في ان الامام المهديُّ قرشي هاشمي فاطمي حسيني
*- حدّث محمَّد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدَّثني أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين قال: حدَّثنا أحمد بن هلال قال: حدَّثني الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدَّثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه، عن أبي صادقٍ، عن أمير الموَمنين عليه السلام .أنّه قال: مُلْكُ بَني العَبّاس يُسْـرٌ لا عُسْـرَ فِيهِ، لَو اجْتَمَعَ عَلَيْهم التُّـرْكُ وَالدَّيْلَمُ، والسِّنْدُ والهِنْدُ، وَالبَـرْبَرُ والطَّيْلَسانُ لَنْ يُزيلُوهُ، وَلاَ يَزالُون في غضارَةٍ مِنْ مُلْكِهِمْ حَتَّى يَشُّذَّ عَنْهُمْ مَوَالِيهمْ وَأَصْحَابُ دَوْلَتِهمْ، وَيُسَلِّطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ عِلْجاً يَخْرُجُ مِنْ حَيثُ بَدَأَ مُلْكُهُمْ، لا يَمُرُّ بِمَدينةٍ إلاّ فَتَحَها، وَلاَ تُرفَعُ لَهُ رايةٌ إلاّ هَدَّها، وَلاَ نِعْمَةَ إلاّ أَزَالَهَا، الوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ، فَلاْ يَزالُ كذلِكَ حَتّى يَظْفرَ وَيَدْفَعَ بِظَفَرِهِ إلى رَجُلٍ مِنْ عِتْرَتي، يَقُولُ: (بـِ) الحَقِّ وَيَعمْلُ بِهِ (
[1])
*- حدَّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن طاووس قال ـ ولم يسنده إلى عليٍّ عليه السلام ـ : وَدَّعَ عمرُ بن الخطاب البيتَ، ثمَّ قال: واللّهِ، ما أَراني أدَعُ خَزائِنَ البيت وما فيه من السِّلاحِ والمال أم أقسِّمُهُ في سبيل اللّه؟فقالَ له عليٌّ بن أبي طالبٍ : إمْضِ يا أَميرَ الموَْمِنينَ! فَلَسْتَ بِصَاحِبِهِ، إِنَّما صَاحِبُهُ مِنّا شَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَسِّمُهُ في سَبيلِ اللّهِ في آخِرِ الزَّمانِ (
[2])
*- حدَّثنا ابن وهب ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن طاووس قال: قال علي بن أبي طالب : هُوَ فَتىً مِنْ قُرَيْشٍ، آدَمُ، ضَـرْبٌ مِنَ الرِّجالِ([3])
*-حدَّثنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثني عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن أبي محمّد موسى بن هارون بن عيسى المعبدي قال: حدَّثنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدَّثنا جعفر بن محمَّد عليهما السلام عن أبيه، عن جدِّه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال جاء رجلٌ إلى أمير الموَمنين عليه السلام فقال له: يا أمير الموَمنين! نَبِّئنا بمهديكم هذا؟فقال: إذا دَرَجَ الدَّارجُون وقَلَّ الموَْمِنُونَ، وَذَهَبَ المجْلِبُونَ فَهُناكَ هُنَاكَ، فقال: يا أمير الموَمنين مِمَّن الرَجُلُ؟ فَقَالَ: مِنْ بَني هاشم مِنْ ذِرْوَةِ طَوْدِ العَرَبِ،وَبَحْرِ مَغِيضَـها إِذَا وَرَدَتْ، وَمَخْفَرِ أهْلِهَا إِذَا أَتيَتْ، وَمَعْدِنِ صَفْوَتِهَا إِذَا اكْتَدَرَتْ. لا يَجْبَنُ إِذَا المَنايَا هَكَعَتْ ولا يَخُورُ إِذَا المَنُونُ اكْتَنَعَتْ، وَلا يَنْكَلُ إِذَا الكُمَاةُ اصْطَرَعَتْ، مُشَمِّرٌ مُغْلَوْلِبٌ ظَفِرٌ ضِرْغامَةٌ حَصِدٌ مُخَدِّشٌ ذكَرٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ، رأسٌ قُثْمٌ نُشُوٌّ رَأسِهِ فِي باذِخِ السُّوَْدَدِ وَغَارِزُ مَجْدِهِ فِي أَكرَمِ المَحْتِدِ فَلا يَصْـرِفَنّكَ عَنْ بَيْعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ يَنوصُ إِلَـى الفِتْنَةِ كُلَّ مَنَاصٍمع إِنْ قَالَ فَشـرُ قَائِلٍ وَإِنْ سَكَتَ فَذُو دَعَاير(
[4])
*- حدَّثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن عليٍّ قال: تَخْرُجُ رَايَاتٌ سُودٌ تُقَاتِلُ السُّفْيَانيَّ، فِيهِمْ شَابٌ مِنْ بَنْي هَاشِمٍ، فِي كَتفِهِ اليُسْـرَى خَالٌ، وَعَلَـى مُقدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ بَني تَمِيمٍ، يُدْعى شُعَيْبُ بن صالحٍ، فَيَهْزِمُ أصْحَابَهُ .
*- حدَّثنا محمَّد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن عليّ، عن أبيه عليِّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليٍّ عليهم السلام .قال: سئل أمير الموَمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ عن معنى قول رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : إنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْـن: كِتَابَ اللّهِ وَعِتْرَتي. مَنْ العِتْرَةُ؟ فقال: أَنَا والحَسَنُ وَالحُسينُ والاَئمَّةُ التِّسْعَةُ مِنْ وُلْدِ الحُسَين تَاسِعُهُمْ مَهْدِيُّهُمْ وَقَائِمَهُمْ، لا يُفَارِقُونَ كِتابَ اللّهِ وَلا يُفارِقُهُمْ حَتّى يَرِدُوا عَلَـى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم حَوْضَهُ (
[5])
*-حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدَّثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت علياً عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدَّثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكرنا قريشاً [وشرفها] وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل مثل قوله: الاَئمّة من قريش وقوله: الناس تبع لقريش و قريش أئمّة العرب وقوله: لا تسبّوا قريشاً وقوله: إنَّ للقرشي قوَّة رجلين من غيرهم وقوله: من أبغض قريشاً أبغضه اللّه وقوله: من أراد هوان قريش أهانه اللّه. وذكروا الاَنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى اللّه تبارك وتعالى عليهم في كتابه، وما قال فيهم رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل، و ذكروا ما قال في سعد ابن عُبادة وغسيل الملائكة، فلن يدعوا شيئاً من فضلهم حتى قال كلُّ حيٍّ: منّا فلان وفلان، وقالت قريش: منّا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنّا جعفر، ومنّاحمزة، ومنّا عبيدة بن الحارث، وزيد بن حارثة وأبو بكر وعمر وعثمان وسعد وأبو عبيدة، وسالم، وابن عوف، فلم يدعوا من الحيّين أحداً من أهل السابقة إلاّ سمّوه، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فمنهم عليٌّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمان بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمّـار، والمقداد، وأبو ذرٍّ، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ ، وابن عبّاس، ومحمّد بن أبي بكر، وعبد اللّه بن جعفر، ومن الاَنصار أُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الاَنصاري، وأبو الهيثم ابن التيهان، ومحمّد بن مسلمة وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد اللّه، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد اللّه بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمان قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه، معتدل القامة قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمان بن أبي ليلى فلا أدري أيّهما أجمل هيئة غير أنَّ الحسن أعظمهما وأطولهما، فأكثر القوم في ذلك من بكرة إلى حين الزَّوال وعثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه، وعلي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ساكت لا ينطق، لا هو ولاأحد من أهل بيته. فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟ فقال: ما من الحيّين إلاّ وقد ذكر فضلاً وقال حقّاً، وأنا أسألكم يا معشر قريش والاَنصار بمن أعطاكم اللّه عزّ وجلّ هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أو بغيركم؟ قالوا: بل أعطانا اللّه ومنَّ علينا بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش والاَنصار، ألستم تعلمون أنَّ الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم، وأنَّ ابن عمّي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّي وأهل بيتي كنّا نوراً يسعى بين يدي اللّه تبارك وتعالى قبل أن يخلق اللّه عزّ وجلّ آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّـا خلق آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الاَرض، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثمَّ قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ، ثمَّ لم يزل اللّه عزَّ وجلَّ ينقلنا من الاَصلاب الكريمة إلى الاَرحام الطاهرة ومن الاَرحام الطاهرة إلى الاَصلاب الكريمة من الآباء والاَُمّهات لم يلتق واحدمنهم على سفاح قطٌّ؟ فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أُحد: نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم . ثمَّ قال: أنشدكم اللّه أتعلمون أنّ اللّه عزَّ وجلَّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإنّي لم يسبقني إلى اللّه عزَّ وجلّ وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أحدٌ من هذه الاَُمّة؟ قالوا: اللهمَّ نعم.