قتلى اهل الشام
عدد القتلي في صفين
*- اختلف المؤرخون في عدد القتلى في صفين المشهور أنّ القتلى من أهل العراق خمسة وعشرون ألفاً ، ومن أهلالشام خمسة وأربعون ألفاًوعن ابن أبى شيبة ـ : خمسون ألفاً من أهل الشام ،وعشرون ألفاً من أهل العراق وعن يحيي بن معين : من أهل العراق عشرون ألفاً ، ومن أهل الشام تسعون ألفاً ،ومجموع منقتل بها من الفريقين ـ فى مائة يوم وعشرة أيام ـ مائة ألف وعشرةآلاف([1])
*ـ فيأنساب الأشراف : كان علىّعليه السلام بصفّين فى خمسين ألفاً ،ويقال : فى مائة ألف . وكان معاوية فى سبعين ألفاً ، ويقال : فى مائة ألف . فقُتلمن أهل الشام خمسة وأربعون ألفاً ، ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفاً([2])
*ـ فيمعجم البلدان : قتل فى الحرب بينهما سبعونألفاً ، منهم من أصحاب علىّ خمسة وعشرون ألفاً ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفاً، وقتل مع علىّ خمسة وعشرون صحابيّاً بدريّاً ، وكانت مدّة المقام بصفّين مائة يوموعشرة أيّام ، وكانت الوقائع تسعين وقعة([3])
*ـ عن الحسن بن عثمان عن عدّة من الفقهاءوأهل العلم : كانت وقعة صفّين بين علىّ ومعاوية ، فقُتلت بينهما جماعة كبيرةيقال : إنّهم كانوا سبعين ألفاً فى صَفَر ، ويقال : فى ربيع الأوّل ، منهم من أهلالشام خمسة وأربعون ألفاً ، ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفاً ، وكان ممّن عُرف منأشراف الناس عمّار بن ياسر([4])
*ـ عن يحيي بن معين : إنّ عدّة مَنقُتل بها من الفريقين ـ فى مائة يوم وعشرة أيّام ـ مائة ألف وعشرة آلاف من الناس ; من أهل الشام تسعون ألفاً ، ومن أهل العراق عشرون ألفاً([5])
*- قال قتادة : قتلى يوم صفين ستون ألفا وقال ابن سيرين : سبعون ألفا . وهو المذكور في أنساب الأشراف وصنعوا على كل قتيل قصبة ثم عدوا القصب([6])
قتل حريث مولى معاوية
*- قال نصر بن مزاحم المنقري : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : نادى حريث مولى معاوية هذا اليوم ، وكان شديدا ذا بأس ، فقال : يا على ، هل لك في المبارزة ، فأقدم أبا حسن إذا شئت . قأقبل على وهو يقول :
نحن لعمر الله أولى بالكتب
|
|
أنا على وابن عبد المطلب
|
أهل اللواء والمقام والحجب
|
|
منا النبي المصطفى غير كذب
|
يأيها العبد الغرير المنتدب
|
|
نحن نصرناه على جل العرب
|
|
|
أثبت لنا يأيها الكلب الكلب
|
قتل عمرو بن حصين السكسكي
