العتبة العلوية المقدسة - لقاءه عليه السلام مع ابيه بهشام بن عبد الملك -
» سيرة الإمام » » المناسبات » شذرات من حياة الامام الباقر عليه السلام » من مناقب الامام الباقر عليه السلام » لقاءه عليه السلام مع ابيه بهشام بن عبد الملك

لقاءه عليه السلام مع ابيه بهشام بن عبد الملك

 

 

 

عن دلائل الطبري الامامي (رحمه الله)، قال: روى الحسن بن معاذ الرضوي، قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي عن عمار بن زيد الواقدي، قال: حج هشام بن عبدالملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فقال جعفر بن محمد (عليهما السلام): الحمد للّه الذي بعث محمداً بالحق نبياً وأكرمنا به، فنحن صفوة اللّه على خلقه، وخيرته من عباده، وخلفائه، فالسعيد من اتبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا.

 

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): فاخبر مسلم أخاه بما سمع، فلم يعرض لنا حتى أنصرف الى دمشق وانصرفنا الى المدينة، فانفذ بريداً الى عامل المدينه باشخاص أبي واشخاصي فاشخصنا، فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثاً، ثم اذن لنا في اليوم الرابع فدخلنا، فاذا هو قد قعد على سرير الملك وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطين متسلحين، وقد نصب البرجاس حذاه واشياخ قومه يرمون، فلما دخلنا وأبي أمامي، وأنا خلفه فنادى أبي وقال: يا محمد ارم مع اشياخ قومك الغرض، فانما أراد أن يهتك بأبي، وظن إنّه يقصره ويخطى ولا يصيب اذا رمى، فيشتفي منه بذلك فقال له أبي: قد كبرت عن الرمي، فإن رأيت أن تعفيني.

 

فقال: وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا أعفيك، ثم أومأ الى شيخ من بني اُمية، أن اعطه قوسك، فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ، ثم تناول منه سهماً فوضعه في كبد القوس، ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية، فشق فواق سهمه الى نصله، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، وهشام يضطرب في مجلسه، فلم يتمالك أن قال: أجدت يا أبا جعفر، وأنت أرمى العرب والعجم، هلاّ زعمت إنّك كبرت عن الرمي، ثم أدركته الندامة على ما قال، وكان هشام لم يكن اجاد احداً قبل أبي ولا بعده في خلافته، فهمّ به وأطرق الى الأرض إطراقةً يتروّى فيه، وأنا وأبي واقفان حذاه مواجه له.

 

فلما طال وقوفنا غضب أبي، فهمّ به وكان أبي (عليه السلام) اذا غضب نظر الى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه، فلما نظر هشام الى ذلك من أبي، قال له: اليَّ يا محمد، فصعد أبي الى السرير وأنا اتبعه، فلما دنى من هشام، قام اليه واعتنقه، واقعده عن يمينه، ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي، ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له: يا محمد لا يزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك، للّه درك، من علّمك هذا الرمي، وفي كم تعلمت.

 

فقال له أبي: قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثني، ثم تركته، فلما أراد أميرالمؤمنين مني ذلك عدت فيه.

 

فقال له: ما رأيت مثل هذا الرمي قط، مذ عقلت، وما ظننت أن في الأرض أحداً يرمي مثل هذا الرمي، أيرمي جعفر مثل رميك؟

فقال: إنّا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما اللّه على نبيه في قوله: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً(

[1])، والأرض لا تخلوا ممن يكمل هذه الأُمور التي يقصر عنها غيرنا.

 

قال: فلما سمع ذلك من أبي، انقلبت عينه اليمنى فاحولت، وأحمر وجهه، وكان ذلك علامة غضبه اذا غضب، ثم أطرق هنيهة، ثم رفع رأسه فقال لأبي: ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد.

 

فقال أبي: نحن كذلك، ولكن اللّه عزوجل اختصنا من مكنون سرّه وخالص علمه بما لم يخص به أحداً غيرنا.

