تمت به دائرة الشهادة لمحمد حسين الاصفهاني
قال في الانوار القدسية:
أسفر صبح اليمن والسعادة |
|
عن وجه سر الغيب والشهادة |
أسفر عن مرآة غيب الذات |
|
ونسخة الأسماء والصفات |
تعرب عن غيب الغيوب ذاته |
|
تفصح عن أسمائه صفاته |
ينبئ عن حقيقة الحقائق |
|
بالحق والصدق بوجه لائق |
لقد تجلى أعظم المجالي |
|
في الذات والصفات والأفعال |
روح الحقيقة المحمدية |
|
عقل العقول الكمل العلية |
فيض مقدس عن الشوائب |
|
مفيض كل شاهد وغائب |
تنفس الصبح بنور لم يزل |
|
بل هو عند أهله صبح الأزل |
وكيف وهو النفس الرحماني
|
|
في نفس كل عارف رباني |
به قوام الكلمات المحكمة |
|
به نظام الصحف المكرمة |
تنفس الصبح بسر القدم |
|
بصورة جامعة للكلم |
تنفس الصبح بالاسم الأعظم |
|
محي عن الوجود رسم العدم |
بل فالق الأصباح قد تجلى |
|
فلا ترى بعد النهار ليلا |
فأصبح العلم ملأ النور |
|
وأي فوز فوق نور الطور |
ونار موسى قبس من نوره |
|
بل كل ما في الكون من ظهوره |
أشرق بدر من سماء المعرفة |
|
به استبان كل اسم وصفة |
به استنار عالم الابداع |
|
والكل تحت ذلك الشعاع |
به استنار ما يرى ولا يرى |
|
من ذروة العرش إلى تحت الثرى |
فهو بوجهه الرضي المرضي |
|
نور السماوات ونور الأرض |
فلا توازي نوره الأنوار |
|
بل جل أن تدركه الأبصار |
غرته بارقة الفتوة |
|
قرة عين خاتم النبوة |
تبدو على غرته الغراء |
|
شارقة الشهامة البيضاء |
بادية من آية الشهامة |
|
دلائل الإعجاز والكرامة |
من فوق هامة السماء همته |
|
تكاد تسبق القضا مشيته |
ما هامة السماء من مداها |
|
إن إلى ربك منتهاها |
أم الكتاب في علو الشهادة |
|
وفي الإبا نقطة باء البسملة |
تمت به دائرة الشهادة |
|
وفي محيطها له السيادة |
لو كشف الغطاء عنك لا ترى |
|
سواه مركزا لها ومحورا |
وهل ترى لملتقى القوسين |
|
أثبت نقطة من الحسين |
فلا ورب هذه الدوائر |
|
جل عن الأشباه والنظائر |
بشراك يا فاتحة الكتاب |
|
بالمعجز الباقي مدى الحقاب |
وآية التوحيد والرسالة |
|
وسر معنى لفظة الجلالة |
بل هو قرآن وفرقان معا |
|
فما أجل شأنه وارفعا |
هو الكتاب الناطق الإلهي |
|
وهو مثال ذاته كما هي |
ونشاة الأسماء والشؤون |
|
كل نقوش لوحه المكنون |
لا حكم للقضاء إلا ما حكم |
|
كأنه طوع بنانه القلم
|
رابطة المراد بالإرادة |
|
كأنه واسطة القلادة |
ناطقة الوجود عين المعرفة |
|
ونسخة اللاهوت ذاتا وصفة |
في يده أزمة الأيادي |
|
بالقبض والبسط على العباد |
بل يده العليا يد الإفاضة |
|
في الأمر والخلق ولا غضاضة |
لك الهنا يا سيد الكونين |
|
فغاية الآمال في الحسين |
وارث كل المجد والعلياء |
|
من المحمدية البيضاء |
فإنه منك وأنت منه في |
|
كل المعاني يا له من شرف |
وفيه سر الكل في الكل بدا |
|
روحان في الكمال اتحدا |
لك العروج في السماوات العلى |
|
له العروج في سماوات العلا |
حضك منتهى الشهود في دنا |
|
وسهمه أقصى المنى من الفنا |
منك أساس العدل والتوحيد |
|
منه بناء قصره المشيد |
منك لواء الدين وهو حاملة |
|
قام بحمله الثقيل كاهله |
والمكرمات والمعالي كلها |
|
أنت لها المبدء وهو المنتهى |
لك الهنا يا صاحب الولاية |
|
بنعمة ليس لها نهاية |
أنت من الوجود عين العين |
|
فكن قرير العين بالحسين |
شبلك في القوة والشجاعة |
|
نفسك في العزة والمناعة |
منطقك البليغ في البيان |
|
لسانك البديع في المعاني |
طلعتك الغراء بالإشراق |
|
كالبدر في الأنفس والآفاق |
صفاتك الغراء له ميراث |