*- عن جابر ، عن تميم قال : فلما قتل على حريثا برز عمرو بن حصين السكسكي فنادى : يا أبا حسن هلم إلى المبارزة . فأنشأ على يقول :
وعن يمينى مذحج القماقم
|
|
ما علتى وأنا جلد حازم
|
والقلب حولي مضر الجماجم
|
|
وعن يسارى وائل الخضارم
|
مشى الجمال البزل الخلاجم
|
|
وأقبلت همدان في الخضارم
|
لا أنثنى إلا برغم الراغم
|
|
أقسمت بالله العلى العالم
|
الطيب بن الطيب والطيب بن الخبيث
*- عن جابر ، عن تميم قال : نادى منادى أهل الشام : ألا إن معنا الطيب ابن الطيب ، عبيد الله بن عمر . فقال عمار بن ياسر : بل هو الخبيث ( ابن الطيب ) . ونادى منادى أهل العراق : ألا إن معنا الطيب ابن الطيب ، محمد بن أبى بكر . فنادى منادى أهل الشام : بل هو الخبيث ابن الطيب . وفي حديث : فقال عقبة بن سلمة أخو بنى رقاش ([9]) من أهل الشام ، وكان بصفين تل يلقى عليه جماجم الرجال ( وكان يدعى تل الجماجم ) ، فقال :
وأمنع منهم يوم تل الجماجم
|
|
لم أر فرسانا أشد بديهة
|
نعام تلاقى في فجاج المخارم
|
|
غداة غدا أهل العراق كأنهم
|
ململمة في البيض شمط المقادم
|
|
إذا قلت قد ولوا أنابت كتيبة
|
|
|
وقالوا لنا : هذا على فبايعوا
|
تدافعهم فرساننا بالتزاحم
|
|
وثرنا إليهم بالسيوف وبالقنا
|
وقد كان معاوية نذر في سبى نساء ربيعة وقتل المقاتلة ، فقال في ذلك خالد بن المعمر :
ودون الذى ينوى سيوف قواضب
|
|
تمنى ابن حرب نذرة في نسائنا
|
بنى هاشم قول امرئ غير كاذب
|
|
ونمنح ملكا أنت حاولت خلعه
|
وقال أيضا :
لا يستبين لها أنف ولا ذنب
|
|
وفتنة مثل ظهر الليل مظلمة
|
وقد تحير فيها سادة عرب
|
|
فرجتها بكتاب الله فانفرجت
|
وقال شبث بن ربعى :
لدن غدوة حتى هوت لغروب
|
|
وقفنا لديهم يوم صفين بالقنا
|
وقد أرضت الأسياف كل غضوب
|
|
و ولى ابن حرب والرماح تنوشه
|
على كل محبوك السراة شبوب
|
|
نجالدهم طورا وطورا نصدهم
|
لوائحها بين الكماة ، لعوب
|
|
بكل أسيل كالقراط ، إذا بدت
|
|
|
نجالد غسانا وتشقى بحربنا
|
إذا غشى الآفاق نفح جنوب
|
|
فلم أر فرسانا أشد حفيظة
|
وكل حديد الشفرتين قضوب
|
|
أكر وأحمى بالغطاريف والقنا
|
وقال ابن الكؤاء :
نصيحة ناصح فوق الشقيق
|
|
ألا من مبلغ كلبا ولخما
|
كباز حاد عن وضح الطريق
|
|
فإنكم وإخوتكم جميعا
|
|
|
وبعتم دينكم برضاء عبد
|
|
|
وقمتم دوننا بالبيض صلتا
|
يضئ لدى الغبار من البريق
|
|
وساروا بالكتائب حول بدر
|
يعنى بالبدر عليا .