قال: فأنشدكم اللّه أتعلمون حيث نزلت: والسَّابقون الاَوّلون من المهاجرين والاَنصارو السابقون السابقون أُولئِكَ المقرَّبون سئل عنها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنزلها اللّه تعالى في الاَنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء اللّه ورسله وعليٌّ بن أبي طالب وصيّي أفضل الاَوصياء؟قالوا: اللّهمّ: نعم. قال: فأنشدكم اللّه عزّ وجلّ أتعلمون حيث نزلت يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأُولي الاَمر منكموحيث نزلت إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلوة ويوَتون الزكوة وهم راكعون وحيث نزلت ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا الموَمنين وليجة قال الناس: يا رسول اللّه أهذه خاصّة في بعض الموَمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر اللّه عزَّ وجلَّ نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسّـر لهم من الولاية ما فسّـر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجّهم فنصبني للناس بغدير خمٍّ، ثمَّ خطب فقال: أيّها الناس إنَّ اللّه عزَّ وجلَّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنَّ النّاس مكذِّبي، فأوعدني لاَُبلّغنّها أو ليعذِّبني، ثمَّ أمر فنودي الصلاة جامعة، ثمّ خطب الناس فقال: أيّها النّاس أتعلمون أنَّ اللّه عزَّ وجلَّ مولاي وأنا مولى الموَمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: قم يا عليٌّ فقمت، فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول اللّه ولاوَه كماذا؟ فقال ـ عليه السلام ـ : ولاوَه كولائيمن كنت أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاِسلام ديناً فكبّر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وقال: اللّه أكبر بتمام النعمة وكمال نبوَّتي ودين اللّه عزَّ وجلَّ وولاية عليٍّ بعدي فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول اللّه هذه الآيات خاصّة لعليٍّ؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول اللّه بيّنهم لنا، قال: عليٌّ أخي ووزيري ووارثي ووصيّي وخليفتي في أُمّتي ووليُّ كلِّ موَمنٍ بعدي، ثمَّ ابني الحسن، ثمَّ ابني الحسين، ثمَّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليَّ حوضي؟ فقالوا كلّهم: اللّهمَّ نعم قد سمعنا ذلك كلّه وشهدنا كما قلت سواء، وقال بعضهم: قد حفظنا جلّ ما قلت، ولم نحفظه كلّه وهوَلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا، فقال عليُّ ـ عليه السلام ـ : صدقتم ليس كلُّ الناس يستوون في الحفظ، أُنشدكم اللّه من حفظ ذلك من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لما قام وأخبر به؟ فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذرٍّ والمقداد وعمّـار بن ياسر ـ رضي اللّه عنهم ـ فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: أيّها الناس إنَّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيّي وخليفتي والذي فرض اللّه عزَّ وجلَّ على الموَمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، فأمركم بولايتي وولايته فإنّي راجعت ربّي عزَّ وجلَّ خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربّي لاَُبلّغنّها أو ليعذِّبني، أيّها الناس إنَّ اللّه عزَّ وجلَّ أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم وبالزكاة والصوم والحجّ فبيّنتها لكم وفسّـرتها لكم وأمركم بالولاية وإنّي أُشهدكم أنّها لهذا خاصّة ـ ووضع يده على كتف علي بن أبي طالب ـ ثمَّ لابنيه من بعده، ثمَّ للاَوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتّى يردوا عليَّ حوضي، أيّها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي عليُّ بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع أُموركم فإنَّ عنده جميع ما علّمني اللّه تبارك وتعالى وحكمته فسلوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلّموهم ولا تتقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحقِّ والحقُّ معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم ثمَّ جلسوا. فقال سليم: ثمَّ قال عليه السلام : أيّها النّاس أتعلمون أنَّ اللّه عزَّ وجلَّ أنزل في كتابه: إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً فجمعني وفاطمة وابنيَّ حسناً وحسيناً ثم ألقى علينا كساء، وقال: اللّهمَّ إنَّ هوَلاء أهل بيتي ولحمتي، يوَلمني ما يوَلمهم ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً فقالت أُمّ سلمة: وأنا يا رسول اللّه؟ فقال: أنت على خير، إنّما أُنزلت فيَّ وفي أخي [عليٍّ] وفي ابنيَّ الحسن والحسين وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة، ليس معنا فيها أحدٌ غيرنا؟ فقالوا كلّهم: نشهد أنَّ أُمَّ سلمة حدَّثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فحدَّثنا كما حدَّثتنا أُمُّ سلمة ـ رضي اللّه عنهاـ .ثمَّ قال علي عليه السلام : أُنشدكم اللّه أتعلمون أنَّ اللّه عزَّ وجلَّ لما أنزل في كتابه: يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه وكونوا مع الصادقين فقال سلمان: يا رسول اللّه عامّة هذه أم خاصّة؟ فقال عليه السلام :أمّا المأمورون فعامّة الموَمنين أُمروا بذلك، وأمّا الصادقون فخاصّة لاَخي عليٍّ وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة؟ قالوا: اللّهمّ نعم، قال: أُنشدكم اللّه أتعلمون أنّي قلت لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: لِمَ خَلّفتني مع الصبيان والنساء؟ فقال: إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي؟ قالوا: اللّهم نعم، قال: أُنشدكم اللّه أتعلمون أنَّ اللّه عزَّ وجلَّ أنزل في سورة الحجِّ يا أيُّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون ـ إلى آخر السورة فقام سلمان فقال: يا رسول اللّه مَن هوَلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم اللّه ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم؟ قال عليه السلام : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلاً خاصّة دون هذه الاَُمّة، قال سلمان: بيِّنهم لي يا رسول اللّه، قال: أنا وأخي عليٌّ وأحد عشر من ولدي ؟ قالوا: اللّهمّ نعم.قال: أُنشدكم اللّه أتعلمون أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيباً لم يخطب بعد ذلك فقال: أيّها النّاس إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لئلاّ تضلّوافإنَّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب فقال: يا رسول اللّه أكلُّ أهل بيتك؟ فقال: لا ولكن أوصيائي منهم أوَّلهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليُّ كلِّ موَمنٍ من بعدي، هو أوَّلهم، ثمَّ ابني الحسن، ثمَّ ابني الحسين، ثمَّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتّى يردوا عليَّ الحوض، شهداء اللّه في أرضه وحججه على خلقه وخزَّان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع اللّه، ومن عصاهم عصى اللّه عزَّ وجلَّ؟ فقالوا كلّهم: نشهد أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك، ثمّ تمادى بعليٍّ ـ عليه السلام ـ السوَال فما ترك شيئاً إلاّ ناشدهم اللّه فيه وسألهم عنه حتّى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، كلُّ ذلك يصدِّقونه ويشهدون أنّه حقٌّ . (
[6])
*- حدَّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد قال: سمعت عبد اللّه ابن زرير الغافقي يقول: سمعت عليّاً يقول: أَلْفِتَنُ أَرْبَعُ: فِتْنَةُ السَّـرَّاءِ، وَفِتْنَةُ الضَّـرَّاءِ، وَفِتْنَةُ كَذا ـ فذكر مَعْدنَ الذَّهَبِ ـ ثْمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْـرَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم يُصْلِحُ اللّهُ عَلَـى يَدَيْهِ أَمْرَهُمْ . (
[7])
*-ـ محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه قال: قال عليُّ بن أبي طالب عليه السلام : مِنّا سَبْعَةٌ خَلَقَهُمْ اللّهْ عَزَّ وَجَلَّ لَـمْ يَخلُقْ في الاَرضِ مِثْلَهُمْ: مِنّا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم سَيّد الاَوَّلين والآخِرينَ وَخَاتِمُ النَّبيِّينَ، وَوَصيُّهُ خَيْـرُ الوَصيِّينَ، وَسِبْطاهُ خَيْـرُ الاَسْبَاطِ حَسَناً وَحُسَيْناً، وَسَيّدُ الشُّهداءِ حَمْزَةُ عَمُّهُ، وَمَن قَدْ طافَ مَعَ المَلائِكَةِ جَعْفَرٌ، وَالقائِمُ . (
[8])
*- وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدّثنا عيسى بن عبد الرحمان قال: أخبرنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدَّثنا يحيى بن يعلى الاَسلمي وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن المساور، عن علي بن المساور، عن علي بن الجزور، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: كُنّا مع علي بالبصرة، وهو على بغلة رسول اللّه، وقد اجتمع هو وأصحاب محمد فقال:ألا أُخبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ خَلقِ اللّهِ عِنْدَ اللّه يَومَ يَجمَعُ الرُّسُلَ؟ قُلنا: بَلى يا أميرَ الموَمنين، قال: أفضَلَ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ، وإنَّ أفضَلَ الخَلقِ بَعْدَهُمْ الاَوصياءُ، وأفضَلَ الاَوصياءِ أنا، وأفضَلَ الناس بعدَ الرُّسُلِ والاَوصياء الاَسباطُ، وانّ خيْـر الاَسباط سبطا نبيّكُم ـ يعني الحسن والحسين ـ وإنَّ أفضلَ الخلق بعد الاَسباط الشهداءُ، وانَّ أفضَلَ الشهداء حمزةُ بن عبدِ المطَّلبِ، قال ذلك النبيُّ، وجعفرُ بن أبي طالبٍ ذو الجناحَين، مُخَضَّبانِ، بكرامةٍ خَصَّ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بها نَبيَّكُمْ، والمهديُّ مِنّا في آخِر الزمان لم يكُنْ في أُمّةٍ من الاَُمم مهديٌّ ينتَظَرُ غيْـرَهُ . (
