أشعار الإمام الحسين عليه السلام
الاعتبار بالماضين
* - قال الحسين ( عليه السلام ) : يا بْنَ آدَمَ ! تَفَكَّرْ وَقُلْ أَيْنَ مُلُوكُ الدُّنْيا وَأَرْبابُها ، الَّذينَ عَمَّرُوا ، وَاحْتَفَرُوا أَنْهارَها وَغَرَسُوا أَشْجارَها ، وَمَدَّنُوا مَدائِنَها ! ؟ فارَقُوها وَهُمْ كارِهُونَ ! وَوَرِثَها قَوْمٌ آخَرُونَ ! وَنَحْنُ بِهِمْ عَمّا قَليل لاحِقُونَ . يا ابْنَ آدَمَ ! اذْكُرْ مَصْرَعَكَ ، وَفي قَبْرِكَ مَضْجَعَكَ ، وَمَوْقِفَكَ بَيْنَ يَدَي اللهِ تَشْهَدُ جَوارِحُكَ عَلَيْكَ ، يَوْمَ تَزِلُّ فيهِ الاْقْدامُ ، وَتَبْلُغُ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ ، وَتَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ، وَتَبْدُو السَّرائرُ ، وَيُوضَعُ الْميزانُ الْقِسْطُ ! يا ابْنَ آدَمَ ! اذْكُرْ مَصارِعَ آبائِك وَأبْنائِكَ كَيْفَ كانُوا وَحَيْثُ حَلُّوا ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَليل قَدْ حَلَلْتَ مَحَلَّهُمْ وَصِرْتَ عِبْرةً لِلْمُعْتَبِرِ ، وأنشد شعراً :
أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّتي عَنْ حِفْظِها غَفَلَتْ |
|
حَتّى سَقاها بِكَأْسِ الْمَوْتِ ساقيها |
تِلْكَ الْمَدائِنُ فِي الآْفاقِ خالِيَةٌ |
|
عادَتْ خَراباً وَذَاقَ الْمَوتَ بانيها |
أَمْوالُنا لِذَوي الْوُرّاثِ نَجْمَعُها |
|
وَدُورُنا لِخَرابِ الدَّهْرِ نَبْنيها([1]) |
*-في فناء الانسان وموته
تَبارَك ذُو العُلاَ وَالكِبْريَاءِ |
|
تَفَرَّدَ بالجَلاَلِ وَبِالبَقَاء |
وَسَوَّى المَوْتَ بَيْنَ الخَلْقِ طُرّاً |
|
وَكُلُّهُمْ رَهَائِنُ لِلْفَنَاءِ |
وَدُنْيَانا وَإنْ مِلْنا إِلَيْهَا |
|
وَطالَ بِهَا المَتاعُ إِلىَ انْقِضاءِ |
أَلاَ إِنَّ الرُّكُونَ عَلى غُرُور |
|
إِلى دَارِ الْفَناءِ مِنَ الْفَناء |
وَقَاطِنُها سَريعُ الظَّعْنِ عَنْها |
|
وَإنْ كانَ الْحَرِيصَ عَلَى الثَّواءِ ([2]) |
*- في بيان نسبه ( عليه السلام ) وفضله
إِذَا اسْتَنْصَرَ الْمَرْءُ امْرَأً لا يَدَيَّ لَهُ |
|
فَناصِرُهُ والْخاذِلُونَ سَواءُ |
أَنَا ابْنُ الَّذِي قَدْ تَعْلَمُونَ مَكانَهُ |
|
وَلَيْسَ عَلَى الْحَقِّ المُبينِ طَخاءُ |
أَلَيْسَ رَسُولُ اللهِ جَدِّي وَوالِدِي |
|
أَنا الْبَدْرُ إِنْ خَلاّ النُّجُومَ خَفَاءُ |
أَلَمْ يَنْزُلِ الْقُرْانُ خَلْفَ بُيُوتِنا |
|
صَباحاً وَمِنْ بَعْدِ الصَّباحِ مَساءُ |
يُنَازِعُنِي وَاللهِ بَيْني وَبَيْنَهُ |
|
يَزِيدٌ وَلَيْسَ الأَْمْرُ حَيْثُ يَشاءُ |
فَيَا نُصَحَاءَ اللهِ أَنْتُمْ وُلاتُهُ |
|
وَأَنْتُمْ عَلَى أدْيانِهِ أُمَناءُ |
بِأَيِّ كِتَاب أَمْ بِأَيَّةِ سُنَّة |
|
تَنَاوَلَهَا عَنْ أَهْلِهَا البُعَداءُ |
*- عند زيارته ( عليه السلام ) لمقابر الشهداء بالبقيع عن إسحاق بن إبراهيم ، قال : بلغني أنّ الحسين ( عليه السلام ) زار مقابر الشّهداء بالبقيع فقال :
نَادَيْتُ سُكّانَ الْقُبُورِ فَأُسْكِتُوا |
|
وَأَجابَنِي عَنْ صَمْتِهِمْ تُرْبُ الْحَصى |
قَالَتْ : أَتَدْرِي مَا فَعَلْتُ بِساكِني |
|
مَزَّقْتُ لَحْمَهُمْ وَخَرَّقْتُ الْكِسا |
وَحَشَوْتُ أَعْيُنَهُمْ تُراباً بَعْدَما |
|
كانَتْ تَأَذّى بِالْيَسِيرِ مِنَ الْقَذى |
أَمَّا الْعِظامُ فَإِنَّني مَزَّقْتُهَا |
|
حَتَّى تَبَايَنَتِ الْمَفاصِلُ وَالشَّوى |
قَطَعْتُ ذازاد مِنْ هذا كَذا |
|
فَتَرَكْتُها رَمَماً يَطُوفُ بِهَا البِلا |
*- في القبر والحشر والحساب
يُحَوَّلُ عَنْ قَرِيب مِنْ قُصُور |
|
مُزَخْرَفَة إِلى بَيْتِ التُّرابِ |