فقال: أليس اللّه تعالى بعث محمداً من شجرة عبد مناف الى الناس كافة أبيضها واسودها وأحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم، ورسول اللّه مبعوث الى الناس كافة، وذلك قول اللّه عزوجل: ﴿قل يا ايها الناس إنّي رسول اللّه اليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والارض(

[2])، الى آخر الآية، فمن اين ورثتم هذا العلم، وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء.

فقال: من وقوله تعالى لنبيه: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به([3])، الذي لم يحرك به لسانه لغيرنا، أمره اللّه أن يخصنا به من دون غيرنا، فلذلك كان يناجي أخاه علياً من دن أصحابه وأنزل اللّه في ذلك قرآنا في قوله تعالى: ﴿وتعيها اذن واعية(

[4]).

 

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: سألت اللّه أن يجعلها أُذنك يا علي، فلذلك قال علي (عليه السلام) بالكوفة: علّمني رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب، بأن خصه به رسول اللّه في مكنون سرّه فيما يخص أميرالمؤمنين أكرم الخلق اليه، كما خصّ اللّه نبيه وأخاه علياً من مكنون سرّه، وعلمه بما لم يخص به أحداً من قومه، حتى صار الينا، فتوارثناه من دون أهلنا.

 

فقال هشام بن عبدالملك: إنّ علياً كان يدّعي علم الغيب، واللّه لم يطّلع على غيبه أحداً، فمن اين ادّعى ذلك.

فقال أبي: إنّ اللّه جل ذكره أنزل على نبيه كتاباً بيّن فيه ما كان وما يكون الى يوم القيامة في قوله: ﴿وانزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى وموعظة للمتقين([5])، وفي قوله: ﴿وكل شيء احصيناه في إمام مبين([6])، وفي قوله: ﴿ما فرطنا في الكتاب من شيء([7])، وفي قوله: ﴿وما من غائبة في السماء والارض الاّ في كتاب مبين(

[8]) واوحى اللّه الى نبيه أن لا يبقي في غيبه وسرّه ومكنون علمه شيئاً إلاّ يناجي به علياً، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده، ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه، وقال لأصحابه: حرام على اصحابي وأهلي ان ينظروا الى عورتي غير اخي علي فإنه مني وانا منه له ما لي وعليَّ ما عليه وهو قاضي ديني، ومنجز عداتي.

 

ثم قال لأصحابه: علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنـزيله، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه، إلاّ عند علي (عليه السلام)، ولذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لاصحابه: أقضاكم علي، أي هو قاضيكم، وقال عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر يشهد له عمر ويجحده غيره.

 

فاطرق هشام طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: سل حاجتك؟

 

فقال: خلفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي.

 

فقال: قد آمن اللّه وحشتهم برجوعك اليهم، ولا تقم أكثر من يومك، فاعتنقه أبي ودعا له وودّعه، وفعلت أنا كفعل أبي، فنهض ونهضت معه وخرجنا الى بابه، واذا ميدان ببابه وفي آخر الميدان أُناس قعود عدد كثير.

 

قال أبي: من هؤلاء؟

 

قال: الحجّاب القسيسون والرهبان، وهذا عالم لهم يقعد اليهم في كل سنة يوماً يستفتونه فيفتيهم.

 

فلّف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه، وفعلت أنا مثل فعل أبي، فأقبل نحوهم، حتى قعد نحوهم، وقعدت وراء أبي، ورفع ذلك الخبر الى هشام، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي، فأقبل وأقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بنا، وأقبل عالم النصارى، وقد شدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسطنا.

 

فقام اليه جميع القسيسين والرهبان مسلّمين عليه، فجاء الى صدر المجلس، فقعد فيه، وأحاط به أصحابه، وأبي وأنا بينهم، فأدار نظره ثم قال لأبي: أمنا أم من هذه الأُمة المرحومة؟

 

فقال أبي: بل من هذه الأُمة المرحومة.

 

فقال: من أين أنت، من علمائها أم من جهالها؟

 

فقال له أبي: لست من جهالها، فاضطرب اضطراباً شديداً، فقال له: أسالك؟

 

فقال له أبي: سل.

