محمد حسين نجف
(( 1159 ــ 1251 هـ ))
هو ابو الجواد الشيخ حسين بن محمد بن الحاج نجف علي التبريزي النجفي , احد الشخصيات الفذة في العلم والورع والتقى(
[1]) .
ولد في النجف الاشرف سنة 1159 هـ , ونشأ على ابيه فعني بتربيته , قرأ على السيد مهدي بحر العلوم , وقرأ عليه جماعة منهم السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة , وكان تليمذه هذا يبالغ باحترامه ويرى فيه مقام النبوة(
[2]) .
قال عنه صاحب ( مفتاح الكرامة ) لولا اني من ابناء رسول الله لكنت اتمنى ان اكون من ابناء الشيخ حسين نجف .
وذكره السيد حسن الصدر في ( التكملة ) ([3]) والعلامة النوري في ( المستدرك ) (
[4]) قالوا : لم يرد له في عصره بديل .
كان الشيخ حسين اعحوبة في حسن القراءة والصبر والثبات وعدم الاضطراب لا تختلف عليه الاحوال من ضيق او رخاء او عافية او بلاء فاذا حل الطاعون وخرجت الناس من النجف يطلب منه المغادرة فلا يفعل ويقول اني انظر اذا غادرت المنارة فاني معها(
[5]) .
توفي شاعرنا في النجف ليلة الجمعة الثاني من المحرم 1251 هـ ودفن في الغرفة التي عن يسار الداخل الى الصحن الشريف من باب القبلة(
[6]) .
لعلي مناقب لا تضاهى
لعلي مناقب لا تضاهى |
|
لا نبي ولا وصي حواها |
من ترى في الورى يضاهي علياً |
|
ايضاهي فتى به الله باهى |
رتبة نالها الوصي علي |
|
لم ترم ان تنالها انبياها |
ما أتى الانبياء الا قليلاً |
|
من كثير وذاك منه اتاها |
فضله الشمس للانام تجلت |
|
كل راء بناظر به يراها |
ومراض القلوب عنه تعافت |
|
والتعافي قضى لها بعماها |
وجميع الدهور منه استنارت |
|
مبتداها ومتهى فتاها |
هو دون الآله والخلق طراً |
|
دونه اذ علاه فوق علاها |
وهو نور الاله يهدي اليه |
|
فاسأل المهتدين عمن هداها |
واذا قست في المعالي علياً |
|
بسواه رأيته بسماها |
وسواه بارضها واذا ما |
|
زاد قدراً فمرتقاه رباها |
غير من كان نفسه ولهذا |
|
خصه دون غيره باخاها |
انبأت آية التباهل عنه
|
|
فاسأل العارفين فمن تلاها |
والكتاب العزيز شاهد صدق |
|
فارع آياته كمن قد رعاها |
وسواء كلاها في المعالي |
|
جاوزا منتهى ارتفاع علاها |
غير ان للنبوة مرقى |
|
دونه كان مرتقى اوصياها |
ما ارى الكائنات الا كنفس |
|
وعلي واحمد مقلتاها |
ايلام امرؤ اذا قال في من |
|
حار في كنه ذاته عقلاها |
لم الم فيك من دعاك آلها |
|
ودعا الناس المغلو اشباها |
حير الواصفين ما انت فيه |
|
من علا فيه ذوا البصيرة تاها |
شاهدوا قدرة الآله عيانا |
|
فيك فاستأسر الغلو حجاها |
قد حباك الاله ما اختص فيه |
|
من صفات حبا عرفنا آلاطها |
وصفات الجليل جل علاه |
|
فيك كل بعينه قد رآها |
لم تشاركك في صفاتك ذات |
|
غير من كنت نفسها واخاها |
بك افلاكها استدارت وسارت |
|
كل سيارة ببرج سماها |
منك المنيرات لاح وميض |
|
وبذاك الوميض كان ضياها |
ولقد كنت للعوالم سراً |
|
منه ايجادها ومنه بقاها |
قد تجلت لك الغيوب جهاراً |
|
دونها في الظهور شمس ضياها |
انت عين الآله تنظر فيما |
|
يعمل العاملون في دنياها |
اتكون الرقيب ما دمت فيهم |
|
وتكون الحسيب يوم جزاها |
رتب الانبياء مهما تعالت |
|
فالثريا علاك وهي ثراها |
اظهر الله من مديحك بعضاً |
|