[9])
*- محمَّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّدٍ، عن ابن فضّال، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن علي بن الحزوَّر الغنويّ، عن أصبغ بن نباتة الحنظلي قال: رأيتُ أمير الموَمنين عليه السلام يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم .[ثمَّ] قال: أيُّها الناس ! ألا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْـرِ الخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعَهُمُ اللّهُ ؟فَقامَ إِلَيهِ أَبو أَيُّوب الاَنصاريّ، فقال: بلى، يا أمير الموَمنين، حَدِّثنا فإِنّكَ كُنْتَ تَشْهَدُ وَتَغيبُ، فقالَ: إِنَّ خَيْـرَ الخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعَهُمُ اللّهُ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ المُطَّلِبِ لا يُنْكِرُ فَضْلَهُمْ إلاّ كَافِرٌ ولا يَجْحَدُ بِهِ إلاّ جاحِدٌ، فَقامَ عَمَّـارُ بن ياسرِ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ فقالَ: يا أميرَ الموَمنين سَمِّهِم لَنا لِنَعْرِفَهُمْ فقال: إنّ خَيْـرَ الخَلْقِ يَومَ يَجْمَعَهُمُ اللّهُ الرُّسُلُ، وإِنَّ أَفْضَلَ الرُّسُلِ مُحَمَّدُ صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنَّ أَفضَلَ كُلِّ أُمّةٍ بَعْدَ نَبيّها وَصيُّ نَبيّها، حَتّى يُدْرِكَهُ نَبِيٌّ، ألا وَإِنَّ أَفضَلَ الاَوصياءِ وَصِيُّ مُحَمّدٍ (عليْهِ وآلِهِ السَّلام)، ألا وَإِنَّ أفْضَلَ الخَلْقِ بَعْدَ الاَوصياءِ الشُّهداءِ، ألا وإنَّ أفضَلَ الشُّهداءِ حَمْزةُ بن عبْدِ المُطَّلب وَجَعْفَرُ بن أبي طالبٍ، لَهُ جناحانِ خَضيبان يَطيرُ بِهِما في الجَنَّةِ، لَمْ يُنْحلْ أَحْدٌ مِنْ هذه الاَُمّة جَناحان غَيرُهُ، شيءٌ كَرَّمَ اللّهُ بِهِ مُحَمَّداً صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم وَشَرَّفَهُ والسّبطانِ الحَسَنُ والحُسَينُ والمهديُّ عليهم السلام يَجْعَلُهُ اللّهُ مَنْ شاءَ مِنّا أهْلَ البيتِ. ثُمَّ تلا هذه الآية: وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّديقينَ والشُّهَداءِ والصَّالحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً ذَلِكَ الفَضْلُ مِنَ اللّهِ وكَفْى بِاللّهِ عَليماً . (
[10])
*- ثُمَّ رَكَبَ وَمرَّ بِهم وَهُمْ صَـرْعَى، فقال: لَقَدْ صَـرَعَكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ.قيلَ: وَمَن غَرَّهُمْ؟قالَ: الشَّيطانُ وَأنْفُسُ السُّوءِ.فَقَالَ أَصْحابُهُ: قَدْ قَطَعَ اللّهُ دَابِرَهُمْ إلى آخِرِ الدَّهْرِ.فَقالَ: كَلاَّ، والَّذِي نَفْسي بيَدِهِ، وَإِنَّهُمْ لَفي أَصْلابِ الرِّجالِ وَأَرْحَامِ النِسّاءِ،لاتَخْرجَ خَارِجَةٌ إلاَّ خَرَجَتْ بَعْدَهَا مِثْلُها، حَتَّى تَخْرُجَ خَارِجَةٌ بيْـنَ الفُراتِ وَدِجْلَةَ مَعَ رَجِلٍ يُقالُ لَهُ الاََشْمَط يَخْرُجُ إليْهِ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيْتِ فَيَقْتلُهُ، وَلا تَخْرُجُ بَعْدَهَا خَارِجَةٌ إلى يَوْمِ القِيامةِ. (
[11])
*- فهذا ما روي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير الموَمنين علي بن أبي طالب إِنَّ اللّهَ حينَ شاءَ تقدير الخليقَة وَذَرأَ البَريّة وإبْداع المُبْدَعاتِ نَصب الخلق في صُورٍ كالهباء قبلَ دَحْوِ الاََرْضِ وَرَفْعِ السَّماءِ وَهُوَ في انفرادِ مَلَكوتِهِ وَتَوحّدِ جَبَـروتِهِ فَأتاحَ )فأساح) نوراً من نورِه فَلَمعَ، وَ [نَزَعَ] قَبَسَاً مِنْ ضِيائِهِ فَسَطَعَ، ثُمَّ اجْتَمَعَ النُّور في وَسَطِ تِلْكَ الصُوَرُ الخَفْيَّةَ فوافَقَ ذلِكَ صُورةَ نَبيِّنا مُحَمَّد صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فَقَالَ اللّهُ عَزَّ مِنْ قائل أنْتَ المُختْارُ المُنْتَخَبُ وَعِنْدَكَ مُسْتَودِعُ نوري وَكُنوزُ هِدايتي مِنْ أَجْلِكَ أَسْطَحُ البَطْحاءَ وَأَمْرُجُ الماءَ وَأَرْفَعُ السَّماءَ وأَجْعَلُ الثَّوابَ والعِقابَ والجِّنَةَ والنارَ وأنْصِبُ أَهْلَ بَيْتِكَ لِلْهِدايَةِ وَأوَيْتُهُمْ مِن مكنونِ عِلْمي ما لا يَشْكِلُ عَلَيْهِم دَقيقٌ ولا يُعييهِمْ خَفيٌّ وَأَجْعَلُهُمْ حُجّتي عَلَـى بَرِيَتّي والمنبِّهيـنَ عَلَى قُدرَتي وَوَحْدانيّتي ثُمّ أَخَذَ اللّهُ الشَّهادَةَ عَلَيْهِم بِالرّبُوبيّةِ والاخْلاصِ بِالوَحْدانيّةِ فَبْعدَ أخْذِ ما أَخَذَ مِنْ ذلِكَ شابَ بِبَصائِر الخَلْقِ انْتَخَبَ مُحَمَّداً وَآلَهُ (فَقَبْلَ أخْذِ ما أخَذَ جَلّ شَأنُه بِبَصائِر الخَلْقِ اِنْتَخَبَ مُحَمَّدَاً وآلَهُ) وَأَراهُمُ أَنَّ الهِدايةَ مَعَهُ والنّورَ لَهُ والاِمامَةَ في آلِه، تَقْديماً لِسِنّةِ العَدْلِ وَليَكوُن الاعْذارُ مُتَقدِّماً ثُمَّ أَخْفى اللّهُ الخَليْقَةَ في غَيْبِهِ وَغَيّبها في مَكنون عِلْمِهِ ثُمّ نَصَبَ العَوامِلَ وبَسطَ الزَّمانَ وَمَرَجَ الماءَ وَأَثارَ الزِّبدَ وأَهاجَ الدُخانَ فَطفا عَرْشُهُ عَلى الماء فَسطَحَ الاَرضَ عَلَى ظَهْرِ الماءَ [وَأَخرَجَ مِنَ الماءِ دُخاناً فَجَعَلَهُ السَّماءَ] ثُمَّ اسْتَجْلَبَها إلى الطّاعةِ فَأَذْعَنَتا بِالاسْتِجابةِ، ثُمَّ انْشأ اللّهُ الملائِكَةَ مِنْ أنْوارٍ ابدَعَهَا وَأَرْواحٍ اِخْتَرَعَها وَقَرَنَ بِتَوحْيدِهِ نُبّوةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فُشَهِدَتْ في السَّماءِ قَبلَ بِعثَتِه في الاَرْضِ فَلَمّـا خَلَقَ أبانَ فَضْلَهُ للِملائِكَةِ وَأَرَاهُمْ ما خَصّهُ بِهِ مِنْ سابِقِ العِلم مِنْ حَيْثُ عَرَّفَهُ عنْدَ اسْتِنْبائِهِ إِيّاهُ أَسْماءَ الاَشياءِ فَجَعَلَ اللّهُ آدَمَ مِحْراباً وَكْعبَةً وَباباً وَقِبْلَةً أسْجَدَ إليْها الاَبْرارَ والرُّوحانيينَ الاَنوارَ ثُمَّ نَبّهَ آدَمَ عَلَى مُسْتَودِعِهِ، وَكَشَفَ لَهُ [عَنْ] خَطَرِ ما ائتَمَنَهُ عَلَيْهِ بَعْدَ ما سَمّـاهُ إماماً عِنْدَ الملائِكَةِ، فَكانَ حَظّ آدَم مِنْ الخير ما آراهُ مِنْ مُسْتَودعِ نُورِنا وَلَمْ يَزَل اللّه تعالى يُخبّىَ النورَ تحْتَ الزمانِ إلى أنْ فَضّلَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم في ظاهِر الفَتَراتِ فَدَعا الناسَ ظاهِراً وَباطِناً وَنَدَبَهُم سِـرّاً وإعْلاناً،وَاسْتَدعى عَلَيهِ السَلامْ التَنبيهَ على العَهدِ الذي قَدّمَه الى الذرّ قَبْل النسْلِ فَمَنْ وافَقهُ وَقَبسَ مِنْ مِصْباح النورِ المُقدّمَ اهْتَدى إلى سِـرّهِ وَاسْتَبانَ واضِحَ أَمْرِهِ وَمَنْ أبلَسَتهُ الغَفْلَةُ اسْتَحَقَ السُخطَ، ثُمَّ انتقَلَ النورُ إلى غَرائِزُنَا وَلَمَعَ في أئِمتنا فَنَحْنُ أَنُوارُ السَّماءِ وأَنوارُ الاَرْضِ فَبِنَا النجاءُ وَمِنّا مَكنونُ العِلْمِ وَإِلَينا مَصيرُ الاَُمُور وَبِمَهْدِّينا تنقطِعُ الحُجَجِ، خاتِمَة الاَئمّةِ وَمُنْقِذُ الاَُمّةِ، وَغايَةِ النّورِ وَمَصْدَرِ الاَُمُورِ فَنَحْنُ أَفْضُل المَخْلُوقِينَ وَأَشْـرَفِ المُوحّدينَ وَحُجَجِ رَبُّ العالمينَ فَلْيَهْنَأ بِالنِعْمَةِ مَنْ تَمَسّكَ بِولايتنا وَقَبَضَ عَلَـى عُرْوتِنا . (
[12])
*- حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن ابن زرين الغافقي، سمع عليّاً يقول: هو من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
*-عن علي قال: ستكونُ فتنةٌ يحصلُ الناسُ منها كما يحصلُ الذهب في المعدن، فلا تَسبّوا أهل الشام وسبّوا ظلمتَهم، فإنَ فيهم الاَبدالَ، وسيرسلُ اللّه سيباً من السماء فيفرقهم حتى لو قاتلهم الثعالبُ غلبتهم، ثم يبعثُ اللّه عند ذلك رجلاً من عترةِ الرسولِ في اثني عشر ألفاً إن قَلّوا، وخمسة عشر ألفاً إن كثُروا، أمارتُهم ـ أي علامتهم ـ : أمت أمت على ثلاثِ راياتٍ تقاتلهم أهلُ سَبعِ راياتٍ، ليس من صاحب رايةٍ إلاّ وهو يطمع بالملكِ، فيقتُلون ويهزمون، ثمْ يظهرُ الهاشمي فيردُ اللّهُ إلى الناس ألفتهم ونعمتهم، فيكونُ حتى يخرج الدجّالُ . (
[13])
*- عن علي أنّه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : أَمِنّا آل محمّد المهديُّ أم من غيرنا يا رسول اللّه؟ قال: بَلْ منّا، يَخْتِمُ اللّهُ بهِِ كما فتحَ بنّا ربُّنا، يُستنقذون من الفتنة كما أُنقِذوا من الشرك، وبنا يُوَلف اللّهُ بينَ قلوبهم بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوةِ الشركِ إِخواناً في دينهم، قال علي: أموَمنون أم كافرون؟، قال: مفتونٌ وكافرٌ .
