العتبة العلوية المقدسة - جنود العقل والحهل -
» سيرة الإمام » » المناسبات » من سيرة الامام الصادق عليه السلام » قطوف من حياة الامام الصادق عليه السلام » جنود العقل والحهل

 

جنود العقل والحهل

 

 

 

عن سماعة بن مهران  قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل  فقال أبوعبدالله عليه السلام : اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا ،

 

قال سماعة : فقلت :  جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا ،

 

 فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله عزوجل خلق  العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : أدبر  فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما و  كرمتك على جميع خلقي ،

 

 قال : ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا

 

فقال له :  أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فلم يقبل فقال له : استكبرت فلعنه ، ثم جعل للعقل خمسة  وسبعين جندا

 

 فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل :  يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند  مثل ما أعطيته

 

فقال : نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي

 

 قال : قد  رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند : الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل ، والايمان وضده الكفر ،  والتصديق وضده الجحود ، والرجاء وضده القنوط ، والعدل وضده الجور ،  والرضا وضده السخط ، والشكر وضده الكفران ، والطمع وضده اليأس ،  والتوكل وضده الحرص ، والرأفة وضدها القسوة ، والرحمة وضدها الغضب والعلم وضده الجهل ، والفهم وضده الحمق ، والعفة وضدها التهتك ،والزهد وضده الرغبة ، والرفق وضده الخرق ، والرهبة وضده الجرأة ،  والتواضع وضده الكبر ، والتؤدة  وضدها التسرع ، والحلم وضدها السفه والصمت وضده الهذر ، والاستسلام وضده الاستكبار والتسليم وضده الشك والصبر وضده الجزع ، والصفح وضده الانتقام ، والغنى وضده الفقر ،   وضده السهو ، والحفظ وضده النسيان ، والتعطف وضده القطيعة ،  والقنوع وضده الحرص ، والمؤاساة وضدها المنع ، والمودة وضدها العداوة  والوفاء وضده الغدر ، والطاعة وضدها المعصية ، والخضوع وضده التطاول والسلامة وضدها البلاء ، والحب وضده البغض ، والصدق وضده الكذب ،  والحق وضده الباطل ، والامانة وضدها الخيانة ، والاخلاص وضده الشوب ،  والشهامة وضدها البلادة ، والفهم وضده الغباوة ، والمعرفة وضدها الانكار ،  والمداراة وضدها المكاشفة ، وسلامة الغيب وضدها المماكرة ، والكتمان وضده الافشاء ،  والصلاة وضدها الاضاعة ، والصوم وضده الافطار ، والجهاد وضده النكول ،  والحج وضده نبذ الميثاق ، وصون الحديث وضده النميمة ، وبر الوالدين وضده العقوق ،  والحقيقة وضدها الرياء ، والمعروف وضده المنكر ، والستر وضده التبرج والتقية وضدها الاذاعة ، والانصاف وضده الحمية ، والتهيئة وضدها البغي ،  والنظافة وضدها القذر والحياء  وضدها الجلع  والقصد وضده العدوان   والراحة وضدها التعب والسهولة وضدها الصعوبة ، والبركة وضدها المحق والعافية وضدها البلاء ، والقوام وضده المكاثرة ، والحكمة وضدها الهواء  والوقار وضده الخفة ، والسعادة وضدها الشقاوة والتوبة وضدها الاصرار والاستغفار وضده الاغترار ، والمحافظة وضدها التهاون والدعاء وضده الاستنكاف والنشاط وضده الكسل  والفرح وضده الحزن ، والالفة وضدها الفرقة والسخاء  وضده البخل

 

 فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان ، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم  لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل ، وينقي من جنود الجهل  فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء ، وإنما يدرك ذلك بمعرفة  العقل وجنوده ، وبمجانبة الجهل وجنوده ، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته .