العتبة العلوية المقدسة - امير المؤمنين على لسان الشعراء -
» » سيرة الإمام » مناقب وفضائل الامام علي عليه السلام » امير المؤمنين على لسان الشعراء

 

فضائل امير المؤمنين على لسان الشعراء
 
قال الشيخ الازري رحمه الله :
 
ان تراءت ارض الغريين فاخضع

 
واخلع النعل دون وادي طواها

واذا شمت قبة العالم الاعلى

 
وانوار ربها تغشاها

فتواضع فثم دارة قدس

 
تتمنى الافلاك لثم ثراها

قل له والد موع سفح عقيق

 
والحشى تصطلي بنار غضاها

يابن عم النبي انت يد الله

 
التي عم كل شيء نداها

انت قرأنه القديم واوصافك

 
اياته التي اوحاها

حسبك الله في ماثر شتى

 
هي مثل الاعداد لا تتناهى

ليت عيناً بغير روضك ترعى

 
قذيت واستمر فيها قذاها

انت بعد النبي خير البرايا

 
والسما خير ما بها قمراها

لك ذات كذاته حيث لولا

 
انها مثلها لما اخاها

قد تراضعتما بثدي وصال

 
كان من جوهر التجلي غذاها

يا علي المقدار حسبك لا هو

 
تيه لا يحاط في علياها

أي قدس اليه طبعك ينمى

 
والمراقي المقدسات ارتقاها

لك نفس من معدن اللطف صيغت

 
جعل الله كل نفس فداها

هي قطب المكونات ولولا

 
ها لما دارت الرحى لولاها

لك كف من ابحر الله تجري

 
انهر الانبياء من جدواها

حزت ملكا من المعالي محيطا

 
باقاليم يستحيل انتهاها

ليس يحكي دري فخرك در

 
اين من كدرة المياه صفاها

وقضى بالحياة بعد ممات

 
انت مولى بقائها وفناها

يا ابا النيرين انت سماء

 
قد محى كل ظلمة قمراها

لك بأس يذيب جامدة الكو

 
نين رعبا ويجمد الامواها

زان شكل الوغى حسامك والرمح

 
كما زان عادة قرطاها

ما تتبعت معشراً قط الا

 
واناخ الفنا بعقر فناها

كلما احفت الوغى لك خيلا

 
انعلتها من الملوك طلاها

قدتها قود قادر لم ترعه

 
امم غير ممكن احصاها

لك ذات من الجلالة تحوي

 
عرش علم عليه كان استواها

لم يزل بانتصارك الدين حتى

 
جردت كف عزميتك ظباها

فرفعت الرشاد فوق الثريا

 
ووضعت الضلال تحت ثراها

فاستمرت معالم الدين تدعو

 
لك طول الزمان فاغنم دعاها

انما البأس والتقى والعطايا

 
حلبات بلغت اقصى مداها

لك من ادم القديم مراع

 
امة بعد امة ترعاها

 
يا اخا المصطفى لدي ذنوب

 
هي عين القذا وانت جلاها

يا غياث الصريخ دعوة عاف

 
ليس الاك سامع نجواها

كيف تخشى العصاة بلوى المعاصي

 
وبك الله منقذ مبتلاها

لك في مرتقى العلا والمعالي

 
درجات لا يرتقى ادناها

عرفت ذاتك القديمة مولا

 
ك فوحدت في القديم الا لها

اين معناك من معاني اناس

 
كان معبودها اتباع هواها

 
وقال السيد مهدي بحر العلوم :
 
إمام أتى فيه من الله ما أتى

 
وهل قد أتى في غيره هل أتى قل لي

( وبلغ فيه المصطفى أمرُ ربه

 
على منبرٍ بالمنطق الصادع الفصلِ

فقال ألستم تعلمون بأنني أحق

 
وأولى الناس بالناس في الكلِ )