*-حَدَّثنا علي بن الحسين قال: حدَّثنا محمد بن يحيى قال: حدَّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، قال: حدَّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبيه أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ، أنَّه قال: صَاحِبُ هَذا الاَمْرِ مِنْ وُلْدي هُوَ الَّذِي يُقَالُ مَاتَ أوْ هَلَكَ؟ لا، بَلْ في أيِّ وادٍ سَلَكَ؟ (
[14])
*- حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن جعفر الحميريُّ، ومحمّد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمّد ابن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمَّد بن عيسى، وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني وحدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، وسعد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد الطيالسيّ، عن منذر بن محمّد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السريّ عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق؛ عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهنيّ، عن الحارث بن المغيرة النصريّ، عن الاَصبغ بن نباتة.قال: أتيتُ أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته متفكّراً ينكتُ في الاَرضِ، فقلت: يا أمير الموَمنين مالي أراك متفكّراً تنكت في الاَرض أرغبت فيها؟فقال: لا واللّهِ ما رَغَبْتُ فِيها ولا في الدُّنْيا يَوْمَاً قَطُّ، ولكن فكّرت في مولودٍ يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي، هو المهديُّ يملاَها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له حيرة وغيبة، يضلُّ فيها أقوام و يهتدي فيها آخرُون.فقلت: يا أمير الموَمنين وإنَّ هذا لكائن؟فقال: نعم، كما أنّه مخلوقٌ وأنّى لك بالعلم بهذا الاَمر يا أصبغ ، أُولئِكَ خيار هذه الاَُمّة مع أبرار هذه العترة.قلت: وما يكون بعد ذلك؟قال: ثمَّ يفعل اللّه ما يشاء فإنَّ له إرادات وغايات ونهايات . (
[15])
*- وروى الخصيبيُّ، باسناده عن أحمد بن الخطيب، عن أبي المطلب جعفر بن محمّد بن الفضيل، عن محمّد بن سنان الزهري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن مدلج، عن هارون بن سعيد قال: سمعت أمير الموَمنين عليه السلام يقول لعمر بن الخطاب ـ في حديث طويل ـ :قال: فَمَنْ يفعل ذلك يا أبا الحسن؟قال: عصابة قد فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم اللّه لنصرة دينه فما تأخذهم في اللّه لومة لائم.فبكى عمر وقال: إنّي أعوذ باللّه ممّا تقول، فهل لذلك علامة؟قال: نعم، قتل فظيع، وموت سريع، وطاعون شنيع، ولا يبقى مِنَ النّاس في ذلك الوقت إلاّ ثلثهم، وينادي منادٍ من السَّماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآيات حتّى يتمنّّى الاَحياء الموت ممّا يَرُونَ مِنَ الاَهوالِ، فَمَنْ هَلَكَ استراحَ، وَمَنْ كان لهُ عند اللّه خير نجا.ثُمَّ يظهر رجلٌ مِنْ وُلدِي يملوَُ الاَرض عدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلماً، يأتيه اللّه ببقايا قوم موسى، ويُحيي له أصحاب الكهف، ويوَيّده اللّه بالملائكة، والجن وشيعتنا المخلصين، وينزل مِنَ السَّماءِ قطرها، وتخرج الاَرض نباتها.فقال له عمر: أمّا إنّي أعلم أنَّك لا تحلف إلاّ على حقٍّ، فواللّه لا تذوق أنتَ ولا أحد من ولدِكَ حلاوة الخلافة؟فقال له أمير الموَمنين عليه السلام : ثُمَّ إنَّكم لا تزدادون لي ولولدي إلاّ عداوة . (
[16])
*- بلغني عن إبراهيم بن سليمان بن حيان بن مسلم بن هلال الدّباس الكوفي قال: نبأ عليُّ بن أسباط المصري قال: نبأ عليُّ بن الحسين العبدي، عن سعد الاِسكاف، عن الاَصبغ بن نباتة قال: خطب أميرُ الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ـ بالكوفة ـ فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثمَّ قال:أيُّها النّاسُ! إنَّ قُرَيْشاً أَئِمَّةُ العَرَبِ، أَبرَارُها لاَبْرارِهَا وَفُجارُها لِفُجّارِهَا، ألا ولابدَّ مِنْ رَحاً تَطْحَنُ عَلَـى ضلالَة وَتَدورُ، فإذا قامَتْ عَلَـى قُطْبها طَحَنَتْ بِحَدِّها، ألا وإنَّ لِطَحْنها رَوْقاً، وَرَوْقُها حِدَّتُها، وَفَلُّها عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ألا وإِنِّي وأَبرارَ عُترَتي وَأَهلُ بَيْتي أَعْلَمُ الناسِ صِغاراً وأَحْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً، مَعَنَا رَايةُ الحقِّ مَنْ تَقدَّمَهَا مَرَقَ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا مُحِقَ وَمَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَبِنَا فُتِحَتْ أَبْوابُ الحِكْمَةِ وَبِحُكْمِ اللّهِ حَكَمْنَا وَبِعِلْمِ اللّهِ عَلِمْنَا وَمِنْ صَادِقٍ سَمِعْنَا، فَإِنْ تَتَّبِعُونَا تَنْجُوا وَإِنْ تَتََولَّوا يُعَذِّبْكُمُ اللّهُ بِأَيِْدينَا، بِنَا فَكَّ اللّهُ رِبقَ الذُلِّ مِنْ أعْناقِكُمْ، وَبِنَا يَخْتِمُ لا بِكُمْ، بَنَا يَلْحَقُ التَّالِي وَإِلَيْنَا يَفِيءُ الغالي، وَلَوْلا أَنْ تَسْتَعْجِلُوا وَتَسْتَأْخِرُوا القَدَرَ لاَمْرٍ قَدْ سَبَقَ في البَشَـرِ، لَحَدَّثْتُكُمْ بِشَبابٍ مِنَ الموالي وأَبناءِ العَرَبِ وَنَبْذٍ مِنَ الشيُوخ كالمِلْحِ في الزَّادِ وَأَقَلُّ الزَّادِ المِلْحُ.فِينَا مُعتَبَـرٌ وَلِشِيعَتِنَا مُنْتَظَرٌ، وَإِنَّا وَشِيعَتَنَا نَمْضِي إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالبَطَنِ والحُمَّى والسَّيْفِ، وإنَّ عَدُوَّنا يَهْلِكُ بِالدَّاءِ والدَّبيلَةِ وَبِمَّـا شَاءَ اللّهُ مِنَ البَليَّةِ والنَّقِمَةِ. وَأَيْمُ اللّهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَقَالَتْ طَائِفَةٌ مَا أَكْذَبَ وَأَرْجَمَ، وَلَو انْتَقَيْتُ مِنْكُمْ مَائَةً قُلُوبُهُمْ كَالذَّهَب ثُمَّ انْتَقَيْتُ مِنَ المائَةِ عَشَـرَةً ثُمَّ حَدَّثْتُهُمْ فِيْنَا أَهْلَ البَيْتِ حَدِيثاً لَيِّنَاً لا أَقُولُ فِيهِ إلاَّ حَقَّاً وَلا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ صِدْقاً، لَخَرَجُوا وَهُمْ يَقُولُونَ عَليٌّ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ، وَلَو اخْتَرْتُ مِنْ غَيْرِهِم عَشَـرَةً فَحَدَّثْتُهُمْ في عَدُوِّنا وَأَهْلِ البَغْيِ عَلَيْنَا أَحْادِيثَ كَثِيرَةً لَخَرَجُوا وَهُمْ يَقُولُونَ عَليُّ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ! هَلَكَ خَاطِبُ الخُطَبِ وحَاصَ صَاحِبُ العُصَبِوَبَقِيَت القُلُوبُ تَقَلَّبُ، مِنْهَا مُشْغِبٌ، وَمِنْها مُجدِبٌ، وَمِنْها مُخْصِبٌ، وَمِنْها مُشَتَّتُ.يَا بَنيَّ لِيَبُـرَّ صِغارُكُمْ كِبارَكُمْ وَلْيَرْوَُفْ كِبَارُكُمْ بِصِغارِكُمْ، وَلا تَكُونُوا كَالغُوَاةِ الجُفَاةِ الَّذِينَ لَمْ يَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلَمْ يُعْطَوْا في اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَحْضَ اليَقِيِـنِ، كَبَيْضٍ في أَدَاحِي وَيْحَ الفِرَاخِ فِرَاخَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ خَلْيفَةٍ جَبَّارٍ عَتْريفٍ مُتْـرَفٍ مُسْتَخِفٍّ بِخَلَفِي وَخَلَفِ الخَلَفِ، وَبِاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ تَأْوِيلَ الرِّسالاتِ وإِنْجَازَ العِدَاةِ وَتَمَامَ الكَلِمَـاتِ، وَلَيَكُونَنَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتي رَجُلٌ يَأمُرُ بِأَمْرِ اللّهِ قَويٌّ يَحْكُمُ بِحُكْمِ اللّهِ وَذَلِكَ بَعْدَ زَمَانٍ مُكْلِحٍمُفْضِحٍ يَشْتَدُّ فِيهِ البَلاءُ وَيَنْقَطِعُ فِيهِ الرَّجاءُ وَيُقْبلُ فيهِ الرَّشاءُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْعَثُ اللّهُ عزَّ وَجَلَّ رَجُلاً مِنْ شاطىَ دجْلة لاَمْرٍ حَزَبَهُ يَحْمِلُهُ الحِقْدُ عَلَـى سَفْكِ الدِّماءِ، قَدْ كَانَ في سَتـْرٍ وَغِطاءٍ، فَيَقْتُلُ قَوْمَاً هُوَ عَلَيْهِمْ غَضْبَانُ شَدِيدُ الحِقْدِ حَرَّانُ، في سُنَّة بُخْتَ نَصَّـرَ، يَسُومُهُمْ خَسْفاً وَيَسْقِيهُمْ كَأْسَاً مُصَبَّـرةً سَوْطَ عَذَابٍ وَسَيْفَ دَمَارٍ، ثُمَّ يَكُونُ بَعُدُهُ هَنَات وَأُمورٌ مُشْتَبَهَاتٌ، أَلا إِنَّ مِنْ شَطِّ الفُرَاتِ إلَى النَّجَفَاتِ بَاباً إلى القَطْقَطَانِيَّاتِ، في آياتٍ وآفاتٍ مُتوَاليَاتٍ، يُحْدِثْنَ شَكَّاً بَعْدَ يَقينٍ يَقُومُ بَعَدَ حين، تُبْنى المدائِنُ وَتُفْتَحُ الخَزائِنُ وَتُجْمَعُ الاَُمَمُ، يُنْفِذُهَا شَخَصُ البَصَـرِ وَطَمَحُ النَّظَرِ، وَعَنَت الوُجُوه وَكَشْفُ البَالِ حِينَ يُرَى مُقْبِلاً مُدْبِراً، فَيَا لَـهْفاهُ عَلَـى مَا أَعْلَمُ، رَجَبٌ شَهْرُ ذِكرٍ، رَمَضَانُ تَمْامُ السِّنينَ، شَوَّالُ يُشَالُ فيهِ مِنَ القَوْمِ، ذُو القِعْدَةِ يَقْتَعِدُونَ فيِه، ذُو الحِجَّةِ الفَتْحِ مِنْ أَوْلِ العَشْـرِ، ألا إنَّ العَجَبَ كُلَّ العَجَبِ بََعْدَ جُمادَى فِي (و) رَجَبٍ، جَمْعُ أَشْتَاتٍ وَبَعْثُ أَمْواتٍ، وَحَدِيثَاتُ هَوْنَاتٍ هَوْنَاتٍ بَيْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ، رَافِعَةٌ ذَيْلَهَا، دَاعِيَةٌ عَوْلَهَا، مُعْلنَةٌ قَوْلَهَا، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا.ألا إنَّ مِنَّا قَائِماً عَفِيفَةٌ أَحْسابُهُ، سَادَةٌ أَصْحَابُهُ، تَنَادَوْا عِنْدَ اصْطِلاَمِ أَعْدَاءِ اللّهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبيِهِ في شَهْرِ رَمَضَانَ ثلاثاً، بعد هرج وقِتَالٍ، وَضَنكٍ وَخَبَالٍ وَقِيَامٍ من البلاءِ عَلَـى ساقٍ، وَإنّـي لاَعْلَمُ إلى مَنْ تُخْرِجُ الاَرْضُ وَدَائِعَها، وَتُسَلِّمُ إلَيْهِ خَزائِنَها، وَلَوْ شِئْتُ أنْ أضْـرِبَ بِرِجْلي فَأقُولُ أَخرِجُوا مِنْ هيهُنَا بَيْضاً وَدُرُوعاً، كَيْفَ أَنْتُمْ يَا بَني هَنَاتٍ إِذَا كانَتْ سُيُوفُكُمْ بِأَيْمانِكُمْ مُصْلَتَاتٍ، ثُمَّ رَمَلْتُمْ رَمْلاتٍ لَيْلَةَ البَيَاتِ، لَيَسْتَخْلِفَنَّ اللّهُ خَلِيفَةً يَثْبُتُ عَلَـى الهُدَى وَلا يَأْخُذُ عَلَى حُكْمِهِ الرّشا، إِذَا دَعَا دَعَوَاتٍ بَعِيداتِ المَدَى، دَامِغاتِالمُنافِقينَ، فَارِجَاتٍ عَنِ المُوَْمِنْيِنَ. ألا إِنَّ ذَلِكَ كائِنٌ عَلَـى رَغْمِ الرَّاغِمينَ،وَالحَمْدُ للّهِ رَبِّ العَالَمينَ . (
