العتبة العلوية المقدسة - من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين دخل البصرة -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » الامام علي والجمل » من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين دخل البصرة

 

من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين دخل البصرة
* – قال الشيخ المفيد :من كلام أمير المؤمنين صلوات الله [ عليه ] حين دخل البصرة وجمع أصحابه فحرضهم على الجهاد وكان مما قال : عباد الله انهدوا إلى هؤلاء القوم منشرحة صدوركم بقتالهم فإنهم نكثوا بيعتي وأخرجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرح والعقوبة الشديدة وقتلوا السبابجة ومثلوا بحكيم بن جبلة العبدي وقتلوا رجالا صالحين ثم تتبعوا منهم من نجى يأخذونهم في كل حائط وتحت كل رابية ثم يأتون بهم فيضربون رقابهم صبرا مالهم قاتلهم الله أنى يؤفكون .انهدوا إليهم وكونوا أشداء عليهم والقوهم صابرين محتسبين تعلمون أنكم منازلوهم ومقاتلوهم ولقد وطنتم أنفسكم على الطعن الدعسي والضرب الطلحفي ومبارزة الاقران .وأي امرء أحسن من نفسه رباطة جأش عند اللقاء ورآى من أحد من إخوانه فشلا فليذب عن أخيه الذي فضل عليه كما يذب عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله .
* - ومن كلام لامير المؤمنين عليه السلام  : أيها الناس غضوا أبصاركم وعضوا على نواجذكم وأكثروا من ذكر ربكم وإياكم وكثرة الكلام فإنه فشل
خطبة في تحريض الإمام أصحابه علي القتال
*ـالجمل : إنّ أمير المؤمنين   أنظرهم [أصحاب الجمل] ثلاثة أيّام ; ليكفّوا ويرعَوا ، فلمّا علم إصرارهم علي الخلاف قام فى أصحابه فقال :
عباد الله ! انهدّوا إلي هؤلاء القوم منشرحةً صدورُكم ، فإنّهمنكثوا بيعتى ، وقتلوا شيعتى ، ونكّلوا بعاملى ، وأخرجوه من البصرة بعد أن آلموهبالضرب المبرّح ، والعقوبة الشديدة ، وهو شيخ من وجوه الأنصار والفضلاء ، ولميرعَوا له
حرمة ، وقتلوا السبابجة رجالاً صالحين ، وقتلوا حكيم بن جبلةظلماً وعدواناً ; لغضبه لله ، ثمّ تتبّعوا شيعتى بعد أن هربوا منهم وأخذوهم فى كلّغائطة، وتحت كلّ رابية ، يضربونأعناقهم صبراً ، ما لهم ³ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ  ²   ! !
فانهدّوا إليهم عبادَ الله ، وكونوا اُسوداً عليهم ; فإنّهم شِرار، ومساعدوهم علي الباطل شِرار ، فالقوهم صابرين محتسبين موطّنين أنفسكم ، إنّكممُنازِلون ومقاتلون ، قد وطّنتم أنفسكم علي الضرب والطعن ومنازلة الأقران . فأىّامرئ أحسّ من نفسه رباطة جأش عند الفزع وشجاعة عند اللقاء ورأي من أخيه فشلاًووهناً ، فليذبّ عنه كما يذبّ عن نفسه ; فلو شاء الله لَجعلَه مثله .
*ـمن خطبته يوم الجمل ـ : أيّها الناس ! إنّى أتيت هؤلاء القوم ، ودعوتُهم ، واحتججتُ عليهم ، فدعَونى إليأن أصبر للجِلاد ، وأبرز للطِّعان ، فلاُِمّهم الهَبَل ! وقد كنتُ وما اُهدّدبالحرب ، ولا اُرهّب بالضرب ، أنصف القارَةَ من راماها، فلغيرى فليُبرقوا وليُرعدوا ; فأنا أبو الحسنالذى فَلَلتُحدّهم ، وفرّقت جماعتهم ، وبذلكالقلب ألقي عدوّى ، وأنا علي ما وعدنى ربّى من النصر والتأييد والظفر ، وإنّى لعلييقين من ربّى ، وغير شبهة من أمرى .