فقالوا بلى قال النبي فأنت يا أبا

 
حسنٍ أولى الورى بالورى مثلي

وأنزله منه بمنزلة مضت لهرون

 
من موسى بن عمران من قبلِ

وشبهه بالأنبياء لجمعه

 
جميع الذي فيهم من الفخر والنبيلِ

له حكم داود وزهد بن مريم

 
ومجد خليل الله ذي الفضل والبذلِ

وتسليم إسماعيل عند مبيته

 
وعزم كليم الله في شدة الأزلِ

وحكمة إدريسٍ وأسماء آدم

 
وشكر نجي الله في عهد ذي الكفلِ

وخطب شعيب في خطابة قومه

 
وخشية يحيى البر في هيبة الحُكلِ

وكان عديل المصطفى ومثيله

 
وهل لعديل الطهر أحمد من مثلِ

وكان الأخ البر الموسي بنفسه

 
ومن لم يخالفه بقولٍ ولا فعلِ

وأول من صلى وآمن واتقى

 
وأعلم خلق الله بالفرض والنفلِ

وأشجعهم قلباً وأبسطهم يداً

 
وأرعاهم عهداً وأحفظ للألِ

وأكرمهم نفساً وأعظمهم تقىً

 
وأسخاهم كفاً وإن كان ذا قل

حبيب حبيب الله نفس رسوله

 
ونور مجلي النور في العلو والسفلِ

رقى فارتقى في القدس مرقى ممنعاً

 
تجاوز فيه الوهم عن مبلغ العقلِ

تحيرت الألباب في ذات ممكنٍ

 
تعالى عن الأمكان في الوصف والفعلِ

تجمعت الأضدادُ فيه من العلى

 
فعز عن الأندادِ والشبه والمثلِ

أذلك أم من للمعايب عيبة

 
تفرع كل العيب عن كفره الأصلي

تطامن للات الخبيثة أعصراً

 
وزاد نفاقاً حين أسلم عن ختلِ

ومصطنع رباً بكفيه لاكه

 
بفكيه لما جاع واضطر للأكلِ

ومن جهل الأب الذي كل سائمٍ

 
به عارفُ راع فصيلِ إلى عجلِ

ومن كل عن فهم الكلالة فهمه

 
مقراً بكل عن ذاك والكلِ

أمن هو بابُ للعلوم كمن غدا

 
يفضلُ ربات الحجال من الجهلِ

ومن هو أقضاكم كمن جد جده

 
لقيضي في جدّ قضية ذي فصلِ

فأحصوا قضاياه ثمانين وجهة

 
تلون ألواناً وأخطا في الكلِ

وكمن بين من قال اسئلوني جهرةً

 
ومن يستقيل الناس في المحفل الحفلِ

ومن هو كرار الى الحرب يصطلي

 
بنيرانها حتى تبوح بما يصلي

له الراية العظمى يطير بها إلى


 
قلوبٍ أطيرت منه بالرعب والنصلِ

ومن لا يُرى في الحرب إلا مشمراً

 
بذيل ذيول الفر في المعشر الفلِ

أبو حسنٍ ليث الوغى أسد الشرى

 
مقدمها عند الهزاهز والوهلِ

أقام عماد الدين من بعد ميله

 
وثل عروش المشركين أولي الحلِ

وقاتل في التأويل من بعد من بغى

 
كما كان التنزيل قاتل من قبلِ

فروى من الكفار بالدم سيفه

 
وثنى به الباغين علا على نهلِ

وزوجه المختار بضعته وما

 
لها غيره في الناس من كفو عدلِ

وقال لها زوجتك اليوم سيداً

 
تقياً نقياً طاهر الفرع والأصلِ

وأنت أحب الناس عندي وإنه

 
أعزُ وأولى الكل بعدي بالكلِ

وإن إله العرش رب العلا قضى

 
بذا وتولى الأمر والعقد من قبلي

فأبدت رضاها واستجابت لربها

 
ووالدها رب المكارم والفضلِ

وكم خاطبٍ قد رُد فيها ولم يجب

 
وكم طالبٍ صهراً وما كان بالأهلِ

وشيخاً كم رُدا وقد حدثتهما

 
نفوسهما أمراً فآبا على ذلِ

ولولا علي ما استجيب لخاطبٍ

 
ولا كانت الزهراءُ تُزف إلى بعلِ

وأكرم بمن يعلي النبي بشأنها

 
واسمع بما قد قال من قوله الفصلِ

 
قال الناشىء الصغير :
 
كأن سنان ذابله ضمير

 
فليس عن القلوب له ذهاب

وصارمه كبيعته بخم

 
معاقدها من القوم الرقاب

علي الدر والذهب المصفى

 
 
وباقي الناس كلهم تراب

إذا لم تبر من أعدا علي

 
فما لك في محبته ثواب

إذا نادت صوارمه نفوسا

 
فليس لها سوا نعم جواب

فبين سنانه والدرع سلم

 
وبين البيض والبيض اصطحاب

هو البكاء في المحراب ليلا

 
هو الضحاك إن جد الضراب

ومن في خفه طرح الأعادي

 
حبابا كي يلسبه الحباب

فحين أراد لبس الخف وافى

 
يمانعه عن الخف الغراب

وطار له فاكفأه وفيه

 
حباب في الصعيد له انسياب

 
ومن ناجاه ثعبان عظيم

 
بباب الطهر ألقته السحاب

رآه الناس فانجفلوا برعب

 
وأغلقت المسالك والرحاب

فلما أن دنا منه علي

 
تدانى الناس واستولى العجاب

فكلمه علي مستطيلا

 
وأقبل لا يخاف ولا يهاب

ودن لحاجر وانساب فيه

 
وقال وقد تغيبه التراب

: أنا ملك مسخت وأنت مولى

 
دعاؤك إن مننت به يجاب

أتيتك تائبا فاشفع إلى من

 
إليه في مهاجرتي الإياب

فأقبل داعيا وأتى أخوه

 
يؤمن والعيون لها انسكاب

فلما أن أجيبا ظل يعلو

 
كما يعلو لدي الجد العقاب

وأنبت ريش طاووس عليه

 
 