 

فقال: من اين ادّعيتم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون، وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟

 

فقال له أبي: دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل، الجنين في بطن أُمه يطعم ولا يحدث.

 

قال: فاضطرب النصراني اضطراباً شديداً، فقال: هلاّ زعمت إنّك لست من علمائها.

 

فقال له أبي: ولا من جهالها، وأصحاب هشام يسمعون ذلك، فقال لأبي: أسألك عن مسألة أُخرى، فقال له أبي: سل، فقال: من اين ادّعيتم أن فاكهة الجنة أبداً غضّة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة لا تنقطع أبداً، وما الدليل على ما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟

 

فقال له أبي: دليل ما ندّعي أنّ قرآننا أبداً يكون غضاً طرياً موجود غير معدوم عند جميع المسلمين لا ينقطع، ثم اضطرب اضطراباً شديداً، ثم قال: هلاّ زعمت إنّك لست من علمائها.

 

فقال أبي: ولا من جهالها.

 

فقال له: أسألك عن مسألة؟

 

فقال: سل.

 

فقال: أخبرني عن ساعة من ساعات الدنيا ليست من ساعات الليل ولا من ساعات النهار.

 

فقال له أبي: هي الساعة التي بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس، يهدأ فيها المبتلى، ويرقد فيها الساحر، ويفيق المغمى عليه، جعلها اللّه في الدنيا رغبة للراغبين، وفي الآخرة للعاملين لها، ودليلاً واضحاً، وحجاباً بالغاً على الجاحدين المتكبرين التاركين لها، فصاح النصراني صحية.

 

ثم قال: بقيت مسألة واحدة، واللّه لأسألنك عن مسألة لا تهتدي الى جوابها أبداً.

 

فقال له أبي: سل، فإنّك حانث في يمينك.

 

فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد، عمر أحدهما مائة وخمسون سنة والآخر خمسون سنة في دار الدنيا.

فقال له أبي: ذلك عزير وعزرة، ولدا في يوم واحد، فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً، مرّ عزير على حماره راكباً على قرية بانطاكية ﴿وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي اللّه هذه بعد موتها(

[9])، وقد كان اصطفاه وهداه فلما قال ذلك القول، غضب اللّه عليه واماته مائة عام سخط عليه بما قال.

 

ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه، فعاد الى داره وعزرة لا يعرفه فاستضافه فأضافه، وبعث الى ولد عزرة وولد ولده، وقد شاخوا وعزير شاب في سن ابن خمس وعشرين سنة، فلم يزل عزير يذّكر أخاه وولده، وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذّكرهم ويقولون: ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور، ويقول له عزرة، وهو شيخ كبير ابن مائة وخمس وعشرين سنة، ما رأيت شابّاً في سن خمس وعشرين سنة اعلم بما كان بيني وبين آخي عزير أيام شبابي منك، أفمن أهل السماء انت، أم من أهل الأرض؟

 

فقال عزيز لأخيه: أنا عزير سخط اللّه عليَّ بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني، فأماتني مائة سنة، ثم بعثني ليزداد بذلك يقيني، إنّ اللّه على كل شي قدير، وها هو حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم، أعاده اللّه لي كما كان يعيدها، فعند ذلك ايقنوا فأعاشه الله بينهم خمساً وعشرين سنة، ثم قبضه اللّه وأخاه في يوم واحد.

 

فنهض عالم النصارى عند ذلك قائماً، وقام النصارى على أرجلهم، فقال لهم عالمهم: جئتموني بأعلم مني واقعدتموه معكم، حتى هتكني وفضحني وعلم المسلمين أنّ لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا، لا ولا كلمتكم من رأسي كلمة، ولا قعدت لكم إن عشت سنة،فتفرقوا وأبي قاعد مكانه، وأنا معه.

