العتبة العلوية المقدسة - صبيحة الهجرة -
» » سيرة الإمام » استشهاد الامام علي عليه السلام » محاولات اغتيال امير المؤمنين » صبيحة الهجرة

 

صبيحة الهجرة
 
لما وصل رسول الله صلى الله عليه واله  الى قبا كتب الى امير المؤمنين عليه السلام  بامره بالسير اليه ، والمهاجرة هو ومن معه وكان علي عليه السلام  بعد ان توجه رسول الله، قام صارخا بالابطح ينادي من كان له قبل محمد رسول الله صلى الله عليه واله  امانة فليأت نرد اليه امانته .
فاحتال المشركون هذه المرة من جديد للغدر بامير المؤمنين عليه السلام   وحبسه بمكة ليتسنى لهم قتله اذ ان عمر بن وائل الثقفي امر حنظلة بن ابي سفيان ان يدعي على علي عليه السلام  ثمانين مثقالا من الذهب الاحمر وانها كانت وديعة عند محمد صلى الله عليه واله  وانه هرب من مكة ، وانت وكيله ، فان طلب منه الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه واعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب منها قلادة عشرة مثاقيل ، فجاء وادعى على علي عليه السلام  فاظهر الودائع كلها ورأى اسماء اصحابها ، ولم يكن لما ذكره عمير خبر فنصح له نصحا كثيرا فقال :
- ان لي من يشهد بذلك وهو ابو جهل وعكرمة وعقبة بن ابي معيط وابو سفيان وحنظلة .
فقال : مكيدة تعود الى من دبرها .
ثم امر الشهود ان يقعدوا في الكعبة ثم قال لعمير :
- يا اخ ثقيف اخبرني الان حين دفعت وديعتك هذه الى رسول الله صلى الله عليه واله  اي الاوقات كان ؟
قال : ضحوة نهار ، فاخذها بيده الى عنده .
ثم استدعى بابي جهل [ لعنه الله ] وسأله عن ذلك ؟
قال : مايلزمني ذلك .
ثم استدعى بابي سفيان وسأله ؟
قال : دفعها عند غروب الشمس واخذها من يده وتركها في كمه .
ثم استدعى بحنظلة وسأله عن ذلك فقال :
- كان ذلك عند وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه الى وقت انصرافه .
ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك ؟
فقال تسلمها بيده وانفذها في الحال الى داره وكان وقت العصر .
ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك فقال :
كان عند بزوغ الشمس اخذها فانفذها من ساعته الى بيت فاطمة .
ثم اقبل الى عمير وقال له : اراك قد اصفر لونك وتغيرت احوالك ؟
قال : اقول الحق ولايفلح غادر ، وبيت الله ماكان لي عند محمد صلى الله عليه واله  وديعة ، وانهما حملاني على ذلك وهذه دنانير وعقد هند عليها اسمها مكتوب .
 
ثم قال علي عليه السلام  ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار ، فاخذه وقال اتعرفون هذا السيف ؟ فقالوا : هذا لحنظلة فقال : ابو سفيان ، هذا مسروق ، فقال علي عليه السلام  ان كنت صادقا في قولك فما مقل مهلع عبدك الاسود؟ قال مضى الى الطائف في حاجة لنا .
فقالعليه السلام   هيهات ان تعود تراه ابعث اليه احضره ان كنت صادقا .
فسكت ابو سفيان ، ثم قام علي في عشرة عبيد لسادات قريش فبعثوا بعثة عراقها فاذا العبد مهلع قتيل فامرهم باخراجه، فاخرجوه وحملوه الى الكعبة فسأله الناس عن سبب قتله فقال : ان ابا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثاه على قتلي في الطريق ، ووثب علي ليقتلني فضربت رأسه واخذت سيفه فلما بطلت حيلتهم ارادوا الحيلة الثانية له عليه السلام  في طريق الهجرة([1])
 


([1])الواقدي والطبري .