فَيُسْلَمُ فيِهِ مَهْجُورَاً فَرِيداً |
|
أَحَاطَ بِهِ شُحُوبُ الاِْغْتِرابِ |
وَهَوْلُ الْحَشْرِ أَفْظَعُ كُلِّ أَمْر |
|
إذَا دُعِيَ ابنُ آدَمَ لِلْحِسابِ
|
وَأَلفى كُلَّ صَالِحَة أَتَاها |
|
وَسَيِّئَة جَناها في الْكِتابِ |
لَقَدْ آنَ التَّزَوُّدُ إِنْ عَقَلْنا |
|
وَأَخْذُ الْحَظِّ مِنْ بَاقِي الشَّبابِ |
*- في بيان نسبه وبعض فضائل أبيه ( عليهما السلام )
أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبي |
|
طالِبِ الْبَدْرِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ |
أَلَمْ تَرَوْا وَتَعْلَمُوا أَنَّ أَبي |
|
قاتِلُ عَمْرو وَمُبيرُ مَرْحَبِ |
وَلَمْ يَزَلْ قَبْلَ كُشُوفِ الْكُرَبِ |
|
مُجَلِّياً ذلِكَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ |
أَلَيْسَ مِنْ أَعجَبِ عَجْبِ الْعَجَبِ |
|
أَنْ يَطْلُبَ الأَْبْعَدُ ميراثَ النَّبِيّ |
وَاللهِ قَدْ أَوْصى بِحِفْظِ الأَْقْرَبِ |
|
*- في زوجته ( عليه السلام ) الرباب وبنته سكينة
لَعَمْرُكَ إِنَّني لأَُحِبُّ داراً |
|
تَصَيَّفَها [ تَحُلُّ بِها ] سَكينَةُ وَالرَّبابُ |
أُحِبُّهُما وَأَبْذُلُ بَعْدُ [ جُلُّ ] مَالِي |
|
وَلَيْسَ لِلائِمي فِيها عِتابُ |
وَلَسْتُ لَهُمْ وَإِنْ عَتَبُوا مُطِيعاً |
|
حَياتي أَوْ يُغَيِّبُني التُّرابُ |
*-في ذمّ البغي
ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ |
|
وَبَقيتُ فِيمَنْ لاَ أُحِبُّهْ |
فِيمَنْ أَراهُ يَسُبُّني |
|
ظَهْرَ المَغِيبِ وَلاَ أَسُبُّهْ |
يَبْغي فَسادِي مَا اسْتَطاعَ |
|
وَأمْرُهُ مِمّا أرُبُّهْ |
حَنْقاً يَدُبُّ إِلَى الضَّراءِ |
|
وَذاكَ مِمّا لا أَدُبُّهْ |
وَيَرى ذُبابَ الشَّرِّ مِنْ |
|
حَوْلي يَطِنُّ وَلا يَذُبُّهْ |
وَإذَا خَبا وَغْرُ الصُّدُورِ |
|
فَلا يَزالُ بِهِ يُشِبُّهْ |
أَفَلا يَعِيجُ بِعَقْلِهِ |
|
أَفَلا يَثُوبُ إلَيْهِ لُبُّهْ |
أَفَلا يَرى أَنْ فِعْلَهُ |
|
مِمّا يَسُورُ إلَيْهِ غَبُّهْ |
حَسْبِي بِرَبِّي كَافِياً |
|
مَا أَخْتَشِي وَالْبَغْيُ حَسْبُهْ |
وَلَقَلَّ مَنْ يُبْغى عَلَيْهِ |
|
فَما كَفاهُ اللهُ رَبُّهْ |
*- في كون عقبى كلّ شيء إلى الفناء
فَعُقْبى كُلِّ شَىْء نَحْنُ فِيهِ |
|
مِنَ الْجَمْعِ الْكَثيفِ إِلى شَتاتِ |
وَمَا حُزْناهُ مِنْ حِلٍّ وَحُرْم |
|
يُوَزَّعُ فِي البَنينِ وَفِي البَناتِ |
وَفيمَنْ لَمْ نُؤَهِّلْهُمْ بِفَلْس |
|
وَقيمةِ حَبَّة قَبْلَ المَماتِ |
وَتَنْسَانا الأْحِبَّةُ بَعْدَ عَشْر |
|
وَقَدْ صِرْنا عِظَاماً بَالِياتِ |
كَأَنّا لَمْ نُعاشِرْهُمْ بِوُدٍّ |
|
وَلَمْ يَكُ فِيهِمْ خِلٌّ مُؤاتِ |
*-إعطائه ( عليه السلام ) لمعلّم ولده
وقيل : إنّ عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسين ( عليه السلام ) الحمد ، فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ( عليه السلام ) ألف دينار وألف حلّة ، وحشا فاه درّاً ، فقيل له في ذلك ،
قال ( عليه السلام ) : وَأَيْنَ يَقَعُ هذا مِنْ عَطائِهِ - يعني تعليمه - وأنشد الحسين ( عليه السلام ) يقول :
إذَا جادَتِ الدُّنْيا عَلَيْكَ فَجُدْ بِها |
|
عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تَتَفَلَّتِ |
فَلا الجُودُ يُفْنِيها إِذَا هِي أَقْبَلَتْ |
|
وَلاَ البُخْلُ يُبْقِيها إِذَا ما تَوَلَّتِ |
* - في حثّه ( عليه السلام ) على التقوى
لِمَنْ يَا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ تَحْوِي |
|
مِنَ الْمالِ المُوَفَّرِ والأَْثاثِ |
سَتَمْضِي غَيْرَ مَحْمُود فَريداً |
|