|
والمجد ما بين الورى تراث |
لك الهنا يا غاية الايجاد |
|
بمبدء الخيرات والأيادي |
وهو سفينة النجاة في اللجج |
|
وبابها السامي ومن لج ولج |
سلطان إقليم الحفاظ والابا |
|
مليك عرش الفخر أما وأبا |
رافع راية الهدى بمهجته |
|
كاشف ظلمة العمى ببهجته |
به استقامت هذه الشريعة
|
|
به علت أركانها الرفيعة
|
بنى المعالي بمعالي هممه |
|
ما اخضر عود الدين إلا بدمه |
بنفسه اشترى حياة الدين |
|
فيا لها من ثمن ثمين |
أحيى معالم الهدى بروحه |
|
داوى جروح الدين من جروحه |
جفت رياض العلم بالسموم |
|
لو لم يروها دم المظلوم |
فأصبحت مورقة الأشجار |
|
يانعة زاكية الثمار |
أقعد كل قائم بنهضته |
|
حتى أقام الدين بعد كبوته |
قامت به قواعد التوحيد |
|
مذ لجأت بركنها الشديد |
وأصبحت قويمة البنيان |
|
بعزمه عزائم القرآن |
غدت به سامية القباب |
|
معاهد بالسنة والكتاب |
أفاض كالحيا على الوراد |
|
ماء الحياة وهو ظامئ صاد |
وكظة الظما وفي طي الحشا |
|
ري الورى والله يقضي ما يشا |
والتهبت أحشاءه من الظما |
|
فأمطرت سحائب القدس دما |
وقد بكته والدموع حمر |
|
بيض السيوف والرماح السمر |
تفطر القلب من الظما وما |
|
تفتر العزم ولا تثلما |
ومن يدك نوره الطور فلا |
|
يندك طود عزمه من البلا |
تعجب من ثباته الأملاك |
|
ومن تجولاته الأفلاك |
لا غرو أنه ابن بجدة اللقا |
|
قد ارتقى في المجد خير مرتقى |
شبل علي وهو ليث غابه |
|
لا بل كان الغاب في إهابه |
كراته في ذلك المضمار |
|
تكور الليل على النهار |
وعضبه صاعقة العذاب |
|
على بقايا بدر والأحزاب |
سطا بسيفه ففاضت الربى |
|
بالدم حتى بلغ السيل الزبى |
فرق جمع الكفر والضلال |
|
لجمع شمل الدين والكمال |
أنار بالبارق وجه الحق |
|
وفي وميضه رموز الصدق |
حتى تجلى الدين في جماله |
|
يشكر فعله لسان حاله |
قام بحق السيف بل أعطاه |
|
ما ليس يعطي مثله سواه |
كان منتضاه محتوم القضا |
|
بل القضا في حد ذاك المنتهى |
كأنه طير الفنا رهيفه |
|
يقضي على صفوفهم رفيفه |
أو صرصر في يوم نحس مستمر |
|
كأنهم أعجاز نخل منقعر |
أو بصريره كريح عاتية |
|
كأنهم أعجاز نخل خاوية |
وفي المعالي حقها لما علا |
|
على العوالي كالخطيب في الملا |
يتلو كتاب الله والحقائق |
|
تشهد أنه الكتاب الناطق |
قد ورث العروج في الكمال |
|
جده لكن على العوالي |
من هي العوالي وهي المعالي |
|
والخير كل الخير في المآل |
هو الذبيح في منى الطفوف |
|
لكنه ضريبة السيوف |
هو الخليل المبتلى بالنار |
|
والفرق كالنار على المنار |
نوح ولكن أين من طوفانه |
|
طوفانه فليس من أقرانه |
تالله ما ابتلى نبي أو ولي |
|
في سالف الدهر بمثل ما ابتلى |
له مصائب تكل الألسن |
|
عنها فكيف شاهدتها الأعين |
أعظمها رزأ على الاسلام |
|
سبي ذراري سيد الأنام |
ضلالة لا مثلها ضلالة |
|
سبي بنات الوحي والرسالة |
وسوقها من بلد إلى بلد |
|
بين الملا أشنع ظلم وأشد |
وأفظع الخطوب والدواهي |
|
دخولها في مجلس الملاهي |
ولدغ حية لها بريقها |
|
دون وقوفها لدى طليقها |
ويسلب اللب حديث السلب |
|
يا ساعد الله بنات الحجب |
تحملت أمية أوزارها |
|
وعارها مذ سلبت إزارها |
وكيف يرجى الخير من خمارها |
|
تبت يد مدت إلى خمارها |
وأدركت من النبي ثارها |
|
وفي ذراريه قضت أوتارها |
واعجبا يدرك ثار الكفرة |
|
من أهل بدر بالبدور النيرة |
فيا لثارات النبي الهادي |
|
بما جنت به يد الأعادي |
ومن لها إلا الإمام المنتظر |
|
أعزه الله بفتح وظفر |