حتى إذا كان يوم الخميس التاسع من صفر ، خطب الناس معاوية وحرضهم وقال : إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون ، وحضركم ما قد حضركم . فإذا نهدتم إليهم إن شاء الله فقدموا الدارع ، وأخروا الحاسر ، وصفوا الخيل مجنبين ، وكونوا كقص الشارب وأعيرونا جماجمكم ساعة ، فإنما هو ظالم أو مظلوم . وقد بلغ الحق مقطعه ، والناس على تعبئة أخرى ([14])
شعر كعب في قتل غبيد الله بن عمر
*- نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الشعبى قال : فعند ذلك يقول كعب بن جعيل التغلبي في قتل عبيد الله بن عمر :
بصفين أجلت خيله وهو واقف
|
|
ألا إنما تبكى العيون لفارس
|
وأى فتى لو أخطأته المتالف
|
|
تبدل من أسماء أسياف وائل
|
يمج دماه والعروق نوازف
|
|
تركن عبيد الله بالقاع مسلما
|
كما لاح في حبيب القميص الكفائف
|
|
ينوء وتغشاه شآبيب من دم
|
وأقبلن شتى والعيون ذوارف
|
|
دعاهن فاستسمعن من أين صوته
|
لدى الموت شهباء المناكب شارف
|
|
وقد صبرت حول ابن عم محمد
|
وحتى أتيحت بالأكف المصاحف
|
|
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم
|
إذا اجتنحت للطعن طير عواكف
|
|
بمرج ترى الرايات فيه كأنها
|
|
|
جزى الله قتلانا بصفين خير ما
|
قتل ذي الكلاع
*- نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : سمعت الشعبى يذكر أن صعصعة قال : عبأ لمذحج ولبكر بن وائل ذو الكلاع وعبيد الله ، فأصابوا ذا الكلاع وعبيد الله ، فاقتتلوا قتالا شديدا . قال : وشدت عك ولخم وجذام والأشعرون من أهل الشام ، على مذحج وبكر بن وائل . فقال العكى في ذلك :
لنتركن أمهم تبكى
|
|
ويل لام مذحج من عك
|
فلا رجال كرجال عك
|
|
نقتلهم بالطعن ثم الصك
|
|
|
لكل قرن باسل مصك
|
قال : ونادى منادى مذحج : يال مذحج ، خدموا. فاعترضت مذحج لسوق القوم فكان بوار عامة القوم . وذلك أن مذحج حميت من قول العكى . وقال العكى حين طحنت رحى القوم ، وخاضت الخيل والرجال في الدماء . قال : فنادى : يال مذحج : الله الله : في عك وجذام ، ألا تذكرون الأرحام ، أفنيتم لخم الكرام ، والأشعرين وآل ذى حمام ، أين النهى والأحلام ، هذه النساء تبكى الأعلام .
وقال العكى: يا عك أين المفر ، اليوم تعلم ما الخبر ، إنكم قوم صبر ، كونوا كمجتمع المدر ، لا تشمتن بكم مضر ، حتى يحول الحكر ([16]) ، فيرى عدوكم الغير.
وقال الأشعري: يال مذحج من للنساء غدا إذا أفناكم الردى ، الله الله في الحرمات ، أما تذكرون نساءكم والبنات ، أما تذكرون أهل فارس والروم والأتراك ، لقد أذن الله فيكم بالهلاك : والقوم ينحر بعضهم بعضا ، ويتكادمون بالأفواه . وقال : نادى أبو شجاع الحميرى وكان من ذوى البصائر مع على فقال : يا معشر حمير تبت أيديكم ، أترون معاوية خيرا من على ؟ أضل الله سعيكم . ثم أنت يا ذا الكلاع فوالله إن كنا نرى أن لك نية في الدين . فقال ذو الكلاع : إيها يا أبا شجاع ، والله فاعلمن ما معاوية بأفضل من على ، ولكن إنما أقاتل على دم عثمان . قال : وأصيب ذو الكلاع بعده ، قتلهى خندف بن بكر البكري في المعركة ([17])
قتل عروة بن داود الدمشقي
*- عن جابر عن عامر ، عن صعصعة بن صوحان والحارث بن أدهم وبرز يومئذ عروة بن داود الدمشقي فقال : إن كان معاوية كره مبارزتك يا أبا الحسن فهلم إلى . فتقدم إليه على فقال له أصحابه : ذر هذا الكلب فإنه ليس لك بخطر. فقال : والله ما معاوية اليوم بأغيظ لى منه . دعوني وإياه . ثم حمل عليه فضربه فقطعه قطعتين ، سقطة إحداهما يمنة والأخرى يسرة ، فارتج العسكران لهول الضربة ، ثم قال : اذهب يا عروة فأخبر قومك . أما والذى بعث محمدا بالحق لقد عاينت النار وأصبحت من النادمين . وقال ابن عم لعروة : واسوء صباحاه ، قبح الله البقاء بعد أبى داود . ثم أنشأ يقول في ذلك :