جواهر زانها التبر المذاب

يقول : لقد نجوت بأهل بيت

 
بهم يصلى لظى وبهم يثاب

هم النبأ العظيم وفلك نوح

 
وباب الله وانقطع الخطاب([1])

 
 
قال الصاحب بن عباد :
 
قالت : فمن بعده يصفى الولاء له

 
قلت : الوصي الذي أربى على زحل

قالت : فهل أحد في الفضل يقدمه

 
فقلت : هل هضبة ترقى على جبل

قالت : فمن أول الأقوام صدقه

 
فقلت : من لم يصر يوما إلى هبل

قالت : فمن بات من فوق الفراش فدى

 
فقلت : أثبت خلق الله في الوهل

قالت : فمن ذا الذي واخاه عن مقة

 
فقلت : من حاز رد الشمس في الطفل

قالت : فمن زوج الزهراء فاطمة

 
فقلت : أفضل من حاف ومنتعل

قالت : فمن والد السبطين إذ فرعا

 
فقلت : سابق أهل السبق في مهل

قالت : فمن فاز في بدر بمفخرها

 
فقلت : أضرب خلق الله للقلل

قالت : فمن ساد يوم الروع في أحد

 
فقلت : من هالهم بأسا ولم يهل

قالت : فمن فارس الأحزاب يفرسها


 
فقلت : قاتل عمرو الضيغم البطل

قالت : فخيبر من ذا هد معقلها


 
فقلت : سائق أهل الكفر في عقل


قالت : فيوم حنين من برى وفرى

 
فقلت : حاصد أهل الشرك في عجل

قالت : فمن صاحب الرايات يحملها

 
فقلت : من حيط عن غش وعن نغل

قالت : براءة من أدى قوارعها

 
فقلت : من صين عن ختل وعن دغل

قالت : فمن ذا دعي للطير يأكله

 
فقلت : أقرب مرضي ومنتحل

قالت : فمن راكع زكى بخاتمه شرفا

 
فقلت : أطعنهم مذ كان بالأسل

قالت : ففيمن أتانا ( هل أتى )

 
فقلت : أبذل خلق الله للنفل

قالت : فمن تلوه يوم الكساء أجب

 
فقلت : أنجب مكسو ومشتمل

قالت : فمن باهل الطهر النبي به

 
فقلت : تاليه في حل ومرتحل

قالت : فمن ذا قسيم النار يسهمها

 
فقلت : من رأيه أذكى من الشعل

قالت : فمن شبه هارون لنعرفه

 
فقلت : من لم يحل يوما ولم يزل

قالت : فمن ذا غدا باب المدينة قل

 
فقلت : من سألوه العلم لم يسل

قالت : فمن ساد في يوم الغدير أبن

 
فقلت : من صار للإسلام خير ولي

قالت : فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا

 
فقلت : تفسيره في وقعة الجمل

قالت : فمن حارب الأنجاس إذ قسطوا
 
فقلت : صفين تبدي صفحة العمل

قالت : فمن قارع الأرجاس إذ مرقوا

 
فقلت : معناه يوم النهروان جلي

قالت : فمن صاحب الحوض الشريف
 غدا
 
فقلت : من بيته في أشرف الحلل

قالت : فمن ذا لواء الحمد يحمله

 
فقلت : من لم يكن في الروع بالوكل

قالت : أكل الذي قد قلت في رجل

 
فقلت : كل الذي قد قلت في رجل

قالت : ومن هو هذا المرء سم لنا

 
فقلت : ذاك أمير المؤمنين علي

 
وقال حسن قفطان :
 
لم تدع مدحة الإله تعالى

 
في علي للمادحين مقالا

هو أمر الله الذي نزلت فيه

 
أتى لا تستعجلوا استعجالا

هو أمر الله الذي صدرت كن

 
عنه في كل حادث لن يخالا

وهو اللوح والذي خط في

 
 اللوح
 
بلاء العباد والآجالا

 
مظهر الكائنات في مبتداها

 
ومبين الأشياء حالا فحالا

وقديم آثاره كل موجود

 
 