 

ورفع ذلك الخبر الى هشام بن عبدالملك، فلما تفرّق الناس، نهض أبي وانصرف الى المنـزل الذي كنا فيه، فوافانا هشام بالجائزة، وأمرنا أن ننصرف الى المدينة من ساعتنا ولا نحتبس، لأنّ الناس ماجوا وخاضوا فيما جرى بين أبي وبين عالم النصارى، فركنبا دوابنا منصرفين، وقد سبقنا بريد من عند هشام الى عامل مدينة مدين على طريقنا الى المدينة، إنّ ابنيّ أبى تراب الساحرين محمد بن علي وجعفر بن محمد الكذابين بل هو الكذاب لعنه اللّه فيما يظهران من الإسلام وردا علىَّ، فلما أن صرفتهما الى المدينة مالا الى القسيسين والرهبان من كفار النصارى، وتقربا اليهم بالنصرانية، فكرهت أن أُنكّل بهما لقرابتهما، فاذا قرأت كتابي هذا، فناد في الناس برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلّم عليهما، فإنّهما قد ارتدا عن الإسلام، ورأى أميرالمؤمنين أن يقتلهما ودوابهما وغلمانهما ومن معهما شرّ قتلة.

 

قال: فورد البريد الى مدينة مدين، فلما شارفنا الى مدينة مدين، قدّم أبي غلمانه ليرتادوا منـزلاً، ويشتروا لدوابنا علفاً، ولنا طعاماً، فلما قرب غلماننا من باب المدينة، اغلقوا الباب في وجوهنا، وشتمونا، وذكروا أميرالمؤمنين، وقالوا: لا نزول لكم عندنا، ولا شري، ولا بيع، يا كفار، يا مشركين، يامرتدين، يا كذابين، يا شر الخلايق أجمعين.

 

فوقف غلماننا على الباب، حتى انتهينا اليهم، فكلمهم أبي وليّن لهم القول، وقال لهم: اتقوا اللّه ولا تغلظون، فلسنا كما بلغكم، ولا نحن كما تقولون فاسمعونا.

 

فقال لهم أبي: فهبنا كما تقولون، افتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا، كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى والمجوس.

 

فقالوا: أنتم شرّ من اليهود والنصارى والمجوش، لأنّ هؤلاء يؤدّون الجزية، وأنتم لا تؤدون.

 

فقال لهم أبي: افتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منّا الجزية، كما تأخذون منهم.

 

فقالوا: لا نفتح، ولا كرامة لكم، حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعاً وتموت دوابكم تحتكم، فوعظهم أبي، فازدادوا عتواً ونشوزاً.

قال: فثني أبي رجله عن سرجه، ثم قال لي: مكانك يا جعفر لا تبرح، ثم صعد الجبل المطل على مدينة مدين وأهل مدين ينظرون اليه ما يصنع، فلما صار في أعلاه، استقبل بوجهه المدينة، ثم وضع اصبعيه في اذنيه، ثم نادى بأعلى صوته:﴿والى مدين أخاهم شعيباً([10]) الى قوله ﴿بقية اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين (

[11]).

 

نحن واللّه بقية اللّه في أرضه، فأمر اللّه ريحاً سوداء مظلمة فهبّت واحتملت صوت أبي فطرحته في اسماع الرجال والنساء والصبيان، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان الاّ صعدوا السطوح وأبي مشرف عليهم وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن، فنظر الى أبي على الجبل فنادى بأعلى صوته: اتقوا اللّه يا أهل مدين، فإنّه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب حين دعا على قومه، فإنّ أنتم لم تفتحوا له الباب ولن تنـزلوهم جاءكم العذاب وإني أخاف عليكم، وقد أعذر من أنذر.

ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا، وكتب بجميع ذلك الى هشام، فارتحلنا في اليوم الثاني، فكتب هشام الى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيطمره فطمره، (رحمه الله)، وكتب الى عامل مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحتال في سمّ أبي في طعام، أو شراب، فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي شيء من ذلك(

[12]).

 



([1]) المائدة: 3.

([2]) الاعراف: 158.

([3]) القيامة: 16.

([4]) الحاقة: 12.

([5]) النحل: 64.

([6]) يس: 12.

([7]) الانعام: 38.

([8]) النمل: 75.

([9]) البقرة: 259.

([10]) الاعراف: 85.

([11]) هود: 86.

([12]) دلائل الامامة للطبري:104 / ذكر معجزاته (عليه السلام) ص95.