من صفات وبعضها اخفاها |
ذاك عن حكمة فلولا خفاها |
|
لغلت فيك كل نفس براها |
فذوو اللب في صفاتك تاهو |
|
أي لوم على امرئ فيك تاها |
تتناهى عداد كل معال |
|
ومعاليك قط لا تتناهى |
عد في ليلة ثلاثة آلاف |
|
له مناقب لا تضاهى |
ولسان الثناء يقصر عمن |
|
طال في وصفه على انبياها |
يقصر المدح عن فتى دنى معال |
|
اوج عرش الجليل ادنى مداها |
انما نسبة المديح اليه |
|
نسبة الارض من علو سماها |
قد عذرت الذي تحير فيه |
|
فلقد كان للعقول متاها |
قد عذرت الغلاة فيما ادعته |
|
واستدلت به على دعواها |
انه كاد ان يكون محقاً |
|
فيه من قال بالغلو وفاها |
فاسأل الكائنات ما شئت |
|
فيها فستنبيك انه انشاها |
كل ما كان او يكون فمنه |
|
واليه ابداؤها وانتهاها |
واسال الانبياء من شئت منهم |
|
فستنبيك انه نباها |
كل قوم توسلت بنبي |
|
وبه قد توسلت انبياها |
وبه الرسل كلما اشتد امر |
|
دعوا الله فاستجاب دعاها |
عنه سل آدماً بمن تاب عنه |
|
ربه في خطيئته قد اتاها |
وبه قد نجت سفينة نوح |
|
عند ما الموج قد طغى رطماها |
وبه الله قال للنار كوني |
|
عندما برد زمهرير لظاها |
وعلي هو المناجي لموسى |
|
عند تكليمه بوادي طواها |
وعلي به توسل عيسى |
|
عند آياته التي ابداها |
كم وكم عاهة به ابراها |
|
ورفات دوارس احياها |
ما استقامت نبوة لنبي |
|
قط الا وفي يديه لواها |
اخرت بعثة النبي زماناً |
|
لم تنه بالهدى الى ان اتاها |
علمت انها بدون علي |
|
لا ترى قط من يجيب نداها |
فعلي به النبوة قامت |
|
واستقامت وقام فيه بناها |
اول السابقين عند نداها |
|
للهدى بل هو الذي ناداها |
فذوو الضعف قد غدت اقوياها |
|
وذوو قوة غدت ضعفاها |
ملأ الارض والسموات نوراً |
|
وهدى فهو نورها وهداها |
سورة النور فتلها ان فيها |
|
آية حيرت بليغاً تلاها |
لفظها مخبر عن الله لكن |
|
ما سواه المراد من معناها |
مركز الكائنات كان علي |
|
وهو القطب من مدار رحاها |
علم ما كان او يكون لديه |
|
من لدن بدئها الى منتهاها |
اذ هو الباب للمدينة في العلم |
|
التي ما ارتضى الآله سواها |
هو وجه الآله والجنب منه |
|
وهو الاذن في علوم وعاها |
واللسان الذي يعبر عنه |
|
حكماً لم تفه بها حكماها |
وكآي الكتاب ما فاه فوه |
|
عجزت عن بلوغه بلغاها |
والمزايا التي تجمعت فيه |
|
فرقت في الورى على انبياها |
ولقد خص دونهم بصفات |
|
من صفات الآله جل علاها |
ولذا لم نصف بها من سواه |
|
غير انابها وصفنا الآلها |
كضربة عمرو بن ود |
|
دونه ما اتى به ثقلاها |
امر الشمس ان ترد فردت |
|
لتكون الصلوة وقت اداها |
مرة في العراق ردت واخرى |
|
قبلها في الحجاز في عهد طاها |
كلم الميت وهو بال رميم |
|
ثم ثعبانها وذئب فلاها |
قبلة العارفين وجه علي |
|
ما اتى بالصلوة من اخطاها |
وعلى القبلة الصلوة اليه |
|
وهي تأتي بها ولسنا نراها |
وعلى البيت ان يطوف ويسعى |
|
حول من طاف حوله ثقلاها |
وهو يأتي بما عليه ولكن |
|
خشية من غلونا اخفاها |
ملة الحق قبل كانت حواتا |
|
وعلي بسيفه احياها |
واستفائت به الشريعة فما |
|
حل فيها من الاذى فحماها |
واباد الطغاة من مشركيها |
|
ومحارسمهم دارها وعفاها |
كانت العرب صخرة وعلي |
|
مذ وطاها تفتت فذراها |