حديث ولا تقولن غالى

علم الروح جبرئيل علوما

 
حين لا صورة ولا تمثالا

وهو ميزانه الذي قدر الله

 
به يوم وزنه الأعمالا

وقسيم للنار من كان عاداه

 
ومولى الجنان من كان والى

ولواء الحمد العظيم بكفيه

 
وساقي أهل الولا السلسالا

وإياب الخلق المعاد إليه

 
وعليه حسابهم لن يدالا

 
وهو نفس النبي لما أتاه

 
 
وفد نجران طالبين ابتهالا

فدعاه وبنته أم سبطيه

 
وسبطيه لا يرى ابدالا

أنزل الله ذا اعتمادا إليه

 
 
آية تزعج الوغى أهوالا

 
ما استطاعت جموعهم يوم عرض
 
لكفاح إلا عليها استطالا

وطواهم طي السجل وطورا

 
 
لفهم فيه يمنة وشمالا

 
يغمد السيف في الرقاب

 
 وأخرى
 
يتحرى تقليدها الأغلالا

 
 
صالح الجيش أن تكون له

 
 
الأرواح والناس تغنم الأموالا

قاتل الناكثين والقاسطين البهم

 
والمارقين عنه اعتزالا

كرع السيف في دماهم بما
 حادوا
 
عن الدين نزغة وانتحالا

من برى مرحبا بكف اقتدار

 
أطعمته من ذي الفقار الزيالا

يوم سام الجبان من حيث ولى

 
راية الدين ذلة وانخذالا

قلع الباب بعد ما هي أعيت

 
عند تحريكها اليسير الرجالا

 
ثم مد الرتاج جسرا فما تم

 
ولكن بيمن يمناه طالا

وله في الأحزاب فتح عظيم

 
إذ كفى المؤمنين فيه القتالا

حين سالت سيل الرمال باعلام

 
من الشرك خافقات ضلالا

فلوى خافقاتها بيمين

 
ولواه الخفاق يذري الرمالا

ودعا للبراز عمرو بن ود

 
يوم في خندق المدينة جالا

 
 
فمشى يرقل اشتياقا علي

 
للقاه بسيفه ارقالا

 
وجثا بعد أن برى ساق عمرو

 
فوق عمرو تضرما واغتيالا

 
ثم ثنى برأس عمرو فأثنى

 
جبرئيل مهللا اجلالا

 
فانثنى بالفخار من نصرة الدين

 
على الشرك باسمه مختالا

 
وبأحد إذ أسلم المسلمون

 
المصطفى فيه غدرة وانخزالا

فأحاطت به أعاديه وانثالت

 
عليه من الجهات انثيالا

عجب من عصابة أخرته

 
 
بسواه لغيها استبدالا

 
أخرته عن منصب أكمل الله

 
 
به الدين يومه اكمالا

 
 
ضرب الله فوق قبر علي

 
عن جميل الرواق منه جمالا

 
قبة صاغها القدير لأفلاك

 
السماوات شاهدا ومثالا

أرخت الشمس فوقها حلية

 
 
 النور
 
بهاء وهيبة وجلالا

 
 
وضريح به تنال الأماني

 
وبه تدرك العفاة النوالا

 
 
 
 
قال زبيا النصراني وكان يتشيع :
 
عدي وتيم لا أحاول ذكركــــم

 
 بسوء ولكني محب هاشـــــــــــــــــــــم

وما تعتريني في علي ورهطــــــه

 
إذا ذكروا من الله لومة لائــــــــــــــــم

 
يقولون ما بال النصارى تحبهــم

 
 وأهل النهى من عرب وأعاجــــــــــم
فقلت لهم :إني لأحسب حبهم 

 
سرى في قلوب الخلق حتى البهــائم
             وله أيضا :
على أمير المؤمنين خليفــــــــــــة

 
وما لسواه فـي الخلافة مطمعُ

فلو كنت أبغي ملة غير ملـــــتي

 
لما كنت إلا مسلما يتشـــــــيع(1)

 
قال الشيخ محمد طه نجف :
 
لعلي مناقب لا تضاهى

 
لا نبي ولا وصي حواها

من ترى في الورى يضاهي علياً

 
ايضاهي فتى به الله باهى

رتبة نالها الوصي علي

 
لم ترم ان تنالها انبياها

ما أتى الانبياء الا قليلاً

 
من كثير وذاك منه اتاها

فضله الشمس للانام تجلت

 
كل راء بناظر به يراها

ومراض القلوب عنه تعافت

 
والتعافي قضى لها بعماها

وجميع الدهور منه استنارت

 
مبتداها ومتهى فتاها

هو دون الآله والخلق طراً

 
دونه اذ علاه فوق علاها

وهو نور الاله يهدي اليه

 
فاسأل المهتدين عمن هداها

واذا قست في المعالي علياً

 
بسواه رأيته بسماها

وسواه بارضها واذا ما

 
زاد قدراً فمرتقاه رباها

غير من كان نفسه ولهذا

 
خصه دون غيره باخاها

انبأت آية التباهل عنه

 
 