أيّها الناس ! إنّ الموت لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب ،ليس عن الموت محيص ، ومن لم يَمُت يُقتل ، وإنّ أفضل الموت القتل . والذى نفسى بيده، لاَلفضربة بالسيف أهون علىَّ من ميتة علي فراش .
واعجباً لطلحة ! ألّبَالناس علي ابن عفّان ، حتي إذا قُتل أعطانى صفقته بيمينه طائعاً ، ثمّ نكث بيعتى ،اللهمّ خُذه ولا تمهله . وإنّ الزبير نكث بيعتى ، وقطع رحمى ، وظاهَر علىَّ عدوّى ،فاكفِنيه اليوم بما شئت .
من وصايا الامام علي عليه السلام الى جنده
*- كان عليه السلام  يقول : لا تقاتلوا القوم حتّى يبدأوكم ، فإنّكم بحمد الله على حجّة ، وكفّكم عنهم حجّة أُخرى ، فإذا قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح ، فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا مدبراً ، ولا تكشفوا عورة ، ولا تمثّلوا بقتيل ، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً ، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أُمراءكم وصلحاءكم ، فإنّهنّ ضعاف القوى والأنفس والعقول.
*- روى يحيى بن عبدالله بن الحسن عن أبيه عبدالله بن الحسن قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخطب بالبصرة بعد دخولها بأيام فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ؟ ومن أهل البدعة ومن أهل السنة ؟ فقال [ أمير المؤمنين عليه السلام ] : ويحك أما إذا سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحدا بعدي أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا وذلك الحق عن أمر الله وعن أمر رسوله . و [ أما ] أهل الفرقة [ ف ] المخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا .وأما أهل السنة فالمتمسكون بما سنه الله لهم ورسوله وإن قلوا .وأما أهل البدعة فالمخالفون لامر الله تعالى وكتابه ولرسوله والعاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا وقد مضى منهم الفوج الاول وبقيت أفواج وعلى الله فضها واستيصالها عن جدد الارض .فقام إليه عمار فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس يذكرون الفئ ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله وولده فئ لنا .فقام رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس وكان ذا عارضة ولسان شديد فقال : يا أمير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية ولا عدلت بالرعية ! ! فقال : ولم ويحك ؟ قال : لانك قسمت ما في العسكر وتركت النساء والاموال والذرية .فقال [ عليه السلام ] : أيها الناس من كانت به جراحة فليداوها بالسمن فقال عباد : جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات ! ! فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى يدركك غلام ثقيف .فقيل ومن غلام ثقيف ؟ فقال : رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها .فقيل : أفيموت أو يقتل ؟ فقال : يقصمه قاصم الجبارين يموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه ! ! .يا أخا بكر أنت امرء ضعيف الرأي أو ما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير وأن الاموال كانت لهم قبل الفرقة وتزوجوا على رشدة وولدوا على فطرة وإنما لكم ما حوى عسكرهم و [ أما ] ما كان في دورهم فهو ميراث [ لذريتهم ] فإن عدا [ علينا ] أحد منهم أخذناه بذنبه وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره .يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهل مكة فقسم ما حوى العسكر ولم يتعرض لما سوى ذلك وإنما اتبعت أثره حذو النعل بالنعل .يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بحق فمهلا مهلا رحمكم الله فإن لم تصدقوني وأكثرتم علي وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ عائشة بسهمه ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا فنحن نستغفر الله تعالى ونادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد والسداد .فقام عمار فقال : أيها الناس والله إن اتبعتموه وأطعتموه لن يضل عن منهل نبيكم ( عليه السلام ) حتى قيس شعره وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهج هارون ( عليه السلام ) وقال له : أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فضلا خصه الله به وإكراما منه لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) حيث أعطاه ما لم يعطه أحدا من خلقه .