[17])
*- روى السيّد هبة اللّه بن أبي محمد الحسن الموسوي في كتاب الرائق من أزهار الحدائق قال: ممّا ظفرت به من خطب أمير الموَمنين عليه السلام ممّا نقلته من الخزائن الرضوية الطاووسية من كتاب يتضمّن خطباً لاَمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ منها الخطبة اللوَلوَية. حدثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه، عن أبيه، عن يعقوب الجريمي، عن أبي حبيش الهروي، عن أبي عبد اللّه بن عبد الرزاق، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي سعيد الخدري، عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري، عن أمير الموَمنين عليه السلام وذكر خطبة طويلة جدّاً، فيها علامات آخر الزمان، وأخبار بمغيبات كثيرة منها دولة بني أُميّة وبني العبّاس وأحوال الدجال والسفياني، إلى أن قال:المهْديُّ مِنْ ذُرِّيَّتي، يَظْهَرُ بَيْـنَ الرُّكْنِ والمَقامِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُ إبْراهيمَ، وَحُلَّةُ إسْماعِيلَ، وفي رِجْلِهِ نَعْلُ شِيثٍ، وَالدَّليلُ عَلَيْهِ قَوْلُ النَّبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : عِيسَى بن مَرْيَمَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَيَكُونُ مَعَ المَهْديِّ مِنْ ذُرِّيَّتي، فَإذَا ظَهَرَ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ مَرْبُوعُ القَامَةِ، حَلِكُ سَوَادِ الشَّعْرِ، يَنْظُرُ مِنْ عَيْـن مَلَكِ المَوْتِ، يَقِفُ عَلَـى بَابِ الحَرَمِ فَيَصِيحُ بِأَصْحابِهِ صَيْحَةٍ، فَيَجْمَعُ اللّهُ تَعالى عَسْكَرَهُ في لَيْلَةٍ واحِدَةٍ، وَهُمْ ثَلثُمائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَـرَ رَجُلاً مِنْ أَقاصِـي الاَرْضِ، ثُمْ ذَكَرَ تَفْصيلَهُمْ وَأَماكِنَهُم وَبِلادَهُمْ، إلى أَنْ قالَ: فَيَتَقَدَّمُ المَهْدِيُّ مِنْ ذرِّيَّتي، فَيُصَلِّي إِلى قِبْلَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَيَسِيرُونَ جَمِيعاً إلى أنْ يَأْتُوا بَيْتَ المَقْدِسِ، ثُمَّ ذَكَرَ الحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدَّجَّالِ، وَذَكَرَ أنَّهُمْ يَقْتُلُونَ عَسْكَرَ الدَّجَّالِ مِنْ َأوَّلِهِ إِلى آخِرهِ، وَتَبْقَى الدُّنْيا عَامِرَةً، وَيَقُومُ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ، إِلى أَنْ قَالَ: ثُمَّ يَمُوتُ عِيسَى، وَيَبْقَى المُنْتَظَرُ المَهْدِيُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَسِيرُ في الدُّنْيا وَسَيْفُهُ عَلَـى عاتِقِهِ، وَيَقْتُلُ اليَهُودَ والنَّصارَى وَأَهْلَ البِدَعِ . (
[18])
*-ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عُقدة الكوفي قال: حدَّثنا أحمد بن محمَّد الدَّينوري قال: حدَّثنا علي بن الحسن الكوفي، عن عُميرةَ بنت أوس قالت: حدَّثني جدِّي الحصين بن عبد الرحمان، عن أبيه عن جدِّه ـ عمرو بن سعدـ ، عن أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال يوماً لحذيفة بن اليمان ـ في حديث طويل ـ :...حَتَّى إذا غَابَ المُتَغَيِّبُ مِنْ وُلْدي عَنْ عُيُونِ النَّاسِ، ومَاجَ النَّاسُ بِفَقْدِهِ أو بِقَتْلِهِ أو بِمَوتِهِ، اطَّلعَتِ الفِتْنَةُ وَنَزَلَتِ البَلْيَّةُ والتَحَمَتِ العَصَبِيَّةُ، وَغلا النَّاسُ في دينِهمْ، وَأَجْـمَعوا عَلَـى أَنَّ الحُجَّة ذاهِبَةُ وَالاِمامَةَ باطِلَةُ، وَيَحُجُّ حجيج النَّاسُ في تِلْكَ السَّنَةِ مِنْ شِيعَةِ عَليٍّ ونواصِبِهِ لِلتَّحَسُّسِ والتَّجَسُّسِ عَنْ خَلَفِ الخَلَفِ فَلا يُرى لَهُ أَثرٌ، وَلا يُعْرَفُ لَهُ خَبَـرٌ وَلا خَلَفٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ سُبَّتْ شِيْعَةُ عَليٍّ، سَبَّها أعداوَُها، وَظَهَرَتْ عَلَيْهَا الاَشْـرَارُ والفُسّاقُ باحتِجاجها، حتَّى إِذَا بَقِيَتِ الاَُمَّة حَيارى، وتَدَلَّـهَتْ وَأَكْثَرَتْ في قَوْلِها إنَّ الحُجَّةَ هالِكَةٌ والاِمامَةُ باطِلَةٌ، فَوَرَبِّ عَليٍّ إنَّ حُجَّتها عَلَيها قائِمَةٌ ماشِيَةٌ في طُرُقِها، داخِلَةٌ في دُورِها وقُصُورِها جَوّالةٌ في شَـرْقِ هذِهِ الاَرضِ وَغَرْبِها، تَسْمَعُ الكَلامَ وَتُسَلِّمُ عَلَى الجَماعَةِ، تَرى وَلا تُرى إلى الوقْتِ وَالوَعْدِ، ونِداءِ المُنادِي مِنَ السَّماءِ ألا ذَلِكَ يَوْمٌ (فِيهِ) سُـرُورُ وُلْدِ عَلِيٍّ وشِيعَتِهِ . (
[19])
*-وعنه (يونس بن أحمد بن ريان)، عن أبي المطّلب بن محمّد بن الفضل، عن محمَّد بن سنان الزهري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن مدلج بن هارون بن سعيد، قال: سمعت أمير الموَمنين عليه السلام يقول لعمر ـ في حديث طويل ـ إلى أن قال (عمر): فَمَنْ يفعل ذلك يا أبا الحسن؟قال: عصابة قد فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم اللّه لنصرة دينه فما تأخذهم في اللّه لومة لائم.فبكى عمر وقال: إنّي أعوذ باللّه ممّا تقول، فهل لذلك علامة؟قال: نَعَمْ، قَتْلٌ فَظيعٌ، وَمَوْتٌ سَـرِيعٌ، وطاعُونٌ شنيعٌ، ولا يَبْقَى مِنَ النَّاسِ في ذلِكَ الوَقْتِ إلا ثُلْثُهُمْ، وَيُنَادي مُنادٍ مِنَ السَّماء باسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِي، وَتَكْثُرْ الآيَاتُ حَتَّى يَتَمنَّى الاَحْياءُ المَوُتَ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ الاَهْوَالِ، فَمَنْ هَلَكَ اسْتَرَاحَ، وَمَنْ يَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللّهِ خَيْـرٌ نَجَا، ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي يَمْلوَ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجُوراً، يأتيهِ اللّهُ بِبَقايا قَوْمِ مُوسَـى عليه السلام ، وَيجيىَُ لَهُ أَصْحَابُ الكَهْفِ، وَيوََيِّدُهُ اللّهُ بالملائِكَةِ والجِنِّ وَشِيعَتِنا المُخْلِصِينَ، وَيَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ قَطْرُها، وتُخْرِجُ الاَرْضُ نَباتَها.فقال له عمر: أمّا إنّي أعلم أنَّك لا تحلف إلاّ على حقٍّ، فواللّه لا تذوق أنتَ ولا أحد من ولدِكَ حلاوة الخلافة أبداً؟فقال أمير الموَمنين عليه السلام : إنَّكم لا تزدادون لي ولولدي إلاّ عداوة . (
[20])
*- وذكر جعفر بن مبشر في كتابه في نسخة عتيقة عندي ما صورته قال: قال المدائني: عن أبي زكريا، عن أبي بكر الهمداني، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة وعبد اللّه بن محمَّد، عن عليّ بن اليمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمَّد بن عليٍّ، والقاسم بن محمَّد المقري، عن عبد اللّه بن يزيد، عن المعافا، عن عبد السلام، عن أبي عبد اللّه الجدلي.قالوا: استنفر عليُّ بن أبي طالب عليه السلام النَّاس في قتال معاوية في الصيف، وذكر الحديث مطوَّلاً، وقال في آخره أبو عبد اللّه الجدلي، وقد حضره ـ عليه السلام ـ وهو يوصي الحسن.فقال: يَا بُنَيَّ ! إنِّي مَيِّتٌ مِنْ لَيْلَتي هِذِه، فإذا أَنا مِتُّ فَغَسِّلْني وَكَفِّنَّي وَحَنِّطْنِي بِحِنُوطِ جَدِّكَ، وَضَعْني عَلَـى سَـرِيري، وَلا يَقْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ مُقَدَّمَ السَّـرير، فِإِنَّكُمْ تُكْفونَهُ.فَإذا المُقَدَّمُ ذَهَبَ فَاذْهَبُوا حَيْثُ ذَهَبَ، فَإِذَا وُضَعَ المُقَدَّمُ فَضَعُوا المُوََخَّرَ، ثُمَّ تَقَدَّمْ أَيْ بُنيَّ! فَصَلِّ عَليَّ وَكَبِّر سَبْعاً، فَإِنْها لَنْ تَحِلَّ لاَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إلاَّ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِي، يَخْرِجُ في آخِرِ الزَّمانِ يُقِيمُ اعْوِجَاجَ الحَقِّ.فَإِذَا صَلَّيْتَ فَخُطَّ حَوْلَ سَريري، ثُمَّ احْفِرْ لي قَبْراً في مَوْضِعِهِ إلى مُنْتَهى كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ شُقَّ لَحْداً فَإِنَّكَ تَقَعُ عَلَى سَاجَةٍ مَنْقُورَةٍ، ادَّخَرَها لي أبي نُوحٌ، وَضَعْني في السَّاجَةِ، ثُمَّ ضَعْ عَلَيَّ سَبْعَ لَبِنَاتٍ كِبَارٍ، ثُمَّ ارْقُبْ هُنَيْهَةً، ثُمَّ انْظُرْ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَاني في لحْدِي . (
[21])
*- حدَّثنا محمد بن همّام قال: حدَّثنا جعفر بن محمَّد بن مالك قال: حدَّثنا إسحاق بن سنان قال: حدَّثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: زَادَ الفُراتُ عَلَى عَهْدِ أمير الموَمِنينَ عليه السلام ، فَرَكَبَ هو وَابْناهُ الحَسَنُ والحُسَيْنُ عليهم السلام ، فَمَرَّ بِثقِيفٍ فَقالُوا: قَدْ جَاءَ عَليٌّ يَرُدُّ الماءَ.فَقَالَ عليٌّ عليه السلام : أَمَا وَاللّهِ، لاَُقْتَلَنَّ أَنَا وَابْنايَ هَذَانِ، وَلَيَبْعَثَنَّ اللّهُ رَجُلاً مِنْ وُلِدي في آخِرِ الزَّمانِ يُطالِبُ بِدِمائِنَا، وَلَيَغيبَنَّ عَنْهُمْ تَمييزاً لاَهْلِ الضَّلالَةِ حَتَّى يَقُولَ الجَاهِلُ: مَا للّهِ في آلِ مِحَمَّدٍ مِنْ حاجَةٍ . (