فاسأل العارفين فمن تلاها

والكتاب العزيز شاهد صدق

 
فارع آياته كمن قد رعاها

وسواء كلاها في المعالي

 
جاوزا منتهى ارتفاع علاها

غير ان للنبوة مرقى

 
دونه كان مرتقى اوصياها

ما ارى الكائنات الا كنفس

 
وعلي واحمد مقلتاها

 
أحمد الوائلي :
 
غالى يسارٌ واستخفَّ يمينُ بك يا لكنهك لا يكاد يبين
تُجفى وتُعبد والضَّغائن تغتلي والدَّهر يقسُو تارةً ويلين
وتظلّ أَنتَ كما عهدتُكَ نغمةً للان لم يرقى لها تلحين
فرأَيتُ أن أَرويك محضَ رواية للنَّاس لا صوَرٌ ولا تلوين
فلانتَ أروع إذ تكون مجرَّداً ولقد يضرُّ برائِع تثمين
ولقد يضيق الشَّكل عن مضمونه ويضيع داخلَ شكلِهِ المضْمون
إنّي أتيتك أجتليك وأبتغي وِرداً فعندكَ للعطاش مَعين
وأغصُّ من طرفي أمام شوامخ وقع الزَّمان وأُسُّهُنَّ متين
وَأَراك أكبر من حديث خلافة يستامها مروان أَو هارون
لك بالنُّفوس إمامةٌ فيَهُون لو عصفت بك الشُّورى أو التعيين
فدع المعاولَ تزبئرّ قساوةً وضراوةً إنَّ البناءَ متين
أأبا تراب وللتُّراب تفاخرٌ إن كان من أَمشاجه لك طين
والنَّاس من هذا التُّراب وكلُّهم في أصله حمأٌ به مسنون
لكنَّ من هذا التُّراب حوافرٌ ومن التُّراب حواجبٌ وعيون
فإذا استطالَ بك التُّراب فعاذرٌ فلانت من هذا التُّراب جبين
ولئِن رجعت إلى التُّراب فلم تمت فالجذر ليس يموتُ وهو دفين
لكنَّه ينمو ويفترع الثَّرى وترفُّ منه براعمٌ وغصون
بالامس عدت وأَنت أَكبرُ ما احتوى وعيٌ وأَضخمُ ما تخال ظنون
فسأَلتُ ذهني عنك هل هو واهمٌ فيما روى أم أنَّ ذاك يقين
وهل الّذي ربَّى أبي ورضعتُ من أُمِّي بكلِّ تُراثِها مأمون
أم أنَّه بَعُدَ المدى فتضخَّمت صُورٌ وتُخدع بالبعيد عيون
أم أَنَّ ذلك حاجة الدُّنيا إلى متكامل يهفو له التَّكوين
فطلبت من ذهني يميط ستائراً لَعبَ الغلوُّ بها أو التَّهوين
حتَّى انتهى وعيي إليك مجرَّداً ما قاده الموروثُ والمخزون
فإذا المبالغُ في عُلاكَ مقصِّر وإذا المبذِّر في ثناكَ ضنين
وإذا بك العملاقُ دونَ عيانه ماقد روَى التَّاريخ والتَّدوين
وإذا الَّذي لك بالنُّفوس من الصَّدى نزرٌ وإنَّك بالاشدِّ قمين
أَأَبا الحسين وتلك أروع كنية وكلاكما بالرَّائِعاتِ قمين
لك في خيال الدَّهر أيّ رُؤىً لها يروي السَّنا ويُترجم النِّسرين
هنَّ السَّوابق شزَّباً وبشوطها ما نال منها الوَهنُ والتَّوهين
والشَّوط مملكة الاصيل وإنَّما يؤذي الاصائِل أن يسود هجين
فسما زمانٌ أنت في أَبعاده وعَلا مكانٌ أنتَ فيه مكين
آلاؤُك البيضاءُ طوَّقتِ الدُّنى فلها على ذمَمِ الزَّمانِ ديون
أُفُقٌ من الابكار كلّ نجومه مافيه حتّى بالتصوُّر عون
في الحرب أَنت المستحمّ من الدِّما والسِّلم أنت التِّين والزَّيتون
والصُّبح أنت على المنابر نغمة واللَّيل في المحراب أنت أنين
تكسو وأَنت قطيفةٌ مرقوعةٌ وتموت من جوع وأَنت بطين
وترقُّ حتَّى قيل فيك دعابةٌ وتفحُّ حتى يفزع التِّنِّين
خُلُقٌ أَقلّ نعوته وصفاته أَنَّ الجلال بمثله مقرون
ما عدت أَلحو في هواك متَيَّماً وصفاتك البيضاء حورٌ عين
فبحيث تجتمع الورود فراشة وبحيث ليلى يوجد المجنون
وإذا سألت العاشقين فعندهم فيما رووه مبرِّر موزون
قسماً بسحر رُؤاك وهي إليَّة ما مثلها فيما إخال يمين
لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا ولقد فعلت فما ارعوى المفتون
وعذرتهم فلذى محاريب الهوى صرعى ودين مغلق ورهون
والعيش دون العشق أو لذع الهوى عيش يليق بمثله التَّأبين
ولقد عشقتك واحتفت بك أضلعي جمراً وتاه بجمره الكانون
وفداء جمرك إنَّ نفسي عندها توقٌ إلى لذعاتِه وسكون
ورجعت أعذر شانئيك بفعلهم فمتى التقى المذبوح والسِّكين
بدرٌ وأحدٌ والهراسُ وخيبرٌ والنَّهروان ومثلها صفِّين
رأس يطيح بها وينذر كاهلٌ ويدٌ تُجذُّ ويُجدَع العرنين
هذا رصيدك بالنُّفوس فما ترى أَيُحِبُّكَ المذبوح والمطعون
ومن البداهةِ والدُّيون ثقيلة في أَن يقاضى دائِنٌ ومدين
حقدٌ إلى حسد وخسَّةُ معدن مطرت عليك وكلُّهنَّ هتون
راموا بها أن يدفنوكَ فهالَهم أن عاد سعيُهُم هو المدفون
وتوهَّموا أن يغرقوك بشتمهم أتخاف من غَرق وأَنت سفين
ستظلُّ تحسبك الكواكبُ كوكباً ويهزُّ سمع الدَّهر منك رنين
وتعيش من بعد الخلودِ دلالةً في أَنَّ ما تهوَى السَّماءُ يكون
 
