العتبة العلوية المقدسة - معاوية يضرب على إليته -
» » سيرة الإمام » استشهاد الامام علي عليه السلام » الخوارج وقتل الامام علي » معاوية يضرب على إليته

 

معاوية يضرب على إليته
 
أما عبد الله العنبري فقصد دمشق واستخبر عن معاوية فأرشد إليه فجعل يتردد إلى داره فلا يتمكن من الدخول إليه إلى أن أذن معاوية يوما" للناس إذنا" عاما" فدخل إليه مع الناس وسلم عليه وحادثه ساعة وذكر له ملوك بني قحطان ومن له كلام مصيب حتى ذكر له بني عمه وهم أول ملوك بني قحطان وشيئا" من أخبارهم فلما تفرقوا بقي عنده مع خواصه وكان فصيحا" خبيرا" بأنساب العرب وأشعارهم فأحبه معاوية حبا" شديدا" فقال له :
قد أذنت لك في كل وقت نجلس فيه أن تدخل علينا من غير مانع ولا دافع فكان يتردد إليه إلى الليلة التاسعة عشرة وكان قد عرف المكان الذي يصلي فيه معاوية فلما أذن المؤذن للفجر وأتى معاوية المسجد ودخل محرابه ثار إليه بالسيف وضربه فراغ عنه فأراد ضرب عنقه فانصاع عنه فوقع السيف في إليته وكانت ضربته ضربة جبان ، فقال معاوية : لا يفوتكم الرجل .
فاستخلف بعض أصحابه للصلاة ونهض إلى داره وأما العنبري فأخذه الناس وأوثقوه وأتوا به إلى معاوية وكان مغشيا" عليه فلما أفاق قال له :
ويلك يا لكع لقد خاب ظني فيك ما الذي حملك على هذا .
فقال له :دعني من كلامك وأعلم إننا ثلاثة تحالفنا على قتلك وقتل عمرو بن العاص وعلي وأما أنت فقد ردع أجلك كردعك الثعلب([1]).
فقال له معاوية : على رغم أنفك .
فأمر به إلى الحبس([2]).
 


([1])قال إبن أبي الحديد في ص 21 برواية أبي الفرج قال أبو مخنف : قال أبو زهر وقال البرك بن عبد الله : إن لك عندي بشارة .
قال : ماهي ؟
فأخبره خبر صاحبه وقال :
- إن علياً قتل هذه الليلة فاحبسني عندك فإن قتل فأنت على ما تراه في أمري وإن لم يقتل أعطيتك العهود والمواثيق أن أمض إليه فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدك حتى تحكم فيً بما ترى .
ـ أقول أنظر إلى خبث الخوارج كلما أمسك أحدهم أخبر ماسكه بأنه سيقتل عدوه ويعود إليه وكذلك عبد الرحمن كما سيمر علينا إذ طلب من الإمام الحسن عليه السلام  يجاهد معاوية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على جبنهم وليس كما وصفوا به أنفسهم إنهم شروها لله.
 عن الإرشاد للشيخ المفيد
إن نفراً من الخوارج اجتمعوا في مكة فتذاكروا الأمراء فعابوهم وعابوا أعمالهم وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم .
فقال بعضهم لبعض :
لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهر وان .
أقول هل هذا كلام من يقول لمعاوية استبقني أو احبسني عندك ؟
([2])بحار الأنوار ج42 ص 271