[22])
*- حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه؛ وعبد اللّه بن جعفر الحميريُّ، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد اللّه الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم، والحسين بن زيد جميعاً، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ قال:قال أمير الموَمنين (صلوات اللّه عليه): لا يزال في وُلْدِي مأمونٌ مأمولٌ . (
[23])
*- مُحمَّد بن أبي عبد اللّه، ومحمَّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمَّد بن يحيى، عن أحمد بن محمَّد جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قصَّة محاورة أبيه عليه السلام مع ابن عبّاس، إلى أن قال: قال لك عليُّ بن أبي طالب عليه السلام : إنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ في كُلِّ سَنَةٍ، وإنَّهُ يَنْزِلُ في تِلْكَ اللَّيلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ، وإنَّ لِذَلِكَ الاَمرِ وُلاةً بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم .فَقْلتَ: مَنْ هُم؟ فَقال: أَنا وَأَحَدَ عَشَـرَ مِنْ صُلْبي، أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ . (
[24])
*- وفي رواية الاَعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمان، أنّ علي بن أبي طالب عليه السلام قال:لَيَخرُجَنَّ رَجُلٌّ مِن وُلْدي، عِنْد اقْتِرابِ السَّاعَةِ، حَتَّى تَموتَ قُلُوبُ المُوَْمِنينَ كَمَا تَمُوتُ الاَبْدانُ، لِمَا لَحِقَهُمْ مِنَ الضُّـرِّ والشِّدَّةِ في الجُوعِ والقَتْلِ، وَ تَواتُرِ الفِتَنِ والمَلاحِمِ العِظامِ، وَاماتَةَ السُّنَنِ، وَاِحْياءِ البِدَعِ، وَتَرْكِ الاَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهيِ عَنِ المُنْكَرِ الحديث. (
[25])
*- وحدَّثني إبراهيم بن محمّد بن حمران عن إسماعيل بن منصور الزبالي قال: سمعت شيخاً ـ باذرعات ـ قد أتت عليه عشرون ومائة سنة، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول على منبر الكوفة:كأنّي بابن حميدة ـ قد ملاَها عدلاً وقسطاً كما مُلِئتْ ظُلْماً وجوراً ، فقام إليه رجلٌ فقال: أهو منك أو من غيرك؟ فقال: لا بل هو رجل منّي . (
[26])
*-حدَّثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رحمه اللّه ـ قال: حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال: حدَّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدَّثنا رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام قال:خطب أمير الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ صلوات اللّه عليه ـ بالكوفة بعد منصرفه من النهروان، وبلغه أنَّ معاوية يسبُّه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّـى على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر ما أنعم اللّه على نبيّه وعليه، ثمَّ قال ـ في حديث طويل ـ: ...وَمِنْ وُلْدِي مَهْديُّ هذِهِ الاَُمّة . (
[27])
*- روى الاَصبغ، عن أمير الموَمنين عليه السلام قال: الحادي عشر من ولدي، يملوَها عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً . (
[28])
*- أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي ـ رحمه اللّه ـ قال: حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدَّثني المغيرة بن محمد قال: حدَّثنا رجاء بن أبي سلمة عن عمر بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام قال: خطب أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة عند منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّـى على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وذكر ما أنعم اللّه على نبيّه وعليه، ثمّ قال:لولا آية في كتابِ اللّهِ ما ذَكَرْتُ ما أَنا ذاكِرُهُ في مقامي هذا، يقول اللّه عزَّ وجل: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ اللَّهم لَكَ الحمدُ على نِعَمِكَ التي لا تُحْصى وَفَضْلكَ الذي لا ينسى .أيُّها الناس! انَّهُ بَلَغَني ما بَلَغَني، وَإنّي آراني قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلي، وَكَأنّي بِكُمْ وَقَدْ جَهَلْتُمْ أَمْري، وَإِنّي تارِكٌ فِيكُمْ ما تَرَكَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم كِتاب اللّهِ وَعِتْرَتي ـ وَهي عِتْرَةُ الهادي إلى النَّجاةِ خاتِمَ الاَنبياءِ وَسَيِّدِ النُّجَباءِ والنَّبي المُصطَفى.يا أَيُّها النّاسُ! لَعَلّكُمْ لا تَسْمَعُونَ قائِلاً يَقُولُ مِثْلَ قَولي بَعْدي إلاّ مُفْتَرٍ، أنا أَخُو رَسُولِ اللّهِ وابنُ عَمِّهِ وَسَيْفُ نِقْمَتِهِ وَعِمادُ نُصْـرَتِهِ وَبأسِهِ وَشِدّتِهِ، أَنا رَحَى جَهَنَّمَ الدائِرَةِ وَأَضراسِهَا الطاحِنَةِ، أنا مُوَتِمُ البَنينَ والبَناتِ وقابِضُ الاَرواحِ وَبَأسُ اللّهِ الذي لا يَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجرِمين، أنا مُجَدِّلُ الاَبطالِ وَقاتِلُ الفُرسانِ وَمُبيدُ مَنْ كَفَرَ بِالرَّحْمنِ وَصِهرُ خَيْـرِ الاَنامِ، أنا سَيِّدُ الاَوْصياءِ وَوَصِيُّ خَيْـرِ الاَنْبياءِ.أنا بابُ مَدينَةِ العلمِ وَخَازِنُ عِلْمِ رَسُولِ اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وَوارِثُهُ، وَأنا زَوْجُ البَتُولِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ فاطِمَةَ التَّقِيَّةِ النَّقِيّةِ الزَّكِيَّةِ البَرَّةِ المَهْدِيّةِ حَبيبَةِ حَبيبِ اللّهِ وَخَيْـرِ بَناتِهِ وَسُلالَتِه وَرَيْحانَةِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم خَيْـرِ الاَسْباطِ وَوُلْدي خَيْـرُ الاَوْلاد.هَلْ يُنْكِرُ أَحَدٌ ما أَقُولُ؟ أَينَ مُسْلِمُوا أَهْلِ الكِتْابِ أنا اسْمي في الاِنْجيلِ : اِليا، والتوراة: بِرْيا، وفي الزَّبورِ: اِرْيا، وَعِنْدَ الهِنْدِ: كابِرٌ، وَعِندَ الرُّومِ: بِطريسا، وَعِندَ الفُرسِ:جَبيرٌ (حَبْتَرٌ) وَعِندَ التُرْكِ: تَبيرٌ، وَعِندَ الزِّنجِ: خَبيرٌ (حَيترٌ)، وَعِنْدَ الكَهَنَةِ: بَوِيٌ، وَعِندَ الحبشَةِ: بِتريكٌ، وعِنْدَ أُمّي: حَيْدَرَةٌ، وَعِنْدَ ظئري : ميمون، وعِنْدَ العَرَبِ: عَليٌّ، وَعِنْدَ الاَرْمَن: فَريقٌ، وَعِنْدَ أبي: ظَهيرٌ.ألا وإِنّي مخصوصٌ في القرآن بأسماءٍ، احْذرُوا أن تَغلِبوا عَلَيْها فَتَضِلّوا في دينِكُم، يقول اللّه عزَّ وجلّ: إنَّ اللّهَ مَعَ الصَّادِقِينَ أنا ذَلِكَ الصادِق، وأنا الموَذِّن في الدُّنيا والآخرةِ، قال اللّه تعالى: واذانٌ مِنَ اللّهِ ورَسُولِهِ فأنا ذلِكَ الاَذانُ، وأنا المُحْسِنُ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَل: وَإِنَّ اللّهَ لَمَعَ المُحْسِنينَ وَأَنَا ذُو القَلْبِ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَ: إِنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرى لِـمَنْ كانَ لَهُ قَلبٌ وَأنَا الذِّكْرُ، يقـول اللّهُ عَـزَّ وَجَـل: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيامَاً وَقُعُوداً وعَلى جُنُوبِهم وَنَحْنُ أصْحابُ الاَعرافِ ـ أنا وعمّي وأخي وابنُ عمّي ـ واللّه فالِقُ الحَبِّ والنّوى لا يَلِجُ النّارَ لَنا مُحِبٌّ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ مُبْغِضٌ، يقولُ اللّه عَزَّ وَجَلّ: وَعَلى الاَعرافِ رِجالٌ يَعْرِفونَ كُلاّ ً بِسيماهُم وأنا الصِّهرُ، يقولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَـراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وأنا الاذنُ الواعيةُ، يقول اللّهُ عزَّ وَجَلَّ: وَتَعيهَا اذْنٌ واعيَةٌ وَأَنا السِّلمُ لِرَسّولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، يقولُ اللّهُ عزَّ وجَلَّ: وَرَجُلاً سِلْماً لِرَجُلٍ .ومِنْ وِلدي مَهْديُّ هذه الاَُمّة، وَقَدْ جُعِلْتُ محنَتكُمْ بِبغْضي يُعْرَفُ المُنافِقونَ، وبِمَحَبّتي امْتَحَنَ اللّهُ الموَمنينَ، هذا عَهْدُ النبىِّ الاَُمّي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم إليّ أنَّهُ لا يُحِبّكَ إلاّ مُوَمِنٌ ولا يُبْغِضُكَ إلاّ مُنافِقٌ، وأنا صاحِبُ لِواءِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم في الدُّنيا والآخرةِ، وَرَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فَرْطي وأنا فَرْطُ شيعَتي، وَاللّه لا عَطِشَ مُحبِّي ولا خافَ، واللّه مَواليّ.أنا وليُّ الموَمنين، واللّه وليُّهُ يحبُ مُحِبّيّ إن يحبُّوا مَن أَحَبَّ اللّهَ ويحبّوا مُبْغِضِيَّ إِنْ يُبْغِضُوا مَنْ أَحَبّ اللّهَ، ألا وأنَّهُ قَدْ بَلَغَني أنَّ مُعاوية سَبَّني وَلَعَنَني اللهُمَّ أشدُدْ وطْأَتِكَ عَلَيهِ وَأَنْزِلِ اللعْنَةَ على المُسْتَحِق.آمينَ رَبَّ العالَمينَ رَبَّ إِسماعيلَ وباعِثَ إبْراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.ثُمَّ نَزَلَ عن أعواده عليه السلام فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم (لعنه اللّه تعالى(. (
[29])