القصيدة الكـوثريّة للسيد رضا الهندي
 
 أمُفَلَّجُ ثَغرِك أم جوهرْورحيقُ رِضابِك أم سُكَّرْ
قد قال لِثَغركِ صانِعُه:إنَّا أعطيناكَ الكَوثَر
والخالُ بِخدِّكِ أم مسكٌنَقَّطْتَ به الوردَ الأحمر
أم ذاك الخالُ بِذاك الخدِّفَتيتُ النَّدِّ    على مِجمر    
عجباً مِن جمرته تذْكو وبها لا يحترقُ العَنْبر 
يا مَنْ تبدو لي وَفرتُهفي صبحِ مُحيَّاهُ   الأزهَر
فأُجَنُّ به بـ الليلِ إذايغْشىوالصُبح إذا أَسفَر
إرحم أَرِقاًلَوْ لمْ يمرضْبِنُعاسِ جُفُونِك لم يَسهر
تَبْيضُّ لهجرك عيناهُحُزناً ومدامِعُهُ تحمر
يا لِلعشَّاقِ لِمَفتونبهوى رشاء أحوى أحوَر
إن يَبْدُ لذي طربغنّىأو لاحَ لِـذي نُسُـككَـبّرْ
آمنْتُ هوىً بنبوّتِهوبعَينيهِ سِحرٌ يُؤثر
أصفيتُالوِدَّلذي مَللعيشي بقطيعتهِ    كدَّر
يا مَنْ قد آثرهِجرانيعليَّ بِلُقياهُ استأثرْ
أقسمتُ عليكَ بما أولتــكَ النُظْرةُ مِن حُسن المنظر
وَبوجهكَ إذ يحمَرُّ حَياًوبوجهِ مُحِبّك إذ يَصْفَرْ
وبلُؤْلُؤمَبْسمكالمنظوم ولُؤْلُؤ دمعيَ إذ يُنثر
أن تَترُكَ هذا الهُجْرَ فليــسَ يَليقُبمثليَ أن يُهْجَرْ
فاجْلُالأقداحَ بِصِرْفِالراحِ عسى الأفراحُ بها تُنْشَر
وَاشغِلْ يُمناكَ بصبِّ الكأْسِ وخلِّ يَسارَكَ لِلمِزهَر  
فَدَمُ العُنقُودِولحنُ العُودِ يُعيدُ الخير وينفي الشَّر
بَكِّرْلِلَّهْوِوَنَيْلِ الصَفْــوِ فَصَفْوُ العَيْشِ لِمَنْ بَكَّرْ
وِانْظُرْ لِلزَّهْرِ بشَطِّ النَّهـْـرِ فَوَجْهُ الدَّهْرِ بِهِ أزْهَرْ
هذا عَمَلي فاسلُكْ سُبُليإنْ كُنتَ تُقِرُّ   على المُنكر
فَلقَدْ أسرفْتُوما أسلَفْـتُ لنَفْسي ما فِيهِ أُعْذَرْ
سَوَّدتُ صَحيفةَ أعماليوَوَكلتُ الأمرَ إلى حيدر
هُوَ كَهْفي من نُوَبِالدُّنياوشفيعي في يومِ المحشَرِ
قَدْ تَمَّتْ لي بولايتهِنِعمٌ جَمَّتْ     عَنْ أنْ تُشكَر
لأُصيبَ بِها الحظَّ الأَوفىوَأُخَصَّصَ بالسَّهمِالأَوْفَرِ
بالحِفظِ مِنَ النّارِ الكُبرىوالأمنِ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ
هلْ يَمنَعُني وَهوَ السَّاقِيأَنْ أَشربَ منَ حَوضِ الكَوثرِ
أمْ يَطْرُدُني عنْ مائِدَةوُضِعَتْ للقانِعِوالمُعْتَرْ  
يَا مَنْ قَدْ أَنكَرَ مِنْ آيَاتِأبي حسن مَا لا يُنْكَرْ
إنْ كُنْتَ، لِجَهلِكَ بالأيّامِ، جَحَدْتَ مَقامَ أبي شُبَّرْ
فاْسألْ بدراً واْسألْ أُحُداًوَسَلِ الأحزابَ وسَلْ خيبر
منْ دَبَّرَ فِيها الأمْرَ وَمَنْأرْدى الأَبْطَالَ وَمَنْ دَمَّرْ
مَنْ هَدَّحُصُونَ الشِّركِ وَمَنْشَادَ الإِسْلامَ وَمَنْ عَمَّرْ
مَنْ قدَّمهُ طهَ وَعَلىأَهْلِ الإيمانِ لَهُ أَمَّرْ
قَاسُوكَ أبا حَسَن بِسِواكَ وَهَلْ بالطّودِ   يُقاسُ الذَّر    ؟
أنَّى ساوَوْكَ بِمَنْ نَاوَوكَ وَهَلْ سَاوَوا نَعْلَيْ قَنْبَرْ ؟
مَنْ غَيْرُكَ مَنْ يُدْعى للحَرْبِ وَلِلمِحْراب وَلِلمِنْبَرْ
أفْعالُ الخَيرِ إذا انْتَشَرَتْفي النّاسِ فَأَنْتَ لَها مَصْدَرْ
وَإِذا ذُكِرَ المَعْروفُ فَمالِسِواكَ بِهِ شَيءٌ يُذْكَرْ
أَحْيَيْتَ الدِّينَ بأبْيَضَقَدْأَوْدَعتَبِهِ المَوتَ الأَحْمَر 
قُطْباً للحَرْبِ يُديرُ الضَربَ وَيَجلُو الكَرْبَ بيَومِ الكَرْ
فَاصْدَعْبالأمْرِ فَنَاصِرُكَ الـــبَتّارُ وشانِئُكَ الأبْتَرْ
لَوْ لَمْ تُؤْمَرْ بالصَّبرِ وكَظْـــمِالغَيْظِ وَليتَكَ لَمْ تُؤْمَرْ
مَا نَالَ الأمْرَأخُو تَْيموَتَناوَلَهُ   عَنْهُ حَبْتَرْ
لَكِنْ أعْراضُ العاجِلِماعَلِقتْ رِدائِكَ يا جَوْهَرْ
أَنتَ المُهتَمُّ بحِفْظِ الدِّيــــنِ وَغَيرُكَ بالدُّنْيا يَغْتَرْ     
أفْعَالُكَ ما كانَتْ فيهاإلاّ ذِكرى لِمَنْ اذَّكَّر
حُجَجاً أَلْزَمتَ بِها الخُصَماءَ   وتَبْصِرةً   لمَنْ اسْتَبصَرْ
آياتُ جَلالِكَلا تُحصىوصِفاتُ كمالِكَ لا تُحصرْ
مَنْ طَوَّلَ فيكَ مَدائِحَهُعَنْ أدْنى واجِبِها قَصَّرْ
فَاقْبَلْ يا كَعْبةَ آمَاليمِنْ هَدْي مَديحي مَا اسْتَيْسَر
 
