لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون انه معهم
* عن كامل الزيارة الحسين بن محمد بن عامر عن احمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم عن عمر بن ابان، عن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشاها بحذاجة من استبرق، ويركب فرسا ادهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون انه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله، لا يهوى بها إلى شيء أبداً إلا اهلكه الله فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويُعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر الف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.
قلت: كل من الملائكة؟
قال: نعم، الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم حين اُلقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني اسرائيل، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه واربعة آلاف ملك مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر، واربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام) لم يؤذن لهم في القتال، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ورئيسهم يقال له منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض مريض إلا عادوه، ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (عليه السلام) إلى وقت خروجه صلوات الله عليه.