العتبة العلوية المقدسة - اين أنت عن دعاء الفرج -
» سيرة الإمام » » المناسبات » حياة الامام المهدي والغيبتين والظهور » من معاجز الامام المهدي عليه السلام » اين أنت عن دعاء الفرج

اين أنت عن دعاء الفرج

 

* عن دلائل الطبري (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري, قال: حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان وجرى بيني وبينه ما اوجب استتاري, فطلبني واخافني فمكثت مستترا خائفا, ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة, وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الابواب وان يجتهد في خلوة الموضع لاخلو بما اريده من الدعاء والمسألة, وآمن من دخول انسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له, وقفل الابواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ومكثت ادعو وازور واصلي, فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى (عليه السلام) وإذا رجل يزور, فسلم على آدم واُولي العزم ثم الأئمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (عليه السلام) فلم يذكره, فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسى او لم يعرف او هذا مذهب لهذا الرجل, فلما فرغ من زيارته وصلى ركعتين واقبل إلى مولانا أبي جعفر (عليه السلام) وزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلى ركعتين, وأنا خائف منه إذ لم اعرفه ورأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك بها وذؤابة ورداء على كتفه ميل, فقال لي: يا ابا الحسن بن أبي البغل اين أنت عن دعاء الفرج؟

 

فقلت: وما هو يا سيدي؟

 

فقال: تصلي ركعتين وتقول: (يا من اظهر الجميل وستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز, يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كل نجوى, ويا غاية كل شكوى وياعون كل مستعين يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها, يا رباه عشر مرات يا سيداه عشر مرات يا مولياه عشر مرات يا منتهى رغبتاه عشر مرات اسألك بحق هذه الاسماء وبحق محمد وآله الطاهرين إلا ما كشفت كربي ونفست همي وفرجت غمي, واصلحت حالي) وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك, ثم تضع خدك الايمن على الأرض وتقول مائة مرة في سجودك ( يا محمد يا علي يا علي يا محمد إكفياني فإنكما كافياي, وانصراني فانكما ناصراي), وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مائة مرة، ادركني، وتكررها كثيرا وتقول: الغوث الغوث حتى ينقطع النفس وترفع رأسك فان الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى.

 

فلما شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت إلى أبي جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل؟ فرأيت الابواب على حالها مغلقة مقفلة فعجبت من ذلك وقلت: لعله باب ها هنا ولم اعلم فانتهيت إلى أبي جعفر القيم فخرج إلى عندي من بيت الزيت, فسألته عن الرجل ودخوله فقال: الابواب مغلقة كما ترى ما فتحتها, فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس فتأسفت على ما فاتني منه, وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما اضحى النهار إلا واصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عني اصدقائي ومعهم أمان من الوزير, ورقعة بخطه فيها كل جميل فحضرته مع ثقة من اصدقائي عنده فقام والتزمني وعاملني بما لم اعهده منه, وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان (عليه السلام).

 

فقلت: قد كان مني الدعاء والمسألة.

 

فقال: ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها, فقلت: لا إله إلاّ الله اشهد انهم الحق ومنتهى الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة, وقال لي: كذا وكذا وشرحت ما رأيته في المشهد, فعجب من ذلك وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى وبلغت منه غاية ما لم اظنه ببركة مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).