وقال الشاعر المسيحي
 
بيني وبينك همسة وكلام

 
يا امة ضاقت بها الايام

سكنت يداها واستكان حُسامها

 
والمجد اين المجد ؟ كيف ينام ؟

كم هامةٍ خرت على اقدامها

 
عبر الزمان ، وكم تهاوت هام

ما بالها رقدت على حقبٍ هوى

 
اسيادها واستفحل الاجرام

فتقهقرت ، يا ويلها من امة

 
صرعت ائمتها وغاب إمام

هل يستوي في الحق من صاموا على

 
ورع ومن هدروا الدماء وصاموا

ماذا جنى المتكابرون ومن جنوا

 
ظلماً على اهل النبي وهاموا

حملوا البيارق لا المجال مجالهم

 
عند الجهاد ولا المقام مقامُ

يتوسلون النصر ! كيف ؟ وتنطوي

 
قمم الرجال وترفع الاقزامُ

يا ( ابن ملجم ) ان سيفك خاسئ

 
ألسيف زيف والردى أوهام

ظفر العليُ ، وفاز يوم سقوطه

 
وسما ورب الكعبة العلام

أم الصلاة مضرجاً بدم التُقى

 
وكأنما الجرح المميت وسام

وكأن اهل البيت ما اشتاقوا سوى

 
درب الشهادة والجهاد مرام

كُتبت لهم تلك الحياة وحسبهم

 
عمراً وفي هذي الحياة لئام

لولاك يا يوم ( السقيفة ) ما التوت

 
تلك الصفوف ونكست اعلام

ضلت بأحلام النفوس غرائز

 
فطغى الهوى واختلت الاحكام

وتبرمت روح الرسول على ونى

 
والإحتضار تحثه الآلام

يطوي هنيات الوداع وهالهُ

 
ان يستباح الوحي والالهام

فدعا الى التدوين الا انهم

 
خطفوا الدواة وضاعت الاقلام

نقضوا ( حديث الدار ) و ( الثقلين ) هل

 
صدقوا ؟ وهل وحي الغدير غمام

فتجاذبت ارث النبي نوازع

 
فكأنما ارث النبي حُطام

قضوا على رمق النبوة هجعة

 
لا الموت خشعهم ولا الاحلام

ووصيه الشرعي منسكبٌ


 
نعش الرسول وفي الصميم ضرام

فتطيبت يمناه تغسل جسمه

 
وشذا النفوس تبثه الاجسام

وسرت بأبناء العمومة رعشة

 
فتلقفت اوصالها الارحام

هو كالامير الظل مؤمن على

 
ذخر التراث فيستقيم نظام

ويشد أزر ( خلافتين ) اذا بغى

 
في الافق طيف سحابة وظلام

لولاه ما ( الإقطاعُ ) ؟ … هدد امة

 
بالويل واستشرت بها الاقسام

وتقوضت يوم النفير وروعت

 
أسوار يثرب والخطوب جسام

فتواه قاطعة وحد لسانه

 
حكم وحد حسامه الاحكام

كم آلمت ( عُثمان ) طُغمة سلطةٍ

 
غنم الرعاع بها وجاع كرام

يشقى ابو ذر ويبتر الألى

 
ظلموا الرعية والبريء يضام

وعطاء بيت المال أسلاب وقد

 
حُرم الفقير وشرد الايتام

فاذا المظالم تستغيث بثورة

 
لجت وما للجامحات لجام

ضاقت على ( الحسنين ) في غلوائها

 
فالجور كفر والفساد حرام

يا زاهداً بالحكم و ( التحكيم ) ما

 
( سلمت امور المسلمين ) وقاموا

ما كان من شأن الرسالة ان غدت

 
كالقيصرية حكمها هدام

تتغلل الفحشاء في طياتها

 
ويسود في تحريفها الظلام

صرعوا امير ( شهادتين ) وكفروا

 
طهر الحديث وحلل الاحرام

وتعقبوا ( السبطين ) كيف تدحرجت على

 
هوج الرياح وقادها استزلام

أيزيد يكلأها ويفقهُ وحيها

 
وعلى براثنه دم ومدام

ما كان عهد أمية في الشام ؟ هل

 
سرت على نهج النبي الشام

شتان بين الشام يصعقها الصدى

 
والشام يزأر دونها الضرغام

لولاك لانكفأت ظلال جناحه

 
وبها يفي العرب والاعجام

او لست رمزاً للصمود وصرخة

 
للحق ؟ انت الموعد البسام

إني ذكرتك في الشهادة والوغى

 
وعلى يديك يزغردُ الصمصام

 
 


([1] )الغدير ج 4   ص 24
(1) بهجة المجالس لابن عبد البر ج1 ص 750