تام يوم الكريهة الشنعاء
|
|
فقدت عروة الأرامل والأي
|
كل يوم العظيمة النكباء
|
|
كان لا يشتم الجليس ولا ين
|
ن أبى طالب ومن علياء
|
|
آمن الله من عدى ومن اب
|
وام يوم العجاج والترباء
|
|
يالعينى ألا بكت عروة الأق
|
مر من يثرب وأهل قباء
|
|
فليبكيه نسوة من بنى عا
|
دة وابن القماقم النجباء
|
|
رحم الله عروة الخير ذا النج
|
|
|
أرهقته المنون في قاع صفين
|
ومن التابعين والنقباء
|
|
غادرته الكماة من أهل بدر
|
وقال عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري :
إذ تقحمت في حمى اللهوات
|
|
عرو يا عرو قد لقيت حماما
|
ضيغما في أياطل الحومات
|
|
أعليا ، لك الهوان ، تنادى
|
لمين ما إن يهوله المتلفات
|
|
إن لله فارسا كأبى الشب
|
خير يرجو الثواب بالسابقات
|
|
مؤمنا بالقضاء محتسبا بال
|
لا ولا ما يجى به الآفات
|
|
ليس يخشى كريهة في لقاء
|
وضراب المقامع المحميات
|
|
فلقد ذقت في الجحيم نكالا
|
أن يكون القتيل بالمقفرات
|
|
يا ابن داود قد وقيت ابن هند
|
قال : وحمل ابن عم أبى داود على على فطعنه فضرب الرمح فبراه ، ثم قنعه ضربة فألحقه بأبى داود ، ومعاوية واقف على التل يبصر ويشاهد ، فقال : تبا لهذه الرجال وقبحا ، أما فيهم من يقتل هذا مبارزة أو غيلة ، أو في اختلاط الفيلق وثوران النقع . فقال الوليد بن عقبة : ابرز إليه أنت فإنك أولى الناس بمبارزته . فقال : والله لقد دعاني إلى البراز حتى استحييت من قريش ، وإنى والله لا أبرز إليه ، ما جعل العسكر بين يدى الرئيس إلا وقاية له . فقال عتبة ابن أبى سفيان : الهوا عن هذا كأنكم لم تسمعوا نداءه ، فقد علمتم أنه قتل حريثا وفضح عمرا ، ولا أرى أحدا يتحكك به إلا قتله . فقال معاوية لبسر ابن أرطاة أتقوم لمبارزته ؟ فقال : ما أحد أحق بها منك ، وإذا أبيتموه فأنا له . فقال له معاوية : أما إنك ستلقاه في العجاجة غدا في أول الخيل . وكان عند بسر بن أرطاة ابن عم له قد قدم من الحجاز يخطب ابنته فأتى بسرا فقال له : إنى سمعت أنك وعدت من نفسك أن تبارز عليا . أما تعلم أن الوالى من بعد معاوية عتبة ، ثم بعده محمد أخوه ، وكل من هؤلاء قرن لعلى ، فما يدعوك إلى ما أرى . قال : الحياء ، خرج منى كلام فأنا أستحيى أن أرجع عنه . فضحك الغلام وقال في ذلك :
وإلا فإن الليث للضبع آكل
|
|
تنازله يا بسر إن كنت مثله
|
بآثاره في الحرب أو متجاهل
|
|
كأنك يا بسر بن أرطاة جاهل
|
وليس سواء مستعار وثاكل
|
|
معاوية الوالى وصنواه بعده
|
على فلا تقربه ، أمك هابل
|
|
أولئك هم أولى به منك إنه
|
وفي سيفه شغل لنفسك شاغل
|
|
متى تلقه فالموت في رأس رمحه
|
ولا قبله في أول الخيل حامل
|
|
وما بعده في آخر الحرب عاطف
|
فقال بسر : هل هو إلا الموت ، لابد والله من لقاء الله تعالى . فغدا على عليه السلام منقطعا من خيله ومعه الأشتر ، وهو يريد التل وهو يقول :
ثم ابرزوا إلى الوغى أو أدبروا
|
|
إنى على فاسألوا لتخبروا
|
منا النبي الطيب المطهر
|
|
سيفى حسام وسناني أزهر
|
له جناح في الجنان أخضر
|
|
وحمزة الخير ومنا جعفر
|
هذا وهذا وابن هند مجحر
|
|
ذا أسد الله وفيه مفخر
|
|
|
مذبذب مطرد مؤخر
|