ثم قال أمير المؤمنين : انظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له فإن العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الاخس فإني حاملكم إنشاء الله إن أطعتموني على سبيل النجاة وإن كانت فيه مشقة شديدة ومرارة عتيدة ، والدنيا حلوة الحلاوة لمن اغتر بها من الشقوة والندامة عما قليل .ثم إني أخبركم أن جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لا يشربوا من النهر .فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلا منهم فكونوا رحمكم الله من أولئكم الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم .وأما عائشة فأدركها رأي النساء ولها بعد ذلك حرمتها الاولى والحساب على الله يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء
* - قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا أهل البصرة ويا أهل المؤتفكة يا جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم ماؤكم زعاق وأحلامكم دقاق وفيكم خم النفاق ولعنتم على لسان سبعين نبيا إن رسول الله أخبرني أن جبرئيل أخبره أنه طوى له الارض فرأى البصرة أقرب الارضين من الماء وأبعدها من السماء وفيها تسعة أعشار الشر والداء العضال المقيم فيها مذنب والخارج منها برحمة وقد ايتفكت بأهلها مرتين وعلى الله تمام الثالثة وتمام الثالثة في الرجعة .
* - عن محمد بن سيرين قال : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون : لما فرغ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من [ حرب ] الجمل عرض له مرض وحضرت الجمعة فتأخر عنها وقال لابنه الحسن : انطلق يا بني فاجمع بالناس فأقبل الحسن إلى المسجد فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد .وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : أيها الناس إن الله اختارنا لنبوته واصطفانا على خلقه وأنزل علينا كتابه ووحيه وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا ينقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حين .ثم جمع بالناس وبلغ أباه كلامه فلما انصرف إلى أبيه ( عليه السلام ) نظر إليه فما ملك عبرته أن سالت على خديه ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه وقال : بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم
خطبة بعد الانتصار
*- عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما انقضت القصة فيما بينه وبين طلحة والزبير وعائشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله [ وسلم ] ) ثم قال : أيها الناس إن الدنيا حلوة خضرة تفتن الناس بالشهوات وتزين لهم بعاجلها وأيم الله إنها لتغر من أملها ، وتخلف من رجاها ، وستورث غدا أقواما الندامة والحسرة بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدين والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا .وبالله إنه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله في معاش دنيا ولا دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمه فأزال ذلك عنهم إلا من بعد تغيير من أنفسهم وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة وترك مراقبة الله عزوجل وتهاون بشكر نعم الله لان الله عزوجل يقول : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال ) .ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما كسبت أيديهم فأقلعوا وتابوا وفزعوا إلى الله جل ذكره بصدق من نياتهم وإقرار منهم بذنوبهم وإساءتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذا لاقالهم كل عثرة ولرد عليهم كل كرامة نعمة ثم أعاد لهم من صالح أمرهم ومما كان أنعم به عليهم كلما زال عنهم وأفسد عليهم .فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته واستشعروا خوف الله عز ذكره وأخلصوا النفس وتوبوا إليه من قبيح ما استنفركم الشيطان من قتال ولي الامر وأهل العلم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله [ وسلم ] ) وما تعاونتم عليه من تفريق الجماعة وتشتت الامر وفساد صلاح ذات البين إن الله عزوجل يقبل التوبة ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون .
*- عن أبي الطفيل قال : سمعت عليا ( عليه السلام ) يوم الجمل وهو يحرض الناس على قتالهم ويقول : والله ما رمي أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم ( فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) فقلت لابي الطفيل : ما الكنانة ؟ قال : السهم موضع الحديد فيه عظم يسميه بعض العرب الكنانة .
