَتاةِ ، وَما أَوْلَهَني إِلى أَسْلافي اشْتِياقَ يَعْقُوبَ إِلى يُوسُفَ ، وَخيرَ لي مَصْرَعٌ أَنَا لاقيهِ ، كَأَنّي بِأَوْصالي تُقَطِّعُها عُسْلانُ الْفَلَواتِ بَيْنَ النَّواويسِ وَكَرْبَلاءَ ، فَيَمْلأَنَّ مِنّي أَكْراشاً جَوفاً وَأَجْرِبَةً سُغْباً ، لا مَحيصَ عَنْ يَوْم ، خُطَّ بِالْقَلَمِ ، رِضىَ اللهِ رِضانا أَهْلَ الْبَيْتِ ، نَصْبِرُ عَلى بَلائِهِ وَيُوَفّينا أُجُورَ الصّابِرينَ ، لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) لُحْمَتُهُ ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ في حَظيرَةِ الْقُدْسِ ، تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَيُنْجَزُ بِهِمْ وَعْدُهُ ، مَنْ كانَ باذِلاً فينا مُهْجَتَهُ ، وَمُوَطِّناً عَلى لِقاءِ اللهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْحَلْ مَعَنا فَإِنّي راحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شاءَ اللّهُ [ تَعالى ] .  ([2])

  *-  الإربلي : وخطب ( عليه السلام ) فقال : إِنَّ الْحِلْمَ زينَةٌ ، وَالْوَفاءَ مُرُوءَةٌ ، وَالصِّلَةَ نِعْمَةٌ ، وَالاْسْتِكْبارَ صَلَفٌ ، وَالْعَجَلَةَ سَفَهٌ ، وَالسَّفَهَ ضَعْفٌ ، وَالْغُلُوَّ وَرْطَةٌ ، وَمُجالَسَةَ أَهْلِ الدِّناءَةِ شَرٌّ ، وَمُجالَسَةَ أَهْلِ الْفِسْقِ رِيْبَةٌ . ([3])

 *-  ابن عبد ربّه : وفدت الناس للحسين يقولون : يا أبا عبد الله ! لو تقدّمت فصلّيت بالناس فأنزلتهم بدارك ! إذ جاء المؤذّن الصلاة ، فتقدم عمرو بن سعيد فكبّر ، فقيل للحسين : اخرج أبا عبد الله ! إذ أبيت أن تتقدّم فقال : الصَّلاةُ في الْجَماعَةِ أَفْضَلُ ، قال فصلّى ، ثمّ خرج . ([4])

 *-  السيّد ابن طاووس : رويت من كتاب أصل لأحمد بن الحسين بن عمر بن بريدة ، الثّقة ، وعلى الأصل أنّه كان لمحمّد بن داود القمي ، بالإسناد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سار محمّد بن الحنفيّة إلى الحسين ( عليه السلام ) في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكّة فقال : يا أخي ! إنّ أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من في الحرم وأمنعه . فقال ( عليه السلام ) : يا أَخي ! قَدْ خِفْتُ أَنْ يَغْتالَني يَزيدُ بْنُ مُعاوِيَةَ في الْحَرَمِ ، فَأَكُونَ الَّذي يُسْتَباحُ بِهِ حُرْمَةُ هذَا الْبَيْتِ . فقال له ابن الحنفيّة : فإن خفت ذلك فسر إلى اليمن ، أو بعض نواحي البرّ ، فإنّك  أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد . فقال ( عليه السلام ) : أَنْظُرُ فيما قُلْتَ . فلمّا كان السحر ارتحل الحسين ( عليه السلام ) ، فبلغ ذلك ابن الحنفيّة ، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له : يا أخي ! ألم تعدني النظر فيما سألتك ، قال ( عليه السلام ) : بَلى . قال : فما حداك على الخروج عاجلاً . فقال ( عليه السلام ) : أَتاني رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) بَعْدَ ما فارَقْتُكَ ، فَقالَ : يا حسين ( عليه السلام ) ! اخرج فإنّ الله ، قد شاء أن يراك قتيلاً . فقال له ابن الحنفيّة : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ ! فقال له : قَدْ قالَ لي : إنّ الله قد شاء أن يريهنّ سباياً وسلّم عليه ومضى . ([5])

 وفي رواية أُخرى قال ( عليه السلام ) : يا أَخي ! لَوْ كُنْتُ في بَطْنِ صَخْرَة لاَسْتَخْرَجُوني مِنْها فَيَقْتُلُوني ! ثمّ قال له الحسين : يا أَخي ! سَأَنْظُرُ فيما قُلْتَ . ([6])

 وقد روي بأسانيد أنّه لمّا منعه ( عليه السلام ) محمّد بن الحنفيّة عن الخروج إلى الكوفة قال : وَاللهِ ، يا أَخي ! لَوْ كُنْتُ في جُحْرِ هامَّة مِنْ هَوامِّ الأْرْضِ ، لاَسْتَخْرَجُوني مِنْهُ حَتّى يَقْتُلُوني .  ([7])

 *-  ابن سعد : بعث الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة فقدم عليه من خفّ معه من بني عبد المطّلب وهم تسعة عشر رجلاً ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم .  وتبعهم محمّد بن الحنفيّة ، فأدرك حسيناً بمكّة وأعلمه أنّ الخروج ليس له برأي يومه هذا ، فأبي الحسين ( عليه السلام ) أن يقبل [ رأيه ] فحبس محمّد بن عليّ ولده [ عنه ] فلم يبعث معه أحداً منهم حتّى وجد الحسين في نفسه على محمّد وقال [ له ] : [ أ ] تَرْغَبُ بِوَلَدِكَ عَنْ مَوْضِع أُصابُ فيهِ ؟ فقال محمّد : وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك ! ؟ وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم ! ([8])



([1])مثير الأحزان : 38 .

([2])مثير الأحزان : 41 ، اللهوف : 26 ، كشف الغمّة 2 : 29 ، بحار الأنوار 44 : 366 ، العوالم 17 : 216 ، أعيان الشيعة 1 : 593 ، معالي السبطين 1 : 250 .

([3])كشف الغمّة 2 : 30 ، الفصول المهمّة : 169 ، نور الأبصار : 138 ، معالي السبطين 1 : 251 ،

([4])العقد الفريد 4 : 353 .

([5])اللهوف : 27 ، بحار الأنوار 44 : 364 ، العوالم 17 : 214 ، أعيان الشيعة 1 : 593 ، معالي السبطين 1 : 251 وأضاف في آخره بعد سبايا : مهتكات ويساقون في أسر الذّل ، وهنّ أيضاً لا يفارقني ما دمت حيّاً .

([6])ينابيع المودّة : 404 ، معالي السبطين 1 : 251 .

([7])بحار الأنوار 45 : 99 ، المنتخب للطريحي : 424 .

([8])ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الطبقات لابن سعد : 61 ، تاريخ ابن عساكر ( ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ) : 204 ، تاريخ الإسلام للذهبي 5 : 9