وَيَخْلُو بَعْلُ عِرْسِكَ بِالتُّراثِ |
وَيَخْذُلُكَ الوَصِيُّ بِلاَ وَفاء |
|
وَلاَ إِصْلاحِ أَمْر ذِي التِّياثِ |
لَقَدْ وَفَّرْتَ وِزْراً مَرَّ حِيناً |
|
يَسُدُّ عَلَيْكَ سِيْلَ الاِْنْبعاثِ |
فَمَا لَكَ غَيْرَ تَقْوَى الله حِرْزٌ |
|
وَلأَوِزْرٌ وَما لَكَ مِنْ غِياثِ |
*- في التضرّع إلى الله وطلب العفو
تُعالِجُ بِالتَّطَبُّبِ كُلَّ دَاء |
|
وَلَيْسَ لِداءِ ذَنْبِكَ مِنْ عِلاجِ |
سِوَى ضَرَع إلىَ الرَّحْمنِ مَحْض |
|
بِنِيَّةِ خَائِف وَيَقِينِ راجِ |
وَطُولِ تَهَجُّد بِطِلابِ عَفْو |
|
بِلَيْل مُدْلَهِمِّ السِّتْرِ داجِ |
وَإظْهارِ النَّدامَةِ كُلَّ وَقْت |
|
عَلَى مَا كُنْتَ فِيهِ مِنِ اعْوِجَاجِ |
لَعَلَّكَ أنْ تَكُونَ غَداً عَظيماً |
|
بِبُلْغَةِ فائِز مَسْرُورِ ناجِ |
*- في حثِّه ( عليه السلام ) على التوبة والإنابة قبل الموت
عَلَيْكَ بِظِلْفِ نَفْسِكَ عَنْ هَواها |
|
فَما شَىْءٌ أَلَذُّ مِنَ – الصَّلاحِ |
تَأَهَّبْ لِلْمَنِيَّةِ حِينَ تَغْدُو |
|
كَأَنَّكَ لا تَعِيشُ إِلىَ الرَّواحِ |
فَكَمْ مِنْ رائِح فِينَا صَحِيح |
|
نَعَتْهُ نُعاتُهُ قَبْلَ الصَّباحِ |
وَبَادِرْ بِالإْنَابَةِ قَبْلَ مَوْت |
|
عَلَى ما فِيكَ مِنْ عِظَمِ الْجُناحِ |
وَلَيْسَ أَخُو الرَّزانَةِ مَنْ تَجافَى |
|
وَلَكِنْ مَنْ تَشَمَّرَ لِلْفَلاحِ |
*- في وصف الصّداقة ، وما تؤول إليه الدنيا
وَإنْ صافَيْتَ أَوْ خَالَلْتَ خِلاًّ |
|
فِفِي الرَّحْمنِ فَاجْعَلْ مَنْ تُؤاخِي |
وَلا تَعْدِلْ بِتَقْوَى اللهِ شَيْئاً |
|
وَدَعْ عَنْكَ الضَّلالَةَ والتَّراخِي |
فَكَيْفَ تَنالُ فِي الدُّنْيا سُرُوراً |
|
وَأيّامُ الحَياةِ إِلَى انْسِلاخِ |
وَإنَّ سُرُورَها فِيما عَهِدْنا |
|
مَشُوبٌ بِالْبُكاءِ وَبِالصُّراخِ |
فَقَدْ عَمِيَ ابْنُ آدَمَ لا يَراها |
|
عَمىً أَفْضَى إِلَى صَمَمِ الصِّماخِ |
*- في تنبيه الغافلين عن الموت
أخِي قَدْ طَالَ لَبْثُكَ في الْفَسادِ |
|
وَبِئْسَ الزّادُ زَادُكَ للمَعادِ |
صَبا فيْكَ الْفؤادُ فَلَمْ تَزَعْهُ |
|
وَحِدْتَ إِلى مُتابَعَةِ الْفُؤَادِ
|
وَقَادَتْكَ الْمَعَاصِي حَيْثُ شاءَتْ |
|
وَأَلْفَتَكَ امْرَءاً سَلِسَ الْقِيادِ |
لَقَدْ نُودِيْتَ لِلتَّرْحالِ فَاسْمَعْ |
|
وَلأَتَتَصامَمَنَّ عَنِ الْمُنادِي |
كَفاكَ مَشِيبُ رَأْسِكَ مِنْ نَذِير |
|
وَغَالَبَ لَوْنُهُ لَوْنَ السَّوادِ |
*- التحذير من الدنيا وزخارفها
وَدُنْياكَ الَّتي غَرَّتْكَ مِنْها |
|
زَخارِفُها تَصِيرُ إِلَى انْجِذاذِ |
تَزَحْزَحْ عَنْ مَهالِكِها بِجُهْد |
|
فَما أَصْغى إِلَيْها ذُو نَفاذِ |
لَقَدْ مُزِجَتْ حَلاوَتُها بِسَمٍّ |
|
فَما كَالْحَذْرِ مِنْها مِنْ مَلاذِ |
عَجِبْتُ لِمُعْجَب بِنَعيمِ دُنْيا |
|
وَمَغْبُون بِأيّام لِذاذِ |
وَمُؤْثِرِ الْمَقامَ بأرْضِ قَفْر |
|
عَلَى بَلَد خَصِيب ذي رَذاذِ |
*- قال ( عليه السلام ) في ذكر الموت ومصير الناس جميعاً إلى الفناء
هَلِ الدُّنْيا وَمَا فِيها جَميعاً |
|
سِوى ظِلٍّ يَزُولُ مَعَ النَّهارِ |
تَفَكَّرْ أَيْنَ أَصْحابُ السَّرايا |
|
وَأَرْبابُ الصَّوافِنِ والعِشارِ |
وَأَيْنَ الأْعْظَمُونَ يَداً وَبَأساً |
|
وَأَيْنَ السّابِقُونَ لِذِي الْفَخارِ |
وَأَيْنَ الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ مِنْهُمْ |
|
مِنَ الْخُلَفاءِ والشُّمِّ الكِبارِ |
كَأَنْ لَمْ يُخْلَقُوا أَوْ لَمْ يَكُونُوا |
|
وَهَلْ أَحَدٌ يُصانُ مِنَ البَوارِ |
*- في ذمّ الاعتزاز بالمال وطلب الدنيا
أَيَعْتَزُّ الْفَتَى بِالمال زَهْواً |