فعلى الكافرين سوط عذاب |
|
زمراً ساقها الى مهواها |
عنه سل خيبراً وبدراً واحداً |
|
وحنيناً وخندقاً وسواها |
من حروب كثيرة ليس تحصى |
|
اذ اراها بسيفه ما اراها |
قد اراها وقائعاً ما رأتها |
|
لا ولا الدهر بعد ذاك يراها |
حصد المشركين حصداً ذريعاً |
|
بادئاً بالرؤوس من رؤساها |
لك بذر سوى من رأى في |
|
صلبه نطفة هواه هواها |
دينها حبة وبغيض عداه |
|
قد جفت فيه امها واباها |
فاسأل الناكثين كيف لقاهم |
|
لعلي غداة سل ظباها |
واسأل القاسطين ينبئك عنه |
|
ان شبه السيول فيض دماها |
واسأل المارقين هل فرضهم |
|
احد ام جميعها افناها |
وصفوف الالوف كانت كحب |
|
وحدود الشفار كانت رحاها |
فتح الله مكة بعلي |
|
واتت تردف الفتوح وراها |
فاسأل الكعبة التي بيديه |
|
كان تكسير كل جبت علاها |
ستراها تقول لولا علي |
|
ما رأيت الموحدين الالها |
فو الله وحده لا سواه |
|
اخرج المشركين من بطحاها |
جعل الله بيته لعلي |
|
مولداً ياله علا لا يضاها |
لم يشاركه في الولادة فيه |
|
سيد الرسل لا ولا انبياها |
علم الله شوقها لعلي |
|
علمه بالذي به من هواها |
اذ تمنت لقاءه وتمني |
|
فاراها حبيبها ورآها |
ما ادعى مدع لذلك كلا |
|
من ترى في الورى يروم ادعاها |
فاكتست مكة بذاك افتخاراً |
|
وكذا المشعران بعد مناها |
بل به الارض قد علت اذ حوته |
|
فغدت ارضها مطاف سماها |
اوما تنظر الكواكب ليلاً |
|
وظهاراً تطوف حول حماها |
والى الحشر في الطواف عليه |
|
وبذاك الطواف دام بقاها |
كم وكم من خصائص لعلي |
|
لا يحاكى علوها ويضاهى |
مظهراً كان للعجائب لكن |
|
ينتفي العجب اذ اليه انتماها |
كم وكم من عجائب منه بانت |
|
هونت وزر من دعاه آلها |
لم يجدها تكون من أي شخص |
|
فغلا لانفراده بلواها |
كم وكم من مكارم فيه كانت |
|
ضاقت الارض عن ثناء ثناها |
قد اعاد الهدى وغير حجيب |
|
ذاك من فاتك به الله باهى |
منه بدء الهدى فايسر شيء |
|
ان يعيد الاشياء من ابداها |
وسواء محبة وسواه |
|
في اعتراف بها اذا سمعاها |
وهي كالشمس ليس فيها خفاء |
|
بل هي الشمس اشرقت في ضحاها |
بل ارى الشمس دونها لفول |
|
كل يوم تره في مجراها |
ومعاليه لم تغب في زمان |
|
عن افول وشبهه ما شاها |
هل رأيت الافول يوماً عراها |
|
او رأيت الهبوط سام علاها |
او قامت شريعة منذ كانت |
|
وهو ما كان امها واباها |
بل عن الله في المعاد اليه |
|
امر كل العباد مع خصماها |
ففريق مخلد بنعيم |
|
وفريق مخلد بلظاها |
نافذ حكمه عليهم جميعاً |
|
كل نفس على يديه جزاها |
والمحبون آمنون جميعاً |
|
من جميع الذنوب يوم لقاها |
كائناً من يكون ما قد جنوه |
|
كيف ما كان عمدها وخطاها |
كيف لا يأمنون وهو حماهم
|
|
او يخشون من ذنوب محاها |
ايها الفرقة التي بولاها |
|
لعلي تنال اقصى مناها |
فزتم بالذي عليه انطويتم |
|
يوم قالوا بلى فحزتم هداها |
وانطوت صحف ما جنت سفراكم |
|
وكطي السجل كان انطواها |
ابدلتم سيئاتكم حسنات |
|
ومحا الخوف ما بها من رجاها |
انما النار والعذاب لقوم |
|
قدموا غيره عليه سقاها |
عجب ما اتت وغير عجيب |
|
سفه قد آتى ه سفاها |
اعتيق وبعده ابن صهاك |
|
التي استقبح الرواني رناها |
عن بأي الهدى بان كلا |
|