فاستقبله بسر قريبا من التل وهو مقنع في الحديد لا يعرف ، فناداه : ابرز إلى أبا حسن . فانحدر إليه على تؤدة غير مكترث ، حتى إذا قار به طعنه وهو دارع ، فألقاه على الأرض ، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه ، فاتقاه بسر بعورته وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه ، فانصرف عنه على عليه السلام مستدبرا له ، فعرفه الأشتر حين سقط فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا بسر بن أرطاة ، عدو الله وعدوك . فقال : دعه عليه لعنة الله ، أبعد أن فعلها . فحمل ابن عم لبسر شاب على على عليه السلام وهو يقول :
أرديت شيخا غاب عنه ناصره
|
|
أرديت بسرا والغلام ثائره
|
|
|
وكلنا حام لبسر واتره
|
فحمل عليه الأشتر وهو يقول :
وعورة وسط العجاج ظاهره
|
|
أكل يوم رجل شيخ شاغره
|
عمرو وبسر رميا بالفاقره
|
|
تبرزها طعنة كف واتره
|
فطعنه الأشتر فكسر صلبه ، وقام بسر من طعنة على موليا وولت خيله ، وناده على : يا بسر ، معاوية كان أحق بهذا منك. فرجع بسر إلى معاوية ، فقال له معاوية : ارفع طرفك قد أدال الله عمرا منك . فقال في ذلك النضر بن الحارث :
له عورة وسط العجاجة باديه
|
|
أفى كل يوم فارس تندبونه
|
ويضحك منها في الخلاء معاويه
|
|
يكف بها عنه علي سنانه
|
وعورة بسر مثلها حذو حاذيه
|
|
بدت أمس من عمرو فقنع رأسه
|
سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه
|
|
فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا
|
هما كانتا والله للنفس واقيه
|
|
ولا تحمدا إلا الحيا وخصا كما
|
وتلك بما فيها عن العود ناهيه
|
|
فلولا هما لم تنجوا من سنانه
|
وفيها علي فاتركا الخيل ناحيه
|
|
متى تلقيا الخيل المشيحة صبحة
|
وخمى الوغى إن التجارب كافيه
|
|
وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا
|
فعودا إلى ما شئتما هي ماهيه
|
|
وإن كان منه بعد في النفس حاجة
|
قتل كريب بن الصباح
*- عن جابر ، عن الشعبى ، عن صعصعة بن صوحان ذكر أن على بن أبى طالب صاف أهل الشام ، حتى برز رجل من حمير من آل ذى يزن ، اسمه كريب بن الصباح ، ليس في أهل الشام يومئذ رجل أشهر شدة بالبأس منه . ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه المرتفع بن الوضاح الزبيدى ، فقتل المرتفع . ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه الحارث بن الجلاح فقتل ؟ ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه عائذ بن مسروق الهمداني فقتل عائذا ثم رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض ، ثم قام عليها بغيا واعتداء ، ثم نادى : هل بقى من مبارز ؟ فبرز إليه على ثم ناداه : ويحك يا كريب ، إنى أحذرك الله وبأسه ونقمته ، وأدعوك إلى سنة الله وسنة رسوله ، ويحك لا يدخلنك ابن آكلة الأكباد النار . فكان جوابه أن قال : ما أكثر ما قد سمعنا هذه المقالة منك ، فلا حاجة لنا فيها . أقدم إذا شئت . من يشترى سيفى وهذا أثره ؟ فقال عليه عليه السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربة خر منها قتيلا يتشحط في دمه . ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه الحارث بن وداعة الحميرى فقتل الحارث . ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه المطاع بن المطلب القينى ، فقتل مطاعا ثم نادى : من يبرز ؟ فلم يبرز إليه أحد . ثم إن عليا نادى : يا معشر المسلمين ، (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) . ويحك يا معاوية هلم إلى فبارزني ولا يقتلن الناس فيما بيننا . فقال عمرو : اغتنمه منتهزا ، قد قتل ثلاثة من أبطال العرب ، وإنى أطمع أن يظفرك الله به . فقال معاوية : ويحك يا عمرو ، والله إن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدى ، اذهب إليك ، فليس مثلى يخدع .