|
وَمَا فِيها يَفُوتُ عَنِ اعْتِزازِ |
وَيَطْلُبُ دَوْلَةَ الدُّنْيَا جُنُونَاً |
|
وَدَوْلَتُها مُخالِفَةُ الَمخازِي |
وَنَحْنُ وَكُلُّ مَنْ فِيها كَسَفْر |
|
دَنَا مِنّا الرَّحِيْلُ عَلَى الوَفازِ |
جَهِلْناهَا كَأَنْ لَمْ نَخْتَبِرْها |
|
عَلَى طُولِ التَّهاني والتَّعازِيِ |
وَلَمْ نَعْلَمْ بِأَنْ لاَ لَبْثَ فِيهَا |
|
وَلاَ تَعْريجَ غَيْرَ الاْجْتِيازِ |
* - في ذمّ المذنب وتذكيره بيوم القيامة
أَفي السَّبِخاتِ يَا مَغْبُونُ تَبْني |
|
وَمَا أَبْقَى السِّباخُ عَلَى الأْساسِ |
ذُنُوبُكَ جَمَّةٌ تَترْى عِظاماً |
|
وَدَمْعُكَ جامِدٌ وَالْقَلْبُ قاسِي |
وَأَيّاماً عَصَيْتَ اللهَ فِيها |
|
وَقَدْ حُفِظَتْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ ناسِي |
فَكَيْفَ تُطِيقُ يَوْمَ الدِّينِ حَمْلاً |
|
لأوْزارِ الكَبائِرِ كَالرَّواسي |
هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لاَ وُدَّ فِيهِ |
|
وَلا نَسَبٌ وَلاَ أَحَدٌ مُواسِي |
*- في وصف يوم القيامة
عَظيمٌ هَوْلُهُ وَالنّاسُ فِيهِ |
|
حَيارى مِثْلُ مَبْثُوثِ الْفَراشِ |
بِهِ تَتَغَيَّرُ الأْلْوَانُ خَوْفاً |
|
وَتَصْطَكُّ الفَرائِصُ بِارْتِعاشِ |
هُنا لِكَ كُلُّ مَا قَدَّمْتَ يَبْدُو |
|
فَعَيْبُكَ ظاهِرٌ والسِّرُّ فاشِ |
تَفَقَّدْ نَقْصَ نَفْسِكَ كُلَّ يَوْم |
|
فَقَدْ أَوْدى بِهَا طَلَبُ المَعاشِ |
أَلا لِمَ تَبْتَغِي الشَّهَواتِ طَوْراً |
|
وَطَوْراً تَكْتَسِي لِينَ الرِّياشِ |
*- في أمره ( عليه السلام ) أصحابه بالصبر
يا نَفْسُ صَبْراً فَالْمُنى بَعْدَ الْعَطَشِ |
|
وَأنَّ رُوحي فِي الْجِهادِ مُنْكَمِش |
لا أَرْهَبُ الْمَوْتَ إِذِ الْمَوْتُ وَحَشْ |
|
جَدّي رَسُولُ اللهِ ما فيهِ فَحَشْ |
*- ما يؤدّي إلى السلامة والخلاص
عَلَيْكَ مِنَ الأْمُورِ بِما يُؤَدِّي |
|
إلى سُنَنِ السَّلامَةِ والْخَلاصِ |
وَمَا تَرْجُوا النَّجْاةَ بِهِ وَشِيكاً |
|
وَفَوْزاً يَوْمَ يُؤْخَذُ بالنّواصِي |
فَلَيْسَ تَنالُ عَفْوَ الله إلاَّ |
|
بِتَطْهِيرِ النُّفُوسِ مِنَ الْمَعاصِي |
وَبِرِّ الْمُؤْمِنِينَ بِكُلِّ رِفْق |
|
وَنُصْح لِلأَْداني وَالأَْقاصِي |
وَإنْ تَشْدُدْ يَداً بِالْخَيْرِ تُفْلِحْ |
|
وَإنْ تَعْدِلْ فَما لَكَ مِنْ مَناصِ |
*- في بيان سبل رضى الله تعالى
وَأَصْلُ الْحَزْمِ أَنْ تُضْحِىَ |
|
وَرَبُّكَ عَنْكَ فِي الْحَالاَتِ راض |
وَأَن تَعْتاضَ بِالتَّخلِيطِ رُشْداً |
|
فَإنَّ الرُّشْدَ مِنْ خَيْرِ اعْتِياض |
وَدَعْ عَنْكَ الَّذي يُغْوي وَيُرْدِي |
|
وَيُورِثُ طُولَ حُزْن وَارْتِماضِ |
وَخُذْ باللَّيْلِ حَظَّ النَّفْسِ وَاطْرُدْ |
|
عَنِ الْعَيْنَيْنِ مَحْبُوبَ الغِماضِ |
فَإنَّ الغَافِلِينَ ذَوِي التَّواني |
|
نَظائِرُ لِلْبَهَائِمِ في الغِياضِ |
في بيان انحطاط الإنسان
كَفى بِالْمَرْءِ عاراً أَنْ تَراهُ |
|
مِنَ الشَّأْنِ الرَّفيعِ إِلَى انْحِطاطِ |
عَلَى الْمَذْمُومِ مِنْ فِعْل حَريصاً |
|
عَلَى الْخَيْراتِ مُنْقَطِعَ النَّشّاطِ |
يُشِيرُ بِكَفِّهِ أَمْراً وَنَهْياً |
|
إِلَى الْخُدّامِ مِنْ صَدْرِ البِساطِ |
يَرى أَنَّ المَعازِفَ والْمَلاهي |
|
مُسَبِّبَةُ الجَوازِ عَلَى الصِّراطِ |
لَقَدْ خَابَ الشَّقِيُّ وَضَلَّ عَجْزاً |
|
وَزالَ الْقَلْبُ مِنْهُ عَنِ النِّياطِ |
*- في بيان حقيقة الزهد
إِذَا الاْنْسانُ خانَ النَّفْسَ مِنْهُ |
|
فَما يَرْجُوهُ راج لِلْحِفاظِ |
وَلا وَرَعٌ لَدَيْهِ وَلاَ وَفاءٌ |
|
وَلا الاِْصْغاءُ نَحْوَ الاِْتِّعاظِ |