*- روى محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه الهاشمي، قال: حدَّثني أبو موسى عيسى ابن أحمد بن عيسى، عن المنصور، قال: حدَّثني أبو الحسن عليُّ بن محمد العسكري، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليٍّ ـ عليهم السلام ـ قال:قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ سَـرَّهُ أنْ يلقى اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ آمِناً مُطهَّراً لا يخزيه الفزع الاَكبر، فليتولّك وليتولّ ابنيكَ ـ الحسن والحسين ـ ، وعليَّ بن الحسين، ومحمّد بن عليٍّ، وجعفر بن محمَّد، وموسى بن جعفر، وعليَّ بن موسى، ومحمَّد بن عليّ، وعليَّ بن محمَّد، والحسن بن عليّ، ثمّ المهديَّ وهو خاتمهم الخبر. (
[30])
*- عن عليٍّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : مَنْ أحبَّ يركب سفينة النجاة، ويتمسّك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللّه المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتم بالاَئمّة الهداة من ولده، فإنَّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه على خلقه بعدي، وسادات أُمّتي، وقادات الاَتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه، وحزب أعدائهم حزب الشيطان. (
[31])
*- عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ـ وهو آخر مَنْ مات من الصحابة بالاتّفاق ـ عن عليٍّ ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : يا عليُّ! أنت وصيّي، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت الاِمام وأبو الاَئمّة الاَحد عشر، الذين هم المطهَّرون المعصومون.ومنهم: المهديُّ الذي يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً، فويل لمبغضيهم.يا عليُّ: لو أنَّ رجلاً أحبَّك وأولادك في اللّه، حشره اللّه معك، ومع أولادك، وأنت معي في الدَّرجات العُلى، وأنت قسيم الجنَّة والنّار، تُدْخِل مُحبّيكَ الجنَّة، ومُبْغِضيكَ النّار. (
[32])
*- عن سعد الاسكاف، عن الاَصبغ بن نباتة ـ في حديث ذكر فيها خطبة لاَمير الموَمنين عليه السلام ـ ، عن أمير الموَمنين عليه السلام ، قال: وليكوننَّ مَنْ يخلفني في أهل بيتي رجل، يأمر بأمر اللّه، قويٌّ يحكم بحكم اللّه، وذلك بعد زمان مكلح مفصح، يشتد فيه البلاء، وينقطع فيه الرَّجاء، ويُقْبَلُ فيه الرَّشاء . (
[33])
*-وأسند عليُّ بن محمّد القمي، إلى عليٍّ عليه السلام قول النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : أنت الوصيُّ على الاَموات من أهل بيتي، والخليفة على الاَحياء من أُمّتي، وأنت أبو الاَئمّة الاحدى عشر من صلبك، مطهّرون معصومون، ومنهم المهدي . (
[34])
*- وأسند أيضاً بطريقٍ آخر، إلى عليٍّ عليه السلام قول النبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : الاَئمّة بعدي من ذرّيّتك عدد نقباء بني إسرائيل، مَنْ ردَّ عليهم وأنكرهم، فقد ردَّ عليَّ وأنكرني . (
[35])
*- وأسند الحاجب، إلى الحسن العسكريِّ، إلى آبائه أبٍ أب، إلى عليٍّ ـ عليه السلام ـ: قول النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم : الاَئمّة من ولدك ينظرون بنور اللّه، قذف الحكمة في قلوبهم، أوَّلهم أنت، وأوسطهم عليّ، وآخرهم مهديٌّ يملاَ الاَرض عدلاً (
[36]) .
*- حدَّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ ابن حبيش، سمع عليّاً ، يقول: المهدِيُّ رَجُلٌ مِنّا، مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ رَضِـيَ اللّهُ عَنْها. (
[37])
*- حدَّثنا نعيم: حدَّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن زرّ بن حبيش: سمع عليّاً يقول:يَعْرُجُ اللّهُ الفِتَنَ بِرَجُلٍ مِنّا، يَسُومُهُمْ خَسْفاً، لا يُعْطِيهمْ إلاّ السَّيْف، يَضَعُ السَّيْفَ عَلى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أَشْهُرٍ هَرْجاً، حَتَّى يَقُولُوا: وَاللّهِ، ما هذا مِنْ وُلْدِ فاطِمَةَ ـ عليها السلام ـ ، لَوْ كَانَ مِنْ وُلْدِهَا لَرَحِمَنا، يُعَرِّي بِبَني العَبَّاسِ وَبَني أُمَيَّة . (
[38])
*- أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن رباح، عن أحمد بن عليٍّ الحميري، عن الحكم بن عبد الرَّحيم القصير قال: قلت: لاَبي جعفر ـ عليه السلام ـ : قول أمير الموَمنين عليه السلام : بأبي ابن خيرة الاِماء أهي فاطمة؟قال: فاطمة خير الحرائر قال: المبدح بطنه المشرب حمرة رحم اللّه فلاناً . (
[39])
*- وروى المدايني في كتاب صفّين قال: خطب عليٌّ بعد انقضاء أمر ـ النهروان ـ فذكر طرفاً من الملاحم، وقال: ذَلِكَ أَمْرُ اللّهِ وَهُوَ كائنٌ وقتاً مريحاً، فيا ابن خيرة الاِماء متى تنتظر؟ أبْشِـر بنصرٍ قريب مِنْ رَبٍّ رَحيم، فبأبي وأُمّي مِنْ عدَّةٍ قليلة، أسماوَهم في الاَرض مجهولة الحديث. (
[40])
*- حدَّثناأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليِّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليِّ بن موسى الرِّضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أنّه قال:التاسِعُ مِنْ وُلْدِكَ يَا حُسَيْنُ هُوَ القَائِمُ بالحَقِّ، المُظهِرُ لِلدِّينِ، والباسِطُ لِلْعَدْلِ، قَالَ الحُسَينُ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَميرَ الموَْمِنينَ! وَإنَّ ذَلِكَ لَكائِنٌ؟ فَقَالَ ـ عليه السلام ـ : إي وَالّذي بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بالنُّبوّةِ، واصْطفاهُ عَلَـى جَميعِ البَرِيَّةِ، وَلَكِنْ بَعْدَ غَيْبَةٍ وَحَيْـرَةٍ، فلا يَثْبُتُ فيها عَلى دِينِهِ إلاَّ المُخْلِصُونَ المُباشِـرُونَ لِرُوحِ اليَقينِ الَّذِينَ أَخَذَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِيثاقَهُمْ بِولايَتِنا، وَكَتَبَ في قُلُوبِهِم الاِيمانُ، وَأيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ . (
[41])
*- عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام : أنَّ أمير الموَمنين كان ذات يوم جالساً في ـ الرحبة ـ والنّاس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أَمير الموَمنين! أنْتَ بالمكان الذي أَنزَلَكَ اللّهُ بهِ وأبوك معذّب في النار؟فقال له عليُّ بن أبي طالب: مه، فضّ اللّه فاك، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيَّاً لو شفع أبي في كلِّ مذنب على وجه الاَرض لشفّعه اللّه فيهم، أبي معذّب في النَّار وابنه قسيم الجنَّة والنار؟!!والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً إنَّ نور أبي يوم القيامة ليطفىَ أنوار الخلائق كلّهم إلاّ خمسة أنوار: نور محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم ، ونوري، ونور الحسن، ونور الحسين، ونور تسعة من ولد الحسين، فإنّ نوره من نورنا خلقه اللّه تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام . (
[42])
*- حدَّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن جدِّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن داود، عن محمَّد بن الجارود العبدي، عن الاَصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم، ووضع يده في يد ابنه الحسن ـ عليه السلام ـ .وهو يقول: خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ويده في يدي هكذا، وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا، وهو إمام كلّ مسلم، ومولى كلّ موَمن بعدوفاتي.ألا وإنّي أقول: خير الخلف بعدي وسيّدهم ابني هذا، وهو إمام كلِّ موَمن، ومولى كلِّ موَمن بعد وفاتي، ألا وإنَّه سَيُظلمُ بَعدي كما ظُلِمْتُ بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وخير الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في أرض كربلاء، أما إنَّه وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة.ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه، وحججه على عباده، وأُمناوَه على وحيه، وأئمّة المسلمين، وقادة الموَمنين، وسادة المتّقين.تاسعهم القائم الذي يملوَ اللّه عزَّ وجلّ به الاَرض نوراً بعد ظلمتها، وعدلاً بعد جورها، وعلماً بعد جهلها، والذي بعث أخي محمَّداً بالنبوّة، واختصّني بالاِمامة، لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الرّوح الاَمين جبرئيل.ولقد سئل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأنا عنده، عن الاَئمّة بعده، فقال للسائل: والسماء ذات البروج إنّ عددهم بعدد البروج، وربِّ الليالي والاَيام والشهور، إنَّ عددهم كعدد الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يده على رأسي.فقال: أوّلهم هذا وآخرهم المهديُّ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن أحبّهم فقد أحبّني، وَمَن أبغضهم فقد أبغضني، ومن أنكرهم فقد أنكرني، ومن عرفهم فقد عرفني.بهم يحفظ اللّه عزَّ وجلَّ دينه، وبهم يعمر بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم يخرج بركات الاَرض، هوَلاء أصفيائي وخلفائي وأئمّة المسلمين وموالي الموَمنين. (
[43])
*- حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن أبيه محمَّد بن عليَّ، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين عليهم السلام .قال: سئل أمير الموَمنين عليه السلام عن معنى قول رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي، مَنْ العترة؟قال: أنّا والحسن والحسين والاَئمّة التسعة من وُلد الحسين، تاسعهم مهديّهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب اللّه، ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول اللّه حوضه (
[44]) .
*- وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدَّثنا أبو علي الحسن ابن محمد النهاوندي قال: حدَّثنا العباس بن مطر الهمداني قال: حدَّثنا إسماعيل بن علي المقري قال: حدَّثنا محمد بن سليمان قال: حدَّثني أبو جعفر العرجي، عن محمّد بن يزيد، عن سعيد بن عباية، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا أمير الموَمنين عليه السلام بالمدينة، وقد ذكر الفتنة وقربها، ثمّ ذكر قيام القائم من ولده وأنَّه يملوَها عدلاً كما ملئت جوراً، قال سلمان: فأتيته خالياً فقلت: يا أمير الموَمنين! متى يظهر القائم من ولدك؟فتنفّس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أُمور الصبيان، وتضييع حقوق الرَّحمن، ويتغنّى بالقرآن بالتطريب والاَلحان، فإذا قتلت ملوك بني العباس أُولي الغمار والالتباس أصحاب الرمي عن الاَقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، وظهرت العشرة ... هناك يقوم المهديُّ من ولد الحسين لا ابن مثله (
[45]) .
*- وعنه (إبراهيم بن محمد الثقفي) قال: حدَّثني إسماعيل بن يسار، قال: حدَّثني عليُّ بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي، أنَّه سمع عليّاً ـ عليه السلام ـ يقول:إنّي وأوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون كلّنا محدّثُون.قلت: يا أمير الموَمنين مَنْ هُم؟قال: الحسن والحسين، ثُمَّ ابني علي بن الحسين ـ قال: وعليٌّ يومئذ رضيع ـ ثُمَّ ثمانية من بعده واحداً بعد واحد، وهم الذين أقسم اللّه بهم، فقال: ووالد وما ولد أمّا الوالد فرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وما ولد يعني هوَلاء الاَوصياء.فقلت: يا أمير الموَمنين أيجتمع إمامان؟فقال: لا، إلاّ وأحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضي الاَوّل . (
[46])
*- قال سلمان الفارسي : أتيت أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ خالياً فقلت: يا أمير الموَمنين! متى [يظهرج القائم من ولدك؟فتنفَّس الصعداء، وقال: لا يظهر القائم حتّى يكون أُمور الصبيان، ويضيّع حقوق الرَّحمن ويتغنّى بالقرآن.فإذا قتلت ملوك ـ بني العبّاس ـ أُولي العمى والالتباس، أصحاب الرَّمي عن الاَقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة.هناك يقوم القائم من ولد الحسين عليه السلام . (
[47])
*-وأسند عليّ بن محمّد إلى عليٍّ عليه السلام : قول النبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : قال اللّه تعالى: لاَُعَذِّبَنَّ كلَّ رعيّة دانت بإمام جائر وإن كانت في نفسها برَّة تقيّة، ولاَرحمنَّ كلَّ رعيّة دانت بإمام عادل منّي وإن كانت في نفسها غير برَّة تقيّة.قلت: فكم يكون بعدك؟ قال: تسعة من ولد الحسين عليهم السلام تاسعهم قائمهم يحزن لفقده أهل الاَرض والسماء، فكم موَمن متأسّف حيران، كأنّي بهم آيس ما يكون إذ نودي في رجب ثلاثة أصوات: نداء يسمع من البعد كالقرب: ألا لعنة اللّه على الظالمين. والثاني: أزفة الآزفة، والثالث: يرون بدناً مع قرن الشمس أنَّ اللّه قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي عليه السلام . (
[48])
*-وفي المودَّة العاشرة من كتاب مودَّة القربى للسيّد عليّ الهمداني قال: وعن عليٍّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : لا تذهب الدُّنيا حتّى يقوم بأُمّتي رجلٌ من ولد الحسين يملاَ الاَرض عدلاً كما ملئت ظلماً (
[49]) .
*-قال الشيخ حسن بن سليمان ـ رحمه اللّه ـ في كتاب المختصر روى بعض علماء الاِماميّة في كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق، باسناده عن سلمان الفارسي، [عن علي عليه السلام ]:والَّذي رفع السماء بغير عمد، لو أنَّ أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد، لا زال حتّى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم . (
[50])
*-وروى الحسن بن سليمان بن خالد في كتاب مختصر البصائر قال: أجاز لي الشيخ الشهيد محمّد بن مكي الشامي ثم ذكر السند إلى محمّد بن علي بن بابويه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي عن الحسن بن معاذ عن قيس بن حفص عن يونس بن أرقم عن أبي يسار عن الضحاك بن مزاحم عن النزال ابن سمرة عن أمير الموَمنين عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه الدجّال قال: يقتله اللّه بالشام على يدي من يصلّـي المسيح بن مريم خلفه إلى أن قال: فقال النزال بن سمرة لصعصعة: ما عنى أمير الموَمنين عليه السلام بهذا القول؟ فقال: إنّ الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين عليه السلام . (
[51])
*- عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمّه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير الموَمنين عليهم السلام : إنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنّك تدّعي أمير الموَمنين فمن أمَّرك عليهم؟ قال: اللّه عزَّ وجلَّ أمّرني عليهم . فجاء الرجل إلى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول اللّه أيصدق علي فيما يقول إنّ اللّه أمّره على خلقه فغضب النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير الموَمنين بولاية من اللّه عزّ وجلّ عقدها له فوق عرشه وأشهد على ذلك ملائكته، أنّ عليّاً خليفة اللّه وحجّة اللّه وانّه لاِمام المسلمين طاعته مقرونة بطاعة اللّه ومعصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوَّتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني لاَنّه منّي خلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين. ثم قال: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداوَنا أعداء اللّه، وأولياوَنا أولياء اللّه . (
[52])
*- عن المسيَّب ، عن أمير الموَمنين عليه السلام قال: واللّه لقد خلفني رسول اللّه في أُمّته فأنا حجّة اللّه عليهم بعد نبيّه وانّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الاَرض وانَّ الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عندها، أيّها النّاس اتّبعوني أهدكم سواء السبيل ولا تأخذوا يميناً وشمالاً فتضلّوا وأنا وصيّ نبيّكم وخليفته وإمام الموَمنين ومولاهم وأميرهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنّة وسائق أعدائي إلى النار، أنا سيف اللّه على أعدائه ورحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّهصلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ولوائه وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه وأمناوَه على وحيه وأئمّة المسلمين بعد نبيّه وحجج اللّه على بريّته . (
[53])
*-باسناده عن عبد الرزاق، عن محمّد بن راشد، عن أبان بن أبي عيَّاش، عن سليم بن قيس: أنّ علياً قال لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين والاَنصار بمناقبهم وفضائلهم: يا طلحة أليس قد شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضلّ الاَُمّة بعده ولا تختلف فقال صاحبك ما قال إنّ رسول اللّه يهجر فغضب رسول اللّه وتركها؟ قال: بلى، قد شهدته. قال: فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم بالذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليه العامّة وإنّ جبرئيل أخبره بأنّ اللّه قد علم أنّ الاَُمّة ستختلف وتفترق ثم دعا بصحيفة، فأملاَ عليّ ما أراد أن يكتب بالكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط، سلمان الفارسي، وأبا ذر، والمقداد وسمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر الموَمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة فسمَّاني أوّلهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين كذلك يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟ قالا: نشهد بذلك على رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم . فقال طلحة: واللّه لقد سمعت من رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم يقول لاَبي ذر: ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا أبرّ من أبي ذر، وأنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلاّ الحقّ، وأنت أصدق وأبرَّ منهما . (
[54])