وقال المخارق بن الصباح الحميرى في ذلك ، وقد قتل إخوة له ثلاثة وقتل أبوه وكان من أعلام العرب . فقال وهو يبكى على العرب :
بالنور والسبع الطباق والحجب
|
|
أعوذ بالله الذى قد احتجب
|
لا تبكين عين على من قد ذهب
|
|
أمن ذوات الدين منا والحسب
|
|
|
ليس كمثل الله شئ يرتهب
|
والمطعمين الصالحين في السغب
|
|
القائلين الفاعلين في التعب
|
|
|
|
أنسابالأشراف : ٣ / ٩٨ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٠٥ عن الهيثم بن عدى والشرقى بن القطامى وأبىمخنف ، معجم البلدان : ٣ / ٤١٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٧٥ عن ابن سيرين وسيف ; وقعة صفّين : ٥٥٨، . العقد الفريد : ٣ / ٣٣٧([1]) .
أنساب([2])الأشراف : ٣ / ٩٧
([3])معجم البلدان : ٣ / ٤١٤
تهذيب الكمال : ٢١ / ٢٢٦ / ٤١٧٤([4]) .
([5])مروج الذهب : ٢ / ٤٠٤
مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 363
([6])
([7])وقعة صفين ص 272 ، شرح نهج البلاغة ج 5 ص 215
([8])وقعة صفين ص 273
([9]) في شرح النهج : عقبة بن مسلم الرقاشى
([10]) في شرح النهج : فقلنا صه بل بالسيوف
([11])غير طلوب : أي قريب سهل المنال . وأصله من قولهم (بئر طلوب ) أي بعيدة الماء
([12])العبد : العبيد ، والأصل فيه ضم الباء ، وسكنها للشعر .
([13])المصانع : الفرس الذى لا يعطيك جميع ما عنده من السير ، له صون يصونه ، فهو يصانعك ببذله سيره والفنيق : الفحل المكرم
([14])وقعة صفين ص 293 ، شرح نهج البلاغة ج 5 ص 230 ، بحار الأنوار ج 32 ص 466
([15])وقعة صفين ص 298
([16]) الحكر في لغةاهل عك الحجر
([17])وقعة صفين ص 301 ، شرح نهج البلاغة ج 5 ص 237
([18])الجرباء : الأرض الممحلة المقحوطة
([19]) وقعة صفين 458، شرح نهج البلاغة ج 8 ص 94
([20])أراد لا تهلكن ، فحذف نون التوكيد الحقيقة ، وأبقى الفتحة قبلها تدل عليها
([21]) المعتصب : وصف من قولهم يوم عصيب أي شديد
([22])وقعة صفين ص 315 ، شرح نهج البلاغة ج 5 ص 249