وَما زُهْدُ الفتى بِحَلْقِ رَأْس |
|
وَلاَ بِلِباسِ أَثْواب غِلاظِ |
وَلكِنْ بِالهُدى قَوْلاً وَفِعْلاً |
|
وَإدْمانِ التَّخَشُّعِ فِي اللَّحاظِ |
وَإِعْمالِ الَّذِي يُنْجِي وَيُنْمِي |
|
بِوُسْع وَالْفِرَارِ مِنَ الشُّواظِ |
*- في الفراق عند الموت
لِكُلِّ تَفَرُّقِ الدُّنْيَا اجْتِماعٌ |
|
فَمَا بَعْدَ الْمَنُونِ مِنِ اجْتِماعِ |
فِرَاقٌ فَاصِلٌ وَنَوَى شَطُونٌ |
|
وَشُغْلٌ لاَ يُلَبَثُ لِلوَداعِ |
وكُلُّ أُخُوَّة لاَ بُدَّ يَوْماً |
|
وَإنْ طالَ الوِصَالُ إِلَى انْقِطاعِ |
وَإنَّ مَتاعَ ذِي الدُّنْيا قَليلٌ |
|
فَمَا يُجْدِي الْقَلِيلُ مِنَ الْمَتاعِ |
وَصَارَ قَلِيلُهَا حَرِجاً عَسِيراً |
|
تَشَبَّثَ بيْنَ أنْيَابِ السِّباعِ |
*- في من يطلب الدنيا
وَلَمْ يَطْلُبْ عُلُوَّ الْقَدْرِ فِيها |
|
وَعِزَّ النَّفْسِ إِلاَّ كُلُّ طاغِ |
وإِنْ نالَ النُّفُوسُ مِنَ الْمَعالي |
|
فَلَيْسَ لِنَيْلِها طِيبُ المَساغِ |
إِذا بَلَغَ الْمُرادَ عُلىً وَعِزّاً |
|
تَوَلَّى وَاضْمَحَلَّ مَعَ البَلاغِ |
كَقَصْر قَدْ تَهَدَّمَ حَافَتاهُ |
|
إِذَا صارَ البِناءُ إِلَى الفَراغِ
|
أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ مُلُوكَ عَصْرِي |
|
أَلا لا يَبْغِيَنَّ الْمُلْك باغِ |
*- في من بلغ خمسين عاماً عاصياً
أَأَقْصُدُ بِالْمَلامَةِ قَصْدَ غَيْري |
|
وَأَمْرِي كُلُّهُ بادِي الخِلافِ |
إِذَا عَاشَ امْرُؤٌ خَمْسِينَ عَاماً |
|
وَلَمْ يُرَ فِيهِ آثارُ الْعَفافِ |
فَلا يُرْجى لَهُ أَبَداً رَشادٌ |
|
فَقَدْ أَرْدى بِنِيَّتهِ التَّجافِي |
وَلِمْ لاَ أَبْذُلُ الاْنْصافَ مِنِّي |
|
وَأَبْلُغُ طاقَتِي فِي الإِنْتِصافِ |
لِيَ الوَيْلاتُ إِنْ نَفَعَتْ عِظاتي |
|
سِوايَ وَلَيْسَ لي إِلاّ القَوافِي |
في ذمّ لذّة الدنيا
يا أَهْلَ لَذّةِ دُنْيا لا بَقاءَ لَها |
|
إِنَّ اغْتِراراً بِظِلٍّ زائل حَمَقٌ |
*- في الحثّ على الزهد وفعل الخير
أَلا إنَّ السِّباقَ سِباقُ زُهْد |
|
وَما فِي غَيْرِ ذلِكَ مِنْ سِباقِ |
وَيَفْنى مَا حَواهُ المُلْكُ أَصْلاً |
|
وَفِعْلُ الخَيْرِ عِنْدَ اللهِ باقِ |
سَتَأْلَفُكَ النَّدامَةُ عَنْ قَرِيب |
|
وَتَشْهَقُ حَسْرَةً يَوْمَ الْمَساقِ |
أَتَدْرِي أَيَّ ذاكَ اليَومِ فَكِّرْ |
|
وَأَيْقِنْ أَنَّهُ يَوْمُ الْفِراقِ فِراقٌ |
لَيْسَ يُشْبِهُهُ فِراقٌ |
|
قَدِ انْقَطَعَ الرَّجاءُ عَنِ التَّلاقي |
*- في الدعوة إلى الالتجاء إلى الله تعالى
إِغنَ عَنِ الَْمخْلُوقِ بِالْخالِقِ
|
|
تَسُدْ عَلَى الْكاذِبِ وَالصّادِقِ |
وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمنَ مِنْ فَضْلِهِ |
|
فَلَيْسَ غَيرُ الله مِنْ رازِقِ |
مَنْ ظَنَّ أَنَّ النّاسَ يَغْنُونَهُ |
|
فَلَيْسَ بِالرَّحْمنِ بِالْواثِقِ |
أَوْ ظَنَّ أَنَّ المالَ مِنْ كَسْبِهِ |
|
زَلَّتْ بِهِ النَّعْلانِ من حَالِقِ |
*- في ذمّ الطلب من سوى الله تعالى
إِذا ما عَضَّكَ الدَّهْرُ |
|
فَلا تَجْنَحْ إِلى خَلْقِ |
وَلاَ تَسْأَلْ سِوَى اللهِ |
|
تَعالَى قاسِمُ الرِّزْقِ |
فلو عِشْتَ وَطَوَّفْتَ |
|
مِنَ الْغَرْبِ إِلَى الشَّرْقِ |
لَما صادَفْتَ مَنْ يَقْدِ |
|
رُ أَنْ يُسْعِدَ أَوْ يُشْقِي |
*- تعجّبه ( عليه السلام ) من ذي التجارب
عَجِبْتُ لِذِي التَّجارِبِ كَيْفَ يَسْهُو |
|
وَيَتْلُو اللَّهْوَ بَعْدَ الاِْحْتِباكِ |
وَمُرْتَهَنِ الفَضَائِحِ وَالخَطايا |
|
يُقَصِّرُ بِاجْتِهاد لِلْفِكاكِ |
وَمُوْبقِ نَفْسِهِ كَسَلاً وَجَهْلاً |
|
وَمُورِدِها مَخُوفاتِ الهَلاكِ |
بِتَجْدِيدِ المَآثِمِ كُلَّ يَوْم |
