العتبة العلوية المقدسة - جروة بنت مرّة بن غالب التميمية -
» » سيرة الإمام » اصحاب الامام علي عليه السلام » النساء » جروة بنت مرّة بن غالب التميمية

 

جروة بنت مرّة بن غالب التميمية
من ربات الفصاحة، والبلاغة، والأدب، والتشيع لأميرالمؤمنين (عليهالسلام)، وكانت مجاورة بمكة.
جروة بنت غالب التيميّة . متكلّمة ، عارفة بأنساب العرب ، موالية لأمير المؤمنين عليه السلام ، وقد مدحته وأثنت عليه أمام معاوية بن أبي سفيان عندما سألها عنه .
قال ابن طيفور في بلاغات النساء : حدّثنتا العباس بن بكّار ، قال : حدّثني عبدالله بن سليمان المديني ، عن أبيه ، وسهل التيمي عن أبيه ، عن عمّته ، قالت : احتجم معاوية بمكة ، فلمّا
أمسى أرق أرقاً شديداً ، فأرسل إلى جروة بنت غالب التميميّة ، وكانت مجاورة بمكة ، وهي من بني أسيد بن عمرو بن تميم ، فلمّا دخلت قال لها : مرحباً يا جروة ، أزعجناك قالت : إي والله ، لقد طرقتَ في ساعة ما طُرق فيها الطير وكره ، فأرعب قلبي وأرعب صبياني ، وأفزع عشيرتي ، وتركتُ بعضهم يموج في بعض ، يتراجعون القول ويديرون الأمر ، ويرصدون الكلام خشية منك وخوفاً عليّ .
فقال : ليسكن روعك ، ولتطب نفسكِ ، فإنّ الأمر على خلاف ما ظننتِ ، إنّي احتجمت فأعقبني ذلك أرقاً ، فأرسلتُ إليك تخبريني عن قومكِ .
قالت : عن أي قومي تسألني ؟
قال : عن بني تميم .
قالت : هم أكثر الناس عدداً ، وأوسعهم بلداً ، وأبعدهم أمداً ، هم الذهب الأحمر والحسب الأفخر .
قال : صدقتِ ، فنزّليهم لي .
قالت : أمّا بنو عمرو بن تميم ، فأصحاب بأس ونجدة ، وتحاشد وشدّة ، لا يتخاذلون عن اللقاء ، ولا يطمع فيهم الأعداء ، سلمهم فيهم وسيفهم على عدوهم .
قال : صدقتِ ، ونِعم القول لأنفسهم .
قالت : وأمّا بنو سعد بن زيد مناة ، ففي العدد الأكثرون ، وفي النسب الأطيبون ، يضرون إن غضبوا ، ويدركون إن طلبوا ، أصحاب سيوف وحجف ، ونزّال وزلف ، على أنّ بأسهم فيهم وسيفهم عليهم .
وأمّا حنظلة ، فالبيت الرفيع ، والحسب البديع ، والعزّ المنيع ، المكرمون للجار ، والطالبون بالثار ، والناقضون للأوتاد .
قال : إنّ حنظلة شجرة تفرّع .
قالت : صدقتَ يا أمير المؤمنين ، وأمّا البراجم : فأصابع مجتمعة ، وكفّ ممتنعة .
وأمّا طهية : فقوم هوج ، وقرن لجوج.
وأمّا بنو ربيعة : فصخرة صمّاء ، وحيّة رقشاء ، عزّهم لغيرهم ، ويفخرون بقومهم .
وأمّا بنو يربوع : ففرسان الرماح ، واُسود الصباح ، يعتقون الأقران ، ويقتلون الفرسان .
وأمّا بنو مالك : فجمع غير مفلول ، وعزّ غير مجهول ، ليوث هرّارة ، وخيول كرّارة
وأمّا بنو دارم ، فكرم لا يُدانى ، وشرف لا يُسامى ، وعزّ لا يُوازى .
قال : أنتِ أعلم الناس بتميم ، فكيف علمك بقيس ؟
قالت : كعلمي بنفسي .
قال : فخبرّيني عنهم .
قالت : أمّا غطفان ، فأكثر سادة ، وأمنع قادة .
وأمّا فزارة ، فبيتها المشهور ، وحسبها المذكور .
وأمّا ذيبان ، فخطباء ، شعراء ، أعزّة أقوياء .
وأمّا عبس : فجمرة لا تُطفأ ، وعقبة لا تُعلى ، وحيّة لا تُرقى .
وأمّا هوازن : فحلم ظاهر ، وعزّ قاهر .
وأمّا سليم : ففرسان الملاحم ، واُسود ضراغم .
وأمّا نمير : فشوكة مسمومة ، وهامة مذمومة ، وراية ملمومة .
وأمّا هلال : فإسم فخر ، وعزّ قوم .
وأمّا بنو كلاب : فعدد كثير ، وفخر أثير .
قال : لله أنتِ ، فما قولك في قريش ؟
قالت : يا أمير المؤمنين هم ذروة السنام ، وسادة الأنام ، والحسب القمقام .
قال : فما قولكِ في علي ؟
قالت : حاز والله في الشرف حدّاً لا يُوصف ، وغاية لا تُعرف ، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي ممّا أتخوّف .
قال : فعلتُ ، وأمر لها بضيعة نفسية غلّتها عشرة آلاف درهم.
 (أعلام النساء 1/ 191. أعيان الشيعة 15/ 215. بلاغات النساء / 73.)