لا يتوب المضل راها |
او من منهما الضلالة جآت |
|
يهديان الانام سبل هداها |
او هذان يحكمان عليهم |
|
وهما الأرذلان من لؤماها |
فهما للنبي قد خالفاه |
|
ولآيات ربه كذباها |
ما على الارض من مظالم الا |
|
منهما كان بدؤها وانتهاها |
ملأها مظالماً وفسوقاً |
|
ومن العدل في الورى خلياها |
ووصي النبي قد جحداه |
|
ووصايا النبي قد ضيعاها |
اذ بيوم ( الغدير ) سبعون الفا |
|
شهدوا خطبة النبي شفاها |
قال فيها النبي قولاً بليغاً |
|
سمع الكل مثلما سمعاها |
قائلاً انما الخلافة بعدي |
|
لعلي فانه مرتضاها |
تالياً انما وليكم الله |
|
وما جاء فيه فما سواها |
عنه سل هل اتى ونوناً وصاداً |
|
وسل الذاريات عنه وطاها |
والحواميم مع طواسين سلها |
|
وسواها كفاطر وسباها |
ستراها بمدحه وثناه |
|
مشرقات كشمسها وضحاها |
لم يدع آية تنص عليه |
|
من صريح الكتاب الا تلاها |
بايع الحاضرون منهم جميعاً |
|
بيعة ارغمت انوف عداها |
اسرع المسلمون فيها ولكن |
|
بخبخ الاشقياء وبع اباها |
في حياة النبي ابدت هداها |
|
ثم من بعده هما اغوياها |
رجعوا القهقري جميعاً كأن لم |
|
يوصيهم فيه انه اولاها |
ما ترى فرقة من الناس الا |
|
عنهما كأن ما بها من بلاها |
ما ترى بقعة من الارض الا |
|
افسدها وافسدا من اتاها |
قد اتاها الفساد من صنميها |
|
افسدا دينها على دنياها |
لقريش على القبائل فخر |
|
اذ هم المخلصون من نجباها |
وتراها جميعها قد اطاعت |
|
ارذلاً لخلق ما لها ما اعتراها |
هل رات فيهما من المجد شيئاً |
|
او وعت مخبراً بذاك اناها |
الهذين في الخلافة حق |
|
وهما الاجهلان في جهلاها |
او لا ترعوي الانام لامر |
|
ليت شعري اغاب عنها نهاها |
اعدي وتيمها رؤوساها |
|
وعلي وآله اسراها |
لعنة الله والملائك تغشى |
|
كل من لم تكن وادعاها |
من قريش ومن تلا لقريش |
|
وكذا من تلا قد تلاها |
سعياً في النبي ان يقتلوه |
|
ولذاك الدباب قد دحرجاها |
اغريا خالداً بقتل علي |
|
في صلوة لعلة صلياها |
ثم من خوف باسه نهياه |
|
فانتهى خالد وخاب رجاها |
وهما للزكي قد سقياه السم |
|
اذ ذاك فرع ما غرساها |
والحسين الشهيد قد قتلاه |
|
قبل موت بالسيف في كربلاها |
اسسا للطغاة ما اسساه |
|
بل بافعالها هما اغرياها |
ما دم اهرقته الا وفيه |
|
بل وفي كل ما جنت شاركاها |
فاسأل الارض والسماوات عما |
|
صنع الاشقياء في سعداها |
نصبا للنبي والآل حرباً |
|
وذراري النبي قد قلاها |
سقيا من دمائهم كل ارض |
|
واحمرار السماء صبغ دماها |
فقد استأصلا جميع بنيه |
|
والفريق الذي اليه انتماها |
وجنين البتول قد اسقطاه |
|
وبضرب السياط قد انهكاها |
حرماها تراثها من ابيها |
|
فدكاً قسوة وما رحماها |
بحديث مزور وضعاه |
|
من يد الطهر فاطم انتزعاها |
قد نهت آية المواريث عما |
|
فعلا الاشقيان من اشقياها |
فلقول الرسول قدنا لناء |
|
ولاي الكتاب قد حرفاها |
شاهد المسلمون ما شاهدوه |
|
من امور فظيعة فعلاها |
وشكت عندهم فقالت : الاهل |
|
مسلم فيكم يخاف الآلها |
لم تزل فيهم تنادي ولكن |
|
لم تجد واحداً يجيب نداها |
اهم المسلمون كلا ولكن |
|
انما اسلمت لحقن دماها |
خوفها كان من حسام علي |
|
اذ رأت منه ما به الله باهى |
نزل الوحي انها لعلي |