|
وَقَصْد لِلْمُحَرَّمِ بِانْتِهاكِ |
سَيَعْلَمُ حِينَ تَفْجَؤُهُ الْمَنايا |
|
وَيَكْثُفُ حَوْلَهُ جَمْعُ البَواكِي |
*- في وصف المغرور ونسيانه ليوم الحساب
فَإنَّ سُدُورَهُ أَمْسى غُرُوراً |
|
وَحَلَّ بِهِ مُلِمّاتُ الزَّوالِ |
وَعُرِّيَ عَنْ ثِياب كانَ فِيهَا |
|
وَأُلْبِسَ بَعْدُ أَثْوابَ انْتِقالِ |
وَبَعْدَ رُكُوبِهِ الأَْفْراسَ تَيْهاً |
|
يُهادى بَيْنَ أعْناقِ الرِّجالِ |
إِلى قَبْر يُغادَرُ فِيهِ فَرْداً |
|
نَأى مِنْهُ الأَقارِبُ وَالْمَوالِي |
تَخَلّى عَنْ مُوَرِّثِهِ وَوَلّى |
|
وَلَمْ تُحْجِبْهُ مَأْثَرَةُ الْمَعالِي |
*- في بيان نسبه وأحقّيّته للخلافة
أَبي عَلِيٌّ وَجَدّي خاتَمُ الرُّسُلِ |
|
وَالْمُرْتَضُونَ لِدينِ اللهِ مِنْ قَبْلي |
وَاللهُ يَعْلَمُ وَالْقُرآنُ يَنْطِقُهُ |
|
أَنَّ الَّذي بِيَدَيْ مَنْ لَيْسَ يَمْلِكُ لي |
ما يُرْتَجَى بِامْرِءٍ لا قائِل عَذَلاً |
|
وَلا يَزيغُ إِلى قَوْل وَلا عَمَل |
وَلا يُرى خائِفاً في سِرِّهِ وَجِلاً |
|
وَلا يُحاذِرُ مِنْ هَفْو وَلا زَلَل |
يا وَيْحَ نَفْسي مِمَّنْ لَيْسَ يَرْحَمُها |
|
أَما لَهُ في كِتابِ اللهِ مِنْ مَثَلِ |
أَما لَهُ في حَديثِ النّاسِ مُعْتَبَرٌ |
|
مِنَ الْعَمالِقَةِ الْعادِيّةِ الأُْوَلِ |
يا أيُّهَا الرَّجُلُ الْمَغْبُونُ شِيْمَتُهُ |
|
إِنّي وَرِثْتُ رَسُولَ اللهِ عَنْ رُسُلِ |
أَأَنْتَ أَوْلى بِهِ مِنْ آلِهِ فَبِما |
|
تَرى اعْتَلَلْتَ وَما فِي الدّينِ مِنْ عِلَل |
*- في توالي النكبات عليه
يا نَكَباتِ الدَّهْرِ دُولي دُولي |
|
وَأَقْصِرِي إِنْ شِئْتِ أَوْ أَطِيلي |
رَمَيْتَني رَمْيَةَ لاَ مَقيلِ |
|
بِكُلِّ خَطْب فادِح جَليل |
وَكُلُّ غَبء [ عِبْء ] أَيَّد ثَقِيل
|
|
أَوَّلُ ما رُزِئْتُ بِالرَّسُولِ |
وَبَعْدُ بِالطّاهِرةِ البَتُولِ
|
|
وَالوالِدِ البَرِّ بِنَا الوَصُولِ |
وَبِالشَّقِيقِ الْحَسَنِ الْجَليلِ |
|
وَالبَيْتِ ذِي التَّأْوِيلِ وَالتَّنْزِيلِ |
وَزَورُنا الْمَعْرُوفُ مِنْ جِبْريلِ
|
|
فَما لَهُ فِي الرَّزْءِ مِنْ عَديلِ
|
ما لَكَ عَنِّي الْيَوْمَ مِنْ عُدُولِ |
|
وَحَسْبِيَ الرَّحْمنُ مِنْ مَنيلِ |
*-في ذمّ ازدياد المال
كُلَّما زِيدَ صاحِبُ المالِ مالاً |
|
زِيدَ فِي هَمِّهِ وَفِي الاِْشْتِغالِ |
قَدْ عَرَفْناكِ يا مُنَغَّصَةَ العَيْ |
|
شِ وَيا دارَ كُلِّ فان وَبالي |
لَيْسَ يَصْفُو لِزاهِد طَلَبُ الزُّهْ
|
|
دِ إِذَا كانَ مُثْقَلاً بِالْعِيالِ |
*- قوله ( عليه السلام ) حينما رأى القبور :قال ( عليه السلام ) : ما أَحْسَنَ ظواهِرَها ، وَإِنَّما الدّواهي في بُطُونِها ، فَاللهَ اللهَ ، عِبادَ اللهِ ! لا تَشْتَغِلُوا بِالدُّنْيا ، فَإِنَّ الْقَبْرَ بَيْتُ الْعَمَلِ ، فَاعْمَلُوا وَلا تَغْفُلُوا ، وَأَنْشَدَ ( عليه السلام ) قائلاً :
يا مَنْ بِدُنْياهُ اشْتَغَلْ |
|
وَغَرَّهُ طُولُ الأْمَلِ
|
الْمَوْتُ يَأْتي بَغْتَةً
|
|
وَالْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ
|
*- من الاغترار بالدنيا
يُبَدِّرُ ما أَصابَ وَلا يُبالِي
|
|
أَسُحْتاً كانَ ذَلِكَ أَمْ حَلالا |
فَلا تَغْتَرَّ بِالدُّنْيا وَذَرْها |
|
فَما تُسْوَى لَكَ الدُّنْيا خِلالا |
أَتَبْخَلُ تَائِهًا شَرِهاً بِمال |
|
يَكُونُ عَلَيْكَ بَعْدَ غَد وَبالا |
فَما كانَ الَّذِي عُقْباهُ شَرٌّ |
|
وَما كانَ - الخَسِيسُ لَدَيْكَ مالا |
فَبِتَّ مِنَ الأُمُورِ بِكُلِّ خَيْر |
|
وَأَشْرَفِها وَأَكْمَلِها خِصالا |
*- وصف يوم الحشر
وَلَمْ يَمْرُرْ بِهِ يَوْمٌ فَظِيعٌ |