* - لما تراءى الجمعان وتقاربا ورأى علي تصميم عزمهم على قتاله فجمع أصحابه وخطبهم خطبة بليغة قال فيها واعلموا أيها الناس أني قد تأنيت هاؤلاء القوم وراقبتهم وناشدتهم كيما يرجعوا يرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا وقد بعثوا إلي أن أبرز إلى الطعان واثبت للجلاد ! ! ! وقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أدعي إليها وقد أنصف القارة من راماها منها فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت جماعتهم فبذلك القلب ألقى عدوي وأنا على بينة من ربي لما وعدني من النصر والظفر وإني لعلى غير شبهة من أمري . ألا وإن الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ومن لم يقتل يمت فإن أفضل الموت القتل والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف أهون علي من متة على الفراش
 
*- خطب علي رضي الله عنه لما تواقف الجمعان، فقال: "لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم فإنكم بحمد الله على حجة؛ وكفكم عنهم حتى يبدأوكم حجة أخرى، وإذا قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح، وإذا هزمتموهم فلا تتبعوا فدبراً، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً، ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً، ولا تهيجوا امرأة بأذىً، وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول؛ لقد كنا نؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة والجريدة، فيعير بها وعقبه من بعده".
 
في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السلامن
فقدموا على عمالي وخزان بيت مال المسلمين الذي في يدي، وعلى أهل مصر كلهم في طاعتي، وعلى بيعتي، فشتتوا كلمتهم، وأفسدوا علي جماعتهم، ووثبوا على شيعتي فقتلوا طائفةً منهم غدراً، وطائفةً عضوا على أسيافهم، فضاربوا بها، حتى لقوا الله صادقين.
 
خطبة الامام بعد المفاوضات
*ـعن إسماعيل بن رجاء الزبيدى : لمّا رجعت رسل أمير المؤمنين   من عند طلحة والزبير وعائشة ، يؤذنونه بالحرب ، قام فحمد اللهوأثني عليه ، وصلّي علي محمّد وآله ، ثمّ قال :يا أيّها الناس ! إنّى قد راقبت هؤلاء القوم كيما يرعووا أويرجعوا ، وقد وبّختهم بنكثهم وعرّفتهم بغيهم ، فليسوا يستجيبون ، ألا وقد بعثواإلىّ أن أبرز للطعان ،أصبر للجلاد ، فإنّما منّتك نفسك من أبنائنا الأباطيل ،هَبِلَتْهم الهَبول،قد كنت وما اُهدّد بالحرب ولا اُرهب بالضرب ، وأنا علي ما وعدنى ربّى من النصروالتأييد والظفر ، وإنّى لعلي يقين من ربّى ، وفى غير شبهة من أمرى .
أيّها الناس ! إنّ الموت لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب ،ليس عن الموت محيص ، من لم يمت يُقتل ، إنّ أفضل الموت القتل ، والذى نفس ابن أبىطالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون علىّ من موت علي فراش !
يا عجباً لطلحة ! ألّب علي ابن عفّان حتي إذا قُتل أعطانى صفقةيمينه طائعاً ، ثمّ نكث بيعتى ، وطفق ينعي ابن عفّان ظالماً ، وجاء يطلبنى يزعمبدمه ، والله ، ما صنع فى أمر عثمان واحدة من ثلاث : لئن كان ابن عفّان ظالماً ،كما كان يزعم حين حصره وألّب عليه ، إنّه لينبغى أن يؤازر قاتليه وأن ينابذ ناصريه، وإن كانفى تلك الحال مظلوماً ، إنّه لينبغى أن يكون معه ، وإن كان فى شكّمن الخصلتين ، لقد كان ينبغى أن يعتزله ويلزم بيته ويدع الناس جانباً ، فما فعل منهذه الخصال واحدة ، وها هو ذا قد أعطانى صفقة يمينه غير مرّة ثمّ نكث بيعته ،اللهمّ فخذه ولا تمهله .ألا وإنّ الزبير قطع رحمى وقرابتى ، ونكث بيعتى ، ونصب لى الحرب ،وهو يعلم أنّه ظالم لى ، اللهمّ فاكفنيه بما شئت .