|
وعن الوحي عرضت سفهاها |
اولا تنظرون ما صنعاه |
|
في الولاة الهداة عترة طاها |
انظروا الارض هل على منكبها |
|
بقعة لم يسل عليها دماها |
واسالوا الدهر هل خلا منه آن |
|
من شجاء البتول في ابناها |
واسالوا الكون هل به ذو وجود |
|
لم يقع في البلاء مذ ولياها |
واسالوا الخلق هل بهم ذو حياة |
|
لم يمت غصة بجور جفاها |
بددا شملهم وشمل فريق |
|
ذخرهم في المعاد عقد ولاها |
اظهرا طاعة النبي الى ان |
|
وجدا فرصة قد انتهزاها |
قبل موت النبي يالهف نفسي |
|
عن علي وآله صرفاها |
اضمرا نقض ما أتى في علي |
|
ونفاقاً بخ بخ اظهراها |
والكفر هما عليه قديم |
|
اظهرا كل حيلة اضمراها |
حسداً كان منهما لعلي |
|
نكثا بيعة له بذلاها |
ظلما كل من عليها جميعاً |
|
وبأل النبي كان ابتداها |
ضاقت الارض والسموات عما |
|
فعلاه بأرضها وسماها |
والحميراء قد طغت كأبيها |
|
معها الناكثان قد ساعداها |
طلحة والزبير قد عظماها |
|
وبأم لنا هما سمياها |
جعلاها حبالة ليخوضا |
|
في دماء اراقها شيخاها |
طلباً للرياسة استنجداها |
|
اوتستنجد الرجال نساها |
اخرجاها ليوقدا نار الحرب |
|
ولشق العصا هما اخرجاها |
وبنار الحروب قد القياها |
|
وبنار الجحيم قد خلداها |
اخرجاها فادخلاها بنار |
|
قبلها الأولان قد دخلاها |
اطفأ الله ناراً استوقدتها |
|
بعلي وحزبه مذ اتاها |
وكلاب بالحوأب استنبحتها |
|
وبذاك النبيح قد فضحاها |
اذ به اخبر النبي وفيه |
|
بان للناس ظلمها واعتداها |
زوروها شهادة ليكونا |
|
في الذي زوراه قد ستراها |
وعصت ربها وقادت جيوشاً |
|
ملأت ارضها فضاق فضاها |
وعلى هودج أتت بجنود |
|
جندتها وامرت امراها |
حاربت من له الولاء عليها |
|
وهما بالذي أتت اغرياها |
قصدت في قتالها لعلي |
|
قصد من قبلها فخاب رجاها |
جعلت دينها فداءاً لدنيا |
|
لم تنلها كحال من وازراها |
فضحت نفسها وأبت بذل |
|
وصغار فبئس ما اكسباها |
فالحميراء مثل صفراء موسى |
|
اذ سعت سعيها لفرط شقاها |
وكثيراً من القبائل افنت |
|
قبلها ادخلتهم في لظاها |
افسدت في العباد أي فساد |
|
واقتفت بالفساد فيهم اباها |
فاق ادهى الدهاة فيهم ابوها |
|
وهي فاقته فيهم بدهاها |
قد نهاها النبي عما أتته |
|
في قتال الوصي فيما نهاها |
ما انتهت في الحيوة عما نهاها |
|
او بعد الممات ترجو انتهاها |
كأبيها في بغضها لعلي |
|
بذلت جهدها على بغضاها |
يا بني الوحي انتم لي حصن |
|
من امور مهولة اخشاها |
حين عرض العباد للحكم يوماً |
|
يذهل المرضعات فما دهاها |
آل بيت النبي مالي سواكم |
|
يوم جمع العباد مع خصماها |
انتم ملجأ العباد جميعاً |
|
من على ارضها وفوق سماها |
انتم حجة الاله عليهم |
|
امم الانبياء مع انبياها |
ساد حبكم وبغض عداكم |
|
لجميع الذنوب قد محواها |
بل بكم يرتجى انقلاب الخطايا |
|
عملاً صالحاً بيوم جزاها |
ذرة من ودادنا لعلي |
|
شبه الاكسير بل نراه وراها |
اذ جبال الذنوب تغدو هباءاً |
|
بقليل الوداد عند لقاها |
بين الاكسير والمودة فرق |
|
يوجوه كثيرة ستراها |
ذنبي الليل والولاية شمس |
|
جعل الله محوه بضياها |
او يخشى من الذنوب اناس |
|
حبكم لا سواه حشو حشاها |
صلوات الاله تترى عليكم |
|
ما استدارت كواكب بسماها |