|
أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِ الْحِمامِ |
وَيَوْمُ الْحَشْرِ أَفْظَعُ مِنْهُ هَوْلاً |
|
إِذَا وَقَفَ الخَلائِقُ بِالمَقامِ |
فَكَمْ مِنْ ظالِم يَبْقى ذَلِيلاً
|
|
وَمَظْلُوم تَشَمَّرَ لِلْخِصامِ |
وَشَخْص كانَ فِي الدُّنْيا فَقِيراً |
|
تَبَوَّأَ مَنْزِلَ النُّجْبِ الْكِرامِ |
وَعَفْوُ اللهِ أَوْسَعُ كُلِّ شَىْء |
|
تَعالَى اللهُ خَلاّقُ الأْنامِ |
* - في وصف فضله وسبقه إلى المعالي
سَبَقْتُ الْعالَمينَ إِلَى الْمَعالي |
|
بِحُسْنِ خَليقَة وَعُلُوِّ هِمَّه |
وَلاحَ بِحِكْمَتي نُورُ الْهُدى في |
|
لَيال فِي الضَّلالَةِ مُدْلَهِمَّه |
يُرِيدُ الْجاحِدُونَ لِيُطْفِئُوهُ |
|
وَيَأْبَى اللهُ إلاّ أَنْ يُتِمَّه |
*- التوحيد والشكر الله تعالى
إِلهٌ لا إِلَهَ لَنا سِوَاهُ |
|
رَؤُوفٌ بِالْبَرِيَّةِ ذُو امْتِنانِ |
أُوَحِّدُهُ بِإِخْلاص وَحَمْد |
|
وَشُكْر بِالضَّمِيرِ وَبِاللِّسانِ |
وَأَفْنَيْتُ الْحَياةَ وَلَمْ أَصُنْها |
|
وَزُغْتُ إِلَى البَطالَةِ وَالتَّوانِي |
وَأَسْأَلُهُ الرِّضا عَنِّي فَإنِّي |
|
ظَلَمْتُ النَّفْسَ في طَلَبِ الأَمَانِي |
إِلَيْهِ أَتُوبُ مِنْ ذَنْبِي وَجَهْلِي |
|
وَإِسْرافي وَخَلْعِي لِلْعَنانِ |
*- تفويض الأمر إلى الله تعالى
مَا يَحْفَظْ اللهُ يُصَنْ |
|
مَا يَصْنَعُ اللهُ يُهَنْ |
مَنْ يُسْعِدِ اللهُ يَلِنْ |
|
لَهُ الزَّمانُ إِنْ خَشَنْ |
أَخِي اعتَبِرْ لاَ تَغْتَرِرْ |
|
كَيْفَ تَرىَ صَرْفَ الزَّمَنْ |
يُجْزى بِمَا أُوتِىَ مِنْ |
|
فِعْل قَبيح أَوْ حَسَنْ |
أَفْلَحَ عَبْدٌ كُشِفَ |
|
الْغِطاءُ عَنْهُ فَفَطَنْ
|
وَقَرَّ عَيْناً مَنْ رَأى |
|
أَنَّ البَلاءَ فِي اللَّسَنْ |
فَمَازَ مِنْ أَلْفَاظِهِ |
|
فِي كُلِّ وَقْت وَوَزَنْ |
وَخَافَ مِنْ لِسانِهِ |
|
عَزْباً حَدِيَداً فَحَزَنْ |
وَمَنْ يَكُ مُعْتَصِماً |
|
بِا اللهِ ذِي العَرْشِ فَلَنْ |
يَضُرَّهُ شَىْءٌ وَمَنْ |
|
يَعْدِي عَلَى اللهِ وَمَنْ |
مَنْ يَأْمَنِ اللهَ يَخَفْ |
|
وَخائِفُ اللهِ أَمِنْ |
وَمَا لِما يُثْمِرُهُ الْ |
|
خَوْفُ مِنَ اللهِ ثَمَنْ |
يَا عالِمَ السِّرِّ كَمَا |
|
يَعْلَمُ حَقَّاً مَا عَلَنْ |
صَلِّ عَلَى جَدِّي أَبِي |
|
الْقَاسِمِ ذِي النُّورِ الْمُبَنْ |
أَكْرَمُ مِنْ حَيٍّ وَمِنْ |
|
لُفِّفَ مَيْتاً فِي الْكَفَنْ |
وَامْنُنْ عَلَيْنا بِالرِّضى |
|
فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلْمِنَنْ
|
وَأعْفِنا فِي دِينِنا |
|
مِنْ كُلِّ خُسْر وَغَبَنْ |
مَا خَابَ مَنْ خَابَ كَمَنْ |
|
يَوْماً إِلَى الدُّنْيا رَكَنْ |
طُوبى لِعَبْد كُشِفَتْ |
|
عَنْهُ غِياباتُ الوَسَنْ |
وَالْمَوْعِدُ اللهُ وَما |
|
يَقْضي بِهِ اللهُ مَكَنْ |
*- بيان وقوع الناس في الخطايا
وَقَعْنا فِي الخَطايا والبَلايا |
|
وَفِي زَمَنِ انْتِقاض وَاشْتِباهِ |
تَفانَى الخَيْرُ ، وَالصُّلَحاءُ ذَلُّوا |
|
وعَزَّ بِذُلِّهِمْ أَهْلُ السَّفاهِ |
وَباءَ الآْمِرُونَ بِكُلِّ عُرْف |
|
فَمَا عَنْ مُنْكَر فِي النّاسِ ناهِ |
فَصارَ الْحُرُّ لِلْمَمْلُوكِ عَبْداً |
|
فَمَا لِلْحُرِّ مِنْ قَدْر وَجَاهِ |
فَهَذا شُغْلُهُ طَمَعٌ وَجَمْعٌ |
|
وَهذا غَافِلٌ سَكْرانُ لاهِ |
*- مناجاته عند وقوفه على قبر جدّته خديجة ، عن عيون المجالس ، أنّه ( عليه السلام ) ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى ، ثمّ قال : إِذْهَبْ عَنّي ! قال أنس : فاستخفيت عنه فلمّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا .
يا رَبِّ ، يا رَبِّ ، أَنْتَ مَوْلاهُ |
|
فَارْحَمْ عُبَيْداً إِلَيْكَ مَلْجاهُ |
يا ذَا الْمَعالي عَلَيْكَ مُعْتَمَدي |
|
طُوبى لِمَنْ كُنْتَ أَنْتَ مَوْلاهُ |
طُوبى لِمَنْ كانَ خائِفاً أَرِقاً |
|
يَشْكُو إِلى ذِي الْجَلالِ بَلْواهُ |
وَما بِهِ عِلَّةٌ وَلا سَقَمٌ |
|
أَكْثَرُ مِنْ حُبِّهِ لِمَوْلاهُ |
إِذَا اشْتَكى بَثَّهُ وَغُصَّتَهُ |
|
أَجابَهُ اللهُ ثُمَّ لَبّاهُ |
إِذا ابْتَلى بِالظَّلامِ مُبْتَهِلاً |
|
أَكْرَمَهُ اللهُ ثُمَّ أدْناهُ |
*نودي عليه السلام بهذه الأبيات
لبّيك لبّيك أنت في كنفي |
|
وكلّما قلت قد علمناه |
صوتك تشتاقه ملائكتي |
|
فحسبك الصوت قد سمعناه
|
دعاؤك عندي يجول في حجب |
|
فحسبك الستر قد سفرناه |
لوهبّت الريح في جوانبه |
|
خرّ صريعاً لما تغشّاه |
سلني بلا رغبة ولا رهب |
|
ولا حساب إنّني أنا الله |
*- دخل أعرابي مسجد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فوقف على الحسن بن عليّ وحوله حلقة مجتمعة من الناس فسأل عنه ، فقيل له : إنّه الحسن بن عليّ [ ( عليهم السلام ) ] ! فقال : إيّاه أردت . بلغني أنّهم يتكلّمون فيعربون في كلامهم ، وإنّي قطعت بوادي وقفاراً وأودية وجبالاً ، وجئت لأطارحه الكلام وأسأله عن عويص العربيّة ! فقال له أحد جلساء الإمام : إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشابّ ، وأومأ إلى الحسين ( عليه السلام ) . فبادر إليه ، ووقف فسلّم عليه ، فردّ الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له : ما حاجَتُكَ ؟ قال : جئتك من الهرقل والجعلل والأينم والهمهم ! فتبسّم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقال له : يا أَعْرابي ! لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلام ما يَعْقِلُهُ إِلاَّ الْعالِمُونَ . فقال الأعرابي : وأقول : أكثر من هذا ، فهل أنت مجيبي على قدر كلامي ؟ فقال له الحسين ( عليه السلام ) : قُلْ ما شِئْتَ فَإِنّي مُجيبُكَ ! قال : إنّي بدويّ ، وأكثر مقالي الشّعر ، وهو ديوان العرب . فقال ( عليه السلام ) : قُلْ ما شِئْتَ فَإِنّي مُجيبُكَ ! وأنشأ الأعرابيّ يقول :
هفا قلبي إلى اللّهو |
|
وقد ودّع شرخيه |
وقد كان أنيقاً |
|
عصر تجراري ذيليه |
عيالات ولذّات |
|
فيا سُقياً لعصريه |
فلمّا عمّم الشيب |
|
من الرأس نطاقيه |
وأمسى قد عناني |
|
منه تجديد خضابيه |
تسلّيت عن اللهو |
|
وألقيت قناعيه |
وفي الدهر أعاجيب |
|
لمن يلبس حاليه |
فلو يعمل ذو رأي |
|
أصيل فيه رأييه |
لألفى عبرةً منه |
|
له في كرِّ عصريه |
* - فاجابه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ارتجالا :
فَمَا رَسْمٌ شَجاني قَدْ |
|
مَحَتْ آياتِ رَسْمَيْهِ |
سَفُورٌ دَرَّجَتْ ذَيْلَيْنِ |
|
في بَوْغاءَ قَاعَيْه |
هَتُوفٌ حَرجَفٌ تَتْرَى |
|
عَلَى تَلْبيدِ ثَوْبَيْهِ |
وَوَلاّجٌ مِنَ المُزْنِ |
|
دَنَا نَوْءُ سِماكَيْهِ |
أَتَى مُثْعَنْجِرَ الوَدْقِ |
|
بِجُود في خَلاليهِ |
وَقَدْ أَحْمَدَ بَرْقاهُ |
|
فَلا ذَمٌّ لِبَرْقَيْهِ |
وَقَدْ جَلَّلَ رَعْدَاهُ |
|
فَلاَ ذَمٌّ لِرَعْدَيْهِ |
ثَجيجُ الرَّعْدِ ثَجَّاجٌ |
|
إِذَا أَرْخى نِطاقَيْهِ |
فَأَضْحَى دارِساً قَفْراً |
|
لِبَيْنُونَةِ أَهْلَيْهِ |
فلمّا سمع الأعرابيّ ذلك بهر وانطلق يقول : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً وأذرب لسانا ولا أفصح منه نطقاً
*- في ذمّ يزيد
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ ما |
|
يُبْدِي يَزيدُ لِغَيْرِهِ |
وَبِأَنَّهُ لَمْ يَكْتُبْ |
|
هُ بِخَيْرِهِ وَبِمَيْرِهِ |
لَوْ أَنْصَفَ النَّفْسَ الخَؤُو |
|
نَ لَقَصَّرَتْ مِنْ سَيْرِهِ |
وَلَكانَ ذَلِكَ مِنهُ أَدْ |
|
نَى شَرّهِ مِنْ خَيْرِهِ |
* - في كيفيّة معاشرة الناس
وَكُنْ بَشّاً كَرِيمَاً ذَا انْبِساط |
|
وَفِيمَنْ يَرْتَجيكَ جَميلَ رَأْي |
بَعيداً عَنْ سَماعِ الشَّرِّ سَمْحاً |
|
نَقِىَّ الكَفِّ عَنْ عَيْب وَثَأْى |
مُعيناً لِلأرامِلِ وَالْيَتامَى |
|
أَمِينَ الجَيْبِ عَنْ قُرْب وَنَأْي |
وَصَوْلاً غَيْرَ مُحْتَشِم زَكِيّاً |
|
حَمِيدَ السَّعْيِ في إنْجازِ وَأْيِ |
تَلَقَّ مَواعِظِي بِقَبُولِ صِدْق |
|
تَفُزْ بِالأَْمْنِ عِنْدَ حُلُولِ الأْي |
*- في التوبة
فَإِنَّ الله تَوّابٌ رَحِيمٌ |
|
وَلِىُّ قَبُولِ تَوْبَةِ كُلِّ غاوِي |
أُؤَمِّلُ أَنْ يُعافِيَني بِعَفْو |
|
وَيُسْخِنَ عَيْنَ إبْلِيسَ المُناوِي |
وَيَنْفَعَني بِمَوْعِظَتِي وَقَوْلِي |
|
وَيَنْفَعَ كُلَّ مُسْتَمِع وَرَاوِي |
ذُنُوبِي قَدْ كَوَتْ جَنْبيَّ كَيّاً |
|
ألا إنَّ الذُّنُوبَ هِيَ المَكاوِي |
فَلَيْسَ لِمَنْ كَواهُ الذَّنْبُ عَمْداً |
|
سِوَى عَفْوِ المُهَيْمِنِ مِنْ مُداوِي |